التفاؤل السياسي و اليأس الشعبي

راودنا هذا الأسبوع التفاؤل بتشكيل حكومة جديدة و هذا إن حصلت. و ذلك لأسباب مختلفة منها إقليمي و منها محلي، طبعا ما يحدث في سوريا و العراق مرتبط بلبنان و في الوقت عينه هذه الحكومة هي حكومة الإنتخابات المقبلة عام 2022 و حكومة إنتخاب الرئيس المقبل.

و لكن عندما تسأل المواطن اللبناني عن مدى تفاؤله بتشكيل الحكومة فالجواب ما الفرق بين وجود الحكومة و عدمها؟ ما الفرق الذي سوف يحدث إن تم تشكيل حكومة جديدة؟ هل تشكيل الحكومة سوف يخفف من نسبة الفساد في لبنان حيث مرتبتنا 143 من أصل 180؟ و أصبحنا نعد مثلا عن الدول الفاسدة في العالم، أم سوف تخفف من نسبة البطالة حيث 34 بالمئة من الشباب اللبناني عاطل عن العمل، أم سوف تخفف من نسبة الفقر حيث أكثر من ثلث الشعب اللبناني دون خط الفقر!

للأسف وصلنا منذ فترة طويلة إلى مرحلة عدم الثقة بكينونة الدولة، و العلاقة بين المواطن و الدولة و سياسييها هي علاقة مصلحة و ليست ثقة. حيث إن إستمر الواقع كما هو عليه فنحن ذاهبون إلى مزيد من التفكك السياسي، الإقتصادي و الإجتماعي و بالتالي إنتهاء الحلم بالجمهورية اللبنانية التي نحلم بها و نحن على هذا مفترق الطرق.

حلم الشباب الدراسة في الخارج، حلم الأهل أصبح فتح الفرص لأولادهم في الخارج و ممكن أن نصل إلى وقت حلم المستفيدين من الدولة الذهاب إلى الخارج و نحن ما زلنا نتحدث عن لبنان؟ عن أي جمهورية نتحدث هل هي جمهورية الموز أم الخس؟

و لكن يجب أن لا نيأس و أعتقد أنها الفرصة الأخيرة لبناء دولة المؤسسات، الدولة التي بدأ فيها الرئيس فؤاد شهاب و خريطة الطريق تكون من هنا من إستعادة ما بناه.

و إستعادة ما بدأه فؤاد شهاب في هذه المرحلة أصعب لأننا نواجه تحديات مختلفة على كامل الصعد بسبب الأداء السياسي السيء، و ذلك يحتاج إلى قرار و إصرار بالإصلاح ضمن إستراتيجية واضحة، و ليس إلى خطابات مل منها الشعب اللبناني ، تكاتفوا لأجل حماية الجمهورية قبل زوالها و زوالكم و زوالنا جميعا.