الفرق بين الفدرالية و اللامركزية الادارية

تمهيد

تختلف نشأة الأنظمة الفيدرالية بعضها عن بعض، والتي تعتبر مرحلة وسطًا بين اللامركزية الإدارية والاتحاد الكونفدرالي. يقوم النظام الفدرالي على توزيع السلطة بين الحكومة المركزية وكيانات سياسية أصغر كالولايات أو الأقاليم. وتعتبر هذه الكيانات وحدات دستورية لكل منها نظام يحدد سلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية.

أما تطبيقات اللامركزية فلها انتشار واسع منذ ثمانينيات القرن الماضي كاستراتيجية فاعلة في مجالات التنمية الإدارية في ظل توسع عملية الديموقراطية خصوصاً على المستويات المحلية من الحكم. وأدى الحديث عن التنمية في السنوات الأخيرة إلى النقاش المستمر حول فاعلية اللامركزية كشرط للوصول إلى التنمية المستدامة وأيضاً كمكون رئيسي من مكونات الحكم الرشيد.

تاريخ الفدرالية ومفاهيمها

يُمكن القول إن الفدرالية وُجدت على أرض الواقع قبل أن ينظر لها الفلاسفة في كتاباتهم، وتالياً فهي تجربة سياسية واجتماعية حية أكثر منها نظرية فلسفية ألهمت خيارات سياسية لاحقا. ففي عام 1291، بدأ مسار كانتونين في سويسرا هما شويز وأنتروالد أسس لاحقاً لقيام الفدرالية السويسرية التي اعتمدت في البداية النظام الكونفدرالي القائم على اتحاد كيانات سياسية مستقلة، وتفويضها صلاحيات سياسية وتنفيذية لحكومة مركزية تُمثل فيها تلك الكيانات. أما الدولة الفدرالية كما هي معروفة اليوم فقامت لأول مرة بموجب دستور الولايات المتحدة الأميركية الصادر في 1787.

في النظام الفدرالي تتوافر الوحدات الفيدرالية على حكومات كاملة الصلاحيات في تدبيرها للشأن المحلي، في حين تؤول للحكومة المركزية السلطات المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاع، كما تتولى جميع الشؤون المالية كتحصيل الضرائب ووضع الميزانية الفدرالية، ويكون للوحدات السياسية الفدرالية نصيب من عائدات الضرائب والنشاط الاقتصادي والاستثماري الذي يتم على أراضيها.

تاريخ اللامركزية ومفاهيمها

اللامركزية هي مصطلح متعدد المعاني ويشمل في داخله العديد من الظواهر. قام العديد من الباحثين مثل رودنيلي عام 1981 مع باحثين آخرين بتعريف اللامركزية من منظورات مختلفة. وبالنظر إلى التعريف في قاموس أكسفورد نجد أن مصطلح اللامركزية يدل على نقل سلطة اتخاذ القرار من الحكومة المركزية إلى أفرعها المحلية.

بحسب تعريف البنك الدولي “اللامركزية تعني إسناد مهام جمع الضرائب ومهام الإدارة السياسية إلى مستويات حكومية أقل وهو مفهوم يستخدم في مختلف أنحاء العالم على مستويات مختلفة ولأسباب مختلفة وبوسائل مختلفة”. في هذا التعريف اعتبر البنك الدولي أن اللامركزية هي ظاهرة سياسية وإدارية وأيضاً اقتصادية. وتالياً يمكن أن يفهم أيضاً أن اللامركزية هي تحرك أو الانتقال من الحالة المركزية مما يعطي انطباعاً أن مفهومي المركزية واللامركزية لا يعنون بالضرورة التضاد الكامل ولا يعنون أيضا وجوب حصرية إستخدام مفهوم واحد فقط منهما. ويمكن أن تجتمع الظاهرتان اللامركزية والمركزية في نظام حكم واحد بحيث إن المهام الإدارية والسياسية للحكومة يمكن أن تتنوع في تطبيق المفهومين.

في اللامركزية لا يوجد نمط واحد بل تختلف الى اربعة انماط مختلفة وهي لامركزية المكاتب حيث تتمثل الحكومة المركزية بالمكاتب المحلية كما يحصل في سريلانكا في بضع الوزارات، التفويض هو شكل يعد أكثر لامركزية من الشكل السابق حيث تنقل الحكومة المركزية مسؤولية إدارة المهام وإتخاذ القرار إلى مؤسسات عامة شبه حكومية أو شبه مستقلة لا تخضع بشكل كامل تحت سيطرة الحكومة لكنها تخضع للمحاسبة من الحكومة بشكل رئيسي. النمط الثالث هو نقل السلطة حيث تنقل الحكومة في هذا الشكل جانباً من سلطة اتخاذ القرار والإدارة والتنفيذ والتمويل لمشاريع معينة أو برامج محددة إلى وحدات شبه مستقلة للحكم المحلي ذات طابع مؤسسي. وأخيراً، الخصخصة بحيث يمكن ان تعتبر نوعاً من أنواع اللامركزية، إلا أن بعض الباحثين لا يعتبر الخصخصة كشكل آخر من أشكال اللامركزية. بحسب تعريف رودينلي (1981) فإن اللامركزية تعني توزيع أدوار ووظائف الحكومة ونقلها إلى منظمات تطوعية أو السماح للقطاع الخاص بإدارتها.

مقاربة بين النظامين اللامركزي والفدرالي

في النظام الفدرالي تحدّد اختصاصات كل من دول الاتحاد الفدرالي والولايات في الدستور الفدرالي، أما في نظام اللامركزية فتحدّد اختصاصات الهيئات المحلية في القانون الاعتيادي.

في النظام الفدرالي يوجد في كل ولاية دستور، وهيئات تشريعية، وتنفيذية، وقضائية مستقلة عن الهيئات الفدرالية، بينما لا يوجد ذلك في النظام اللامركزي.

في النظام الفيدرالي لا تخضع الولايات لرقابة الحكومة الفدرالية، وتباشر اختصاصاتها بموجب الدستور الفدرالي والدستور المحلي للولاية بشكل مستقل، أما في نظام اللامركزية الإدارية فتخضع الولايات لرقابة ووصاية الحكومة المركزية عند مباشرتها أعمالها.

في النظام الفدرالي تتقاسم الولايات مع الحكومة الفدرالية السلطة السياسية، أما في نظام اللامركزية الإدارية فإن الولايات تتقاسم مع الحكومة المركزية الوظيفة الإدارية بمعنى ان من يمارس السلطة المحلية في دولة اللامركزية الادارية هم حكام ثانويون اما الحكام الذين يمارسون السلطة المحلية للدولة الفدرالية فهم حكام بالمعنى الدقيق.

اضافة الى هذين الطرحين بدأ التداول في نماذج جديدة في الحوكمة من خلال ابتكار أنظمة جديدة مزيج من الفدرالية واللامركزية خصوصاً في الدول التي من غير الممكن ان تطبق الفدرالية بشكل كامل فيؤخذ ما هو قابل للتطبيق من النظام الفدرالي وما هو غير قابل للتطبيق يبقى ضمن اطار اللامركزية او المركزية وهذا النموذج يمكن أن نضعه تحت عنوان اللامركزية الإدارية الموسعة.

العائلات الأكثر فقرا بين النقمة و إنتظار الرحمة

في معظم دول العالم تعمد الدولة المركزية الإستفادة من كافة مواردها في العاصمة و خارجها، أما في لبنان العكس لا للإستفادة سوى من موارد العاصمة حتى لو على حساب الوطن بأكمله. تلك السياسات الإنمائية و الإقتصادية و المالية المختلفة أدت نتيجتها إلى توسيع رقعة الفقر على مدى سنوات في المناطق خارج العاصمة و بالأخص شمال لبنان.

أرادت الدولة اللبنانية أن تعطي طرابلس وساما فأصبحت أفقر مدينة على مدن بحر المتوسط و 57 بالمئة من أهلها دون خط الفقر حسب آخر إحصاءات لبرنامج أمم المتحدة، و الرقم إلى مزيد من الإرتفاع في ظل الأجواء السوداوية أيامنا هذه.

هذه الدولة العتية العاطلة عن العمل، أطلقت عام 2007 برنامج دعم العائلات الأكثر فقرا بهبة من البنك الدولي و الحكومتين الكندية و الإيطالية، هذا البرنامج كان في الأساس للعائلات الأكثر حاجة حيث يستفيد منها المواطن من الإستشفاء و المساعدات المدرسية و الإعانات الحياتية.

من المفترض و بشكل تلقائي أن العائلات الأكثر فقرا هي من يجب أن يتم تسجيلها، حيث دخل على هذا البرنامج المحاصصة بكافة جوانبها و حتى الخدمات الإنتخابية حيث يأخذ الميسور من درب الفقير ليستفيد من خدماتها، هناك عائلات ليس لديها مأوى أو مأواها معرض للإنهيار و بالمقابل أشخاص يعيشوا بمناطق على الأقل تعد للطبقة الوسطى و تستفيد من تلك البطاقات على ظهر تلك العائلات.

حتى تسجيل العائلات مركزيا في لبنان و مرتبط بقرار الدوائر المركزية في الوزارة، المراكز المحلية دورها فقط تسجيل من دون أخذ أي قرار مما يعطي الإدارة المركزية التي لا تعرف أحياء الفقراء بالأصل أن تقيم من هو فقير و من لا، إحدى العائلات لا أريد أن أذكرها لكي لا يضعوا فيتو على إسمهم لأن ما زال لهم أملا بأن يقبلوا بهذا البرنامج المتجدد حيث أصبح إسمه “حياة”، قدموا ثلاثة مرات على هذا البرنامج و تم رفضهم، تعيش هذه العائلة بمنطقة باب التبانة في منزل معرض للإنهيار في أي لحظة، أب عاطل عن العمل و لهم ثلاثة أولاد، و في المقابل عائلة لها ضمان إجتماعي حيث رب المنزل يعمل في إحدى مؤسسات الدولة و تم تسجيله بهذا البرنامج.

إنها تعد أبشع أنواع المحسوبيات حيث يستفيد الميسور على ظهر الفقير ببرنامج للعائلات الأكثر فقرا، و يسألون لماذا الشعب ينتفض؟ أنتم من أوصلتم الشعب إلى هنا سياساتكم اللاإنسانية.

هذا البرنامج يجب إعادة النظر بطريقة عمله من التسجيل إلى التنفيذ، أولا يجب أن يتم إعلان و إعلام بوسائل مختلفة عن كيفية التسجيل لأنه حتى اليوم هناك عائلات كثيرة لا تعلم كيفية التسجيل، بدل بذخ وزارة الشؤون لجمعيات زوجات الساسة و دعمها، فليتم التعاون مع المؤسسات المحلية بالإضافة إلى المخاترة و البلديات بهكذا برنامج لأن موظفوا الوزارة في الإدارة المركزية لا يمكنهم أخذ قرارات بقبول و عدم قبول مبني على تقارير يجب أن يتم المشاركة مع لجنة محلية على تواصل مع هذه العائلات و تضع من لهم أولوية في التسجيل، بالإضافة يجب تشكيل لجان محلية بالتنسيق مع الوزارة لتقييم المسجلين و إعادة ترتيب هذا الملف ليستفيد منه فقط من هم الأكثر فقرا ضمن معايير محددة و عادلة.

هذا الموضوع تتحمل مسؤوليته الوزارات المتعاقبة منذ عام 2007 حتى اليوم ليس فقط هذه الوزارة، و مراكز الشؤون المحلية دورها صندوق بريد فقط ليس عليها مسؤولية أساسية، السؤال الذي يطرح نفسه متى ستصبح مؤسسات الدولة تفكر بطريقة إنسانية و تراعي حاجات الفقراء و أولوياتهم بعيدا عن المحسوبيات؟ طبعا إنتفاضة 17 تشرين الأول إن وضع بنك أهداف بطريقة غير عشوائية سوف يكون هذا المسار إطلاق رصاصة في نعش زمن اللانسانية و يتم تصويب هذا المسار.

 

 

سجون لبنان إرهابية

عندما نلفظ كلمة السجن في لبنان، تلقائيا يخطر في بالنا وضع مأساوي و غير إنساني، و عندما نقول إرهاب ليس محصور بأفراد فإنما ممكن أن يكون من مؤسسات أو دولة، ذلك عندما لا تراعي أدنى حقوق الإنسان و يسجن مئات السجناء من دون محاكمات و منهم من يخرج بريء لأسباب مختلفة منها سياسية، منها أمنية و منها إهمال قضائي. هذا عداك عن تقاعس الدولة في تطبيق القانون الوطني لمناهضة التعذيب (قانون رقم 65) حيث يوجد مئات حالات التعذيب و الإعتراف بأمور غير صحيحة تحت ضغط التعذيب.

عدد المساجين في لبنان يفوق 180 في المئة من القدرة الإستعابية للسجون، هذا بحد ذاته إرهاب أي يجلس العشرات في غرفة واحدة، بدل من أن يكون السجن لإصلاح المرتكب فيصبح وكرا لتخريج مجرمين.

إن أردنا التحدث عن وضع المساجين الإنساني فحدث و لا حرج فلكل 3000 سجين لديهم طبيب واحد، هذا حقوق إنسان على طريقة الدولة اللبنانية، أما بخصوص حياة السجين اليومية من ماء و غذاء لا تراعي أدنى معايير حقوق الإنسان، تارة تقطع المياه كمادة لتهديد السجناء، الغذاء لا يراعي الشروط الصحية و غيرها و غيرها.

هذا عدانا عن الفساد داخل السجون أي هناك سجين بسمنة و سجين بزيت، و يستفيد مديرو السجون من منافع شخصية لقاء تقديم بعض الخدمات لبعض المساجين.

الأنظار عادة تتجه إلى سجن رومية و نتحدث عن مأساوية السجن خاصة أنه سجن مركزي و لكن هذا السجن يعد وضعه أفضل بكثير من السجون الأخرى. هناك سجون تحت الأرض حيث لا يوجد أي نور و غير ملائم لأدنى معايير حقوق الإنسان مثل سجن الريحانية، حيث يتآكل البعض من جراء حساسية جلدهم.

عندما يجري الحديث عن حالات تمرد تلقائيا يجري الحديث أن السجناء هم إرهابيون أو ما شابه، و لكن الصحيح هو أن أي شخص يعيش مكان السجناء سوف يتصرف مثلهم أو أكثر و خصوصا ليس لديهم أي شيء يخسروه في ظل هذا الوقع الأليم الذي يعيشون به.

أما في المقلب الآخر، السجن هو مركز لإعادة تأهيل السجين، و للأسف ليس هناك أدنى وسائل التنمية البشرية أو بناء قدرات أو ترفيهية للسجين في لبنان. في بلدان أخرى يتم الإستفادة من هذه الطاقات لأجل تنمية أوطانهم مثل أميركا و الصين و الكثير من الدول الأوروبية أما في لبنان السجن هو معتقل لأجل تدمير السجين على كافة الصعد المعنوية و المالية.

السجون في لبنان هي أحد موارد تحطيم المجتمع اللبناني و إنه يعد قنبلة موقوتة في وجه الوطن بأجمعه، إنها مادة لتعزيز الحقد و التطرف، لذلك إنها دولة تنشأ و تمارس الإرهاب بحق شعبها.

لذا على الدولة إقرار قانون العفو العام و البدأ بورشة إصلاحية شاملة للسجون تراعي شروط حقوق الإنسان، للإنتقال من دولة الإرهاب في السجون إلى دولة الإصلاح و حقوق الإنسان في السجون.

 

 

 

بنك “الطاقة” في لبنان

الكهرباء في لبنان تعد من أكبر المأساة التي مرت و تمر على الشعب اللبناني، إنها عقدة لم يفكها معظم القوى السياسية إستلمت حقيبة وزارة الطاقة منذ إنتهاء الحرب الأهلية حتى اليوم، إنها مورد رزق للمئات و مورد إخضاع و تجويع لمعظم الشعب اللبناني.

لنبدأ بنظرة عامة حول واقع الكهرباء اليوم، فإنتاج لبنان للكهرباء يقدر حوالي 1800 ميغاوات و المشترات من سوريا و تركيا حوالي 500 ميغاوات و حاجة لبنان حاليا حوالي 3500 ميغاوات أي نحن ينقصنا 1700 ميغاوات.

يوجد نوعين من الهدر للطاقة فني حيث يبلغ حوالي 17 بالمئة ذلك بسبب عدم كفاية الطاقة الإنتاجية،استمرار تشغيل المعامل الغازية على الديزل عوضاً عن الغاز الطبيعي و التقادم و قلة الصيانة و غير الفني 18 بالمئة أي بسبب السرقات و التعدي على شبكة الكهرباء.

إن كلفة إنتاج الكيلووات الواحد وفق تقرير لوزارة الطاقة، يبلغ 255 ليرة (63% فيول و37% التوليد)، بينما يكلّف توليد الكهرباء في المعامل الحراريّة كمتوسّط عالمي 62 ليرة.

هكذا، يكلّف الكيلووات اللبناني 4.1 مرّات من نظيره العالمي، بفعل الهدر المستشري في المؤسسة. أمّا تقرير الوزارة، فيعترف مسبقاً بـ40% كنسبة خسائر تقنيّة وغير تقنيّة وفواتير غير محصّلة.

 

التكلفة السنوية للكهرباء في لبنان حوالي ملياري دولار خسارة، و حسب صندوق النقد الدولي إن التكلفة المتراكمة لدعم شركة كهرباء لبنان تعادل نحو 40 بالمئة من إجمالي ديون لبنان أي حوالي 40 مليار دولار، و البنك الدولي يعتبر نقص الكهرباء يأتي في المرتبة الثانية بعد عدم الإستقرار السياسي في عرقلة النشاط التجاري و الإقتصادي و هذا ناهيك عن الأضرار البيئية و الصحية الناتجة عن جراء طريقة إنتاج الطاقة في لبنان.

 

و لكن كل ذلك الأرقام و المصائب التي يدفع ثمنها الشعب اللبناني، تعد نعمة على بعض المستفيدون من تلك الأزمة لأنها ” بنك الطاقة ” لهم.أول مستفيد من تلك الأزمة كارتيل النفط في لبنان الذي يتشارك معه بعض القوى السياسية و النافذة، حيث إستيراد مادة الفيول حوالي ملياري دولار سنويا، فحسب وزارة الطاقة أن 63% من كلفة الإنتاج هي الفيول أي كلفة الإنتاج العالية يعود ربحها لهذا الكارتيل، هذا من ناحية و من ناحية أخرى مافيا المولدات الخاصة حيث يسيطر على معظمها أغلبية القوى السياسية و تجني أرباحا هائلة، تستهلك الفيول أيضا فهنا نتحدث أن هذه الأزمة تفتح الباب أمام هذا الكارتيل أن يستفيد من الدولة و من مافيا المولدات الكهربائية!!

فواقع الكهرباء اليوم هو الأمثل لهذا الكارتيل بحيث يستفيد من هذا الوضع و يفيد معه بعض المتحاصصين و الشركاء و النافذين في الوطن. و هذا عداك عن التلاعب بكمية الفيول التي يتم إستهلاكها و تتقاسم أرباح بين أفراد بنك “الطاقة”.

 

حتى البواخر التي إستوردناها لإنتاج الطاقة  يدفع عليها مبلغ 700 مليون دولار سنويا و من مهام الدولة العمال و الصيانة و “الفيول”، حيث هذا المبلغ فقط لإستئجارها.

أما في المقلب الآخر، جزء من الهدر الغير الفني السرقات التي تغطيها بعض القوى السياسية حيث تعتبر جزء من الخدمات السياسية لمواطنيهم لإعادة إنتخابهم مستقبلا حيث يخدموهم من جيوبهم.

إن حاجة لبنان للطاقة سوف تزداد عام بعد عام و بالتالي نسبة الهدر و خسارة الدولة إلى إزدياد إن بقى الوضع على حاله، و الحلول موجودة لكنها بحاجة إلى إرادة سياسية.

الحل يجب أن يكون على الصعيد الثلاثي: الإنتاج،النقل و التوزيع.على صعيد الإنتاج أهم الحلول بالتوازي مع إنشاء معامل جديدة حيث تكلفة إنشاء معمل جديد حوالي 450 مليون دولار و نحن نستأجر بواخر لإنتاج حوالي 385 ميغاوات فقط، بمبلغ 700 مليون دولار سنويا.  إستبدال مادة الفيول بالغازالطبيعي حيث تكلفته أقل بكثير، يخفض تكلفة الإنتاج التي تعد أكثر بأربع مرات من التسعير العالمية.

الإنتاج أيضا يجب أن لا ينحصر بالمعامل التقليدية، إنما نحن بحاجة أن نبدأ بالإنتقال إلى الطاقة البديلة التي فاتورتها أقل على الصعد المختلفة ماديا و صحيا و بيئيا، تكلفة الميغاوات الواحد من خلال الطاقة الشمسية 8 سنت و الطاقة الهوائية حوالي 12 سنت و نحن ندفع اليوم حوالي 63 سنتا. فلبنان لا يستفيد إلا بخمسة بالمئة من إنتاجه من الطاقة المائية فقط و 53% من إجمالي الغازات الدفينة في لبنان عام 2012 كانت بسبب قطاع الطاقة في لبنان.

أما من ناحية النقل على الدولة إكمال الشبكات و إنشاء جهاز التحكم الوطني للتمكن من تخفيض الهدر الذي صدر قرار بإنشاءه عام 1993 أبان إنشاء و تأهيل قطاع الكهرباء.

و من ناحية التوزيع نحن بحاجة إلى زيادة حلقات المرونة لضبط الهدر الفني و إيقاف الوصلات الغير شرعية المغطاة سياسيا.

الكهرباء في لبنان قابلة أن تربح أو على الأقل لا تخسر و لكن ذلك بحاجة إلى قرار و إرادة.

 

 

 

.

.

 

سجون لبنان بحد ذاتها أعمال شاقة

 

عندما نلفظ كلمة السجن في لبنان، تلقائيا يخطر في بالنا وضع مأساوي و لا إنساني. و في الوقت عينه نتباهى بديمقراطية لبنان، فعن أي ديمقراطية نتحدث؟

عدد المساجين في لبنان يفوق 180 في المئة ، هذا بحد ذاته وضع كارثي أي يجلس العشرات في غرفة واحدة، بدل من أن يكون السجن لإصلاح المرتكب فيصبح وكرا لتخريج مجرمين.

كل 3000 سجين لديهم طبيب واحد فعن أي حقوق إنسان نتحدث؟

هنا عدانا عن الفساد داخل السجون أي هناك سجين بسمنة و سجين بزيت و يستفيد مديرو السجون من منافع شخصية لقاء تقديم بعض الخدمات لبعض المساجين.

الأنظار عادة تتجه إلى سجن رومية و نتحدث عن مأساوية السجن خاصة أنه سجن مركزي و لكن هذا السجن يعد وضعه أفضل بكثير من السجون الأخرى. هناك سجون تحت الأرض حيث لا يوجد أي نور و غير ملائم لأدنى عوامل حقوق الإنسان.

عندما يجري الحديث عن حالات تمرد تلقائيا يجري الحديث أن السجناء هم إرهابيون أو ما شابه و لكن الصحيح هو أن أي شخص يعيش مكان السجناء سوف يتصرف مثلهم أو أكثر و خصوصا ليس لديهم أي شيء يخسروه في ظل هذا الوقع الأليم الذي يعيشون به.

أما في المقلب الآخر، السجن هو مركز لإعادة تأهيل السجين و للأسف ليس هناك أدنى وسائل التنمية البشرية أو بناء قدرات أو ترفيهية للسجين في لبنان. في بلدان أخرى يتم الإستفادة من هذه الطاقات لأجل تنمية أوطانهم مثل أميركا و الصين و الكثير من الدول الأوروبية أما في لبنان السجن هو معتقل لأجل تدمير السجين على كافة الصعد المعنوية و المالية.

و هذا عداك عن ملفات السجناء التي تطول سنوات في القضاء اللبناني، حيث تأخذ المحاكمات وقتا طويلا و تأجيل من بعد تأجيل و ذلك لأسباب مختلفة سوف نكتب مقالا حول ذلك قريبا، فالسجين يظلم في سجنه و محاكمته أحيانا.

في الختام، السجون في لبنان هي أحد موارد تحطيم المجتمع اللبناني و إنه يعد قنبلة موقوتة في وجه الوطن بأجمعه، إننا ننظر إلى دور مهم جدا لوزيرة الداخلية ريا الحسن أن تحسن من واقع السجون في لبنان و ذلك نظرا لنجاحها بملفات مختلفة في مناصبها سابقا.

 

 

 

النظام السياسي في لبنان و مخالفة معايير حقوق الإنسان

إن النظام اللبناني إن نظرنا إليه من الخارج نستمدح به و نتحدث أنه من أكثر الأنظمة الديمقراطية في الشرق الأوسط ، و لكن إن تمعنا به و نظرنا إلى حقيقته و واقعه ، نكاد نخجل أن نقول عنه وطن ديمقراطي و يحترم معايير حقوق الإنسان للأسف، و واجبنا أن نضوي على بعض النقاط المخالفة لهذه المعايير و ذلك لكي نتمكن مستقبلا من تحسن و تطوير نظامنا و الأهم من ذلك هو التنفيذ.

لقد ادخلت على الدستور اللبناني مقدمة تنفيذاً لوثيقة الوفاق الوطني بموجب القانون الدستوري رقم 18، 21/9/1990.

حيث ورد فيها: “لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز او تفضيل” (ف. ج)، “الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية” (ف.د)، “النظام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها” (ف.هـ)، “الغاء الطائفية السياسية هدف وطني اساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية” (ف.ح)، “لا شرعية لاي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك” (ف.ي).

أحد المواطنين توفي بسبب عدم السماح له بدخول المستشفى بسبب إمكانياته المادية

فهنا عن أي عدالة إجتماعية نتحدث أين هي حقوق المواطنين في التعلم و الطبابة المجانية ، أين نحن من ضمان الشيخوخة، أين نحن من تأمين الإستقرار الأمني لمواطنينا، أين إحترام رأي الآخر؟ أين نحن من تطبيق الدستور؟……إلخ

ويبدو من خلال هذه المقدمة الدستورية مدى الالتباس في الاتجاه العام للمشرّع اللبناني، اذ أبقى ضمناً على التمايز بين المواطنين، وولوج باب المساواة، فيما بينهم استناداً للفقرة (ي)، وخلافاً مع ما ورد في الفقرة (ج)، مع انه كرّس مبدأ الغاء الطائفية السياسية بموجب الفقرة (ح)، ادراكاً منه انها تشكل علة هذا الوطن المزمنة، هذا الالتباس، اذا لم نقل التناقض في النصوص، ابقى نسب التذرع بالنص بالعيش المشترك ذريعة يتلطى وراءها كل ذي مصلحة، ويعلن تمسكه بها مظهراً غير ما يضمر. كما ان المادة 19 من الدستور اعطت “الى رؤوساء الطوائف المعترف بها قانوناً في ما يتعلق حصراً بالاحوال الشخصية وحرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية وحرية التعليم الديني”، حق مراجعة المجلس الدستوري في ما يتعلق بمراقبة دستورية القوانين، يضاف لذلك العرف المطبق في لبنان بحصر الرئاسات الثلاث بطوائف معينة، وتقسيم النيابات والوزارات مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

ان تداخل هذه المبادئ بالحياة السياسية اللبنانية، واعتبارها معايير ثابتة بحكم دستوريتها، كان لها تأثيراتها على مجمل الحركة السياسية وتطلعات المواطنين بالانتماء لوطن ودولة، بديلاً عن اي انتماء طائفي او مذهبي او فئوي، قد ادى ليس فقط لتجميد حركة المجتمع في بنيته وتركيبته عند نقطة معينة، بل تعداها الى تكريس الحالة الشاذة والاستثنائية، وتجاوزت الانقسامات الحالة الطائفية الى الاطر المذهبية، مما ادى لاتساع دائرة نطاق التدخل الخارجي من هذه الدولة او تلك، مما فاقم من عمق الشرخ اللبناني، الذي نشهد ترجماته في كل إنتخابات.

و عند كل مفترق طرق نرى الساسة يتلطون وراء طوائفهم ، و هذه السياسة تؤدي إلى إثارة الفتنة و الحقد ضد الفريق الآخر و هذا تجاوز أساسي لحقوق الإنسان و لمبدأ تكريس إحترام الآخر.

علينا أن نعمل جميعا جهدا و جاهدا لكي نتمكن من تحقيق و تطبيق مبدأ حقوق الإنسان في لبنان ، لأنني أعتبره أنه ركن أساسي لتحقيق المواطنة و الإستقرار في وطننا العزيز.

نشابة و وفد من شبكة تطوير الوزارة يزور وزير الشباب و الرياضة العميد الركن عبدالمطلب حناوي

09-09-14-henewiiiiyyyاستقبل وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي الخبير في المجتمع المدني في برنامج تفعيل المشاركة المدنية شادي نشابة يرافقه وفد من شبكة “نحو التطوير والتعاون مع وزارة الشباب والرياضة” التي تضم الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب ممثلة بحسين يزبك وجمعية “نحن” ممثلة بجوانا حمود وجمعية الحداثة برئيسها زاهر عبيد.

 

وبحثوا في أوضاع الشباب ونشاطات الجمعيات وتفعيل مكاتب وزارة الشباب والرياضة في المناطق اللبنانية كافة والروزنامة المستقبلية بين الجمعيات والوزارة لتعزيز السلم الاهلي وتكثيف النشاطات في المناطق.

نشابة ضيفا في مؤتمر إقليمي حول المهارات السياسية

نظم المعهد الديمقراطي الوطني ورشات عمل لمدة خمسة أيام في المغرب تحت عنوان مدارس الحملات الإنتخابية لخمسون ناشط سياسي و حزبي من 11 دولة عربية حيث كان نشابة أحد المدربين في هذه الورشات على مواضيع عدة  حيث استفادوا أيضاً  من خبرته في مجال الانتخابات و المهارات السياسية.

و ختاما بعد الورشات لمدة خمسة أيام تم توزيع الشهادات على المشاركون الذين يمثلون مدراء لحملات إنتخابية في أحزابهم.

 

نشابة خلال مقابلة ال-بي-سي “شباب طرابلس يتحدون الرصاص بالإنماء”

 

قرير قناة ال-بي-سي خلال برنامج خدمة المجتمع في منطقة باب التبانة ضمن مشروع لون الإشتباكات… نود أن نشكر كافة متطوعينا و كل من دعمنا في هذا المشروع … كما نود أن نشكر قناة ال-بي-سي لمواكبتها هذا النشاط مرفق الرابط :

http://www.youtube.com/watch?v=wTh-vhJqxSk

Photo

نشاط في الزاهرية – طرابلس تحت شعار نعم للإنماء لا للعنف

نظمت “يوتوبيا” بالتعاون مع جمعية “المجموعة”  نشاطاً تم فيه دهن جدران المدرسة الإنجيلية في منطقة الزاهرية- طرابلس.

 ضمن برنامج خدمة المجتمع وذلك من ضمن سلسلة أنشطة تقوم بها الجمعية في سبيل تنمية طرابلس

شارك في هذا النشاط ثلاثون متطوعاً ومنهم مجموعة من شباب باب التبانة الذين أرادوا أن يضعوا أيديهم ويتركوأ بصمة في تنمية مناطق طرابلس تحت شعار نعم للإنماء, لا للعنف.

و في ختام النشاط شكر رئيس جمعية يوتوبيا شادي نشابة مدير المجموعة في الشمال عماد العمر على تعاونهم و مساهمتهم و أكد أنه سوف يكون مزيدا من الأنشطة المشتركة ، كما شكر نشابة المتطوعون الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل إنجاح النشاط الذي تحت شعار نعم للإنماء لا للعنف .