منطقة شرق الأوسط و لعبة المحاور

إن سياسة النظام العالمي الجديد مرتكزة على بناء التوازن في منطقة الشرق الأوسط و ذلك لخلق الرعب بين الدول و ذلك لأسباب عدة:

الأول للتحكم بالسياسة في المنطقة و ذلك من خلال سياسة فرق تسد. فعندما تختلف الدول فيما بينها البعض و خصوصا في منطقة الشرق الأوسط يصبح من السهل التدخل في شؤونه و خصوصا عند طلب دولة ما النجدة من الخارج يصبح من البديهي حق لهذه الدولة التدخل بالأمن و السياسة و هكذا بدأت الأمور حتى وصلنا في أيامنا هذه إلى حد الحفاظ على الأنظمة فالأنظمة اليوم محمية من الخارج و أعتبر كل الأنظمة الموجودة اليوم هي أنظمة الحفاظ على النظام و ترضيخ الشعوب لسياساتها الهمجية للأسف.

و الثاني لأسباب إقتصادية، فالدول الحاكمة عالميا تخلق الرعب و الذعر فيما بين الأنظمة و ذلك لبيع الأسلحة مما يرفع من منتوجها الداخلي و يعزز الإقتصاديات العالمية و يعزز قدرة شركات الأسلحة التي تلعب دورا في بناء سياسات الدول و على الصعيد الآخر للسيطرة على الموارد الموجودة في بلداننا للأسف. فعلى سبيل المثال المملكة العربية السعودية صرفت آلاف المليارات من الدولارات على الأسلحة فلولا إستثمر في وطننا العربي نصفهم ألم نكن حلينا مشكلة الفقر و البطالة التي نعاني منها ؟

و الثالث لتضعيف الدول في المنطقة، و ذلك عند حدوث الشرخ الطائفي و العقائدي و الشرخ الثقافي تصبح السياسة في المنطقة مفتة و ذلك يؤدي إلى تقسيم المنطقة و جميع المحاور تلعب دورا في ذلك ، فالمحورين يلعبون نفس الدور و كل محور يريد السيطرة على المنطقة و لا تصدقن أن أحدا يريد تحرير فلسطين أو يريد المصلحة العربية فجميعهم يريدون نفوذ أكبر ليأخذوا حصصا أكبر في المنطقة في بعض الأحيان نرى تنسيق أميركي – إيراني في العراق على سبيل المثال يا لها من سخرية ، و الأنظمة العربية يتدنى نفوذها يوما بعد يوم مما أتاح لتركيا أن تأخذ دورا جديدا في المنطقة، و الحروب الطائفية التي إبتدعت في المنطقة و ذلك للقضاء على الأنظمة و خلق دويلات جديدة و إتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يساهمون فيها.

و في المستقبل سوف نرى معركة فارسية – عثمانية في بلادنا ، إنهم يلعبون دورا في تنويمكم بطريقة مبطنة عليكم أن تكونوا واعيين. لذا دائما أنادي أن لبنان يجب أن يحيد نفسه من هذه الصراعات التي لن تؤدي إلا دمارا للبنان و هو مادة قابلة للإشتعال في كافة الأوقات علينا أن نقف وراء أجهزتنا الأمنية و أن ندعم كل شخص حر و يريد مصلحة لبنان قبل أي مصلحة أخرى