واقع السجون المأساوي… رغم أننا ممكن أن ندعم إقتصادنا من خلاله

سجن رومية

إن وضع السجون في لبنان لا يتطابق أبدا مع حقوق الإنسان ، و المواطن اللبناني و خاصة السجين اللبناني يعاني من هذا الواقع المؤسف.

و مما لا جدال حوله ، أن السجون اللبنانية بحالتها الراهنة ، تنظيماً وواقعاً ، بحاجة لإعادة نظر شاملة وجذرية ، نظراً لحالة التردي التي تعانيها في مختلف المجالات .

فهذا الواقع يلزم بوضع نظام جديد للسجون في لبنان يراعي النظريات الحديثة للعلم الجنائي والهادفة الى تطبيق العقوبة العادلة والضرورية لردع الإجرام وإصلاح مرتكب الجريمة من خلال الأخذ بعين الإعتبار شخصيته الإجتماعية  والإقتصادية والثقافية وظروف إرتكابه لجريمته ، وتوفير التلازم بين العقوبة المقضي بها والتنفيذ من خلال منح سلطة كافية للقضاء لتكييف العقوبة ، وتيسير الوسائل والسبل المناسبة في مكان تنفيذها لإصلاح السجين وإعادة تأهيله تمهيداً لعودة اندماجه في المجتمع عوضاً عن الإقتصاص منه والقضاء عليه معنوياً وجسدياً .

إستند الباحثون في هذا الحقل والساعون لتحقيق هذه الوجهة الى جملة الشرائع الدولية والمواثيق ، من بينها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ” 1948 ” والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ” 1966 ” والإتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملات القاسية واللا إنسانية والمهينة ” 1984 ”  ومبادىء الأمم المتحدة بشأن استقلال السلطة القضائية ” 1985 ” وبشأن دور المحامين ” 1990 ” ووضع مبادىء وقواعد اعتبرت معايير للمحاكمة العادلة . . . وربما أخيراً وليس آخراً اعتماد الدليل لتفعيل القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ، المقرر من قبل المجلس الإقتصادي والإجتماعي عام 1984 ن بناءً على توصيات الأمم المتحدة ، واللجنة الدولية لمنع الجريمة ومكافحتها  .

وبحكم كون لبنان قد ابرم العديد من المواثيق الدولية وأقرّ الفقرة ( ب ) من مقدمة الدستور ” 1990 ” ، يعلن فيها أنه ” عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم مواثيقها والإعلان العالمي لحقـوق الإنسان . وتجـسد الدولة هذه المبادىء في جميع الحقوق والمجالات دون إستثناء “

علماً بأن المشرع اللبناني كان قد سبق له ووضع نص المادة الثانية من قانون أ . م .م والتي أوجبت

على المحاكم ان تتقيد بمبدأ تسلسل القواعد . عند تعارض أحكام المعاهدات الدولية مع أحكام القانون العادي تتقدم في مجال التطبيق الأولى على الثانية”

بناءً على هذه المعطيات يجب إعادة تنظيم السجون ،و وضع تشريع جديد لها يتلاءم مع المواثيق والتشريعات الدولية وإنشاء هيئة لإدارة السجون مرتبطة بوزير العدل ، تنفيذاً لللمرسوم رقم / 17315 / تاريخ 28/8/1964 القاضي بإنشاء هذه الهيئة وللمادة /29/ من المرسوم الإشتراعي رقم /151/ تاريخ 16/9/1983 ” تنظيم وزارة العدل ”  التي نصت على ان تعنى مديرية السجون بشؤون السجناء وبرعايتهم وتأهيلهم . وقد عوّل الإقتراح كثيراً على انشاء هذه الهيئة والحاق السجون بوزارة العدل بدلاً من وزارة الداخلية لغايات وأهداف عدة من بينها الإرتقاء في مجال احترام وتنفيذ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية والمستوى الذي يليق بلبنان كدولة ذي نظام ديمقراطي متحضر .

إن بحث موضوع السجون وتدخل المشترع لوضع صياغة جديدة للقانون لايمكنها ان تكون بمنأىً عن وضع تشريع جديد لأصول المحاكمات الجزائية ، يستوحي بدوره المواثيق الدولية التي ترعى حرية الإنسان وحقوقه ، ويضع حداً للعديد من النصوص في القانون القديم التي تشكل إنتهاكاً لهذه الحقوق .

أحد الزنزانات

فلم تشهد السجون اللبنانية في تاريخها حالة اكتظاظ بالموقوفين والمساجين ، قياساً على ما هو حاصل الأن . وبالعودة الى الإحصاءات المقدمة من وزارة الداخلية الى لجنة حقوق الإنسان النيابية في نهاية تشرين الثاني سنة 2000 ، يتبين وجود 7287 سجيناً في داخلها ، وبتقدير الوزارة أن السعة الإجمالية للسجون بواقعها الراهن هي 3840 شخصاً . ويرى المعنيون بهذا الشأن أن كافة العلاجات الجزئية بتوسيع هذا السجن أو ذاك أو إخلاء جناح يشغله الجيش في سجن روميه ، لا يشكل حلاً بديلاً عن تطبيق المرسوم رقم /8375/ الصادر في 7/5/1996 لبناء ثلاثة سجون في زحلة وطرابلس وصيدا تناهز الكلفة 80 مليار ليرة . وهذا المشروع يحتاج لفترة تنفيذ لا تقل عن اربع سنوات حتى يبصر النور ، عدا عن عدم توفر الأموال لإطلاقه .

وبالعودة الى جدول وزارة الداخلية المنوه عنه اعلاه يتبين انه قسّم السجون على المحافظات الخمس كالآتي :

_ في جبل لبنان :هناك ستة سجون هي سجن روميه وفيه 4760 سجيناً ، سجن

جبيل وفيه 31سجيناً  ، سجن عاليه وفيه 73 سجيناً ، سجن نساء بعبدا وفيه 81 سجينة ، معهد الإصلاح في بعاصير وفيه 55 ومعهد الإصلاح في الفنار وفيه 24. فيكون عدد السجناء في جبل لبنان 5024 سجيناً .

_ في الشمال : ستة سجون هي سجن طرابلس وفيه 755 سجيناً ، سجن حلبا وفيه سجناء 104 ، سجن البترون وفيه 85 سجيناً ، سجن زغرتا وفيه  94سجيناً ، سجن اميون وفيه 70 سجيناً ، وسجن نساء طرابلس وفيه41  سجينة ، فيكون المجموع 1149 سجيناً .

_ في البقاع : خمسة سجون هي سجن زحلة وفيه 204 سجناء ، سجن نساء زحلة وفيه 34 سجينة ، سجن جب جنين وفيه 90سجيناً ، سجن بعلبك وفيه  75سجيناً ، وسجن رأس بعلبك وفيه 54   سجيناً ، فيكون المجموع 457 سجيناً .

_ في الجنوب : اربعة سجون هي سجن صور وفيه 112 سجيناً ، سجن النبطية وفيه 65 سجيناً ، سجن تبنين وفيه 101 سجيناً ، وسجن جزين وفيه  47 سجيناً ، فيكون المجموع 325 سجيناً .

_ في بيروت : سجن واحد هو سجن نساء بيروت او سجن بربر خازن وفيه 72 سجينة .  فيكون المجموع العام 7027 سجيناً .

أما الموقوفون ، فموزعون على ثماني نظارات في لبنان هي :

قصر العدل في صيدا حيث هناك 99 موقوفاً ، قصر العدل في النبطية وفيه 37 موقوفاً ، قصر العدل في بعلبك وفيه موقوفان ، قصر العدل في زحلة وفيه 19 موقوفاً ، قصر العدل في طرابلس وفيه 45 موقوفاً ، قصر العدل في بيروت وفيه 10 موقوفين ، قصر العدل في بعبدا وفيه 40 موقوفاً ، وثكنة الحلو وفيها ثمانية موقوفين ( 1 ).وفي تصريح لقائد الشرطة القضائية ورد فيه أنه تمّ توقيف ما مجموعه 566 شخصاً بجرائم مخدرات مختلفة ( 2) . ويتبين مما هو منسوب لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية ، أن عدد الموقوفين الإجمالي من ( عناصر ميليشيا لحد) بلغ 2973 موقوفاً حتى 21/12/2000 ، وصدرت أحكام في حق 1788 منهم في حين لا يزال 1185 موقوفاً قيد المحاكمة . ( 3)

فيكون المجموع العام للموقوفين في النظارات 260 موقوفاً .

واقع الحال يثبت ان السجون في لبنان هي بمنتهى السوء وهي بحاجة لإصلاح فعلي على كل الصعد والمستويات . وإن بعض الأماكن المبنية اصلاً كسجون قليلة ” كسجن رومية مثلاً ” اما البقية خاصةً سجون المحافظات فهي عبارة عن نظارات تستعمل كسجون .وتتصف عموماً بأن  الأماكن فيها ضيقة ، يوضع فيها اضعاف سعتها ، وينقصها الكثير من المواصفات : نظافة ، حدائق للتنزه واحياناً مراحيض. وليس هناك من فرز للمساجين : بين المرضى والأصحاء وبين الأعمار وحسب العقوبة الجرمية .

اما المولجون بإدارة السجون فتنقصهم الخبرة المطلوبة وهم في غالبيتهم في حالة من الترهل والتعامل المزاجي في التعاطي . وهناك ايضاً ، خاصةً خارج سجن رومية نقص في التأهيل ويكاد يكون معدوماً : تأهيل مهني أوتعليمي أو إنتاجي .

وهناك من يرى أن الإزدحام في السجون هو اكثر من ثلاثة اضعاف قدرة استيعابها مما يؤثر سلباً على الصحة العامة لجهة انتقال الأوبئة والأمراض المعدية بين السجناء وبينهم وبين رجال الأمن العاملين . وإن مجمل الحالة تؤدي الى تفاعل التأثير السلبي على اوضاع المساجين الذي يطاول الأخلاق والسلوك وظهور حالات شذوذ جنسي وعراك ، مما يجعل حرم السجن خارج دائرة الإنضباط وعرضة لحالات التمرد والشغب .

(1 ) الأرقام مأخوذة عن عدد النهار بتاريخ 30/11/2000.

(2)  النهار بتاريخ 23/12/2000 .

(3) النهار بتاريخ 23/12/2000.

أما بشأن الأحداث المنحرفين فإن الضرورة تقتضي فصلهم عن البالغين بتشييد مباني اضافية خاصة بهم ، لأن المبنى الخاص بالأحداث في سجن رومية لا يحل المشكلة ، كما ان إصلاحيتي بعاصير والفنار لا تستوعبان الأعداد الكبيرة منهم .

ومما يزيد من كثرة ازدحام السجون وجود الأعداد الكبيرة من الموقوفين الذين ينتظرون المحاكمة لمددٍ طويلة ، بسبب بطء التقاضي ، وخلافاً لشرعة حقوق الإنسان ، ويقتضي توقيفهم في اماكن خاصة بهم .

إن هذا الوضع يشكل انتهاكاً لكرامة المساجين ، وهم اناس اذنبوا فعوقبوا بحكم قضى بسجنهم . لكن في الواقع انه نتيجة هذا الوضع سوف يتعلم المساجين ما نقصهم من اساليب المخالفات والرذيلة بالإضافة الى الحقد الذي سوف يمتلكهم نتيجة الظروف المريرة التي يعيشون فيها . وحقدهم سينصب على المجتمع والدولة وكل ما هو محيط بهم بحيث يتحول البعض منهم الى محترف جرمي ما إن يخرج من السجن حتى يعود ليدخله بجرم اكبر .

إن أي معالجة لوضع السجن والمساجين من منطلق حقوق الإنسان يعني ايضاً بالإضافة للسجناء رجال الأمن والمواطنين نظراً لعلاقة الإرتباط والتلازم بين الفئات المذكورة ، ويفترض بالمعالجة ان تأخذ هذا الأمر بعين الإعتبار .

نظم المشترع اللبناني السجون واماكن التوقيف ومعاهد إصلاح الأحداث بالمرسوم رقم /143110 / بتاريخ 11/2/1949 . ولحظ هذا المرسوم فقط مسألة تقسيم السجون وكيفية ادارتها . إذ قسمها الى سجون مركزية وسجون مناطق ، وبدون ان يعير أي اهتمام  لشخصية المحكوم عليه او الموقوف ودرجة خطورته وماضيه الجنائي وظروف ارتكاب الجريمة ومدى خطورتها لتكون معياراً للتقسيم .

وقد قضت المادة الثانية من هذا المرسوم على انه “ يوضـع الموقوفـون والمتهمون والمحكومون مهما كانت مدة الحكم

في سجن رومية المركزي.”

إن هذا النص يشكل مخالفةً قانونية ، واعتداءً على حقوق الإنسان ، لأنه لا يجوز وضع الموقوفين والمحكومين في مكان واحد ، لأن الموقوف يتمتع حتى تاريخ صدور الحكم ضده بمبدأ البراءة المفترضة ، ولأن زج مختلف الفئات المذكورة مع بعضها ، ومن دون التفريق بينهم على اساس الفعل الجرمي المرتكب ومدى خطورته ، لا يراعي الأساس الشخصي لمرتكب الفعل الجرمي .

أما المادة الثامنة من المرسوم فقد نصت على انه ” يوضـع القاصـرون موقوفيـن او محكومين في اماكن خاصة بهم حسب

نصوص قانون العقوبات “

والتطبيق العملي لا يراعي هذا النص ، إذ ان انشاء معهد إصلاحي للأحداث المحكوم عليهم ولتربيتهم ولرعايتهم بقي في الجانب النظري ، بإستثناء المكان الخاص الذي انشىء في سجن رومية لسجن وتوقيف الأحداث . بالإضافة لإصلاحيتي بعاصير والفنار ، وبقيت السجون اللبنانية مزدحمة ايضاً بالقاصرين مع الراشدين والى جانب مرتكبي الأفعال الجرمية من مختلف الأنواء .

ومع ان المشترع قضى بموجب المادة التاسعة على ان “ يوضع النساء المحكوم عليهن في سجون خاصة بهن

الا انه تغاضى عن تحديد مكان خاص لتوقيف النساء الموقوفات احتياطياً على ذمة التحقيق .

وبقي التطبيق العملي لنص المادة /108/ ، التي قضت بمكافأة السجين على حسن السيرة، معدوماً ، لإفتقار المرجعية المعنية و الآلية القانونية لوضعه موضع التنفيذ ، وبقي حتى تاريخه حبراً على ورق .

إن التعاطي بموضوع السجون في لبنان حتى تاريخه قد بقي قاصراً دون مستوى نطاق النص النظري ولم يدخل حقل التطبيق الواقعي . وإن ما يجري على ارض الواقع من انتهاكات واعتداءات على حقوق الموقوفين والمساجين ، ليس فقط يتعارض مع الشرائع الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ، بل مع نص المادتين /20/ و /52/ من المرسوم المذكور والمتعلقة بالرقابة الصحية اللازمة والمطلوبة ، وغير المتوفرة في كثير من السجون ، بشكل خاص سجون المحافظات والمناطق .

وإذا كان قانون السجون الحالي قاصراً عن اداء دوره التشريعي بمنحاه الإجتماعي ، فإن قانون اصول المحاكمات الجزائية لم يتطرق الى مسألة التوقيف والسجون الا عرضاً وفي المواد / 424/ الى /426/ بالنص على ان قاضي التحقيق يتفقد مرة واحدة في الشهر الأشخاص الموجودين في محال التوقيف والسجون .

بإختصار كلي ان نظام السجون في لبنان مع مختلف النصوص المتفرقة من هذا القانون اوذاك ، ليس من شأنه الحرص على حماية حقوق المساجين والموقوفين بالمقارنة مع الشرائع الدولية بمجملها ، ويقتضي المقام الإستنارة ببعض ما نصت عليه تلك الشرائع .

أحد الزنزانات

السجون وأماكن الإحتجاز في الشرائع الدولية :

اولت الشرائع الدولية هذا الجانب الأهمية القصوى ، إنسجاماً منها مع توجهات المؤوسسات الدولية الضامنة لكرامة الإنسان وحقوقه المحفوظة . وسنستعرض هذا الجانب في الأقسام التالية :

لقد بات من الثابت ، ان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، يشكل المرجعية الأساسية والرئيسة لمختلف المواثيق الدولية ، والتي وضعت انسجاماً مع روحية ما نص عليه من حقوق إنسانية ثابتة ، لا تقبل التنازل عنها ، لكونها ترتبط ارتباطاً وثيق الصلةبكرامة الإنسان الشخصية المتأصلة في ذاته البشرية .وقد اتت المواثيق التالية لهذا الإعلان لتعمق من مفهوم هذه الحقوق وتحدد آليات حمايتها ، وفي هذا السياق جاءت التشريعات الدولية التالية ، خاصة تلك التي لها علاقة بموضوعنا ومن بينها _ العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية_ اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية _ المبادىء الأساسية للأمم المتحدة بشأن استقلال السلطة القضائية _ المبادىء الأساسية للأمم المتحدة المتعلقة بدور المحامين _ مجموعة القواعد النوذجية الدنيا لمعاملة السجناء التي وضعتها الأمم المتحدة _ . . .

إن بحث قضية السجون لا يكون بمنأىً عن التشريعات الدولية المذكورة وما كرسته من حقوق ثابتة تعتبر مقياساً حقيقياً لمدى التعامل الإنساني .

وتلافياً للخوض في التفاصيل ، من المفيد جداً حصر منظومة الحقوق في موضوعنا هذا بالخلاصة التي توصلت اليها مجموعة القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ، والمستخلصة من حقوق الإنسان العالمية عامةً ، والتي تنطبق على الأفراد جميعاً . وتضمنت هذه الحقوق في القاعدة الأولى ما يلي :

_ الحق في الحياة وسلامة الفرد .

_ الحق في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة السيئة .

_ الحق في الصحة .

_ الحق في احترام الكرامة الإنسانية .

_ الحق في التنفيذ العادل للقوانين .

_ الحق في عدم التعرض للتمييز والتفرقة من أي نوع كانت .

_ الحق في التحرر من الإستعباد .

_ الحق في حرية الرأي والفكر .

_ الحق في احترام الحياة العائلية .

_ الحق في التنمية الذاتية .


الطابع الإلزامي لتطبيق القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء

إن لبنان بات ملزماً دستورياً ومعنوياً بتطبيق القواعد النموذجية ، خاصةً بعد ان أدخل الفقرة ( ب ) في مقدمة الدستور التي تقضي بإلتزامه بالمواثيق الدولية ، وقضى المجلس الدستوري ، بدوره ، بموجب قراريه رقم ( 1 ) و ( 2 ) بتاريخ 12/9/97 بإبطـال القانونيـن رقـم /654 / و /655/ مستنداً في تقرير الإبطال الى تعارضهما مع  فقرة في الإتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية الصادرة عام 1966 والتي انضم اليها لبنان عام 1972 .

في جانب آخر ، ارفق بمجموعة القواعد الدنيا ، مجموعة اجراءات متخذة من قبل الأمم المتحدة ،  ترتب التزامات محددة على دول العالم ، تقضي بما يلي :

_ ادراج القواعد في صلب التشريع الوطني ” اجراء 2 ” .

_ اتاحة اضطلاع  المكلفين بالتنفيذ والسجناء عليها ” اجراء 3 _ 4 “

_ ابلاغ الأمين العام للأمم المتحدة كل خمس سنوات عن مدى الإلتزام بها ” اجراء 5 “

_ تزويد المرجع المذكور بالتشريعات الوطنية الصادرة تنفيذاً وتطبيقاً لذلك “اجراء 6 “

_ استناد هذا المرجع لما يقدم له لإعداد تقاريره السنوية ” اجراء 8 “

_ تقديم الأمم المتحدة العون التقني والتنموي  لتدعيم نظم اصلاحية شاملة تتسم بطابع

انساني ” إجراء رقم 10 ” . ولتفعيل هذا الإجراء قررت الأمم المتحدة في الدورة

54 / 99 ( قرار 52 /124 ) بشأن موضوع حقوق الإنسان في مجال إقامة العدل،

تنفيذا للإجراء المذكور ، دعوة ( المجتمع الدولي الى الإستجابة على نحوٍ مؤاتٍ

لطلبات الحصول على المساعدة المالية والتقنية من أجل تحسين إقامة العدل وتعزيزه )

ودعت الدول المعنية الى الإستفادة من برامج الأمم المتحدة ( بغية تعزيز القدرات

والهياكل الأساسية الوطنية في مجال إقامة العدل )

والإجراء الأخير ، في حال تقيد لبنان بإلتزاماته ، له اهمية قصوى ، إذ انه يتيح المجال لتطوير صيغة التعاون القائمة بين الأمم المتحدة ووزارة العدل والمقتصرة فقط على الأحداث وكيفية اصلاحهم ، بينما يفترض ان يشمل هذا التعاون كامل حقل السجون وكافة السجناء في لبنان .


ميزات نظام السجون في ظل القواعد النموذجية

وفرت القواعد جملة من الميزات تتجلى بتقسيم السجون الى فئات متعددة ، وبإخضاع السجون واماكن التوقيف لأنظمة خاصة ، وبإتباع سياسة اصلاح وتأهيل المسجونين والمحافظة على صحتهم ومعاملتهم معاملة انسانية ، من أجل إعادة دمجهم في المجتمع البشري كأفراد صالحين ومسالمين .

تقسيم السجون الى فئات مختلفة :

استندت القواعد الى عدة معايير شخصية لتقسيم السجون واماكن التوقيف ، الى فئات مختلفة ، تتناسب مع وضع كل سجين محكوم عليه وموقوف احتياطياً على ذمة التحقيق .

أ _ معيار التقسيم واماكن السجون :

تأخذ نصوص القواعد من شخص المحكوم عليه او الموقوف معياراً اساسياً، لتقسيم السجون واماكن التوقيف الى فئات مختلفة، تتناسب مع شخصية كل سجين او كل موقوف، وتعير اهميةً لمدى المعاملة الإنسانية للمسجونين والموقوفين بإعتبارهم افراداً قابلين لإعادة التأهيل والإصلاح ، والحيلولة دون استعبادهم وممارسة التعذيب بحقهم والنظر اليهم كمنبوذين. ترسيخاً لهذا المعيار ولإمكان تطبيقه عملياً ، جرى الفصل بين فئات السجناء وفقاً لما يلي :

_ الفصل بين الذكور والإناث ، وبين الموقوفين والمحكومين ، وبين المسجونين     لإرتكاب جرم جزائي وبين المحبوسين لأسباب مدنية ، وبين اصحاب السوابق الجرمية وسواهم ، وفي مطلق الحالات يتم فصل الأحداث عن البالغين .ويكون الفصل         بوضعهم في مؤسسات مختلفة أو اقسامٍ مختلفة ضمن المؤسسة الواحدة ” قاعدة 8 “.

_ وعلى قاعدة الفصل المذكور وضعت قواعد خاصة بالفئات التالية :

السجناء المدانون ” قاعدة 56 _ 64 ” _ السجناء المصابـون بالجنـون والشذوذ

العقلـي ” قاعدة 82 ” _ الموقوفـون والمحتجزون رهن المحاكمة ” قاعدة 84 _

93 ” _ السجناء المدنيون ” قاعدة 94 ” .الأشخاص الموقوفون او المحتجزون دون

تهمة ” قاعدة 95 ” .مقاصد التصنيف الفئوي وأغراضه العلاجية  ” قاعدة 67 ” .

ب_ إدارة السجون واماكن التوقيف :

خصصت لها مجموعة من القواعد تؤكد على اهمية نزاهتهم وإنسانيتهم واعتبار عملهم خدمة اجتماعية ” قاعدة 46 ” يتمتعون بمستوى كافٍ من الثقافة والذكاء وتدريبهم على مهامهم ” قاعدة 47 ” وتنوع الإختصاص في جهاز الموظفين ” قاعدة 49 “

ج _ تزويد السجناء بالمعلومات وحقهم في الشكاوى ” قاعدة 35 _ 36 ”

د _  الإتصال بالعالم الخارجي” قاعدة 37 _ 40 ”

هـ  الخدمات الطبية والإحتياجات الشخصية ” قاعدة 22 _ 26 ”

و _ المعالجة واعادة التأهيل ” قاعدة 65 ” المكافأة ” قاعدة 70 “

ز _ التشجيع على حسن السلوك وتنمية الحس بالمسؤولية من خلال العمل اللائق داخل السجن ” قاعدة 70 _ 78 ”

ح _ الرعاية المطلوبة من هيئات المجتمع المدني والحكومية بعد السجن ” قاعدة 79 _ 81″ .

خلاصة :

يتبين ان نظام السجون اللبناني الراهن قاصر عن مواكبة ، حتى حركة التشريع اللبناني وتحديث القوانين . هذا النقص التشريعي يناقض المبادىء الدستورية ، التي تصون كرامة الإنسان وشخصيته ، وتترك المجال مفتوحاً على حصول انتهاكات لحقوق الإنسان ، تتنافى مع الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء . ويتعارض هذا الأمر ايضاً ، خاصةً الجانب المتعلق بالسجون وأماكن التوقيف مع مجمل الشرائع الدولية الحامية لحقوق الإنسان .

ويقتضي الملاحظة ان المعالجة في هذه الدراسة ،  اقتصرت على قضية السجون التي تستقبل موقوفين على ذمة التحقيق ، نسب اليهم ارتكاب افعال جرمية او محكومين بإرتكابهم قضايا من هذا النوع من قبل القضاء العدلي الجزائي ، ولم تتطرق الى تناول سجون اخرى، خارجة راهناً عن نطاق صلاحية مديرية السجون في وزارة الداخلية ، من بينها سجن الأمن العام وسجن وزارة الدفاع .

ومن الأهمية بمكان في هذه العجالة ان نشير الى ان ما يحصل مع الأجانب المحتجزين في سجن الأمن العام ، تمهيداً لترحيلهم ، يتعارض ايضاً مع المواثيق الدولية والإتفاقية الدولية لقضايا اللاجئين الصادرة عام 1951 رغم ان لبنان لم ينضمّ اليها لإعتبارات معروفة .

في جانب آخر ، لابد من تغيير السياسة الجنائية المتبعة والمبنية على النظرة العقابية والإقتصاص من الفاعل ، واستبدالها بسياسة قضائية اصلاحية ، تأخذ في الإعتبار ظروف الفعل الجرمي ودوافعه، وإعتبار الفاعل إنساناً ، يقتضي معاملته بإحترام ، عملاً بالمبادىء الدستورية والقيم البشرية والشرائع الدولية ، التي تحرص جميعها على صون كرامة الإنسان وحقوقه .

والحديث عن إصلاح السجون ووضع قانون جديد ، لا يمكنه ان يكون بمنأىً عن التسريع بحسم مشروع قانون أصول المحاكمات الجزائية المقدم للمجلس النيابي منذ عام 1995 ، وذلك لوجود علاقة ترابط وتلازم بين القانونين المذكورين ، وما يتركه هذا الأخير من تأثيرٍ على الأعداد الكبيرة التي تكتظ بها السجون . خاصةً وأن المشروع المذكور قد قطع شوطاً متقدماً في بحثه ومناقشته ، لجهة سد الثغرات التشريعية والأخذ بما استقر عليه اجتهاد المحاكم ورأي اصحاب الفقه الجزائي ، والإنسجام مع قواعد الشرائع الدولية الحامية لروحية ومضامين حقوق الإنسان .

إن أي تشريع جديد للسجون ، يفترض به ان يلحظ ما تقدم ويأخذ بروحيتها ، كما عليه ان يتناول مايلي :

1_ التأكيد على  إنشاء هيئة لإدارة السجون مرتبطة بوزارة العدل ، تنفيذاً للمرسوم رقم /17315/ تاريخ 28/8/64 القاضي بإحداثها ، وللمادة 290 من المرسوم الإشتراعي رقم /151/ تاريخ 16/9/83 ( تنظيم وزارة العدل ) على ان يرأسها قاضٍ متمرس بالحقوق الجزائية ، ويمتلك خبرة واسعة في التعاطي مع المنحرفين إجتماعياً ويحوز ثقافة تؤهله للقيام بالدور المطلوب ، وبشكل خاص ثقافة حقوق الإنسان .

وتضم هذه الهيئة الى جانبه مندوباً عن جمعية معنية بحقوق الإنسان ، يمتلك خبرة وتجربة في هذا المجال ، لا سيما الجانب الحقوقي منه . وتضم ايضاً مندوباً عن وزارة العمل والشؤون الإجتماعية وأخصائياً في علم النفس الإجتماعي .

تعمل الهيئة على إيجاد صندوق للسجين يلبّي متطلبات إجتماعية ورعائية معينة ، تؤمن موارده وكيفية الإنفاق وفق معايير محددة .

يكلف رئيس الهيئة بدور القاضي المشرف على تنفيذ العقوبات ، وعليه ان يأخذ بالرأي الإستشاري لأعضاء الهيئة .

2_ تصنيف السجون وأماكن التوقيف بالإستناد الى وضع المحكوم عليه او الموقوف ، مع الأخذ بالإعتبار السوابق الجرمية ، ومدى خطورته على المجتمع وشخصيته وعمره وجنسه .

3_ إيجاد سجون وأماكن توقيف جديدة قادرة على استيعاب العدد الكافي من المحكوم عليهم، وتمكين هؤلاء من تأمين غرف إنفرادية ، يمارسون فيها حياتهم الخاصة ، والإستفادة من تقديمات الأمم المتحدة الوارد في الإجراء رقم 10 ضمن صيغة التعاون ليشمل كل السجون وكافة السجناء وعلى ان تكون السجون وفق المعايير الدولية المحددة .

4_ اعداد سجون عصرية قادرة على اعادة تأهيل المحكوم عليه وإصلاحه ، بصرف النظر عن خطورة فعله الجرمي ، واعداده لإعادة دمجه في المجتمع كمواطن صالح .

5 _ التأكيد على ضرورة  تطبيق المادة /108/ من قانون السجون وتفعيلها بإيجاد مرجعية قانونية لتقريرها وآلية عمل لتنفيذها .

6_ تدريب السجين على المهارات المهنية وتمكينه من متابعة عمله داخل السجن ، أو اكتساب مهنة جديدة تتناسب مع مؤهلاته الشخصية ، في منحى اشعاره بقيمة ذاته الإنسانية وفعاليتها ، وتمكينه من أداء العمل المنتج والمفيد له بعد خروجه من السجن .

7_ تمكين السجين من متابعة دراسته في مختلف مراحلها .

8_ توطيد علاقة السجين بأسرته للمحافظة على الأواصر التي تربطه بها وتسهيل الزيارات معها  وفي غرف انفرادية .

– امكان اجراء عقد الزواج داخل السجن والقيام بمراسيم هذا الزواج بناءً على ترخيص

النائب العام .

– السماح للسجين بمغادرة السجن تحت الحراسة في الظروف الصعبة التي تلمّ بعائلته

كحادث وفاة أو مرض شديد .

9_ توطيد علاقة السجين بالعالم الخارجي من خلال :

_ القيام بنشاطات إجتماعية عن طريق الإتصال بجمعيات مرخص لها ، وبإذنٍ من إدارة

السجن .

_ تمكينه من المراسلة والتلقي مع معارفه وأصدقائه حرصاً على حفاظه لعلاقاته العامة .

10_ العمل بسياسة إذن الخروج من السجن المعمول بها في فرنسا ، على ان يمنحها رئيس هيئة إدارة السجون ، بصفته القاضي المشرف على  تنفيذ العقوبات ، لمن تطبق بحقهم عقوبة تقل عن أربع سنوات ، أو من يطبقون عقوبة تزيد عن أربع سنوات بعد تنفيذهم نصف العقوبة. والعمل بنظام الحرية المنتقصة التي تمنح لمن لم يبق لهم سوى مدة سنة على انهاء العقوبة .

11_ وضع إدارة السجون في عهدة من تتوفر فيهم المزايا وا لمعايير المحددة في القواعد النموذجية ، 46 وما يليها .

12_ مراعاة التشريع الجديد للمعايير الدولية فيما يتعلق بالخدمات الطبية ” قاعدة 28 ومايليها الطعام _ النظافة _ الملابس _ لوازم السرير _ الترفيه . . .

13_ ممارسة الرقابة القضائية الفعلية على السجون .

14_ حفظ حق الموقوفين إحتياطياً بالإتصال ،  ضماناً لحريته وإحتراماً لمبدأ البراءة المفترضة.

_ حق الدفاع بما في ذلك الإتصال بحرية ومباشرة مع موكله بمنأى عن أي رقابة . وممارسة الموكل لحقه في الإتصال ومراجعة الوكيل بدون إذن مسبق وبناء على بطاقته المهنية في المواعيد المحددة للمقابلات اليومية .

_ منع موظفي السجون من التدخل لدى الموقوف لإقناعه بإختيار هذا المحامي أو ذاك تحت طائلة الملاحقة الجزائية ، وإعتماد قائمة من المحامين المتبرعين في مقر كل سجن بالمرافعة المجانية، يتم اختيارهم من قبل هيئة رعاية السجين ، يتم ترشيحهم من جمعيات حقوق الإنسان ولجنة المعونة القضائية في نقابة المحامين .

16_ وضع صندوق شكاوى في كل سجن يتم فتحه اسبوعياً من قبل مندوب من هيئة رعاية السجين شخصياً .

17_ تمكين مؤسسات المجتمع المدني وهيئات حقوق الإنسان في تأدية الدور المطلوب لمساعدة السجناء ورعايتهم .

أتمنى أن نتمكن من نحسين أوضاع السجون في لبنان و ممكن أن يلعب ذلك دورا في تعزيز إقتصادنا و في تعزيز التنمية الإجتماعية في الوطن ، أليس حقوق الإنسان في بلد يتغانى بديمقراطيته و في الحضارة، أليس ممكن أن نتمكن من إستخدام المساجين في تنمية إقتصادنا من خلال عمالتهم في معامل و في إنتاج بأسعار متدنية، كيف ممكن للسجين أن يتعافى و يتوب في ظل الظروف التي نعاني منها اليوم.

أتمنى أن نأخذ هذا الموضوع على محمل الجد لأنه مهم جدا.

السكن في لبنان مشكلة أساسية و آفة إجتماعية قد تؤدي إلى إنهيار المجتمع اللبناني

مشكلة السكن في لبنان مزمنة، ومن أسبابها: النزوح الكثيف من الريف الى المدن، وارتفاع متوسط عدد أفراد العائلة، والحرب اللبنانية التي أدت الى التدمير والتخريب الهائلين وإلى الهجرات الداخلية وذلك بسبب عدم اقرار أي خطة للانماء المتوازن واللامركزية الادارية والاقتصادية ، مما ادى الى انعدام فرص العمل في الارياف وسيل لا ينقطع من الهجرة نحو المدن الرئيسية وضواحيها خاصة العاصمة بيروت . و كذلك الهجرة الخارجية وغيرها. فقدرت حاجة لبنان للشقق السكنية في أواسط التسعينات من القرن الماضي في حدود 240 ألف وحدة سكنية. وحالياً تقدر الحاجات السنوية للعائلات الجديدة في حدود 25 ألف وحدة سكنية.

و شيئاً فشيئاً، تتبدّد آمال الطبقات الوسطى والفقيرة بشراء شقة سكنيّة، إذ إن هناك انفصاماً بين أسعار العقارات ومداخيل العمال التي لا يمكنها أن تموّل الثمن الباهظ والارتفاعات الكبيرة للأسعار. وفي الجانب الآخر من هذه الأزمة، هناك نظرة باتجاه واحد، فالدولة لا تؤدي أي وظيفة اجتماعية، فهي تدعم شراء المساكن لامتصاص سيولة المصارف، لا بهدف تأمين التمويل لطالبي السكن الجدد.

فالعشوائيّة والفلتان في سوق العقارات سيؤدّيان إلى انفجار اجتماعي. فالارتفاعات الأخيرة في الأسعار بدأت تقضي على كل أمل لذوي الدخل المحدود، بتملك شقة سكنيّة، وهم يمثّلون 80% من سكان لبنان. فالطلب الخارجي، يرفع الأسعار ويؤدّي إلى انفصام بين مستوى الدخل المحلي وأسعار العقارات، ما يؤدي إلى انحسار الطلب من شريحة كبيرة من اللبنانيين، يضاف إلى الاكتظاظ الحالي في مدينة بيروت وضواحيها… وعاجلاً أو آجلاً ستتحول هذه الظاهرة إلى انفجار اجتماعي.

ويفاقم من مشكلة السكن في لبنان موضوع الإيجارات وظروفها. والعرف المتبع حالياً يتلخص بتوقيع عقد بين المالك والمستأجر لفترة زمنية لا تقل عن ثلاث سنوات. وبعد ذلك يمكن للمالك أن لا يجدد العقد أو يطلب زيادة معينة على قيمة الإيجار والتي تتحرك وفق العلاقة بين العرض والطلب وتقلبات أسعار الشقق السكنية. وارتفعت قيمة الإيجارات خلال السنوات الماضية وحتى الآن بنسبة تزيد عن 90 في المئة. واستمرار زيادة قيمة الإيجارات المرافقة لارتفاع أسعار الشقق السكنية المنتظر سيعقد كثيراً من وضع المستأجرين الذين سيزداد وضعهم سوءاً في ظل بناء المطورين العقاريين مساكن للبيع فقط وندرة المساكن المعروضة للإيجار.

فأسباب و حلول تلك المشكلة هي :

أولاً: يفتقر لبنان الى سياسة إسكانية شاملة ومتكاملة تنطلق من ظروفه الاجتماعية والاقتصادية، وتؤمن الموارد المالية الكافية والضرورية لحل مشكلة السكن من مصادر داخلية وخارجية. أما الخطط التي وضعت حتى الآن للمعالجة فهي جزئية ومرحلية وغير ملائمة ولا تفي بالغرض المنشود.

ثانياً: على رغم توافر إدارات ذات كفاءة عالية وفاعلة في مصرف الإسكان والمؤسسة العامة للإسكان والمصارف اللبنانية ومن قيامها بدور مهم في حل مشكلة السكن، إلا أن إنجازاتها محدودة وجزئية. فالمؤسسة العامة للإسكان تؤمن حالياً 25 في المئة من حاجات لبنان السكنية المستجدة سنوياً. ومصرف الإسكان يلبي بين 20 و25 في المئة من مجموع القروض الممنوحة. وتؤمن المصارف جزءاً آخر من القروض بصورة منفردة. والمطورون العقاريون يبنون شققاً متوسطة لوجود طلب عليها، أما الشقق الصغيرة فهي نادرة.

ثالثاً: المؤسسات المذكورة ترفض كثيراً من طلبات القروض لعدم وجود سندات ملكية بحوزة المقترضين لأن 40 في المئة تقريباً من الأراضي اللبنانية، خصوصاً في المناطق البعيدة، لم تخضع حتى الآن للمسح والفرز. وهذه المهمة تقع على عاتق الدولة التي يجب أن تقوم بإنجازها قريباً.

رابعاً: تعتبر المصارف اللبنانية الممول الأساسي لمعظم القروض السكنية، وقد سمح له المصرف المركزي باستخدام جزء من الاحتياطي الإلزامي المفروض على ودائعها إضافة الى أموالها الخاصة لمنح القروض. وهي تحقق أرباحاً كبيرة جراء ذلك، خصوصاً أن أسعار الفوائد ليست متدنية. فعلى سبيل المثال ان قيمة الفوائد الإجمالية التي يدفعها المقترض الى المؤسسة العامة للإسكان لقرض بقيمة 100 مليون ليرة ولمدة 30 سنة تصل الى 71 مليون ليرة أي 71 في المئة من قيمة القرض، وهذه الكلفة تعتبر عالية لذوي الأجور والمداخيل المتدنية. والوضع نفسه ينطبق على مصرف الإسكان والمؤسسات المصرفية الأخرى.

خامساً: إن شروط الاقتراض الأخرى هي أيضاً ثقيلة على ذوي الأجور والمداخيل المتدنية. فالاقتراض لمدة 20 سنة للحصول على شقة سكنية متوسطة تبلغ مساحتها 150 متراً مربعاً وقيمتها تساوي 150 ألف دولار حالياً يفرض على المقترض أن يؤمن 30 الف دولار من قيمتها في حالة مصرف الإسكان، وأن يصل راتبه الشهري الى 3.949 مليون ليرة. وإذا كانت مساحة الشقة 120 متراً مربعاً فإن راتب المقترض الشهري يجب أن يصل الى 3.161 مليون ليرة. وعليه أيضاً أن يدفع مبلغاً يساوي 24 ألف دولار من قيمة المسكن.

سادساً: والمشكلة الأساسية التي تفاقم قضية السكن وغيرها تتمثل بتدني مستوى أجور أكثرية اللبنانيين المقيمين. فقبل زيادة 200 ألف ليرة على الحد الأدنى للأجور كان 60 في المئة من الأسر اللبنانية يتقاضى أقل من 800 دولار شهرياً. والطبقة الدنيا شكلت 62 في المئة من مجموع اللبنانيين، والأسر اللبنانية التي تعيش تحت خط الفقر بلغت نسبتها 28.5 في المئة. أما المعدل الوسطي للأجور فقد كان في حدود 663 دولاراً. وهذا كله يجعل قدرة غالبية اللبنانيين على الاقتراض ضعيفة جداً وغير ممكنة إذا لم يكن للعائلات أقارب من بين المغتربين يساعدونهم. أو يوجد لديهم عقارات يبيعونها، علماً ان 47 في المئة من اللبنانيين يتلقون رواتب وأجوراً. إضافة الى ارتفاع تكاليف المعيشة.

سابعاً: يساهم المغتربون اللبنانيين بصورة مهمة في حل مشكلة السكن بفضل تحويلاتهم المالية الى لبنان التي وصلت في عام 2008 الى 6 بلايين دولار. فهم يعززون سيولة المصارف ويحركون نشاط السوق العقارية وغيره من القطاعات الاقتصادية. وقد بلغت حصتهم من الصفقات العقارية في العام الماضي 40 في المئة من المجموع. بينما حصة العرب الخليجيين بلغت 15 في المئة. وتجني الدولة جراء ذلك مداخيل كبيرة بواسطة الرسوم والضرائب وكذلك المصارف التي بلغت قيمة تسليفاتها للمقاولين والبناء في عام 2008 نحو 3.8 بلايين دولار.

ثامناً: وسوف يفاقم مشكلة السكن استمرار ارتفاع أسعار الأراضي والشقق السكنية. وهذا الاتجاه يبدو حتمياً ويعتبر كتصحيح للأسعار التي كانت جامدة أثناء الوجود السوري في لبنان. فأسعار الشقق السكنية والأراضي بلغت في بلدان مجاورة للبنان أضعاف ما هي عليه في لبنان. الى ذلك فإن لبنان اصبح ملاذاً آمناً للاستثمارات العربية الخليجية بعد انعكاس الأزمة المالية العالمية السلبي على اقتصادات بلدان الخليج والقطاع العقاري فيها. ويجب الأخذ في الاعتبار ندرة الأراضي الصالحة للبناء في لبنان والازدياد المستمر في الطلب مع قلة العرض. فالشقق السكنية المعروضة للبيع تبلغ 16 ألف شقة، بينما حجم الطلب يصل الى 25 ألف شقة سكنية تقريباً.

تاسعاً: وبينما يحاول مصرف الإسكان تطوير سياسته الاقتراضية لمصلحة ذوي الدخل المحدود والمتوسط، الا انه يبقى مؤسسة خاصة تملك المصارف 80 في المئة من أسهمها، وبالتالي تحدد سياسة للمصرف تتلاءم مع مصالحها من جهة ومصلحة المجتمع من جهة أخرى. ويظل مشروع الإيجار التملكي من أهم المشاريع لحل أزمة السكن. وهو يقوم على مساهمة المؤسسة العامة للإسكان والمصارف والمستثمرين العقاريين ببناء 12 ألف وحدة سكنية سنوياً (نصف حاجة لبنان الى مساكن جديدة)، على أن تكون مساحة الشقة السكنية بين 80 و 120 متربعاً، وان تؤجر لقاء 150 دولاراً شهرياً، وأن تصبح ملكاً للمستأجر بعد 40 سنة. وتعاد قيمة الإيجارات الى المستأجر إذا أراد التخلي عن المسكن، ويمكن توسيع المشروع ليشمل الشقق المتوسطة ايضاً.

عاشراً: للمساهمة في حل مشكلة السكن يجب العمل على تنمية كل المناطق اللبنانية ما يساعد على عودة اللبنانيين الى قراهم وبلداتهم ومناطقهم، ويخفف الضغط السكاني على العاصمة بيروت ومحيطها وبقية المدن الكبرى.

أخيرا ، إن الحكومة اللبنانية واجب عليها أن تتفادى هذه الأزمة الإجتماعية و الإنسانية لأنها ممكن أن تؤدي إلى إنهيار إقتصادي و إجتماعي . علينا أن نكون واعيين و حذرين  لهذا الأمر.

إنني كشاب لبناني و ناشط إجتماعي و سياسي أطالبكم لحل جذري  و عدم إهمال هذه  الأزمة  لأنها ركن أساسي للشباب اللبناني و سوف تؤدي إلى آفات إجتماعية أخرى و منها الدعارة  و ضياع الشباب اللبناني و عدم الإنتاجية، و أيضا تراجع نسب عودة اللبنانيين في الخارج إلى لبنان.

تسريع عملية التنقيب على النفط واجب وطني

نسمع اليوم كثيرا عن موضوع التنقيب عن النفط. و ذلك الموضوع يهمنا جميعا، لأننا اليوم بأشد الحاجة لهذه الثروة الطبيعية التي ممكن أن تلعب دورا في خفض العجز اللبناني الذي يصل إلى حوالي ستون مليار دولار.

فتؤكد شركة «بي. جي. اس.»، التي تولت عملية التنقيب عن النفط في لبنان، وجود ملايين الإشارات «النفطية» في المياه الإقليمية، ما يرفع نسبة احتمال وجود الكميات التجارية إلى 50 في المئة، وربما كان لبنان يمتلك مخزونات تصل إلى 8 مليارات برميل.




عدا مسألة النفط التي لو حُلّت منذ اليوم الأوّل لكانت وفرت على اللبنانييّن عناﺀ “” استعطاﺀ النفط من هنا وهنا والغشّ والتهريب، فتشير بعض المعلومات الخاصّة الـــى “وجــــود كــمــيّــات كــبــيــرة من الغاز الطبيعي في البحر اللبناني، قد تناهز قيمته 5 مليارات دولار سنوياً. وتكفي هذه الكميّة لـ 20 سنة، بمعنى أنها توفر نحو 100 مليار دولار على مدى 20 سنة قبل أن تنضب”.

مجموعة أدلّة حسيّة تتراصف في هذا الإطــار: فالواقع الجغرافي يشير الى أنه على الحدود البحرية بين لبنان وسورية، وعلى بعد يتراوح 800 متر لجهة البحر السوري، هناك بقعة غاز كبيرة تمتدّ على مسافاتٍ، وهــو الأمــر الــذي يعني حكمً ا من الناحية الجيولوجية والطبوغرافية أنّ هناك غــازً ا في لبنان. ناهيك عن وجود بقعة غاز أخرى على بعد 1700 متر عند الــحــدود اللبنانية الــفــلــســطــيــنــيــة لــجــهــة الـــداخـــل.

فهذا الرقم مشجع جدا و هذا واجب  وطني علينا أن نسرع في عملية التنقيب عن النفط و إستخراجه … فلماذا اليوم يبطؤون و يهملون هذه الثروة النفطية ؟

حسب وجهة نظري لأنهم لم يتقاسموا بعد مغانم هذه الثروة و هذا من أشد أوجه الفساد الذي نعاني منه …. فيا شباب لبنان و يا مجتمع المدني و يا جميع المواطنين هذه الثروة ثروة الوطن  و ليست ثروتهم هذه الثروة ثروتنا حميعا و عندما ينهار إقتصادنا و نقع في المأزق الكبير سوف نعلم ماذا يحدث علينا أن نقف جميعا بوجه هذه المؤامرة و نطلب من جميع الذين يؤخرون التنقيب لأجل المحاصصة و نقول لهم أن زمن المحاصصة و السرقة يجب أن ينتهي لأنه لم يعد الشعب اللبناني يتحمل فسادكم .



أخيرا، يجب على جميع الموجودين اليوم في السلطة أن يسرعوا في عملية التنقيب عن النفط لأن هذا واجب وطني ، فالعدو الإسرائيلي بدأ بالتنقيب و ممكن أن يبدأ بسرقة ثروتنا ، فعلينا الإسراع و البدء بالتنقيب و ذلك للحفاظ على ثروتنا و لإحداث إزدهار إقتصادي في وطننا الحبيب لبنان و بالتالي محاربة الفقر و الحرمان.

آلية خصخصة الكهرباء في لبنان

واقع الكهرباء المأساوي

تستحوذ عبارة الخصخصة أو التخصيص أو الخوصصة على اهتمام معظم دول العالم سواء كانت متقدمة أو نامية وهي جميعها تسميات لمصطلح اقتصادي بالغة الإنكليزية أو الفرنسية لكلمة privatisation.

لا يوجد مفهوم دولي متفق عليه لكلمة الخصخصة، حيث يتفاوت مفهوم هذه الكلمة من مكان إلى اخر ومن دولة إلى أخرى.ولكن لو اردنا تعريف هذه الظاهرة التي أصبحت موضوعا رئيسيا يتم استخدامه في معظم الدول، فانها فلسفة اقتصادية حديثة ذات استراتيجية، لتحويل عدد كبير من القطاعات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية التي لا ترتبط بالسياسة العليا للدولة، من القاع العام إلى القطاع الخاص. فالدولة، في المفهوم الاقتصادي الحديث، يجب ان تهتم بالامور الكبيرة كالامور السياسية والادارية والأمنية والاجتماعية التي ترتبط بسياستها العليا, اما سائر الامور الأخرى فيمكن تامينها من قبل القطاع الخاص وذلك في اطار القوانين والأنظمة الت تضعها الدولة وتنظم من خلالها عمل هذا القطاع.

كان حجم القطاع العام  في لبنان ، عشية اندلاع الحرب في لبنان محدوداً ، اذْ لم تتجاوز حصته من الناتج المحلي الاجمالي الـ 15 في المئة ، ولم تشكل الاستثمارات العامة ، كمتوسط سنوي ، خلال الفترة الممتدة من العام 1964 لغاية 1970 اكثر من 18 في المئة من مجموع الاستمثارات.

تكوّنت بنية القطاع العام بصورة اجمالية من مرافق خدمية آلت ادارتها الى الدولة لاسباب عدة اهمها انتهاء عقود الامتياز التي كان امر ادارتها وتشغيلها في عهدة شركات خاصة اجنبية .

تضررت مرافق القطاع العام في أثناء الحرب وتدهور بالتالي اداؤها الامر الذي استوجب ، بعد دخول البلاد مرحلة السلم الاهلي ، اعادة تأهيلها كي تستانف تقديم خدماتها.

في هذا الاطار تم طرح مسألة الخصخصة ، اي في سياق البحث في سبل اعادة بناء هذه المرافق وهيكلتها من ناحية التمويل ، بعدما خاب الامل المعقود على تدفق مساعدات خارجية ، ومن ناحية الاصلاح الاداري حيث الخيبات مزمنة بسبب الاعتبارات الطائفية والفساد السياسي المتجذر .

ظلام لبنان بفضل سياسات حكوماتنا

لعل اول طرح رسمي لمسألة الخصخصة كان في قــرار مجلس الوزراء ( حكومة الرئيس عمر كرامي ) بتاريخ 11/3/1992 القاضي بتكليف لجنة خبراء وضع ” تصور عام لخطة عمل اقتصادية مالية لمعالجة الضغوطات التي يتعرض لها الاقتصاد الوطني وتقديم مقترحات لتحقيق الاستقرار التدريجي وتدعيم النهوض الاقتصادي ” . وقد دعا تقرير اللجنة الى ” ضرورة تخصيص ( خصخصة ) بعض الأنشطة العائدة لقطاع الدولة مثل خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية وجمع النفايات وغيرها من الانشطة العامة “. وقد بررت اللجنة اللجؤ الى الخصخصة بعدم توفر الشروط المؤاتية لاجراء اصلاح اداري  حقيقي من جهة ، ومن جهة اخرى لتشجيع اجتذاب مدخرات اللبنانيين في الداخل والخارج ، الامر الذي يشكّل اداة تسريع لقيام سوق مالية نشطة .

في العام 1992 اوصى خبراء البنك الدولي ” حيال اهتراء الوضع الاداري العام للحكومة وفي المؤسسات العامة “ومحدودية قدرة القطاع العام على التمويل ، ان يتولى القطاع الخاص تشغيل بعض المشاريع التي يتم تأهيلها وصيانتها ، وان يلعب دوراً رئيساً في تطوير البنى التحتية في المرحلة الاولى من خطة اعادة الاعمار . كما اوصى الخبراء ، لاسباب تتعلق بالفعالية والتمويل ، بتخلي الدولة عن عدد من المصالح في القطاع العام ، بينها قطاع الاتصالات وقطاع الطاقة ، وايلاء امر تطويرها بصورة كاملة للقطاع الخاص .

وفي تقرير لاحق لخبراء من البنك الدولي جرى وضعه في العام 1995 أضيف ، في معرض تبرير اللجوء الى الخصخصة ، الى مسّوغَي التمويل وتعذر الاصلاح الاداري ، مسوّغات اخرى : زيادة الفعالية المرتجاة من اداء المرافق العامة ، وتفرّغ الحكومة لقضايا وأنشطة لا يستطيع القطاع الخاص القيام بها ، وتوسيع فرص الاستثمار لموارد القطاع الخاص .

ان للخصخصة شروطا يقتضي توفرها لضمان نجاحها . أبرز  هذه الشروط السوق التنافسية الحرة ، والسوق المالية والمتطورة ، المؤهلات الادارية العالية . اذا كانت هذه الشروط غير متوفرة فانه يقتضي توفيرها من خلال خطة الاصلاح المالي وما تنطوي عليه من برامج تصحيحات هيكلية في المدى القصير تهدف الى اعادة التوازن الى ميزان المدفوعات ، وخفض الانفاق العام ، وتهدف على المدى الطويل الى تطوير العرض الداخلي للخدمات والسلع ، وتحسين اداء جهاز الانتاج ، والحد من هدر المواد المتاحة ، ودعم القدرة التنافسية للانتاج .

فالخصخصة ممكن أن تلعب دورا إيجابيا و لكن إن أردنا أن تكون كذلك من خلال وضع المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة. و للأسف هذا غير موجود في لبنان مما يؤدي إلى هدر أموال الشعب اللبناني و إلى إحتكار القطاعات المخصخصة.

إن أردنا أن ننظر اليوم إلى موارد الدولة اللبنانية التي تخصخص مثل : لم النفايات و قطاع الإتصالات الخلوي فتعتبر غير مبنية على أساس المصلحة العام فلبنان كلفة المخابرة فيه عالية جدا و لا يوجد فيه سوقا تنافسيا بل نحن في زمن إحتكار لهذا القطاع مما يؤشر إلى وجود محاصصة و تقاسم الأرباح فيما بين الساسة.

و إن نظل سائرون في هذا النهج أعتبر منذ اليوم أن إقتصادنا سوف يدمر أكثر و أكثر و أن مستقبليا سوف تخصخص قطاعات عدة و في نفس المنطق و التصرف أي المحاصصة و الإحتكار.

ما يجب أن نفعله هو وضع هيئة ناظمة للخصخصة مهمتها إختيار المناقصة الأفضل و إبرام العقود التي تصب في مصلحة الدولة اللبنانية و من بعد ذلك متابعة تنفيذ هذه العقود، مما يؤدي إلى تنافس أكبر فيما بين الشركات و إلى تأمين خدمة أفضل بالسعر الأرخص. فهذا أمر ضروري في حال أردنا تبني الخصخصة.

و ممكن إنشاء شركات مساهمة ، يتمكن المواطن اللبناني من شراء أسهم فيها و يكون دور هذه الشركة أن تتنافس مع الشركات المسموح لها بخصخصة أي قطاع و ذلك لتمكين المواطن اللبناني أيضا الإستفادة من الأرباح التي ستجنيها الشركات . و ذلك يدفع إلى التنافس بين الشركات و القضاء على الإحتكار الحاصل و تمكين المواطن اللبناني من الإستفادة من الأرباح الناتجة عن الخصخصة، مما يحفزه في متابعة الملفات في القطاع العام و ذلك يؤدي إلى إردياد الشفافية في الدولة.

الخصخصة ممكن أن تكون مورد ناتج للدولة و للمواطن سوية إن أردنا أن يكون كذلك.

فخصخصة الكهرباء ليست الخيار الاقتصادي الأمثل، وهي حتماً ليست خياراً اجتماعياً، فالفشل هنا تكون له آثار بالغة لا تُمحى، والمعايير المطلوبة تصبح دقيقة أكثر… ويبقى السؤال الأساس، لماذا اللجوء إلى القطاع الخاص ما دامت الدولة قادرة على تأمين «24/24 ساعة كهرباء»؟
إضافةً إلى الأسباب العلميّة القائلة بأنّ نقل قطاع الكهرباء إلى القطاع الخاص ليس عمليّة ناجحة حتماً وفقاً للتجارب المسجّلة حول العالم، هناك خصوصيّة لهذا القطاع الطاقوي في لبنان، فسيطرة رأس المال الخاص عليه لها تداعيات سلبيّة اجتماعياً، كما أنّ جدواها ليست بحسب الاعتقاد السائد.
تجارب كثيرة حول العالم توضح أنّ خصخصة قطاع الكهرباء لا تؤدّي دائماً إلى تحسين أدائه وجعله مربحاً. البرازيل وولايات أميركيّة وكنديّة وبلدان و في أفريقيا اكتشفت أنّ العمليّة مكلفة اقتصادياً واجتماعياً.
في لبنان قطاع الكهرباء لم يذق نكهة الاستثمار العام طيلة عقد من الزمن، بسبب ضعف سياسات التوجيه. والآن مع ضعف الإنتاج مقارنةً بالطلب المتزايد تزداد الحاجة بقوّة إلى استثمارات تعوّض النقص الحاصل، الذي يزداد باطّراد.
وفي دراسته التفصيليّة عن وضع الكهرباء في لبنان (انتهى من إعدادها في كانون الأوّل عام 2008) يقول البنك الدولي إنّ حاجة لبنان من الكهرباء سترتفع بنسبة 60 في المئة بحلول عام 2015 لتبلغ 20598450 ميغاوات ساعة، ما يعني زيادة الطاقة الإنتاجيّة بواقع 1500 ميغاوات ساعة. أي ما يعادل استثمارات قيمتها مليار دولار، وفقاً للدراسة نفسها.
غير أنّ تحديد مصدر تلك الأموال لا يزال يطرح تساؤلات عدة، هل تُرصد اعتمادات لها من الموازنة العامّة، أم «يُشرّك القطاع الخاص»؟

يمكن التسليم في هذا السياق بأنّ الجدوى العامّة تُحدّد فقط إذا جرت ملاقاة الجدوى الاجتماعيّة، على اعتبار أنّ ما يحتاج إليه قطاع الكهرباء في لبنان معروف (الاستثمار في تطوير القدرة الإنتاجيّة). فتلك الاستثمارات يمكن أن ينفّذها القطاع العام أو القطاع الخاص أو مزيج من الاثنين. ويتّضح أنّ إدارة القطاع برأس المال الخاص ليست دائماً عمليّة ناجحة. فالتداعيات الاجتماعيّة قد تتحوّل وخيمة نظراً للطابع الاستراتيجي التي تتمتّع به الكهرباء. تداعيات لُحظت في بلدان أخرى حول العالم خصخصت قطاعها الكهربائي. ففي أستراليا على سبيل المثال تراجع عدد الوظائف في قطاع الكهرباء بنسبة تفوق 60 في المئة إلى 33 ألف عامل. الشركات العملاقة التي سيطرت على قطاع الكهرباء في البلدان التي لجأت إلى إعادة الهيكلة نحو الخصخصة هي مؤسّسات يحكم عملَها أساساً مبدأُ تعظيم الربح لا طبعاً الرعاية الاجتماعيّة. واللافت هو أنّ تلك الشركات لا تنفكّ تقلّص دائرتها وتلجأ إلى عمليّات الاندماج والاستحواذ ما يركّز «القدرة الكهربائيّة» في يد مجموعة محدّدة غير مرنة في مسائل الرعاية الاجتماعيّة وغير مراعية للمعايير البيئيّة.
بأيّ شروط ستجري خصخصة قطاع الكهرباء في لبنان؟
وهنا تكمن عقدة أساسيّة يزداد تجاهل مفاعيلها. فالبنك الدولي يشير في دراسته المذكورة إلى أنّ تطوير القدرة الإنتاجيّة عبر استثمارات القطاع العام يؤدّي إلى كلفة تبلغ 6.58 سنتات للكيلووات ساعة، فيما ترتفع تلك الكلفة إلى 8.19 سنتات عبر استثمارات القطاع الخاص… فإذا لجأ القطاع العام إلى الاستثمار حالياً، ولم يخصخص، سيوفّر على الشعب أعباءً مستقبليّة لها تبعات اجتماعيّة كبيرة.
تلك الأعباء حتميّة نظراً إلى أنّ «الطرف المشتري بمجرّد أن يُمسك القرار سيُترجم كلّ تصرّفاته بمعيار الربح والخسارة»، وفقاً لحمدان. وإذا جرى بالفعل تكريس نهج الخصخصة في الكهرباء «يصل الباحث إلى حدّ التساؤل: هل استمرار نزف الكهرباء هو شرط لاستمرار النسق السائد للأرباح والخسائر؟

.

مشكلة الجباية و التقنيات المتبعة

وعن «الخصوصيّة اللبنانيّة» في ما يتعلّق بالجباية ومستوى السرقة المتوزّعة في جميع المناطق اللبنانيّة، يلفت حمدان إلى الدراسة التي أعدّها مركزه، التي تفيد خلاصتها الأساسيّة أنّ الناس من كل الفئات، بمن فيهم الفقراء ومتوسّطو الدخل «مستعدّون للدفع في مقابل ضمانات حقيقيّة بحصولهم على الكهرباء». وعموماً فإنّ أيّ هيكلة للقطاع إن كانت على صعيد الإنتاج أو التوزيع «يجب أن تراعي التشطير بحسب الاستهلاك الشهري أو بحسب المناطق» بسبب «الخصوصيّة» نفسها، ومن المعروف أنّ تلك الاعتبارات لا يستطيع القطاع الخاص أن يحترمها، وأن يرتّب حساباته وفقاً للمعايير الاجتماعيّة.
حسابات القطاع العام يُفترض أن تكون في المبدأ اجتماعيّة ـــــ استراتيجيّة وطبعاً لا تهمل الجدوى الاقتصاديّة التي يقول وزير الطاقة آلان طابوريان إنّه يستطيع تأمينها عبر «خطّة متكاملة» لزيادة الإنتاج. ولكن في لبنان هناك تعقيدات أخرى تجعل الصوت يعلو في كثير من الأحيان من أجل إشراك القطاع الخاص على الرغم من أنّ العائدات الاقتصاديّة مشكوك فيها، فيما جدواها الاجتماعيّة غير موجودة أبداً (على أساس نسبي، أي مقارنةً بوضع الأساس قبل الخصخصة.

التلوث البيئي و الشكلي

فأصبحت معضلة الكهرباء في مقدمة الاهتمامات، وبات إيجاد الحلول والمخارج من الضرورات الوطنية والملحّة في المرحلة المقبلة، وهي ضرورات لا تحتمل أي تأجيل، ولا سيما أن البنك الدولي أشار، في دراسته التفصيليّة عن وضع الكهرباء في لبنان، إلى أنّ حاجة لبنان من الكهرباء سترتفع بنسبة 60 في المئة بحلول عام 2015، لتبلغ حوالى 3000 ميغا واط، ما يعني أن هناك حاجة إلى زيادة الطاقة الإنتاجيّة بواقع 1500 ميغا واط في خلال السنوات الست المقبلة
ونشهد اليوم تحركات ناشطة من بعض الجمعيات الخاصة والمدنية في محاولة منها للدفع نحو حلول تجنّب لبنان مستقبلاً مظلماً، منها «جمعية الطاقة المستدامة»، التي أسسها الرئيس جاك صراف مع مجموعة من رجال الأعمال، والتي تبذل جهوداً في هذا السياق، وجهودها مشكورة.

.

المنافسة فيما بين الشركات

فأقترح عدم حصرية شراء الكهرباء من شركة كهرباء لبنان، بكلام آخر اعتماد الأسلوب المعتمد في بريطانيا اليوم، حيث بإمكان المستهلكين الكبار أن يشتروا كهرباء من عدة مصادر في اليوم الواحد، وخلق تنافسية حقيقية، فالكهرباء سلعة مثلها مثل أي سلعة أخرى، فإذا كان لا بد من الاتجاه إلى الخصخصة، نريدها خصخصة تنافسية لا توزيعاً لقالب الجبن، وكلنا يعرف أن الاحتكارات ستجعل من سعر الكهرباء حتماً الأغلى في المنطقة.

ان لكهرباﺀ لبنان، كمؤسسة عامة، موقعاً وطنياً واجتماعياً جامعاً، فهي منذ انشائها فــي منتصف خمسينات القرن الماضي، احدى علامات الوحدة اللبنانية، سواﺀ من حيث تغطيتها الشاملة لنسبة نحو 85% من المناطق اللبنانية الــمــأهــولــة ام مــن حيث تعرفتها الموحّدة ام من حيث سياسة المساواة التي تمارسها. اما المسلّمة الثالثة التي تستدعي اهتمام الجميع الى حدّ القلق، فتتعلق بانعكاسات ازمة الكهرباﺀ على مستويي الاقتصاد العام (الماكرو) والاقتصاد الجزئي (الميكرو) في لبنان، ولنقل على الدولة في دورها التدخلي والخدماتي، وعلى الــمــواطــن فــي حقوقه كمستهلك وصاحب حاجة هي حقّ له”. ولفت الى” ان عجز الكهرباﺀ المتفاقم هو احد الاسباب الاساسية لتفاقم العجز في موازنة الدولة، وان مساهمات الدولة المستمرة في دعم هذا القطاع قد ارهقت الخزينة دون ان تنقذ القطاع.

لقد اعتبرت البرامج الاصلاحية المتعاقبة، ومنها تلك المعتمدة في المؤتمرات الدولية لدعم لبنان مثل باريس 1 وباريس، 2 ان معالجة موضوع الكهرباﺀ هي عنصر اولي من عناصر الاصــلاح ببعديه الاقتصادي والاجتماعي”.

هذه الارقام، الموثّقة، تكشف لنا ما يلي:

أهمية دور الدولة في تأمين حماية المنشآت، ضرورة قيام الدولة، اما المسلّمة الاخيرة فترتبط باهمية الكهرباﺀ في بلد خدماتي مثل لبنان… وأختم “اضيئوا الكهرباﺀ في لبنان كي نضيﺀ من لبنان العالم كله… فتبقى” سرجنا موقدة “ونكون حقاً” ابناﺀ النور “و” نور العالم”.

إيجاد بديل يخفف تكلفة على الدولة اللبنانية

فلا يوجد حل واحد لكل مشاكل الكهرباﺀ لان القطاع يواجه مشاكل عدة ومترابطة، ومعالجتها تــتــطــلــب خــطــة مــتــكــامــلــة وليست مــجــتــزأة”. وأرى أن طبيعة القطاع وبناه التحتية تجعل تنفيذ أي خطة إصلاحية يستغرق ما يقارب الخمس سنوات.  و الخطة تتألف من نقاطا عدة لحل أزمة الكهرباﺀ أبرزها:

  • · إمكان تشغيل الطوربينات بطاقة غير المعتمدة الآن لخفض الكلفة.
  • · إعتماد الطاقة الشمسية بدلا من الكهرباﺀ في مجالات عدة.
  • · ترشيد الطاقة من خلال استعمال “لمبات توفير” ومنع استيراد “اللمبات” التي تستهلك كمية أكبر من الكهرباﺀ.
  • · فتح باب التوظيف في مؤسسة كهرباﺀ لبنان لأن ملاك المؤسسة يحتاج الى 5 آلاف موظف بينما عدد الموظفين اليوم لا يتعدى الالفين بمعدل أعمار بين 58 و60 سنة.
  • · إيجاد هيكلية مقسمة الى فئات عدة وخصخصة بعضها على سبيل التجربة.
  • · طرح شراكة بين القطاعين العام والخاص.
  • · تخفيف العبء الملقى على عاتق الحكومة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وذلك من خلال خفض الانفاق العام وزيادة قدرة التوليد الكهربائية;
  • · خفض الوقت والتكلفة اللازمين لبناء المحطات الكهربائية وتشغيلها.
  • · ايجاد مصدر اضافي لرأس المال;
  • · ادخال المنافسة;
  • · تحسين كفاءة التشغيل وزيادة الموثوقية
  • · نقل التكنولوجيا;
  • · الرد على ضغوط كبار المستهلكين الباحثين عن خيارات ذات تكلفة معقولة

و الخطة الإصلاحية، تقضي بتعيين هيئة منظمة لقطاع الكهرباﺀ واعتماد تعرفة ترتبط بكلفة الإنتاج بالتزامن مع اعتماد سياسة دعم موجّه. فنحن اليوم نعاني مما أسميه الدعم العشوائي إذ أننا ندعم كلفة الكيلوواط ساعة. فكلما زاد استهلاك المشترك للطاقة كلما كلّف الدولة أكثر. ولهذا السبب نلحظ أن بعض من يسرق كميات قليلة من الكهرباﺀ يكلف الدولة أقل من البعض الذي يدفع فاتورته كاملة ولكنه يستهلك كميات كبيرة. أما في نظام الدعم الموجّه، فلا يكون الدعم للإنتاج بل يكون موجّهاً للمواطن الفقير أو للمنطقة المحرومة أو لقطاع اقتصادي معيّن.

فيجب  الاستمرار في التنفيذ وعلى أهمية اعتماد الشراكة مع القطاع الخاص في مجالات الإنتاج والتوزيع إذا ما أردنــا أن نصلح قطاع الكهرباﺀ ونقدم للمواطن اللبناني الخدمة التي يصبو إليها.

فأصبحت معضلة الكهرباء في مقدمة الاهتمامات، وبات إيجاد الحلول والمخارج من الضرورات الوطنية والملحّة في المرحلة المقبلة، وهي ضرورات لا تحتمل أي تأجيل، ولا سيما أن البنك الدولي أشار، في دراسته التفصيليّة عن وضع الكهرباء في لبنان، إلى أنّ حاجة لبنان من الكهرباء سترتفع بنسبة 60 في المئة بحلول عام 2015، لتبلغ حوالى 3000 ميغا واط، ما يعني أن هناك حاجة إلى زيادة الطاقة الإنتاجيّة بواقع 1500 ميغا واط في خلال السنوات الست المقبلة.
ونشهد اليوم تحركات ناشطة من بعض الجمعيات الخاصة والمدنية في محاولة منها للدفع نحو حلول تجنّب لبنان مستقبلاً مظلماً، منها «جمعية الطاقة المستدامة»، التي أسسها الرئيس جاك صراف مع مجموعة من رجال الأعمال، والتي تبذل جهوداً في هذا السياق، وجهودها مشكورة.

.

الطاقة الهوائية البلديلة

ضعف الجهاز البشري

لقد باتت أزمة الكهرباء تتجاوز في مفاعيلها الخسارة الاقتصادية التي تسبّبها في كل مفاصل المجتمع اللبناني، بل تحولت هذه الأزمة المزمنة إلى عقدة نقص تجتاح عقول اللبنانيين ومشاعرهم وكرامتهم، هؤلاء الذين يتباهون دائماً بقدراتهم الفكرية، ويصنّفون أنفسهم من بين الشعوب الذكية والمتطورة، فإذا بهم يُصدمون بالواقع المرير بأنهم عاجزون عن تأمين الكهرباء..

فبالرغم من الكلام الكثير عن «كفاءة» الإدارة الحريرية ودورها الكبير في إعادة إعمار لبنان وتجديد بنيته التحتية، ورغم إنفاق أكثر من خمسة مليارات دولار على قطاع الكهرباء، فإن أزمة هذا القطاع آخذة في التفاقم. وما زالت سياسات تقنين الطاقة هي السائدة، المواكبة لتوسيع دور المولدات الخاصة، الأقل كفاءة، والأكثر تلويثاً للبيئة، والتي أصبحت تنتج أكثر من 35% من الطاقة المستهلكة في لبنان.
ومنذ وصول الحريري إلى السلطة، أُدخلت كهرباء فرنسا (EDF) إلى قطاع الطاقة الكهربائية (خصخصة جزئية). فأصبحت هي الجهة الاستشارية المعتمدة، دون الخبراء اللبنانيين المشهودة خبرتهم، والعاملين على الصعيد العالمي

. وبالتالي أصبحت EDF مسؤولة عن أخطاء التخطيط والتنفيذ والتشغيل، كما عن سوء سياسات الطاقة المعتمدة. ويذكرنا دور EDF في لبنان بكتاب جون بركنز “Confessions of an Economic Hitman”. وسيقدم خبراء EDF في الشهر الثالث من سنة 2010 التصاميم اللازمة والمتصلة بمناطق بناء المجموعات الجديدة، ومواصفاتها، مع محطات التحويل والتوزيع، بغية تأمين طاقة إضافية قدرها 700 ميغاوات. ومن المعروف أن نسبة العمولة لأصحاب القرار في تلزيم المحطات جد مرتفعة. والتجارب السابقة في بناء المعامل الحرارية وشبكات التوزيع وبإشراف EDF أظهرت عند استلام الأشغال مخالفات كبيرة وعيوباً في «المراجل» كما في «التوربينات»، وعندما رفض المهندس المسؤول في كهرباء لبنان استلامها قُدّم للمحاكمة بحجة تأخير الإنتاج، وحُكم عليه.
وبإشراف EDF تم في السابق بناء قدرات إنتاجية للطاقة، دون تطوير قدرات الشبكة على نقلها وتوزيعها، مما منع من رفع الإنتاج إلى مستوى الطلب الفعلي، وأُبقي على سياسات التقنين، وكان ذلك في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.
وبالرغم من إعادة بناء أجهزة الدولة القضائية والقمعية، لم تظهر الحكومات المتعاقبة أية حماسة لمنع السرقات على الشبكة. فمنذ سنة 2000 بلغت هذه السرقات حوالى 29%، وبلغ الهدر الفني حوالى 15%، أي إن مجمل الهدر كان حوالى 40% ثم ارتفع إلى أكثر من 42% في ما بعد. ولا تحصل سرقة الطاقة، أو عدم جبايتها في المناطق «الأمنية» العاصية على السلطة فقط، بل أيضاً في أرقى أحياء بيروت.

ضعف الكادر البشري في مؤسسة كهرباء لبنان

وتعمل الحكومات اللبنانية المتعاقبة على إضعاف مؤسسة كهرباء لبنان، وإبراز عجزها بوسائل شتى أهمها:
أ. إضعاف الجهاز البشري للمؤسسة:
فالحكومة لا تسمح بتوظيفات جديدة وبديلة من الكفاءات التي جرى «تطفيشها» أو إحالتها إلى التقاعد من فنيين وإداريين. فالجهاز البشري، كما يقول رئيس مجلس الإدارة، يتألف حالياً من 2000 عامل وموظف، مقابل ملاك يتطلب 5020 عاملاً وموظفاً. وبسبب هذه السياسات، ارتفع معدل إعمار العاملين في المؤسسة إلى 57 عاماً. وبالتالي أجبرت المؤسسة على التعاقد مع «متعهدين غب الطلب» يبلغ عددهم حوالى 1800 عامل مياوم (خصخصة جزئية مع «تحرير» سوق العمل). واستُغني عن العديد من مهندسي المؤسسة وتقنييهم أو دُفعوا إلى الاستقالة بأساليب شتى أهمها نزع صلاحياتهم، وتدني الرواتب. كما أن الشركة لم ترسل مهندسين وتقنيين للتدرب على صيانة المعامل الجديدة التي أُنشئت، رغم ورود هذا الشرط في عقود التلزيم، ثم لُزّمت الصيانة إلى شركات أجنبية (تخصيص جزئي) بأكلاف مرتفعة جداً، لا يمكن مقارنتها بكلفة المهندسين والتقنيين اللبنانيين.


ب. إعاقة الصيانة الضرورية للمعامل:
يقول رئيس إدارة المؤسسة إن الحكومة تعيق أعمال الصيانة والتأهيل الضرورية في أوقاتها، لأسباب تقنية ومالية، وذلك يعيق قدرة المؤسسة على تحسين الإنتاج، إذ يمكن زيادة قدرة الإنتاج بنسبة 20%، إذا توافرت الأموال اللازمة للصيانة. كما أن الشركة الكورية التي أعطيت مهمة تشغيل معملي الزهراني ودير عمار وصيانتهما، لا تقوم بأعمال التشغيل والصيانة كما يجب. وقد دفع ذلك المؤسسة إلى توجيه إنذار لشركة «كييكو» الكورية، بسبب تكرار الأعطال في المصنعين الجديدين نسبياً، وذلك في سنة 2009. والصيانة الملائمة تطيل عمل المحطات في الجية والزوق عشر سنوات حسب تقرير البنك الدولي.
ج. تشجيع الهدر المالي في المؤسسة:
ــــ أعطيت تراخيص الامتياز لبعض الشركات الخاصة، التي تشتري الطاقة الكهربائية بسعر قدره 50 ليرة للكيلووات ــــ ساعة، وتبيعها للمشتركين بمعدل 127 ليرة.
ــــ عدم دفع كامل مستحقات الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمخيمات الفلسطينية، التي تبلغ حوالى 150 مليار ليرة سنوياً.
ــــ امتناع العديد من القادة السياسيين النافذين عن دفع ثمن الطاقة المستهلكة، وعدم قدرة المؤسسة على قطع التيار عنهم.
ــــ حتى سنة 2003 كان هناك 33 ألف محضر بسبب السرقات والتعديات على الشبكة، ولم يبتّ القضاء بأي منها.
ــــ تأخير إنجاز مد أنابيب الغاز من معمل دير عمار حتى الحدود السورية لربطه بأنبوب الغاز السوري المنجز حتى الحدود قبل نهاية 2005، لتشغيل محطة دير عمار على الغاز، مما يضاعف إنتاجها ويطيل عمرها التشغيلي. ويقول أحد أعضاء مجلس إدارة المؤسسة إن التأخير في التنفيذ من مسؤولية المتعهد، ويبدو أنه ليس هناك بند جزائي على تأخير التنفيذ.
ــــ تلزيم قراءة العدادات وجباية الفواتير للقطاع الخاص (خصخصة جزئية) بأسعار غريبة، مما أثار اعتراض (النائب عن بيروت) محمد قباني، حيث أعطيت شركة الجباية نسبة 2.9% من قيمة الفواتير التي تُجبى، وأعطيت شركة قراءة العدادات نسبة 11% من قيمة الفواتير الصادرة، بالرغم من أن الجباية أصعب من القراءة.
المبالغة في تقدير العجز المالي للمؤسسة:
في 5/11/ 2008 أعلن رئيس مجلس الوزراء، فؤاد السنيورة، أن الخزينة تحملت أكثر من 1200 مليون دولار من عجز مؤسسة كهرباء لبنان في عام 2007. وفي اليوم التالي، أعلن وزير المالية، جهاد أزعور، أن إنفاق الخزينة على المؤسسة لسنة 2007 بلغ 981 مليون دولار. ويشمل رقم الوزير استحقاقات مالية للكويت والجزائر عن توريد المازوت والفيول أويل للمؤسسة عن سنة 2006، أي إن إنفاق الخزينة على المؤسسة لعام 2007 لم يتجاوز 516 مليون دولار.
تقول الحكومة إن تحويلات الخزينة للمؤسسة منذ سنة 1982 وحتى نهاية 2008 بلغت حوالى 25431 مليار ليرة. وإذا أضفنا نفقات سنة 2009 يصل المبلغ إلى 27500 مليار ليرة، أي حوالى 18.3 مليار دولار، وما يعادل 35.3% من حجم الدين العام.

تعمل الحكومات اللبنانية المتعاقبة على إضعاف مؤسسة كهرباء لبنان وإبراز عجزها.

ولكن لا يمكن احتساب ما دُفع قبل سنة 1993 لكهرباء لبنان كجزء من الدين المتراكم على المالية العامة، إذ لم يتجاوز هذا الدين مبلغ 1.7 مليار دولار حتى نهاية سنة 1992. ثم إن خسائر كهرباء لبنان بين سنة 1994 وسنة 2000 بلغ معدلها السنوي 200 مليون دولار «نتيجة الطاقة غير المفوترة». أي إن الخسائر عن سنة 2003 وحتى 2000 بلغت حوالى 1600 مليون دولار، كما أن مجمل العقود الموقعة لمصلحة المؤسسة بين 1992 ونهاية 2003 بلغت 1316 مليون دولار. وإذا افترضنا أن معدل العجز السنوي منذ سنة 2001 وحتى 2009 قد بلغ 400 مليون دولار حداً أقصى، فإن كامل مساهمة عجز الكهرباء في الدين العام يبلغ حوالى 6.5 مليارات دولار دون احتساب الفوائد. ومع الفوائد المستحقة يرتفع الدين إلى حوالى 7.8 مليارات دولار. وإذا كان مجمل الدين العام الذي جرى تسنيده والذي لم يجر تسنيده قد بلغ حوالى 58 مليار دولار، فإن نصيب الكهرباء من هذا الدين سيكون 13.4% لا 35.3% كما تشيع الحكومة، وذلك حتى نهاية سنة 2009.
تأخير استجرار الطاقة من الخارج وتعطيله:
طرح موضوع استجرار الطاقة الكهربائية من الخارج منذ أواسط التسعينيات، وكانت الطاقة المستوردة أقل كلفة من توليدها داخل لبنان بنسبة عالية جداً، كان ثمن الكيلووات ساعة المستوردة من تركيا 4.5 سنتات، وهو مبلغ يقل عن كلفة الوقود لتوليدها. وكلفة استجرار الطاقة من مصر أقل من 4.5 سنتات. وعندما يتم الربط مع أعالي النيل، فإن كلفة الطاقة المستجرة ستقل عن 2.5 سنت في بعض الأحيان، وتبعاً لثمن برميل النفط، بينما تصل كلفة الفيول أويل اللازمة لتوليد 1 كيلووات ــــ ساعة إلى أكثر من عشر سنتات.
ولدى تركيا حالياً فائض في الإنتاج يقدر بنحو 5000 ميغاوات، من مجمل الإنتاج البالغ 40 ألف ميغاوات، وسيرتفع هذا الإنتاج التركي إلى 80 ألف ميغاوات حتى عام 2020 عند اكتمال شبكة السدود التركية.
وهناك طاقة تصديرية متنامية في مصر، وفي السعودية ودول الخليج، وخاصة مع استغلال الغاز المصاحب للنفط في توليد الطاقة. كما أن العراق سيصبح مصدِّراً للطاقة الكهربائية بعد ثلاث سنوات.
ولاستجرار الطاقة من الخارج، احتاج لبنان إلى محطات تحويل 400/220 ك. ف. في محطة كساره، وإلى محطة ديرنبوح 220 ك.ف. واستجر لبنان الطاقة من سوريا منذ عشر سنوات، ومن مصر منذ 27/4/2009 عبر محطة كساره غير المكتملة بعد. ولكن محطة كساره تأخر إنجاز بنائها أربع سنوات على الأقل، بحجة تأخر الملتزم في التنفيذ (أيضاً دون بنود جزائية)، ولكن استجرار الطاقة من مصر وسوريا عُلّق منذ أشهر لاعتبارات غير معلنة، كما تقول جريدة السفير (17/3/2010). ويقول وزير الطاقة جبران باسيل، إن هناك عوائق أمام استجرار الطاقة، تتمثل بعدم استكمال حلقة التوتر العالي غير المكتملة، وخصوصاً في منطقة المنصورية، وعملية توسيع طاقة محطة كساره، بجانب بناء مركز التحكم، الذي «سيؤمن استقراراً عالياً على الشبكة، وسيكون الهدر أقل بكثير». وهذا التأخير غير المبرر في إتمام بناء محطات التحويل وشبكات نقل التوتر العالي يرفع كلفة الطاقة الموزعة ويبقي على سياسة التقنين.
وربما كان التأخير في بناء شبكات الربط الكهربائي يقصد منه إكمال التعاقد لبناء محطات توليد جديدة، ينتفي مبرر بنائها مع اكتمال بنية الربط الثماني. ولإتمام عملية تخصيص جزئي أو كلي لقطاع الطاقة بأسعار متدنية جداً بسبب الخسائر الكبيرة لمؤسسة كهرباء لبنان. وقد نصح خبراء البنك الدولي بعدم تخصيص هذا القطاع، إذ إن تخصيصه سيرفع كلفة إنتاج الكيلووات إلى ثلاثة سنتات على الأقل.

خطورة مقايضة الدين الخارجي بملكية المشروعات الوطنية

تنطوي عملية مقايضة الديون الخارجية بحقوق ملكية في المشروعات العامة على عدة مخاطر من أبرزها:

ـ ان تحويل الأرباح والفوائد والدخول والتوزيعات التي يجنيها الملاك الجدد ـ خاصة الأجانب ـ ستؤثر في الأجل المتوسط على زيادة العجز في ميزان المدفوعات، رغم ما يكون في الأجل القصير من تخفيض عبء الدين من خلال إلغاء دفع الفوائد والأقساط المستحقة عن الديون التي ستقايض بحقوق الملكية.

ـ يصبح للأجانب المستثمرين نصيب في الدخل المحلي المخفض، وهو يتضاعف مع زيادة تحويل الديون إلى حقوق ملكية، وسيظل مستمرا ما دامت المشاريع بقيت مملوكة للأجانب.

ـ إتاحة الفرصة للهيمنة الاقتصادية عبر الشركات متعددة الجنسية من خلال امتلاكها للمشروعات المحلية، ويكون ذلك غالبا في ضوء امتيازات وضمانات سيتضرر منها البلد مثل حرية تحديد الأسعار والأجور، ونوعية التقنية المستخدمة، والإعفاءات الجمركية والضريبية، الأمر الذي يتعارض مع السياسات القومية.

ـ تحويل الدين الخارجي إلى أصول إنتاجية سيدفع البنك المركزي إلى التوسع لإصدار النقود لمواجهة طلب تحويل الدين الخارجي إلى نقد محلي، مما يسهم في زيادة التضخم وارتفاع الأسعار، ويذكر في هذا الصدد أن تحويل 5% من الدين المستحق في أربع دول في أميركيا اللاتينية قد أدى إلى زيادة عرض النقود المحلية بنسب تتراوح بين 33 و59%.

مراعاة المصلحة العامة

لابد من وضع ترتيبات معقولة ومناسبة تمنع المؤسسة المنقولة إلى القطاع الخاص من الاصطدام بالمصلحة العامة، ولذلك نجد بعض الحكومات تختار سياسة الاحتفاظ بالأغلبية في ملكية المؤسسات.

وعند إتمام عمليات البيع بالكامل ينبغي توفير الإطار السياسي المناسب لنقل الملكية، خاصة فيما يتعلق بالقرارات الخاصة بنسبة الأسهم المطروحة للمستثمرين المحليين مقابل التي تطرح للمستثمرين الأجانب.

تجنب القرارات غير المدروسة

من الخطأ أن يتم البيع أو نقل ملكية المؤسسات العامة دون دراسات وافية، فكثيرا ما أدت القرارات الارتجالية وغير الشورية إلى بيع المؤسسات بأقل من سعرها في السوق إلى مجموعة من أصدقاء الحكومة، وكان ذلك فتحا لباب من الفساد والرشاوى.

التدرج والانتقائية

التدرج في إتمام عملية الخصخصة يفضي إلى نتائج إيجابية، وفي المقابل التسرع يؤدي إلى كثير من الفشل في تحقيق الهدف المعلن من الخصخصة، لذلك نجد أن بريطانيا التي يضرب بها المثل في تجربة الخصخصة كانت انتقائية ومتدرجة، ولم تتعد عمليات الخصخصة أصابع اليد خلال حكومة المحافظين التي تبنت هذه السياسة في عهد رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر، في الوقت الذي بيعت كل المؤسسات العامة بلا حدود وفي أي وقت في دول الاتحاد السوفييتي السابق، وحسب تعبير أحد السياسيين في هذه البلاد فإن عمليات البيع والخصخصة كانت تتم كل 3 أو 4 ساعات. بينما نجد أن التجربة الصينية في الخصخصة كانت متدرجة وانتقائية في آن واحد.

دور الخصخصة كسياسة اقتصادية للإصلاح المالي

لا ينكر دور الخصخصة إذا توخيت شروط نجاحها في تقليل عدم التوازن المالي الذي تعاني منه معظم الدول النامية. ويمكن أن تدلنا أرقام العائدات المالية من عمليات الخصخصة، على أن العديد من الدول بدأت تجني ثمار الخصخصة في الفترة من 1990 ـ 1996، ومثال ذلك البرازيل التي حققت 22.4 مليار دولار، والأرجنتين 16.3 مليارا، والمكسيك 24.9 مليارا كنتيجة لعملية الخصخصة. وكذلك الاقتصادات الصغيرة مثل بيرو التي حققت مليار دولار، والفلبين 3.7 مليارات،

وپولندا 3.8 مليارات. إن عملية التخصيص في ضوء الدروس المستفادة لابد منها لإطلاق المبادرة الفردية في مجتمعات الدول النامية، ليس على الصعيد الاقتصادي فقط، وإنما لتشمل النواحي الاجتماعية والسياسية، وبغير إزالة القيود أمام إطلاق المبادرات الفردية والخاصة التي في مجموعها تشكل المبادرات الجماعية. ولا سبيل لهذه المجتمعات في الوصول إلى مراقي التحضر، إلا عندما تسود قيم العدل والمساواة والحرية.

المبررات الاقتصادية للخصخصة:

1- خفض الإنفاق الحكومي:

يعد الهدف من خفض الإنفاق الحكومي أحد المتطلبات الأساسية لهيكلية الاقتصاد في المدى البعيد, وتنبع أهمية خفض الإنفاق الحكومي, من أن معظم الدول النامية تعاني عجزاً في ميزانها التجاري وفي ميزان مدفوعاتها، مما أدى إلى تفاقم الديون الخارجية بوتيرة متزايدة, وفي مثل هذه الحالة فإن تبرير عملية الخصخصة بخفض الإنفاق الحكومي يعتبر مقبولاً, كذلك فإن الإيرادات العامة في الدول منخفضة الدخل غير مناسبة من الناحية الهيكلية لمقابلة احتياجات التنمية، وبما أن مصادر التمويل الخارجية قد جفت وأصبح العجز في الميزانية غير محتمل, فإنه على الدولة وضع أولوياتها بصورة صحيحة والحد من الإنفاق على المجالات التي لا يعتبر وجودها فيها ضرورياٍ, وبدلاً من أداء عدة أشياء بكفاءة منخفضة فإنه على الدولة الاتجاه نحو عمل نشاط محدد بكفاءة عالية.

وما تجدر الإشارة إليه, أن بعض الأدبيات تشير إلى أنه في الغالب على المدى القصير تذهب الوفورات التي تحققها الدول النامية في إنفاقها العام لخدمة الديون, ولا يتوقع أن تؤدي عائدات عملية الخصخصة إلى زيادة الإنفاق على المجالات ذات الأولوية في المدى القريب.

2- زيادة الكفاءة الاقتصادية:

يعتبر رفع الكفاءة الاقتصادية عن طريق خصخصة مؤسسات القطاع العام، الهدف الأساسي لبرامج الإصلاح, هذا وإن الكفاءة الاقتصادية تتكون من الكفاءة الإنتاجية وكفاءة عملية الخصخصة، وتتحقق كفاءة تخصيص الموارد عندما تعكس الأسعار النسبية للموارد قيمتها الحقيقية, أو قيمة الندرة لتلك الموارد أو قيمة الفرص البديلة لها, ويعتمد هدف الكفاءة الإنتاجية على مقدرة المؤسسات على إنتاج نفس الكمية بأدنى حد ممكن من التكاليف, أو بإنتاج كمية أكبر من المنتج بنفس التكاليف. واستناداً إلى ذلك، فإن هدف رفع الكفاءة الاقتصادية يعتمد على المكتسبات المتعلقة بالكفاءة الإنتاجية, ويعتقد مؤيدو الخصخصة, أن المؤسسات العامة تتميز بعدم كفاءة أكبر في عملياتها الداخلية, إذا ما قورنت بالمؤسسات الخاصة وذلك يرجع إلى عدة أسباب, منها أن المؤسسة العامة غالباً ما تكون محمية من المنافسة، مما يؤدي إلى استخدام المدخلات بصورة لا تؤدي إلى تحقيق الحد الأعلى من الإنتاج, ويعتقد المؤيدون أيضاً أن المؤسسة العامة غالباً ما تتوصل إلى رأس المال بصورة مدعومة, مما يؤدي إلى استخدامه بصورة لا تعكس تكلفته الحقيقية. وترى مدرسة حقوق الملكية, أن حافز الإدارة لتعظيم الربحية وتقليل التكلفة يكون ضعيفاً في حالة الملكية العامة, وذلك لأن البيروقراطية وغياب حملة الأسهم الذين يكون لديهم مصلحة في تعظيم الأرباح, يقلل الضغط على الإدارة في السعي لتحقيق كفاءة الأداء وتحقيق الحد الأعلى من الربحية.

وتقول وجهة نظر أخرى في أدبيات الخصخصة، إن عدم كفاءة القطاع العام يرجع في الحقيقة إلى عدة أسباب لا علاقة لها بالمسببات الاقتصادية, فكما هو معلوم أن للمؤسسات العامة أهدافاً اجتماعية, غالباً ما يتضارب تحقيقها مع أهداف الكفاءة الاقتصادية، فمثلاً في الغالب ما يتضخم هيكل المؤسسات العامة بهدف خلق فرص للعمالة. وفي هذه الحالة فهي تساهم في إعادة توزيع الدخل بصورة أفضل وفي تحقيق مستوى أفضل من الرفاهية الاجتماعية، وللأسباب نفسها فإن المؤسسات العامة لا تعتمد الأسس التجارية في عملها, بأن تقوم بتقديم الخدمة أو السلعة بأثمان لا تعكس تكاليفها الفعلية، كذلك فإن إدارة مؤسسات القطاع العام تعاني من الروتين والبيروقراطية, مما قد يكون السبب الحقيقي وراء عدم كفاءتها.

وكما تقول الأدبيات, فإن للخصخصة مدلولات هامة فيما يتعلق بالكفاءة التوزيعية للموارد, والتي يمكن تحقيقها حينما تعكس الأسعار النسبية للموارد قيمتها الحقيقية, غير أن البعض يرى أن الشرط الأساسي لتحقيق التوزيع الأمثل للموارد تحت ظل الخصخصة, هو حرية حركة المنشآت بحيث تخرج من القطاعات ذات العائد الضعيف إلى القطاعات الأكثر ربحية, وتجد بعض الأدبيات صعوبة في تقبل الاعتقاد السائد, بأن كفاءة توزيع الموارد سوف تتحسن بتطبيق الخصخصة، حيث تعتبر الكفاءة التوزيعية أحد مهام هيكل السوق وليس شكل الملكية. ويرى هؤلاء أن درجة التنافس في القطاع المهني لها واقع إيجابي أكثر من الخصخصة وبالتالي فإن زيادة درجة المنافسة بالتقليل من المؤسسات الاحتكارية, يصبح هدفاً هاماً في سبيل تحقيق مكتسبات الكفاءة الكلية, وبطريقة أكثر وضوحاً فإن تحويل المؤسسات الاحتكارية العامة إلى مؤسسات احتكارية خاصة لن يؤدي إلى تحسين في الكفاءة التوزيعية.

الطاقة الشمسية

أشكال وأنواع الخصخصة:

تأخذ عملية الخصخصة أشكالاً مختلفة حسب الظروف الخاصة التي تمر بها الدول المعنية ، وحسب المرحلة التي قطعتها في عملية إعادة الهيكلة ، ومستوى المقاومة التي تبديها القوى المناهضة للخصخصة ، ومن هذه الأشكال :

أ ) تخصيص الإدارة:

و ينطوي هذا النوع من أشكال الخصخصة بأفضلية القطاع الخاص, والعجز أو القصور في الإدارة العامة ويعد هذا الشكل مرحلة تمهيدية وأولية للخصخصة، ضمن اعتبارات محلية متعلقة بقدرة القطاع الخاص على شراء الأصول والموقف العام من مسألة نقل الملكية وتتضمن عملية تخصيص الإدارة:

1-     عقود الإدارة:

وهي العقود التي تبرمها الحكومة أو الجهة مع المؤسسات والأفراد المحليين والأجانب لإدارة المنشأة العامة، لقاء أجور محددة أو نسبة من العائدات، أو حصة من رأس مال المنشأة, ولا تعد الإدارة في هذه الحالة مسؤولة عن المخاطر التجارية أو عن التدهور في قيمة أصول المنشأة, إلا إذا تم النص في العقد على ذلك. وكثيراً ما تلجأ الدول النامية لمثل هذا النوع من أشكال الخصخصة, وذلك لإدارة بعض المنشآت الإستراتيجية مثل الفنادق الكبرى وبعض المنشآت الصناعية المتطورة, نتيجة افتقاد الجهاز الإداري المحلي أو عدم توفر الكفاءات الضرورية لإنجاح عمل مثل هذه الشركات أو المنشآت.

2– التأجير:

وتتيح عقود التأجير استثمار الموارد والأصول من قبل القطاع الخاص، لقاء رسوم أو أجور محددة من قبل الدولة، وفي هذه الحالة قد يطالب المستأجر بتخفيض عدد العاملين، واستبدال عناصر الإدارة العامة بعناصره, حيث إنه معني بتحقيق معدلات من الريعية مناسبة، وتخفيض تكاليفه، والمحافظة على أصول المنشأة وفي بعض الحالات, تأخذ عملية التأجير طابع (التأجير التمويلي أو الامتياز ) الذي يتيح للمستثمر إدارة واستثمار المشروع لمدة زمنية محددة، تعود ملكيته بعد ذلك للدولة، وفي العديد من الحالات يتم التعاقد على التأجير لفترات زمنية طويلة نسبياً بغرض جعل فكرة نقل الملكية مقبولاً.

ب) البيع الجزئي:

تلجأ بعض الحكومات إلى بيع جزء من أسهم أو حصة من المنشآت العامة، كخطوة تمهيدية نحو نقل الملكية إلى القطاع الخاص بشكل كامل، ويكون الغرض أحياناً إقامة قطاع مشترك، ومشاركة القطاع الخاص في الإدارة. كما تطرح أحياناً أسباب مالية, بغرض زيادة رأس المال أو التوسع بشكل عام مبرراً لهذه العملية، ويأخذ البيع الجزئي طابع المرحلة الانتقالية للخصخصة, من خلال احتفاظ الدولة بجزء من الأسهم أو بأسهم خاصة (الأسهم الذهبية ) للمحافظة على إمكانية التدخل في مجلس الإدارة، وتوجيه الاستثمارات أو الرقابة على عمل المنشأة بعد تخصيصها. وعادة ما تلجأ الدولة إلى هذا الأسلوب في القطاعات الهامة والأساسية، مثل تدخل المملكة المتحدة في توجيه الاستثمارات والعمل في قطاع الكهرباء بعد تخصيصه من خلال السهم الذهبي الذي احتفظت به. 

ج) نقل الملكية إلى الإدارة والعمال:

هناك ثلاثة أساليب لتمليك العاملين في رأسمال المنشأة هي: اختيار الأسهم وخطط مشاركة العاملين في رأس مال الشركة، وتمويل أعضاء الإدارة في شراء أسهم المنشأة بالاقتراض.

– اختيار الأسهم: ويقصد به إصدار المنشأة لوثيقة باسم كل عضو من أعضاء الإدارة, وتعطيه الحق في شراء حصة من أسهم رأسمال المنشأة, في تاريخ لاحق وبسعر يحدد في الوثيقة عادة يكون أقل من أسعار الأسهم المطروحة للاكتتاب.

– خطة مشاركة العاملين في ملكية المنشأة: وفيها تقوم وحدة تنظيمية مختصة نيابة عن العاملين (قد تكون نقابة العمال) بالحصول على قرض طويل الأجل بهدف استخدام حصيلته لتمويل شراء جزء من الأسهم العادية, أو حصة في رأسمال الشركة التي يعملون فيها. ويتم تسديد خدمة القرض ( أقساط وفوائد ) من التوزيعات التي تتولد عن الأسهم المشتراة.

– شراء الإدارة أو العاملين أسهم المنشأة بأموال مقترضة: فيتم ذلك بشكل ينتهي إلى أن تكون نسبة القروض إلى حقوق الملكية 1/5 بل ولم تتجاوز نسبة حقوق الملكية في رأس المال في بعض الحالات 2%, وفي الحالات التي تنتهي الشركة بأن تكون مملوكة لعدد محدود من المساهمين, فحينئذٍ تتحول من شركة مساهمة إلى شركة خاصة يديرها ملاكها الجدد.

د) – الاكتتاب:

وهنا يكون اكتتاب عام على المنشآت المطروحة للخصخصة من قبل المواطنين بشكل عام، وذلك من منطلق توسيع قاعدة الملكية، وإتاحة فرص متكافئة للجميع, في الحصول على أسهم الشركات من منطلق توسيع قاعدة الملكية، وإتاحة فرص متكافئة للجميع في الحصول على أسهم الشركات المطروحة للخصخصة. وقد تم اختيار هذه الطريقة في دول أوروبا الشرقية نتيجة عدم وجود سوق مالية متطورة, بالإضافة إلى ضعف رأس المال الخاص بشكل عام في هذه الدول.

هـ) البيع الكلي المباشر:

تعد عملية البيع المباشر أكثر الطرق انتشاراً واستخداماً لنقل الملكية, حيث شكلت خلال السنوات الماضية حوالي 80% من إجمالي المعاملات خلال السنوات ( 1988 – 1993 ) ونحو 58 % من إجمالي الإيرادات وشكلت هذه الطريقة أيضا 86 % من إجمالي المعاملات عام 1994, وتأخذ عملية البيع المباشر عدة أشكال من أهمها

1-استدراج العروض, وتستخدم هذه الطريقة في بيع المنشآت الهامة والإستراتيجية, والتي تطلب إدارتها مواصفات خاصة وقدرات تمويلية, وخبرات في المجال الذي تعمل فيه، إلا أن هذه الطريقة تفتقد للشفافية الكافية، وتؤدي إلى ضياع جزء هام من الموارد وتمركز الثروة.

2-المزاد العلني: وتتيح هذه الطريقة فرصة أكبر من الشفافية, إلا أنها تمنع أشكال التواطؤ بين المشتركين لتخفيض قيمة الأصول.

3-البيع عن طريق السوق المالية: وذلك عن طريق طرح أسهم المنشأة المراد بيعها في السوق المالية، وتتطلب هذه الطريقة وجود سوق مالية نشطة وشفافية عالية في تقييم أوضاع المنشآت المطروحة للبيع، إلا أن أغلب الدول النامية تفتقر إلى أسواق مالية واسعة نشطة وشفافية عالية في تقييم أوضاع المنشآت المطروحة للبيع.

4-البيع بالتراضي: ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة عند بيع منشآت إستراتيجية وهامة, في قطاع الخدمات العامة، أو الصناعات الإستراتيجية, حيث أهلية المستثمر الجديد وقدرته على التطوير والتحديث شرط أساسي في عملية نقل الملكية.  وفي هذه الحالة, يتم اختيار مستثمر استراتيجي محلي أو أجنبي وفق شروط ومواصفات محددة, وغالباً ما يكون ذلك على حساب قيمة الأصول المطروحة للبيع، وعلى حساب الشفافية المطلوبة في هذه العملية.

5- بيع الأصول المحلية لقاء الديون الخارجية, وذلك بهدف التخلص من الأعباء المترتبة على الديون الخارجية، ولكن حق المستثمر الجديد في إخراج الأرباح وحصيلة بيع هذه الأصول, من شأنه أن يشكل ضغطاً على حصيلة القطع الأجنبي، لا تقل بل يمكن أن تزيد عن تحويلات خدمة الدين الخارجي، عدا ما يحمله ذلك من خطر زيادة نفوذ رأس المال الأجنبي في الاقتصاد الوطني.

اسباب تشجيع مشاركة القطاع الخاص

ان خصخصة قطاع الطاقة الكهربائية عملية متطورة وتتغير تشريعاتها بحسب البيئة الاجتماعية والاقتصادية لكل بلد. الا ان الطلب السريع على الكهرباء، ونقص التمويل اللازم والمتوافر لدى الحكومات، يخلقان آفاقاً واسعة لاستثمار القطاع الخاص في قطاع الطاقة الكهربائية، ويزرعان بذور التغيير في تركيبة المؤسسات الحكومية وتشغليها، بهدف:

فصل انشطة الطاقة الكهربائية

“اثبتت التجارب العالمية اهمية جدوى فصل نشاطات وظائف الطاقة الكهربائية الثلاث (التوليد والنقل والتوزيع)، عند التوجه الى خصخصة القطاع مع المحافظة على تأمين تغذية المشتركين بالطاقة بالسعر الافضل، كما ان الظروف الاقتصادية والاهداف السياسية وظروف العمل والعوائق الادارية، مجتمعة، تحدد كيفية اعادة تنظيم الشركة المعروضة للخصخصة، والخطوات الواجب اتخاذها لتحضيرها للبيع، وتنظيم عملية البيع والمفاوضات التي ترافقها من اجل تحقيق الفوائد الاقتصادية المطلوبة” .

ان الدروس المستفادة من نموذج بريطانيا وويلز في خصخصة قطاع الكهرباء تؤكد جدوى فصل وظائف قطاع الكهرباء الثلاث (التوليد والنقل والتوزيع) عن بعضها البعض. وقد قامت عدة دول أخيرا بفصل الوظائف الثلاث، نذكر منها الارجنتين واوكرانيا وبولونيا وبوليفيا والبيرو والمجر وبلدان نامية اخرى .

ففي الارجنتين اثنتان وعشرون شركة توزيع اساسية. وتعتبر وظيفة النقل احتكاراً طبيعياً، على خلاف وظيفة التوليد. اما التوزيع، فيعتبر احتكاراً طبيعياً، فقط في منطقة معينة. كما انه لا يسمح لاي منتج في وظيفة التوليد بالسيطرة على اكثر من عشرة في المئة من قدراته.

في المملكة الاردنية الهاشمية، اقر آخر قانون للكهرباء (قانون 13 لعام 1999) السماح باعادة هيكلة شركة الكهرباء الوطنية وتحويلها ثلاث شركات للتوليد والنقل والتوزيع، ومن ثم خصخصة النشاطات المتعلقة بالتوليد والتوزيع.

في المملكة العربية السعودية، بناء على التعديدات التشريعية الاخيرة (عام 1999)، فصلت شركة الكهرباء الوطنية الى ثلاثة شركات: شركة توليد الكهرباء الوطنية، شركة توزيع الكهرباء، وشركة الكهرباء الوطنية العائدة اليها نشاطا النقل والتحكم.

اما قانون تنظيم قطاع الكهرباء في لبنان، فقد لحظ، في المادة الثالثة منه، “مبدأ استقلالية كل من نشاطات الانتاج والنقل والتوزيع للكهرباء وظيفياً وادارياً ومالياً” كما لحظ، في المادة الرابعة منه، “تأسيس شركة مغفلة واحدة او اكثر (…) تعرف كل منها بـ”شركة مخصخصة”، يكون موضوعها القيام بكل نشاطات الانتاج والتوزيع او ببعضها…”. اما المادة الخامسة من القانون المذكور فقد اقرت “للحكومة بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء، وخلال مهلة اقصاها سنتان من تاريخه انشاء اية شركة مخصخصة، ان تبيع نسبة لا تتجاوز الاربعين في المئة (40%) من اسهم كل شركة مخصخصة من مستثمر في القطاع الخاص…”.

اهمية المنافسة

اشارت دراسة تحليلية لـ15 استثماراً للقطاع الخاص في بنى تحتية، منها توليد الطاقة الكهربائية، الى ثلاث نتائج”:

أ- ان الاستثمار في هذا المجال ليس احتكاراً طبيعياً، اذ يمكن ادخال المنافسة في نقاط البيع، وذلك بالسماح للمستثمرين من القطاع الخاص بالمنافسة وفق شروط عادلة;

ب- حققت الخصخصة ارباحاً اقتصادية بتكلفة اقل وزيادة سريعة في تغطية رأس المال واستنزاف اقل لموازنة الحكومة;

ت- كانت حال المستهلكين افضل بكثير قبل الخصخصة في حال تحول الاحتكار الى القطاع الخاص، بدلاً مما كان في يد القطاع العام. وهذا يشير الى اهمية تشكيل هيئات التنظيم المستقلة بعد الخصخصة (4).

وقد تبين من الدروس المستخلصة من نماذج:

1- الارجنتين وتشيلي: وجوب وضع حدود لحجم المنتجين لضمان المنافسة. وباعتبار ان وظيفة التوليد هي نشاط تنافسي، فقد قسمت هذه الوظيفة 24 وحدة عمل وبيعت الى القطاع الخاص، في حين اعتبرت وظيفة النقل احتكاراً طبيعياً وشركات التوزيع الاثنتان والعشرون احتكاراً طبيعياً، كل في منطقة معينة. اما في تشيلي، فقد ربط سعر الطاقة المنظم بسعر السوق، لكي ينتفع صغار المستهلكين بتحسين الكفايات الناتجة من المنافسة (5).

2- انكلترا وويلز: فسح المجال للمنافسة على صعيدي البيع بالجملة والمفرق، اذ تم فصل توليد الطاقة عن النقل، وتمت خصخصة القطاع (عام 1990)، ووضعت ضوابط لتشجيع المنافسة والحد من استغلال المحتكرين، الامر الذي ادى الى تنزيل النفقات الحقيقية لوحدة الطاقة (كيلواط ساعة) بنسبة نحو 50%، في حين انخفضت اسعار تجمع الطاقة Pool Prices)) بنسبة 20% (6).

3- في العديد من الدول الاخرى (تشيلي، النروج، فنلندا، هولندا…)، التي اتبعت النموذج الانكليزي، نجحت الخصخصة، وبخاصة في مجال المنافسة.

ولم يغفل قانون تنظيم قطاع الكهرباء في لبنان اهمية المنافسة، فلحظ في المادة الثانية عشرة – الفقرة الرابعة منه: “تأمين المنافسة في قطاع الكهرباء وتشجيعها ومراقبة التعرفات غير التنافسية وضبطها وتأمين شفافية السوق”.

العناصر المهمة الاخرى وتوضيحات

في ما يتعلق بالعناصر المهمة الاخرى وتحديداً تحسين كفاية التشغيل، واستقلال تنظيم القطاع، والاجراءات التجارية الشفافة، والتسعير العادل للكهرباء”، فقد ركز عليها ايضاً قانون تنظيم الكهرباء في لبنان، وبالتالي لن نتطرق اليها بالتفصيل، باعتبارها مسلمات تقع ضمن مهمات هيئة تنظيم قطاع الكهرباء وصلاحياتها (المادة الثانية عشرة) الذي اقر القانون المذكور انشاءها (المادة السابعة)، ومنحها الشخصية المعنوية والاستقلال الفني والاداري والمالي.

وعليه، لا بد في هذا المجال من بعض التوضيح والتحذير. فاذا كان لخصخصة قطاع الكهرباء فوائد عديدة جمة تختلف بحجمها ونتائجها من بلد الى بلد، فان للخصخصة مساوئ تختلف بحجمها ونتائجها ايضاً من بلد الى بلد. ولعل هيمنة الشركات العملاقة العالمية ورأس المال الخارجي وعدم قدرة الشركات ورأس المال المحلي على المنافسة، هما ابرز هذه المساوئ. اضف الى ذلك، الخشية من ضعف دور الجهاز المنظم وفاعلية الهيئة الوطنية لتنظيم قطاع الكهرباء (Regulatory Body)، وبالتالي دور الدولة بحيث ننتقل من احتكار القطاع العام الى احتكار القطاع الخاص الذي يسعى بشتى الوسائل وراء اقصى المكاسب. والبعض يخشى من ان يكون تحرر الدول النامية من الاستعمار السياسي هو في طور التبدل نحو الاستعمار الاقتصادي من خلال مشاركة الشركات ورأس المال الخارجي (5).

خطوات متوجبة بعد صدور قانون تنظيم الكهرباء

أستطيع التأكيد ان قانون تنظيم الكهرباء الجديد في لبنان تضمن العناصر المبدئية الاساسية الضرورية لعصرنة القطاع الكهربائي. ولكن النجاح المستقبلي يكمن في كيفية تطبيق احكام القانون المذكور، وفي ملائمة الخطوات اللاحقة للواقع الكهربائي غير التقليدي الناشئ والمستمر منذ ما بعد عام 1975 وبخاصة ان وظيفة التوزيع تشكل اساس الداء والدواء.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستتمكن الدولة من الضبط والمراقبة والاشراف الفعلي على عمل القطاع الخاص في القطاع الكهربائي، وبخاصة وظيفة التوزيع، حيث معظم الاهدار الفني وغير الفني والمالي، وحيث لها من تجربتها غير المرضية مع الامتيازات التي كانت قائمة او التي لا تزال قائمة؟

في وظيفة التوزيع هذه، يقتضي استيعاب الفرق بين شبكة التوزيع كانشاءات وتجهيزات، وادارة الطاقة المنقولة على هذه الشبكة، اي تسويق التيار للمستهلك واسترداد قيمته. فبالاضافة الى خفض الخسارة الفنية وتحسين الكفاية التقنية، فأن النجاح الاساسي يكمن في الاداء الاداري وضبط توزيع الطاقة وخفض الخسارات غير الفنية وتحصيل الفواتير. وبعكس وظيفة التوليد، فان طبيعة استثمار شبكة التوزيع في منطقة ما هي محض احتكارية وغير تنافسية. وهذا يعني انه يمكن فقط – في حال مشاركة القطاع الخاص – تقسيم لبنان مناطق عدة واجراء مناقصة تنافسية وفق دفتر شروط نموذجي ومدروس ومنح افضل العارضين امتياز توزيع الطاقة في كل منطقة وللمدة المحددة في دفتر الشروط. يبقى ان تقوم الهيئة الوطنية المشرفة (Regulatory Boody) بدورها ومهمتها الرقابية والاشرافية، والا انتقلت وظيفة التوزيع من احتكار القطاع العام الى احتكار القطاع الخاص ودفع المواطن العبء مضاعفا.

اما وظيفة التوليد حيث المعامل محصورة في بقعة معينة والانتاج يتطلب استثمارات كبيرة ويخضع لسوق تنافسية حادة تفرض مستوى رفيعا من الاداء التقني والاداري، فمشاركة القطاع الخاص، ولا سيما الاستثمار الخارجي، رهن باطار استثماري سليم وتنظيمات مقبولة وضمانات تنافسية شفافة ومطمئنة (5).

وقد سبق ان اشرنا الى وظيفة القطاع المتبقية، اي النقل (ومعها التحكم بشبكة النقل). فطبيعة هذه الوظيفة هي ايضا احتكارية وستبقى في يد القطاع العام، اي مؤسسة كهرباء لبنان. ويشترط هنا عصرنة الادارة فيها، ولا سيما تعجيل انشاء المركز الوطني للتحكم (National Control Center NCC) وتركيزه وبالاخص في ضوء الربط الاقليمي لشبكات النقل الكهربائي.

في ضوء التوضيحات والتفصيلات اعلاه، ما هي الاجراءات التسلسلية المطلوبة؟:

1- تشكيل الهيئة الوطنية لتنظيم القطاع دون تأخير، ومباشرة العمل بدءا بمتابعة اصدار المراسيم الخاصة بها، ولا سيما مرسوم النظام الداخلي للهيئة والانظمة الادارية والمالية وانظمة العاملين لديها وكيفية تمويلها واسس الترخيص وخلافه، وذلك وفق احكام قانون تنظيم قطاع الكهرباء. وفي هذا المجال يمكن الهيئة متابعة الخطى المتخذة من وزارة الطاقة والمياه والتعاقد مع مكتب استشاري عالمي لوضع دراسة اعادة هيكلة مؤسسة كهرباء لبنان، ودقائق فصل وظائف القطاع الثلاث، ومتطلبات جذب اهتمام القطاع الخاص (المحلي والخارجي) بالمشاركة، ونوع هذه المشاركة وحجمها.

2- وفي اطار فصل وظائف القطاع الثلاث واولوية معالجة وظيفة التوزيع اولا، وضمان سلامة هذه العملية ونجاحها قبل خصخصة اي من وظيفة التوليد، تقسيم لبنان مناطق عدة واجراء مناقصة تنافسية وفق دفتر شروط نموذجي ومدروس، ومنح افضل العارضين امتياز توزيع الطاقة في كل منطقة وللمدة المحددة في دفتر الشروط.

ولا بد في هذا المجال، من ضرورة تشجيع مشاركة القطاع الخاص المحلي، وبخاصة في وظيفة التوزيع، لسببين رئيسيين.

– سهولة استيعاب التقنيات المطلوبة في وظيفة التوزيع من القطاع الخاص المحلي، وتوافر الخبرة الادارية الاستثمارية محليا (المثبت في امتيازي جبيل وزحلة)، وتمكن افضل المؤسسات المحلية من فهم واقع التوزيع الكهربائي في لبنان وخصوصياته وتعقيداته، والتغلب على معوقات نجاحه.

ب – من تجربة الازمة المالية في شرق آسيا، لم تتأثر المشروعات الكهربائية الخاصة المملوكة من مستثمرين محليين كثيرا بعدم استقرار سعر صرف العملة المحلية، مثل مشروعات ماليزيا وتايلاند، وبالتالي تقليص تعريض المشروعات الكهربائية للخطر بسبب عدم المواءمة بين الايرادات بالعملة المحلية والالتزامات (6).

3- وبشكل متواز مع وظيفة التوزيع، تلزيم “المركز الوطني للتحكم (National Control Center)، بعقدين منفصلين، ولكن متزامنين:

* العقد الاول، من خلال شراء جهاز محاكاة للتحكم (Simuulator) والتدرب عليه لاكتساب خبرة سريعة في ادارة شبكة النقل الكهربائي.

* والعقد الثاني، شراء المركز الوطني للتحكم وتركيزه ووضعه قيد الاستثمار.

4- وفي انتظار نتائج مشاركة القطاع الخاص في وظيفة التوزيع (وفق ثانيا اعلاه)، يكتفي بأن تكون مشاركة القطاع الخاص في وظيفة التوليد في حدود تلزيم التشغيل والصيانة لمعامل التوليد الحراري الكبرى (البداوي والزهراني وربما الزوق).

سابعا – مقاربة الخطوات المتوجبة بالخطوات المتخذة

من المفترض، على اثر صدور قانون تنظيم الكهرباء الجديد، ان تحدد الحكومة وتعجل الخطوات اللاحقة لتنفيذ احكام القانون المذكور، وتضع برنامجا زمنيا لآليات التنفيذ وتعلنه على الملأ، بدءا باصدار مراسيم انشاء الهيئة الوطنية لتنظيم قطاع الكهرباء وتعيين اعضائها. الا ان هذا الامر لم يتم حتى تاريخه، وبقيت المداولات في هذا الشأن في اطار المجلس الاعلى للخصخصة الذي حافظ على سرية تلك المداولات.

وقد فاجأ المهتمين بالموضوع اعلان، باللغة الانكليزية، صادر عن المجلس الاعلى للخصخصة (نشرت نسخة منه في عدد “النهار” الصادر بتاريخ 15 تشرين الاول 2002)، اشارت فيه الحكومة اللبنانية الى صدور قانون تنظيم قطاع الكهرباء وما ورد فيه في شأن مشاركة القطاع الخاص وانها، من اجل ان تطلق في سنة 2003 مناقصة عالمية تبعا لذلك، طرحت – في ما طرحت – رغبتها في تسلم “تصاريح اهتمام (Expressions of interest)” من شركات قادرة ومستثمرين مؤهلين لاختيار (ترجمة حرفية):

“- مشغل من ذوي الخبرة او اكثر في قطاع الطاقة، كل يعمل منفردا او بمشاركة مستثمرين آخرين، على الا يتجاوز حصوله، في مرحلة اولى، على نسبة 40% من القطاع مع تولي الادارة، لكل من الشركة او الشركات المنشأة حديثا والتي ستحول اليها كل ممتلكات ونشاطات التوليد والتوزيع أو جزء منها.

– مشغل من ذوي الخبرة لادارة شبكة النقل، التي ستبقى بملكية الدولة.

ان المشغلين القادرين والمستثمرين الآخرين يمكن ان يصرحوا عن اهتمامهم بهذه الخصخصة، اما منفردين او كمجموعة (التي يجب الا تشمل اكثر من مشغل واحد)… “.

ان مضمون الاعلان المذكور يشوبه بعض الغموض ويمكن أن يفسر بطرق متعددة، كما ان الاعلان استبق انشاء هيئة تنظيم القطاع وأجاز المجلس الاعلى للخصخصة لنفسه ان يكون بديلاً منها.

هناك مجموعة من الاسئلة يجب توضيحها للراغبين في المشاركة ليكونوا على بينة من امرهم، ويتأكدوا من فهم وتقدير الخطوات الحكومية اللاحقة وتراتبيتها، وحدود صلاحياتهم ومسؤولياتهم، ومقدار الشفافية والوثوقية والضمانات التي ترعى اعمالهم، ومنها:

– ما هي خطط الحكومة وبرامجها في قطاع الكهرباء وفي كل من وظائفه الثلاث، اقله على المديين القصير والمتوسط، في ضوء قانون تنظيم الكهرباء الجديد؟

– ما مدى رغبة الحكومة في فصل نشاط وظيفتي التوليد والتوزيع؟

– هل ستعطى وظيفة التوزيع الاولوية زمنياً، ام ستسير جنباً الى جنب مع وظيفة التوليد؟

– ما هي حظوظ سداد الاموال المتوجبة عن كل كليو واط ساعة يتم توليده او نقله او توزيعه؟

– ما مقدار الدعم الحكومي الفعلي لجهة تطبيق الانظمة والقوانين المرعية؟

– ما هي امكانات الربح بالمقارنة مع فرص الاستثمار المتوافر؟

– هل سيسمح لمشغل واحد بامتلاك حتي نسبة 40% من وظيفتي التوليد والتوزيع؟ وماذا يبقى من عنصر المنافسة في حالة كهذه؟

– الى اي مدى سيسمح لهيئة تنظيم القطاع بالعمل باستقلال وشفافية وتقنية، بعيداً من الضغوط السياسية والطائفية والعائلية…؟ والى متى سيتأخر تعيينها واعداد المصادقة على المراسيم التنظيمية والتطبيقية بشأنها؟

– الى اي مدى سيشجع المستثمر المحلي بالمشاركة، وبخاصة في مجال التوزيع؟

وما لم تتم الاجابة بوضوح وعلانية عن تلك الاسئلة واخرى في السياق نفسه، فسيبقى السؤال الآتي يطرح نفسه دون جواب واضح:

“قطاع الكهرباء في لبنان، من احتكار القطاع العام الى احتكار القطاع الخاص”؟

يوجد في ملاك شركة كهرباﺀ لبنان 4800 عامل، 2000 منهم موظفون والباقون يعملون على الفاتورة من خلال متعهدين، ومتوسط أعمار الموظفين 52 سنة.

وتعد الكهرباء في لبنان عبءاً مالياً ضخماً يرهق الخزينة ويشكل جزءاً رئيساً من الاقتراض الإضافي للبنان الذي باتت العتمة فيه أمراً مألوفاً رغم المقومات الاقتصادية الأخرى كالسياحة التي تفرض تحركاً أكثر جدية لتأمين الطاقة على مدى 24 ساعة.

وطاقة لبنان الإنتاجية الاسمية هي في حدود 2000 ميغاواط سنوياً، والمطلوب 2200 ميغاواط، فيما الطاقة الفعلية تتراوح في الوقت الحالي بين 1600 و1700 ميغاواط.

وهناك 7 معامل حرارية هي الزوق والجية والزهراني وصور ودير عمار والحريشة وبعلبك، إضافة إلى معامل مائية هي الليطاني ونهر البارد والصفا.

وكانت الحكومة أعدت في يناير 2007 برنامج إصلاح شامل لقطاع الطاقة، لكن هذا البرنامج لم يبصر النور إلى اليوم.

ويرى البنك الدولي في دراسة له عن «الإنفاق العام على قطاع الكهرباء» أن هذه الإصلاحات، فيما لو طبقت، ستخفض الدعم لهذا القطاع إلى أقل من 1 بالمئة ابتداء من 2010.

ويوضح البنك من خلال الدراسة أن الدعم المطلوب هو لتغطية العجز في العائدات غير الكافية والناتج من التعرفة المنخفضة، والجباية المتدنية للفواتير، إضافة إلى الاستمرار في استخدام الفيول أويل على الرغم من أن المعملين الرئيسين، أي دير عمار والزهراني، مصممان للعمل على الغاز الطبيعي، فضلاً عن التكلفة العالية على صعيد التشغيل والإدارة، وعدم كفاية الصيانة المنتظمة وقطع الغيار، ويضاف إلى ذلك الخسائر الفنية العالية جداً، وهو ما يسبب ارتفاعاً في تكلفة توليد الطاقة.

وتخلص دراسة البنك الدولي إلى أن القطاع يعاني أزمة عميقة، ويسبب نزيفاً هائلاً في أموال الحكومة، كما يرتب ضعف التغذية بالتيار الكهربائي من جانب مؤسسة كهرباء لبنان خسائر على الصناعة تقدر بنحو 400 مليون دولار.

الهدر الفني

إن الهدر الفني يقدر بـ15 بالمئة، وغير الفني (السرقات والتعديات) 20 بالمئة، و«المشكلة تتعلق بالهدر الفني الذي يتطلب مؤازرة أمنية لوقف التعديات».

فنسبة الجباية تبلغ 90 بالمئة للطاقة المفوترة (الصادرة قيمتها عن طريق الفواتير).

و عجز المؤسسة، إن موازنة العام 2009 قدرت العجز بقيمة 1.4 مليون دولار على أساس سعر برميل النفط 54 دولاراً، وهذا يعني أن العجز سيتخطى الملياري دولار العام 2009.

وكشف أن المؤسسة بصدد التحضير لموازنة العام 2010، لافتاً إلى أن العجز الكبير مرده إلى تكلفة الإنتاج العالي.

ويذكر أن مؤسسة كهرباء لبنان تتولى أمور إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية على كافة الأراضي اللبنانية، كما تقوم بشراء كميات من الطاقة من مصادر محلية، مثل المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وشركة نهر إبراهيم وشركة البارد، وهذه المصادر تمتلك معامل تعمل على إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام المياه المتساقطة.

وتجدر الإشارة إلى هذه المعامل معظمها صغير، وتتحكم كميات المياه المخزنة بكميات الإنتاج التي تقل كثيراً خلال فصل الصيف.

معامل الإنتاج

يوجد في لبنان معامل عدة لإنتاج الطاقة الكهربائية المطلوبة، وتبلغ قدرتها المجهزة 2038 ميغاواط، وتقسم إلى نوعين: الأول المعامل الحرارية، وهي التي تستخدم المحروقات، مثل الفيول أويل، والديزل أويل، أو الغاز أويل لتوليد الطاقة الكهربائية، ويوجد في لبنان 7 معامل حرارية لإنتاج الطاقة، هي الزوق ويضم أربع مجموعات قدرتها المجهزة مجتمعة 607 ميغاواط، والجية الذي يضم 5 مجموعات بطاقة مجهزة تبلغ 346 ميغاواط، وصور الذي يضم مجموعتين بطاقة مجهزة إجمالية تبلغ 70 ميغاواط، وبعلبك الذي يضم مجموعتين بطاقة مجهزة إجمالية تبلغ 70 ميغاواط، والزهراني ويضم 3 مجموعات بطاقة مجهزة إجمالية تبلغ 435 ميغاواط، ودير عمار الذي يضم 3 مجموعات بطاقة مجهزة 435 ميغاواط، والحريشة الذي يضم مجموعة واحدة بطاقة مجهزة 75 ميغاواط.

وأما المعامل المائية فهي التي تستخدم المياه بهدف توليد الطاقة الكهربائية، وتصل قدرتها المجهزة الإجمالية إلى نحو 220.6 ميغاواط، وهي معامل الليطاني، وهي عبارة عن ثلاثة معامل تابعة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، طاقة الأول 108 ميغاواط، والثاني 48 ميغاواط، والثالث 34 ميغاواط، ومعامل شركة نهر البارد، وهي عبارة عن معملين صغيرين، طاقة الأول 13.5 ميغاواط، والثاني 3.7 ميغاواط، إضافة إلى معمل الصفا بطاقة 13.4 ميغاواط.

وتستخدم مؤسسة كهرباء لبنان وسيلتين لنقل الطاقة المنتجة من معامل الإنتاج، وهي الخطوط الهوائية والكابلات المطمورة.

وتقسم الخطوط الهوائية حسب التوتر الذي تنقله إلى ثلاثة أنواع، مجموع طولها 1336 كيلومتراً، وهي خطوط نقل التوتر العالي 220 كيلوفولط، بطول 290 كيلومتراً، وخطوط نقل التوتر العالي 150 كيلوفولط، بطول 292 كيلومتراً، وخطوط نقل التوتر العالي 66 كيلوفولط بطول 754 كيلومتراً.

وأما الكابلات المطمورة فتقسم أيضاً حسب التوتر الذي تنقله إلى ثلاثة أنواع، هي كابلات نقل التوتر العالي 220 كيلوفولط بطول 60 كيلومتراً، وكابلات نقل التوتر العالي 150 كيلوفولط بطول 39 كيلومتراً، وكابلات نقل التوتر العالي 66 كيلوفولط بطول 180 كيلومتراً، وكابلات نقل التوتر العالي 150 كيلوفولط بطول 39 كيلومتراً.

رفعت وزيرة المال ريا الحسن في الآونة الاخيرة مشروع موازنة 2010 إلى مجلس الوزراء، الذي ينتظر منه أن يباشر يوم الأربعاء المقبل بمناقشة أرقام مشروع القانون بمواده المئة والتسع والعشرين، واذا كان المشروع قد خلا من زيادة الضريبة على القيمة المضافة، إلا أنه يفتح الباب واسعاً أمام الخصخصة، بحسب ما أعلنته الحسن نفسها في تقريرها المرفق مع المشروع، مع فارق بسيط تمثل بتلطيف العبارة عبر القول “باشراك القطاع الخاص في معالجة قطاع الخدمات من اجل تأمين الايرادات اللازمة لخزينة الدولة”، وهو ما ورد صراحة تحت عنوان خيارات “التمويل” في المشروع الجديد للموازنة، الذي تضمن البند الثاني منه خيارا قضى بـ” إشراك القطاع الخاص، وخاصة في قطاع الاتصالات، وقطاع الكهرباء حيث الحاجة الملحة تفوق 1500 ميغاواط، وكذلك قطاع النقل إن لناحية تطوير شبكة الطرقات وتأهيلها والنهوض بالنقل العام وسكة الحديد وتطوير المرافئ وسواها…”، ويضيف البند “إن الحكومة عازمة على إقرار مشاريع القوانين التي تخوّل الدولة القيام بعملية التشركة لبعض القطاعات، ولا سيما قطاع الكهرباء وإشراك القطاع الخاص في مشاريع التنمية”.

قوم وفد رفيع من وزارة الطاقة والمياه اللبنانية بزيارة دولة الكويت مساء اليوم، في سياق الجولات على عدد من الدول العربية طلبا للمساعدة في تخفيض كلفة الوقود المستخدم في انتاج الطاقة الكهربائية في لبنان، التي باتت تستنزف الخزينة العامة.
وقال وزير المال اللبناني محمد شطح ان الدولة باتت عاجزة عن تغطية عجز مؤسسة الكهرباء، معلنا ان قيمة هذا العجز ستتراوح بين 2400 و2800 مليار ليرة لبنانية في العام 2009، اي ما يعادل 1592 و1857 مليون دولار، واعتبر ان هذا الرقم «يفوق، في كل المقاييس، أي رقم آخر في أي دولة تعاني عجزا في الكهرباء». والمعروف ان الدولة اللبنانية تعاني من عجز هائل في موازنتها العامة يبلغ حــــوالي 3،4 مليارات دولار في هذا العام، مما ساهم في رفع التقديرات لاجمالي الدين العام المصرّح عنه رسميا الى 46 مليار دولار في نهاية العام الجاري، بحسب الوزير شطح، اي ما يوازي 190 في المائة من اجمالي الناتج المحلي.
عقود نفطية مع الكويت
ويرتبط لبنان بعقود «من دولة الى دولة” مع كل من الكويت والجزائر لتأمين حاجات الكهرباء من الفيول اويل والمازوت المستخدمين في انتاج الطاقة الكهربائية، ويتم تنفيذ العقد مع الكويت عبر شركة نفط الكويت التي تشكو غالبا من التأخير في فتح الاعتمادات المالية لقاء وارداتها من الوقود الى مؤسسة الكهرباء، وتضطر ناقلاتها الى الانتظار لمدة اسابيع في عرض البحر قبالة السواحل اللبنانية بانتظار فتح هذه الاعتمادات قبل تفريغ حمولاتها، وهذا يؤدي الى تكبيد الخزينة العامة اللبنانية اكلاف اضافية ناجمة عن غرامات التأخير المنصوص عليها في العقد، والتي تقدّر بحوالي 30 الف دولار عن كل يوم.
أخطر الأزمات
وتُعتبر ازمة القطاع الكهربائي في لبنان من اخطر الازمات التي يواجهها هذا البلد، نظرا لانعكاساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية البالغة، اذ ان تقديرات السلطات الرسمية تفيد بان الخزينة العامة انفقت اكثر من 10 مليارات دولار في السنوات الـ 15 الماضية، لاعادة تجهيز البنية التحتية للقطاع، وتمويل عجز مؤسسة الكهرباء التي تعود ملكيتها للدولة بالكامل.. الا ان هذا الانفاق لم يؤد الى معالجة الازمة حيث لا يحصل المواطنون والمؤسسات على تغذية كهربائية مستقرة، كما ان معدّل التغذية يقل عن 15 ساعة يوميا في معظم المناطق، ما عدا العاصمة التي تحصل على تغذية بمعدّل 21 ساعة يوميا.
عجز كهربائي
ويبلغ الفارق بين الانتاج الكهربائي والطلب الاستهلاكي حوالي 500 ميغاوات حاليا، ويتوقع ان يبلغ اكثر من 1000 ميغاوات في السنوات القليلة المقبلة، في حين ان الحكومة تدعم سعر الكهرباء للمواطنين والمؤسسات، اذ تتبنى تعرفة ثابتة تم وضعها على اساس سعر لبرميل النفط لا يتجاوز 25 دولارا، وعلى الرغم من ذلك فان جباية الفواتير تقتصر على 50 في المائة من الانتاج الموزّع بفعل ارتفاع الهدر الفني على الشبكة (15 %) والتعديات وسرقة التيار (35 % تقريبا).
امام هذا الواقع تطرح بعض الجهات اللبنانية خيار خصخصة القطاع كمخرج ضروري من الازمة المستفحلة، الا ان البنك الدولي تحفّظ في دراسة له على هذا الخيار، مشيرا الى انه اعدّ نموذجا ماليا يؤكّد ان كلفة انتاج الكهرباء عبر استثمارات القطاع الخاص سترتفع بمعدّل يتراوح بين 1.6 و3 سنتات على كل كيلووات واحد بالمقارنة مع الانتاج عبر استثمارت القطاع العام، وهذا من دون احتساب كلفة هوامش الارباح والضمانات التي سيطلبها القطاع الخاص.
لكن دراسة البنك الدولي اظهرت ان المؤسسات تتكبد اكلافا اضافية بقيمة 400 مليون دولار لتأمين الطاقة من مصادر بديلة، كما ان الاسر تتكبد اضافة بنسبة 25 في المائة على ميزانياتها من جراء استمداد الطاقة عبر المولّدات الخاصة.
خيارات وزير الطاقة

فهناك  خيارات عدّة للمعالجة، أبرزها:
الخيار الأول:

الإبقاء على ملكية قطاع الكهرباء بيد الدولة وإدارة مؤسسة كهرباء لبنان من قبلها، مشيرا إلى أن هذا الحل هو الأمثل نظريا، إذ يحفظ للدولة حقوقها، ويحافظ على مصلحة المواطنين عبر حمايتهم من تحويل مرفق الكهرباء إلى قطاع خاص احتكاري، غير أن اعتماد هذا الحل له محاذير، لأنه بموجب الخبرة القائمة في القطاع العام في لبنان، يشكل هذا الخيار استمرارا للوضع الحالي.
الخيار الثاني:

خصخصة قطاع الكهرباء بشكل كامل، وبيعه كليا إلى مستثمرين من القطاع الخاص ليصبح قطاعا حرا ومستقلا، معتبرا أن هذا الحل يبدو كأنه الدواء الشافي لما يعانيه هذا القطاع، وهو الأسهل نظريا بالنسبة إلى الدولة إذ يريحها من مسؤولية قطاع الكهرباء ومشاكله، لكنه، مع الأسف، لا يمكن إيجاد مستثمر يقبل بهذا المشروع، إلا إذا أمنت له الدولة مردودا مضمونا لكامل استثماره، وذلك طيلة مدة هذا الاستثمار.، ويخلص الى القول: «إذا، ما الفائدة من هذه الخصخصة ما دامت الدولة ستتحمل خطر الاستثمار، مما سيمنعها من شراء الطاقة من مصدر آخر بكلفة أقل، إذا وجد، والمستثمر يقطف ثماره!»
الخيار الثالث:

الإبقاء على ملكية قطاع الكهرباء بيد الدولة وشركة مؤسسة كهرباء لبنان.
موقف ضد الخصخصة الكاملة

و من ناحية أخرى، فإن هذا الخيار يجنب البلاد خطورة الخوض في مغامرة تخصيص هذا المرفق، لأن خصخصة هذا القطاع بحال الإحباط التي نعانيها كون كلفة الإنتاج لدينا هي إضعاف المعدل المعمول به عالميا، محتمل أن يكون لغير مصلحة البلد على المدى الطويل، خصوصا أنه من المتوقع أن تصل، في المستقبل القريب، ذروة الطلب على الكهرباء في لبنان إلى 20 مليار كيلوات/ ساعة في السنة، فكل 1 سنت إضافي على سعر الكيلووات/ساعة، سينعكس إلى 200 مليون دولار ربحا إضافيا للمستثمر في السنة، وذلك على حساب مصلحة المواطن والخزينة».

و لكي نتمكن من تحقيق نتيجة سريعة و فعالة يجب على الحكومة أن تأخذ بعض القرارات و منها:
1-   القرار الأول هو إقرار مشروع إنشاء معمل أو معملين بطاقة 1500 ميغاوات ليس المهم المنطقة في طرابلس أو سلعاتا أو الجية شرط أن تبدأ الدراسة والتلزيم من الآن، إضافة إلى استثمارات جديدة في إنشاء وتوسعة بعض محطات النقل من الضاحية الجنوبية والبحصاص في طرابلس والمارينا في ضبية إضافة إلى وسط بيروت الذي يحتاج محطة للأسواق الجديدة بطاقة تصل إلى 13 ميغاوات. هذه المشاريع إذا بدأت اليوم تحتاج إلى سنتين أو سنتين ونصف لإعطاء نتائجها وتوفير الطاقة اللازمة لسد النقص. حتى مشروع الوزير طابوريان بشراء مولدات وهو خطوة مرحلية، فإن تنفيذه يحتاج إلى 18 شهراً بالحد الأدنى أي سنة ونصف السنة ولا يؤمن كل الحاجة. وهذه الخطوة تحتاج إلى تمويل بقيمة 2,5 إلى 3 مليارات دولار بالحد الأدنى.
2-   القرار الثاني يتعلق بالوضع المالي للمؤسسة، وخصوصاً موضوع التعرفة وارتباطها بكلفة الإنتاج لوقف العجز والخسائر في المؤسسة التي ترهق المواطن والخزينة وتكلف الدولة عجزاً سنوياً يتراوح بين 800 مليون ومليار دولار وفقاً لموازنات السنوات الأخيرة وتبعاً لتطورات أسعار النفط. وهذه الخطوة تحتاج إلى قرار سياسي باعتبار أن أحداً من المرجعيات السياسية لا يستطيع تحمل قرار زيادة التعرفة، على الرغم من أن المواطن يدفع فاتورة ثانية إلى المولدات الخاصة بواقع 50 و60 دولاراً على الخمسة أمبيرات أي ما يوازي خمسة أضعاف سعر تعرفة الكهرباء ولا أحد يعترض. بينما تعديل التعرفة لن يصل إلى هذه الزيادة أو حتى نصفها لقاء تأمين الكهرباء لمدة 24 ساعة يومياً. تبقى الإشارة الأخيرة وهي أن كل الدراسات المحلية والدولية تضمنت إشارة إلى ضرورة إعادة النظر بالتعرفة على اعتبار أن التعرفة الحالية موضوعة على سعر برميل نفط بحدود الـ20 دولاراً (بين 18 و25 دولاراً منذ الثمانينيات). وهناك موضوع إزالة التعليقات والسرقات على الشبكات الذي يؤدي إلى هدر بالعائدات بشكل كبير بسبب الخلافات السياسية ما يزيد التعليق وتخريب المحطات في المناطق البعيدة عن سلطة الدولة، وحتى الواقعة ضمن السلطة باعتبار أن المناطق تغار من بعضها في التخلف عن الدفع وزيادة التعديات.
3-  القرار الثالث وهو الأهم يتعلق بتعزيز الجهاز البشري لمؤسسة الكهرباء وتفعيل الإدارة. فالاستثمارات الكبيرة الجدية والقائمة تحتاج إلى جهاز بشري يحميها ويحافظ على تطويرها وعائداتها من جهة، ويمنع التعديات عليها من جهة ثانية. وهذا القرار يحتاج إلى استعادة هيبة الدولة المفقودة في العديد من المناطق، ما يؤدي إلى سرقات الأسلاك وخطوط التوتر العالي والدخول إلى المحطات وفرض أوامر على العاملين بالتغذية لمناطق على حساب أخرى، في ظل أنظمة التقنين القاسية التي يعيشها المواطن والمشترك في كل المناطق تقريباً، بما فيها العاصمة بيروت، بينما الجهاز في المؤسسة عاجز عن تنفيذ محضر مخالفة أو غرامة على ألاف المخالفين من أصل المليون ومئة ألف مشترك في مؤسسة كهرباء لبنان. تبقى النقطة الأخطر وهي أن العناصر الكفوءة في مؤسسة كهرباء لبنان، إما أنها تغادر المؤسسة الى فرص أفضل أو أنها تطلب إجازات غير مدفوعة لتعمل بالقطاع الخاص وهذا سبب هزالة الصيانة في أجهزة كهرباء لبنان.
هذه قرارات تحتاج لخطوات وقرارات سياسية قبل أي شيء آخر. إذ من دون تفاهم الحد الأدنى لا يمكن لجهاز المؤسسة إزالة التعديات وتحسين الجباية في المناطق المتعددة. مع العلم بأن إزالة التعديات وتحسين الجباية و تخفيف الهدر من 40 إلى 15 في المئة، يزيد الإيرادات حوالى 200 مليار ليرة، أي حوالى 135 مليون دولار وهي تحل جزءاً من العجز. أما وصول الغاز من مصر والمنتظر منذ سنوات فإنه يساهم في تخفيض كلفة الإنتاج في معمل البداوي بحوالى 100 مليار ليرة، هذا إذا وصل باعتبار أن عمليات التجهيز وتشغيل المعمل على الغاز انتهت منذ نيسان من العام 2005، على أساس انتظار وصول الغاز من سوريا التي تعرضت هي نفسها لنقص في الغاز وعدم توافر كميات للتصدير. المهم أن الغاز يوفر بعض النفقات ويخفف قليلاً من العجز، لكنه لا يؤمن طاقة إضافية لسد النقص.

أخيرا ، الخصخصة لا يمكن أن نطبقها بسهولة ، فهناك عوامل عدة علينا أن نتبعها ، و لا يمكن للدولة اللبنانية أن تتبنى الخصخصة من دون إستراتيجية تجعلها تنافسية و أقل كلفة على المواطن اللبناني و ذو إنتاجية أفضل.

و دور المراقبة و المحاسبة و المساءلة مهمين جدا فعلينا تبني الهيئة الناظمة للخصخصة  لأجل حماية الخصخصة و حماية حقوق المواطن. و الخصخصة يجب أن تكون بعيدة عن السياسة ، فالمناقصات يجب أن تكون حسب العروض الأفضل و ليس حسب تقاسم المغانم فيما بين السياسيين.

شارك شادي نشابة في مؤتمر دولي في مصر حول رسم السياسات الشبابية: لإزالة جميع العوائق أمام تهميش دور الشباب في الحياة العامة

إلى جانب وزير اليمني د.إبراهيم حجري و مسؤول التدريب في الإتحاد الأوروبي أندريه غريبن

شارك شادي نشابة يوم الثلاثاء في 4/5/2010 ، في مؤتمر دولي حول رسم السياسات الشبابية و الإقتصادية في شرق الأوسط و شمال أفريقيا و مدته كانت أربعة أيام، وذلك   بشرم الشيخ في مصر،وهو من تنظيم  منظمة العمل الدولية، الوكالة السويسرية للتنمية و التعاون، و الوكالة الكندية للتنمية .

ننشر فيما يلي نص ورقة العمل( الدراسة) الذي سيقدمها نشابة للمؤتمر:

دمعات المهاجرين و أمهاتهم

الخصائص السكانية والهجرة يعاني لبنان من نسب عالية من النزوح من الأطراف الى المركز بسبب التفاوت في التنمية بين المناطق. كما ان نسبة الساعين الى الهجرة عالية في لبنان وهي في ارتفاع منذ تسعينيات القرن الماضي وقد وصلت الى أوجها بعد الاعتداء الاسرائيلي في صيف 2006. كما تتميز ظاهرة الهجرة في لبنان بنسبة مرتفعة من المهاجرين من حاملي الشهادات الجامعية. ويعتبر السبب الرئيسي للهجرة بشكل عام – ويشمل ذلك الشباب – هو السعي لتحسين الحالة المعيشية. وتُظهر الدراسات ان غالبية الشباب المهاجرين لا ينوون العودة. من هنا نجد أنه من الضروري معالجة مشاكل النزوح من الأطراف الى المركز، والعمل على خفض نسب الهجرة و تحضير الأرضية اللازمة لعودة الأدمغة الشابة المهاجرة للاستفادة من مهاراتها وخبراتها في عملية التنمية الوطنية.

  1. 1. يلعب التفاوت في التنمية بين المناطق، الذي يشهده لبنان، دوراً حاسماً في زيادة حدة النزوح من الريف والمناطق البعيدة  الى المدن أو الهجرة الى الخارج. لذا، من الضروري إنشاء وزارة التخطيط اوالتصميم، على أن يُعهد اليها إعداد ووضع دراسات لمشاريع تتعلق بالتجهيز والتنمية، والعمل على تنفيذها بالتعاون مع مختلف إدارات الدولة ومؤسساتها العامة في إطار سياسة عنوانها : التوازن التنموي المناطقي العادل مع إعطاء دور للجماعات المحلية على مستوى الشورى والتنسيق والمشاركة بالتنفيذ، ولعل من ابرز الطروحات في هذا المجال التالي:

–        صياغة مخطط  توجيهي زراعي – صناعي – تجاري يشمل جميع المناطق اللبنانية، وتأمين زراعات بديلة واعتماد رزنامة زراعية واحتضان الزراعة والصناعة الزراعية، وتقديم حوافز ضريبية لهذه القطاعات مما يؤثر ايجاباً على “عمالة “الشباب في المناطق. –        تعزيز تقديم التسهيلات والقروض الزراعية عن طريق المؤسسات المعنية القائمة –        اقامة مشاريع تنموية في المناطق، بحسب الموارد المتاحة فيها، تشمل المؤسسات العلمية والأكاديمية والصناعية والصناعة الزراعية. –        تفعيل اللامركزية الادارية، و إنشاء بنى تحتية صحيحة، وتحقيق الإنماء العادل في كافة المناطق، مما يساهم في الحد من الهجرة الداخلية. –        اتخاذ جميع التدابير اللازمة لاعتماد سياسة اسكانية تلحظ التالي: أ – ترشيد انشاء مساكن تتلائم مع الطلب، وتعديل القوانين والضرائب العقارية لخدمة هذه الغاية – تأمين قروض سكن ميسرة خاصة بالشباب ب – اعتماد خطة لتطوير شبكة النقل العام ووصولها الى جميع المناطق، على أن تلحظ أسعار مدروسة للشباب. –        وضع قاعدة معلومات عن عمالة الشباب (داخل الوطن وخارجه) تشمل المؤشرات الاحصائية وغير الاحصائية التي تيسر عمليات التشخيص وتصميم السياسات والمتابعة والتقييم. إن لهذه الطروحات والمشاريع تأثير مباشر في العمل على تثبيت السكن، وبالتالي تقليص مستوى       الهجرة.

المشاركة الإقتصادية

العمل والمشاركة الاقتصادية يشكل الشباب 41 بالمئة من القوى العاملة، في حين انهم يشكلون 28 بالمئة فقط من السكان، مما يظهر أهمية هذه الفئة من الشعب في انتاج التنمية الاقتصادية. ان مشكلة البطالة في لبنان هي مشكلة مزمنة ومشكلة “شبابية” بامتياز، اذ تبين الدراسات ان نسبة الشباب العاطلين من العمل تبلغ 66 بالمئة. و هناك مشكلة أساسية يعاني منها الشباب الذين يدخلون سوق العمل للمرة الأولى، اذ يقضون فترات طويلة للغاية بانتظار فرصة عمل ولو باجر منخفض، وخارج نطاق اختصاصم. كما يعاني الشباب من تحديات في ما يتعلق بديمومة العمل والاجر العادل والحماية من الاستغلال. من هنا يجب العمل على خفض البطالة، وتأمين شروط العمل اللائق للشباب.

  1. 1. من أهم المشاكل التي يعانيها الشباب في سوق العمل في لبنان، هي قلة المعلومات عن فرص العمل وما تتطلبه من مهارات نتيجة غياب التخطيط وغياب التنظيم في سوق العمل، لذا ينبغي تحسين فرص مشاركة الشباب على المستوى الاقتصادي وتطوير سوق العمل عبر تحقيق الاهداف التالية:

  • استحداث لجنة عمل دائمة بين وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة العمل ووزارة الاقتصاد ووزارة المالية لمتابعة وتقييم سوق العمل ومتطلباته، ووضع قاعدة بيانات موحدة حول سوق العمل وتوفيرها بالمجان للجميع، وخاصة الباحثين عن عمل وأصحاب العمل، عبر جميع الوسائل المتاحة. على أن يتضمن عملها التعريف بكافة الاختصاصات وعلاقتها بسوق العمل.
  • تعزيز عملية نشر المعلومات عن اختصاصات التعليم المهني والتقني وارتباطها بالتعليم العالي بهدف تغيير النظرة الدونية لهذه الاختصاصات.
  • تعزيز التوافق ما بين الحياة المهنية والدراسية، ولا سيما بتحفيز القطاع الخاص على اعتماد المرونة في أوقات العمل. وتحفيز المؤسسات التربوية على أخذ احتياجات العاملين بالاعتبار عند برمجة الأنشطة التعليمية.
  • تعزيز وتفعيل دور المؤسسة الوطنية للاستخدام ليشمل كل المناطق، وتوسيع اطار عملها ليشمل القطاع الخاص الى جانب القطاع العام.
  • دعم كل السبل الأخرى التي تعمل في هذا الاتجاه كأسواق ومعارض التوظيف (Job Fairs) التي تنظمها الجامعات الكبرى أواخر السنة الدراسية، وغيرها من الأنشطة الآيلة الى تعريف الشباب بفرص العمل المتاحة وبالتالي خفض مدة البحث عن عمل عند توفر العمل المناسب، وبشكل خاص في الجامعة اللبنانية.
  • · انشاء وتفعيل مكاتب خدمات الارشاد المهني في الجامعات وخاصة في الجامعة اللبنانية.

  1. 2. الاقتصاد اللبناني لا يؤمن فرص العمل الكافية  التي تغطي طلب الشباب الوافدين الى سوق العمل سنوياً، لذا يجب ايلاء الاهتمام اللازم بالقطاعات الأكثر توظيفاً والواعدة، على ضوء التغيرات في أوضاع أسواق العمل الداخلية والخارجية، والقيام باجراءات من شأنها تحفيز القطاعات المختلفة، من خلال:

  • · اعتماد سياسة للاستخدام على أن تكون في صلب السياسات الاقتصادية.
  • العمل على تطبيق ربط الاستثمارات في مشاريع البنى التحتية والمشاريع الانمائية العامة بشرط استخدام يد عاملة محلية شابة.
  • إصدار دراسات وإحصاءات دورية حول البطالة (اسبابها وانواعها) بالتعاون مع دائرة الاحصاء المركزي لاستنباط الحلول المناسبة لها وتخفيض نسبها مع النظر الى خصوصيات كل منطقة.
  • · توعية الشباب اللبناني حول أهمية المهن اليدوية والحرفية وتشجيع انخراطه فيها، والنظر في خلق فرص عمل في ميادين جديدة مثل القطاع الثقافي وقطاع المعلوماتية.
  • تعميم حاضنات الأفكار ومؤسسات الدعم المالي لمبادرات الشباب الاقتصادية.
  • دعم الابتكارات والاختراعات الجديدة الشابة.
  • إعتماد معايير الكفاءة والاختصاص في حقل الوظيفة العامة.
  • اجراء دراسة معمّقة حول التدرّج المهني للطلاب الجامعيين استناداً الى مبدأ “لا عمل بدون أجر”

  1. 3. إن حركية اليد العاملة وليونتها بالتنقل والتأقلم السريع بين القطاعات وبين المناطق تبعاً للظروف التي تمر بها أسواق العمل، هي ذات شأن في تخفيف حدة البطالة لدى الشباب وفي تحجيم حدة رغباتهم بالهجرة بداعي العمل. لهذه الاعتبارات ينبغي اعتماد وتطوير التوجيه المهني في التعليم من المرحلة الابتدائية، من خلال:
  • زيادة عدد مراكز التأهيل المهني للمتسربين من المدراس.
  • تحفيز المؤسسات الخاصة على تأمين برامج تدريب للشباب وأن يكون التدريب الزامياً في الجامعات ولكافة الاختصاصات.
  • استحداث برنامج للتوجيه المهني للمرحلة الثانوية في المدارس.
  • اعتماد المدارس لتقنيات حديثة مثل الاختبارات التي توفق بين قدرات الطالب وميوله والاختصاصات الأكثر ملائمة له.
  • اعتماد برامج تبادل خبرات بين الطلاب الأكبر سناً والذين انخرطوا في التعليم العالي من جهة وبين طلاب المدارس من جهة أخرى لناحية اختيار الاختصاصات.
  1. 4. حصول الشاب على عمل بدوام كامل لا يعني بالضرورة حصوله على حقوقه الكاملة في العمل. إذ يجب الانتباه الى ساعات العمل وظروفه بشكل أعمق، والتركيز على مشاكل العمل التي يعاني منها الشباب الذين لم يصلوا الى مرحلة التعليم الجامعي والذين قد انخرطوا في سوق العمل في عمر مبكر، من خلال:

التعرف على المجالات القانونية

أ‌. المجال القانوني:

  • تعزيز معرفة الشباب بحقوقهم وواجباتهم والنصوص الراعية لها من خلال اعتماد مادة التربية المدنية في مناهج التعليم المدرسي والمهني.
  • الحد من سياسة التعاقد الوظيفي في القطاع العام لضمان استمرارية العمل ولتأمين حقوق العمال في العمل، ولأن هذه السياسة أثبتت عدم جدواها.
  • تطوير قوانين العمل لتأمين الحماية اللازمة للشباب الذين يقومون بأعمال في مهن غير منظمة.
  • توفير آليات لحماية الشباب العاملين بدوام جزئي لناحية ظروف العمل والضمان الاجتماعي
  • تأمين محامين على نفقة نقابة المحامين وتسريع البت بقضايا الصرف التعسفي بحق الشباب.
  • تفعيل القوانين التي تعنى بعمالة القُصّار وحمايتهم من كل أشكال الاستغلال.
  • تفعيل دور التفتيش على قطاعات العمل وضمان تطبيق قانون العمل، خاصة في الشركات الكبرى، والزام المؤسسات به من خلال  محاسبة المؤسسات المخالفة عن طريق تزويد المفتشين بالاجهزة والادوات والمواد اللازمة، وذلك من اجل حماية الشباب من المخاطر والاستغلال.
  • وجوب تسجيل الشباب العاملين الذين هم دون سن 18 في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي

ب‌. المجال النقابي:

  • تفعيل دور النقابات العمالية لناحية ضمان مشاركة الشباب وتمثيل مصالحهم.
  • أن تكون مدة التدرج في المهنة مقابل أجر، لا بشكل مجاني، على أن يكون هذا الأجر لا يقل عن الحد الأدنى للأجور.

ج‌.  ظروف العمل:

  • ايلاء اهتمام خاص بالشابات العاملات وبخاصة اللواتي تعملن في القطاع غير النظامي، من خلال تحسين ظروف عملهن، وتقديم خدمات الضمان الاجتماعي لهن، وتأمين حق تمثيلهن في المنظمات العمالية، وحمايتهن من التفرقة والتحرش الجنسي وخلافه.
  • اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتطبيق مرسوم تأمين متطلبات الصحة والسلامة في العمل لجميع العاملين والعاملات.
  • تأمين أماكن عمل مناسبة ومجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتفعيل عمل “لجنة تفعيل حقوق المعوقين في العمل” التابعة لوزارة العمل.
  • إستكمال اصدار مراسيم تطبيقية متعلقة بالقانون 220/2000 الخاص بعمل ذوي الاحتياجات الخاصة في الوزارات المعنية والتشدد بتطبيقها حيثما وُجدت.
  • تعزيز التوافق ما بين الحياة المهنية والعائلية، لاسيما بتحفيز مؤسسات العمل على انشاء حضانات لتسهيل مثابرة النساء الشابات في العمل، وحماية حقهن في الأمومة من خلال تطبيق القوانين المرعية الاجراء.
  • تعزيز القدرات والامكانات الخلاقة للشباب العاملين في الاقتصاد غير النظامي ومساعدتهم على التحول من العمالة غير النظامية الى العمالة النظامية.

الاندماج الاجتماعي و مشاركة الشباب في الحياة السياسية يرى الشباب أن الانقسام الطائفي والمذهبي يشكل عائقاً أساسياً يحول دون مشاركتهم الفاعلة في مجالات الحياة المختلفة. كما ان مشاركة الشباب الفاعلة في الحياة العامة هي ضرورية لممارسة مواطنيتهم الكاملة. من هنا، فانه من الضروري العمل على تحفيز الاندماج الاجتماعي وإزالة جميع العوائق القانونية والادارية الآيلة الى تهميش دور الشباب في الحياة العامة. 1-  إن أولى متطلبات الاندماج الاجتماعي هي افساح المجال للتفاعل الاجتماعي بين الشباب من طوائف وخلفيات ثقافية متعددة، من خلال:

  • توسيع نطاق المساحات العامة والمشتركة، ودعمها وتعزيز نوعيتها، من مؤسسات تربوية وترفيهية وثقافية ومنظمات شبابية وحث المؤسسات التعليمية والبلديات ومؤسسات المجتمع المدني والإدارات والمؤسسات العامة والقطاع الخاص على دعم بيوت الشباب وتشغيلها بحيث تقدم خدمات مختلفة للشباب، بما في ذلك خدمات السكن القصير الأمد.
  • ايجاد أماكن للأنشطة الثقافية والترفيهية من أجل تعزيز فرص التفاعل والاختلاط  بين الشباب، مثل توأمة النوادي والزيارات المتبادلة أو المشتركة للأماكن الأثرية أو إقامة الندوات أو الحفلات المشتركة.

2- تشوب المنظومة القيمية الثقافية في لبنان نتوءات كثيرة تفاقم التمييز الاجتماعي بشتى أنواعه ما من شأنه خلق احكام مسبقة متعددة مما يصعّب عملية الاندماج الجتماعي. من هنا يجد الشباب أنه من الضروري العمل على تغيير هذه المنظومة القيمية الثقافية من خلال:

  • إتخاذ كافة الاجراءات اللازمة في تعديل كافة القوانين التي تميّز ضدّ المرأة (قوانين الأحوال الشخصية، قانون التجارة، وقانون العقوبات، قانون حماية النساء من العنف الاسري…)، مما يؤدي الى تغيير الصورة النمطية السلبية تجاه المرأة
  • اعتماد آليات للمحاسبة على التحريض المذهبي في الإعلام.
  • تعزيز دور الإعلام الشبابي، ودعم البرامج والأنشطة الإعلامية الثقافية الموجهة إلى الشباب.
  • تسهيل إنتاج برامج إعلامية من إعداد الشباب وإدارتهم وتقديمهم.
  • تعزيز الإعلام البديل بين الشباب.
  • توعية المجتمع حول ذوي الحاجات الخاصة، خاصة في المناطق وبين الشرائح التي تعتبر الإعاقة من الأمور المعيبة، حيث يرفض الأهل الإفصاح عنها أو التعاطي معها بشكل عادي مما يؤدي إلى سجن ذوي الحاجة داخل المنزل.

3- بالاضافة الى القيم الاجتماعية، يلعب التمييز أمام القانون دوراً سلبياً في عملية الاندماج الاجتماعي. من هنا يرى الشباب أنه من الضروري العمل على تأمين تساوي الجميع أمام القانون كشرط أول لبناء المواطنية وذلك من خلال التالي:

  • اتخاذ كافة التدابير اللازمة للمضي في إقرار قانون مدني اختياري للأحوال الشخصية من شأنه خلق نوع من التقارب بين المواطنين.
  • إقرار مراسيم تطبيقية لقانون 220\2000 الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة (المختلفة) في التعليم والعمل وتشديد العقوبات على المخالفين لتلك القوانين وإيجاد مؤسسات وسطية تعنى بذوي الحاجات المختلفة.
  • تأمين حق المرأة بمنح الجنسية اللبنانية لأولادها وزوجها بما لا يتناقض مع مراعاة قاعدة خطر التوطين.
  • تحسين وضع الاصلاحيات وسجون الأحداث ووضع برامج متخصصة نفسياً وتربوياً وترفيهياً والاهتمام بالجانب الثقافي والصحي لهؤلاء السجناء.
  • إصدار بطاقة شبابية تقدّم حسومات خاصة للشباب، في مجالات النقل والثقافة على سبيل المثال وتسهّل لهم فرص الوصول الى مصادر المعلومات، وتعزّز انخراطهم في الحياة العامة والمُجتمعية.

4- يعتبر تفعيل مشاركة الشباب في الحياة العامة أساساً لايجاد وانجاح السياسة الشبابية بشكل عام، وخاصة لناحية تحفيز الاندماج الاجتماعي. من هنا تأتي ضرورة ضمان حق الشباب بالمشاركة في العمل المدني والنشاط السياسي بشتى أشكاله وتحفيز هذه المشاركة عبر التالي:

  • تخفيض سن تأسيس الجمعيات والانتساب اليها في قانونيْ 1909 في وزارة الداخلية و629/ 2004 في وزارة الشباب والرياضة  الى سنّ  الخامسة عشر عاماً تماشياً مع اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الدولة اللبنانية.
  • إقرار قانون تخفيض سن الاقتراع في الانتخابات النيابية والبلدية الى الثمانية عشر عاماً.
  • إقرار قانون تخفيض سن الترشح للانتخابات النيابية والبلدية الى الحادية والعشرين عاماً.
  • اعادة احياء اتحاد طلاب الجامعة اللبنانية مع ضمان إجراء الانتخابات بشكل دوري واستقلالية عمل مجالس الفروع
  • دعم الدولة للجمعيات الشبابية مالياً لتمكينها من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة.
  • تعديل قانون وزارة الشباب والرياضة رقم 629/2004 والمراسيم التي اعتمدت في إطاره أو موازاةً له لتحترم المبادئ العامة المنصوص عليها في الدستور والمواثيق الدولية لناحية حرية إنشاء الجمعيات.
  • تفعيل دور وزارة الشباب والرياضة على مستوى الاهتمام بقطاع التنمية الشبابية اسوةً بقطاع الرياضة.
  • رفع سن الزواج الى 18 سنة من منطلق الحماية الصحية والاجتماعية والاقتصادية للأطفال.
  • إعادة إحياء اتحاد شباب لبنان والتعلم من تجربة السنوات الماضية، على ان يكون جامعاً لجميع الجمعيات والمنظمات الشبابية في لبنان.

التعليم والثقافة يعاني قطاع التعليم في لبنان من ارتفاع كلفته ومن نسبة عالية نسبياً من التسرب المدرسي. كما ان النظام التعليمي لا يؤمن الكفايات العلمية والحياتية اللازمة ولا تتوافق مناهجه مع متطلبات سوق العمل. من هنا يجد الشباب أنه من الضروري العمل على محوريْن هما النظام التعليمي من جهة وتطوير الحياة الثقافية ومشاركة الشباب فيها من جهة أخرى. 1. يتطلع الشباب إلى نظام تعليمي يؤمن لهم الكفايات العلمية والحياتية كما ويحضّرهم للمشاركة كمواطنين فاعلين في كل نواحي المجتمع. وتتطلب هذه التطلعات: أ‌. تذليل جميع العقبات التي تقف حائلاً دون التحاق الشباب واستكمالهم التعليم الأساسي والثانوي والعالي، وتأمين المساواة في الحصول على هذا الحق بين جميع المناطق والفئات الاجتماعية، كما ومحاربة التسرب المدرسي الذي لا زال يشكل العائق الأساس أمام التحصيل العلمي للشباب، وذلك من خلال التالي:

  • تطبيق قانون إلزامية ومجانية التعليم الاساسي في المدارس الرسمية حتى سن الخامسة عشرة مكتملة على الأقل ومساندة الأهل المحتاجين لتأمين التحاق أولادهم بالمؤسسات التعليمية وانتظامهم بالدراسة.
  • تطوير التعليم في كافة المناطق في إطار تفعيل اللامركزية الادارية
  • تعديل المناهج التعلمية لتواكب متطلبات الحياة على أساس محورية الطالب في العملية التعلمية ومشاركته على كل المستويات وتخفيف حشو المعلومات واعتماد التعلم الاختباري والأنشطة اللاصفية.
  • تكييف التعليم والمدارس الرسمية والخاصة لتتلاءم مع خصائص ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيجاد أنظمة تمكنهم من متابعة تحصيلهم العلمي دون أي شكل من أشكال التمييز.
  • إزالة الموانع القانونية أمام انتساب الأطفال مكتومي القيد إلى المدارس الرسمية والخاصة  أو الاشتراك في الامتحانات لنيل شهادات رسمية.
  • اتخاذ كل التدابير اللازمة في تطبيق رفض العنف الجسدي أو النفسي أو الكلامي أوالفكري في المدارس واعتبار ضرب التلاميذ مخالفة وإن كان لغرض التأديب.
  • اعتماد أسلوب حديث للتقييم العلمي في المدارس ليس بهدف المحاسبة وانما بهدف تطوير العملية التعليمية على أن تشمل الطلاب والمعلمين والمناهج.
  • دعم المنح التعليمية وتأمين قروض تعليمية ميسرة على مستوى القطاعين العام والخاص لمساعدة الشباب ذوي الدخل المحدود من الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي.
  • اعادة النظر بآليات معادلة الشهادات الممنوحة من الخارج.

ب.  دعم المدرسة الرسمية وتعزيز دورها كونها المدرسة الوطنية، وذلك من خلال تخصيص ميزانيات اكبر لتطوير البنى التحتية للمدارس والمؤسسات التعليمية، وتأمين كافة التجهيزات اللازمة للعملية التعلّمية وللبحث العلمي، وتدريب الاساتذة على كافة المنهجيات العلمية الحديثة، وتطبيق معايير واضحة تنظّم إنشاء هذه المؤسسات لضمان توافر جميع الموارد اللازمة، من مكتبات وتقنيات معلومات حديثة وملاعب ومختبرات الخ.، التي توفر للتلاميذ بيئة تمكينية داعمة متلائمة مع متطلبات التعلّم الحديث والشامل، وذلك من خلال:

  • · تطبيق القانون رقم 444 الذي ينص على اشتراط حيازة المعلم على إجازة جامعية مع افضلية تُمنح للحاصلين على شهادة تأهيل تربوي قبل ممارسة مهنة التعليم لضمان قدرته على إيصال المعلومات للتلامذة والطلاب.
  • تطوير وتأهيل الجسم التعليمي خاصة لجهة المنهجية الحديثة والتعامل مع الشباب
  • تعزيز الجسم التعليمي بالشباب.

ج‌. تطوير مناهج التعليم بحيث تصبح المدرسة مكاناً يؤمن الارتقاء الفكري والثقافي والصحي والاجتماعي للتلامذة ضمن جو من المرح والتفاعل السليم، وذلك من خلال:

  • تنمية الفكر النقدي عند الطلاب وتعليمهم منهجيات البحث.
  • إدخال مادة تاريخ الفنون في المدارس ومناهجها، وإيلاء أهمية أكبر لحصص الفنون.
  • إيلاء اهتمام أكبر بالتربية الرياضية.
  • · تعزيز التربية المدنية وتضمينها التربية على المواطنية وعلى سلوكيات الحياة اليومية.
  • · تعزيز الثقافة الوطنية في المناهج المدرسية بما فيها حق الشعب في صون الارض والدفاع عنها ضد اي عدوان.
  • إزالة التعابير العنصرية التي تميز ضد المرأة وذوي الحاجات الخاصة من المناهج.
  • اعتماد تعليم ثقافة الحضارات في المدارس الرسمية والخاصة.
  • وضع نظام معادلات للاختصاصات الجامعية وذلك لتسهيل انتقال الطلاب بين الجامعات الخاصة والعامة.
  • تفعيل اشراف الدولة على القطاع التربوي الخاص، بما فيه الأقساط، واحترام حقوق الطلاب خاصة في المدارس التي تمنع طلابها متوسطي المستوى من التقدم إلى الامتحانات الرسمية لأغراض تسويقية.
  • إدراج مواد تعليمية حول المهارات الحياتية، مثل مهارات الريادة وكيفية ادارة المشاريع في مناهج التعليم المدرسية
  • تفعيل وتدريب المرشدين الصحيين والعاملين الاجتماعيين والمرشدين والممرضين في المدارس.
  • ايجاد مساحات للحوار السياسي والفكري والاجتماعي بين الطلاب في المدارس.
  • السعي الى وضع كتاب تاريخ موحد يعتمد المعايير العلمية
  • تأمين بنى تحتية للمدارس، خاصة المدارس الرسمية لتتماشى مع المناهج الجديدة مثل الملاعب، المسارح، المختبرات، المكتبات.
  • تأمين التجهيزات والمواد اللازمة للمختبرات وغيرها، خاصة في المدارس الرسمية
  • تأمين مركز للمعلوماتية موصولة بالشبكة في كل مدرسة، بما فيها المدارس الرسمية
  • ادخال منهجيات التعلم النشط الى المدارس

د‌.     تعميم وتفعيل المجالس والجمعيات الطلابية في القطاعين الرسمي والخاص بحيث تتحول مؤسسات التعليم إلى أماكن تُدرّب الشباب على اتخاذ القرار والمشاركة الفاعلة والسلوكيات الديمقراطية، وإصدار قوانين ترعى عمل هذه المجالس وتضمن حق الطلاب بالمشاركة فيها كما في كل القرارات الإدارية والأكاديمية في المؤسسات التعليمية. ه‌. دعم الجامعة اللبنانية وتعزيز دورها كونها الجامعة الوطنية، وذلك من خلال تخصيص ميزانيات اكبر لتطوير البنى التحتية للجامعة، وتأمين كافة التجهيزات اللازمة للعملية التعلّمية وللبحث العلمي، وتدريب الاساتذة على كافة المنهجيات العلمية الحديثة، كما وتفعيل القوانين المعنية بالإشراف على الاداء الاكاديمي للاساتذة، وكذلك من خلال استحداث مكتب للتنمية الجامعية يقوم بالتقييم المستمر لحاجات الجامعة وربطها بحاجات المجتمع، والنظر الى ما هو جديد في العالم واختيار ما هو ملاءم لمأسسته تربوياً، واستحداث كافة الاختصاصات في الجامعة اللبنانية. إن كل ذلك من شأنه تحييد التربية عن السياسة. 2. خارج اطار التعليم، تلاحظ حاجة ماسة لدى الشباب لتسهيل وصولهم الى مصادر الثقافة والى المشاركة في اغنائها وتنوعها، خاصة وأن فئة كبيرة منهم هي خارج المؤسسات التربوية والتعليمية ان لاستكمالهم مرحلة الدراسة ودخولهم سوق العمل أم لتسربهم المبكر من المدرسة. بالتالي، فإن الحاجة الى تعزيز الحياة الثقافية والفنية والاجتماعية والعلمية ملحة وهي بحاجة الى التالي:

  • تعزيز مشاركة الشباب في الحياة الثقافية على أنواعها وإيلاء عناية خاصة بالشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • تعزيز مشاركة الشباب في الإنتاج الثقافي على أنواعه.
  • تعزيز امتلاك الشباب لتقنيات المعلومات والاتصال الحديثة والثقافة العلمية.
  • تعزيز مشاركة الباحثين الشباب في تنشيط الحياة العلمية.
  • تأمين الأموال اللازمة للوزارات المختصة لتمكينها من دعم المشاريع الثقافية المتعلقة بالشباب.
  • تعزيز شبكة المكتبات العامة لتشجيع المطالعة وتنشيط العمل الثقافي، كما وتسريع اعادة احياء المكتبة الوطنية على أن تلحظ برامجها أنشطة وبرامج خاصة بالشباب.
  • تشجيع وسائل الإعلام وحثّها على تشجيع البرامج الثقافية لتوسيع الفرص أمام الشباب لممارسة الأعمال الثقافية.

الشباب والصحة يعاني الشباب، كغيرهم من فئات المجتمع، من مشاكل صحية عامة تستوجب حلولاً ضمن اطار سياسة صحية عامة يعمل على تطبيقها كل من الدولة والمجتمع المدني. بالاضافة الى المشاكل الصحية العامة، يتأثر الشباب، بنسبة أكبر من فئات المجتمع الأخرى، ببعض المخاطر الصحية، كالتي تتعلق بالصحة الانجابية والأمراض المنتقلة جنسياً، والمخدرات، والتدخين، والصحة الغذائية، وحوادث السير، التي يتوجب علينا العمل على تقليصها وايجاد الحلول المناسبة لتفاديها. 1.  يجد الشباب أن السياسة الصحية العامة يجب أن تراعي التالي: أ‌. توعية كافة المعنيين حول مفهوم الصحة الشمولي الذي يشمل الصحة الجسدية والنفسية والعقلية والجنسية. ب‌.تطوير المراكز الصحية، كالمستشفيات والمستوصفات، وتأمين عدالة توزيعها بين المناطق، كما وتطوير تجهيزها وضمان حصول الجميع على الخدمات الطبية الوقائية من خلال التالي:

  • إتخاذ الاجراءات اللازمة لتوسيع نطاق رزمة خدمات الصحة الاولية لتلبية حاجات الشباب
  • جعل البطاقة الصحية إلزامية لجميع تلامذة المدارس وطلبة الجامعات، الحكومية والخاصة.
  • جعل التصريح إلى الضمان الاجتماعي إلزامياً لجميع العاملين المشرّع لهم قانونا بالعمل من دون تمييز من حيث العمر.
  • توفير الضمان الصحي للذين يعملون في القطاع غير النظامي وللذين لا يعملون بدوام كامل.
  • تحديد تعرفة مخفضة في كافة الخدمات الاستشفائية للشباب
  • تأمين الدعم المجاني للامراض المستعصية

ج‌. دعم وتكثيف البرامج الخاصة التي تهدف إلى نشر التوعية الصحية والتربية الوقائية، بما فيها “السلوك الخطر”، وتتوجه بخاصة إلى الشباب الاكثر عرضةً، من نساء غير عاملات، وشباب في المناطق الريفية، مثل:

  • اعتماد منهجية “من شاب الى شاب” في المدارس والجامعات كما والاندية (خارج نطاق المدارس والجامعات) بهدف نشر الوعي في مجال الصحة وغيرها من المجالات
  • توعية الأهل حول أهمية مراجعة الطبيب في كل المواضيع الصحية.
  • تفعيل دور النوادي الشبابية في عملية التوعية الصحية والتركيز على برامج توعية صحية محلية، وجعل هذه النوادي متخصصة خاصةً في القرى والمناطق النائية.
  • إتباع برامج التلقيح والمعاينة الصحية الدورية بشكل مجاني إذ يساعد ذلك الشباب في موضوع الوقاية الصحية؛
  • الزامية وجود معالج نفسي/ عامل اجتماعي في المدارس والجامعات والمستشفيات
  • التوعية حول مخاطر الزواج المبكّر وزواج ذوي القربى
  • الاهتمام بأمراض الفم والاسنان وصحة العين لدى الشباب/ الطلاب كونها تؤثر على الذاكرة والتركيز اثناء الدراسة.
  • اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتطبيق القانون الذي يلحظ وجود اخصائي صحي اجتماعي في المدارس الرسمية

1. أما في ما يتعلق بالمشاكل الصحية التي يتأثر بها الشباب بشكل خاص، فمن الضروري انشاء مراكز صحية خاصة بالشباب توفر خدمات دعم سريع ودائم للشباب، وذلك للإرشاد والمساندة النفسية والتثقيف والتوجيه وتعزيز الوقاية، وتأمين التدريب المتواصل لمقدمي الخدمات للشباب. ومن جهة اخرى، من الضروري دعم مراكز الخدمات الاجتماعية في عملها على وضع برامج للتدخل الوقائي والعلاجي خاصة بالفئات المختلفة من الشباب، ولا سيما الشبان والشابات الذين هم خارج المدرسة ولا يعملون، والأمهات الشابات. كما من خلال: أ. إعادة النظر في التصنيف القانوني للمخدّرات والممنوعات، واعتماد سياسة الإرشاد والتوعية على سوء الاستخدام بدلاً من التجريم القانوني لما لذلك من أهمية في تسهيل عملية العلاج، في حال الإدمان أو المشاكل الناجمة عن التعاطي، بما فيه:

  • اعتماد سياسة “تخفيف المخاطر” في ما خص المخدرات.
  • إنشاء مراكز تأهيل وعلاج مجانية للمدمنين على المخدرات في كل المناطق.
  • مكافحة الوصم الاجتماعي لمدمني المخدرات لتسهيل عملية علاجهم.
  • تشديد الرقابة على بيع الأدوية والعقاقير والتأكد من عدم بيعها دون وصفة طبيب وإطلاق حملات توعية حول مخاطر الاستخدام الخاطئ للدواء.

ب. وضع التشريعات التي تحدّ من الترويج للمواد المضرّة للشباب والأطفال، خاصّة السجائر والنارجيلة والكحول والعقاقير والأغذية السريعة:

  • منع الدعايات التي تروّج للسجائر والكحول والعقاقير والأغذية السريعة على محطات التلفزة (أو تحديد مواعيد معيّنة لها) وعلى لوائح الإعلانات قرب المدارس وما شابه وتحديد مساحات خاصة للإعلانات وتنظيمها على الطرقات.
  • إتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ منع الإعلانات التي تروج لأدوية الأعشاب وأدوية التنحيف غير الخاضعة للرقابة.
  • التشدد في منع بيع علب السجائر والكحول للقاصرين ورفع الضريبة على السجائر للحد من استخدامها.
  • منع التدخين في الأماكن المغلقة- العامة والخاصة- وتخصيص أماكن خاصة للمدخنين والتشدد في تطبيق القوانين التي تحظّر التدخين في المؤسسات والأماكن العامة.
  • تكثيف حملات التوعية في المدارس حول مضار التدخين واستهلاك الكحول وتعاطي المخدرات.
  • إطلاق حملات توعية حول الغذاء الصحي، خاصة للأهل، والتحذير من خطر بعض المأكولات المعلبة في التسبب بأمراض السرطان ومنع بيع المأكولات التي تحتوي على مواد حافظة في المدارس.
  • تفعيل وتطوير نظام الرقابة على المطاعم التابع لوزارة الصحة من ناحية النظافة ونوعية الطعام وفرض غرامات مرتفعة على المخالفين.

ج. وضع برامج خاصة تهدف إلى توعية الشباب والشابات حول التربية الجنسية والصحة الانجابية. بالاضافة الى:

  • التوعية حول المعلومات الجنسية المغلوطة التي تبث عبر وسائل الإعلام.
  • توعية الأهل حول الصحة الجنسية.
  • إنشاء مراكز علاج مجانية لمرضى السيدا ومكافحة الوصم الاجتماعي الذي يتعرض له هؤلاء الأشخاص.
  • تفعيل حملات التوعية حول الأمراض المنقولة جنسياً.

دراسة حول حاجيات الفيحاء

. طرابلس هي تعريب لكلمة   Tripolis     اليونانية والتي تعني المدن الثلاث. ويعود الاسم حيث أُسس على أرضها أول اتحاد من نوعه في عالم ذلك الزمان، لثلاث من مدن فينيقيا القديمة: صور وصيدا وارواد،نشأت عنه مدينة فينيقية بثلاثة أحياء عمرانية وهي “محلاتا”، “مايزا” و “كايزا”. شكلت تلك المدينة فيما بعد بأحيائها العمرانية الثلاثة النواة الأساسية التي قامت عليها طرابلس اليوم.كما عرفت المدينة بأسماء مختلفة عبر العصور. فبرسائل تل العمارنة سميت “دربلي”. في أثار أخرى سميت “أهلية” أو وهلية. وبمنحوتات انتصارات الغزو الاشوري للمدينة، سيمت “مهالاتا”، “مهلاتا”، “مايزا” و”كايزا

تقع طرابلس على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتربط المدن الساحلية بمدن سوريا الداخلية، وبالتالي بمدن العراق والخليج عن طريق ممر “طرابلس- حمص” الطبيعي الذي لعب دورا ً مهما ً عبر العصور. أما بيروت واللاذقية فكلتاهما تفصلهما عن الداخل سلسلة جبلية تعيق حركة النقل وخاصة أثناء الشتاء، لذلك تعتبر طرابلس منفذا ً لسوريا الداخلية والعراق والخليج العربي على البحر المتوسط.

هي مركز محافظة لبنان الشمالي، والعاصمة الثانية للبنان بعد بيروت التي تبعد عنها حوالي 85 كلم نحو الشمال، وتبعد عن الحدود اللبنانية-السورية الشمالية نحو 30 كلم ،تبلغ مساحتها حوالي 15 كلم2، بما فيها الميناء. وتقع أمام ساحلها مجموعة جزر صغيرة أهمها: جزيرة الرامكين وجزيرة النخل وجزيرة سنني. وقد أعلنت جميعها عام 1993 محمية طبيعية بحرية تعرف باسم محمية جزر النخل. وأقيمت منارة لهداية السفن على الجزيرة الأولى.

تشرف طرابلس على سلسلة جبلية ترتفع قممها إلى ما فوق 3000م تكسوها غابة الأرز والثلوج الدائمة، وتنتشر على سفوح تلك السلسلة المصايف ذات المناظر الخلابة، والمياه العذبة والهواء العليل.

نهر أبو علي

يخترق طرابلس نهر يتدفق من مغارة قاديشا في أعالي جبل المكمل، يعرف محليا ً بنهر أبو علي نسبة إلى “أبو علي بن عمار” أحد ولاتها من أسرة بني عمار الذين حكموا طرابلس في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي. يشطر نهر “أبو علي” طرابلس شطرين، شرقي وغربي، يصل بينهما الجسر الجديد الذي أقيم حديثا ً بعد طوفان النهر عام 1956، وهو يغذي تربتها ويروي بساتينها التي تغطي سهلها الخصيب.

أما طرابلس الحالية مدينة حديثة، بناها السلطان المملوكي المنصور قلاوون، بعد فتحه لطرابلس القديمة، وتحريرها من أيدي الصليبيين. وطرابلس، بموقعها، باب آسيا نحو حلب ودمشق وبغداد وبلاد الخليج العربي. لذلك بقيت عدة قرون تسمى بطرابلس الشام. كذلك فلموقعها أهمية خاصة، لكونها قريبة من غابات الأرز، حيث كانت أخشاب تلك الغابات تستغل في صناعة السفن في ميناء المدينة، وغدت بذلك من المدن الحربية الصناعية الهامة، إذ كانت ترسانات السفن تقوم على الأخص عندها. والمدينة بأحيائها القديمة، صورة مصغرة عن القاهرة، بأزقتها، بأسواقها، ومساجدها ومدارسها، وحماماتها وخاناتها، التي بناها المماليك، وقد تركوا فبها نحو 360 مدرسة وزاوية ومسجدا وبذلك عرفت بمدينة العلم والعلماء. وهي بآثارها هذه تعتبر ثاني مدينة مملوكية بعد القاهرة.

و لكن للأسف اليوم طرابلس واقعها مغاير جدا فهي أصبحت متقهقرة جدا و وضعها مأساوي:

فلا يمكن لسبب واحد أن يكون وراء هذا التقهقر الذي شهدته المدينة خلال أقل من قرن من الزمن. نعلم أن طرابلس لم تكن المدينة المحظية أيام عهد الإنتداب، ومن يقرأ الصحف التي كانت تصدر في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين يلمس أن طرابلس كانت تعاني من الإهمال وصحف تلك الحقبة تعكس العديد من المطالب التي لم تتحقق حتى اليوم. في تلك الآونة الانتدابية بدأ يتكون الشعور بالحرمان والإهمال، وقد أصبح هذا الشعور من طبائع أهل المدينة ومع ذلك فإن النشاط التجاري والعمراني استمر.

استطاعت طرابلس خلال النصف الأول من القرن العشرين أن تحافظ على سماتها الرئيسية وأن تنمو بفعل موقعها ودورها كعاصمة تجارية لأقضية الشمال وللساحل السوري. وكانت أول الصدمات المؤلمة والمؤثرة على المدى البعيد، حصول القطيعة الاقتصادية بين لبنان وسوريا عام 1950. خسرت طرابلس دورها كعاصمة اقتصادية للساحل السوري، ولعلها لم تستشعر أثر ذلك بشكل مباشر، فقد عوضت جزئياً بازدياد حاجة الأقضية إليها. ومع ذلك فإن بداية الخمسينات شهدت بداية انتفاء دور طرابلس، وظهر أثر ذلك على التل الذي تراجعت أماكن الترفيه فيه وأغلقت الفنادق تباعاً أبوابها، ومع الستينات أصبح التل ملحقاً بالاقتصاد الداخلي للمدينة.

والمحطة الثانية في التراجع كانت مع فيضان نهر أبي علي، في نهاية عام 1955. هذا الحدث الطبيعي أدى إلى خسائر مباشرة في الأرواح والممتلكات ولكن آثاره البعيدة كانت أشدّ فداحة. فمشروع توسيع مجرى نهر أبي علي كان الكارثة الكبرى التي حلّت في المدينة. فقد أدى إلى تدمير منظم لجزء أساسي وهام من نسيجها العمراني التاريخي دون تفكير بالعواقب على الإطلاق.

أما المحطة الثالثة في تدهور أحوال المدينة فكان مشروع معرض طرابلس الدولي، الذي كان يجدر به أن يكون نعمة على المدينة فتحول إلى نقمة. لقد قضى هذا المشروع على الجزء الرئيسي من ثروتها الطبيعية والريعية المتمثلة ببساتين الليمون التي أعطت لطرابلس هويتها وإسمها الفيحاء.

والمحطة الرابعة من تدهور المدينة كانت مع سنوات الحرب، فتعرضت مناطق مثل القبة والتبانة إلى تدمير مباني كثيرة ما زالت تنتظر إعادة الإعمار حتى هذه اللحظة.

هذه المحطات تعاقبت على إضعاف طرابلس وإفقارها. أما طرابلس القديمة التاريخية المملوكية – العثمانية فإن التصدع والإهمال قد خربها منذ زمن بعيد.

فمن هنا نستلخص أن المدينة يوجد لديها إمكانيات و لكن الزمن لعب دور كبير في إضعافها مما أدى إلى تهميشها و تقهقرها .

قلعة طرابلس

فطرابلس لها ميزات سياحية و إنتاجية كثيرة لكن لم تعرف مدينة طرابلس في يوم من الأيام اهتماما سياحيا رسميا من قبل وزارة السياحة او الجهات المعنية في الدولة التي كانت تعتبر ولا تزال أن السياحة اللبنانية تنتهي عند مدخل محافظة الشمال، وتحديدا عند لافتة: «مدينة جبيل تشكر لكم زيارتكم»…

لذلك فان العاصمة الثانية تكاد تكون غائبة كليا عن برامج الوزارة ومنشوراتها و«كليباتها» التي توزع في المطار وتعرض على رحلات طيران «الميدل إيست»، متجاهلة في ذلك أن طرابلس هي المدينة اللبنانية الضاربة في عمق التاريخ والقائمة منذ أكثر من أربعة آلاف عام. وان الفيحاء هي المدينة المملوكية الثانية في العالم بعد القاهرة، والمتحف الحي المتنوع بالآثار الصليبية والمملوكية والعثمانية والمتمثل بأسواقها التراثية القديمة وحاراتها وأدراجها وعقباتها التي ما تزال تنبض بتفاصيل الحياة اليومية لاهالي المدينة.

ولا شك في ان الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تعيشها المدينة، وبلغت ذروتها خلال السنوات الثلاث الماضية، قد عمقت تهميشها سياحيا وحالت دون قيام السياح الأجانب والعرب بمبادرات شخصية لزيارتها، فغابت عن ورشة التطوير السياحي، ولم تدخل الى الهيكلية السياحية اللبنانية الجديدة، وبقيت خارجها رغم كل الامكانيات الهامة التي تختزنها.

أمام هذا الواقع لم تتوان الجهات المعنية والمجتمع المدني والأهلي في طرابلس على مدار السنوات الماضية عن اقتحام عدد من الوزارات والمؤسسات الرسمية لتثبيت حق طرابلس في العملية التنموية الشاملة التي تشكل أحد مرتكزات الدور السياحي الفاعل، وفي إعداد البرامج والخطط لدفع العجلة السياحية والعمل من خلالها على تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية والاستفادة من عوامل الجذب الكثيرة الموجودة بين جنبات الفيحاء.

ومن هذا المنطلق ثمة تركيز أساسي على بناء دور جديد لطرابلس لا سيما على صعيد السياحة الثقافية والبيئية، بعد ان فقدت دورها التاريخي كقطب في تجارة الترانزيت في منطقة الشرق العربي.

والفيحاء مشهود لها بأنها المدينة اللبنانية المحافظة التي لا تعتمد في سياحتها على الملاهي وحياة الليل، ما يعطيها فرصة كبيرة في جذب السياحة العائلية وذلك بعد اكتمال البنى التحتية السياحية فيها، والمتمثلة بكثير من المشاريع التي تأخذ طريقها حاليا نحو التنفيذ وبدأ بعضها يبصر النور.

ويأتي مشروع الحفاظ على الارث الثقافي في مقدمتها، ويشمل إعادة تأهيل وإحياء المناطق الأثرية المحيطة بنهر أبو علي، وعدد من الاسواق الداخلية، وخان العسكر، إضافة الى مشروع الحكومة التركية تأهيل التكية المولوية، وتأهيل محيط قلعة طرابلس، فضلا عن بروتوكولات التعاون ألتي انجزتها البلدية مع عدد كبير من المدن العربية والاوروبية من اجل إقامة المشاريع المشتركة والاستفادة من الخبرات في تحسين صورة المدينة وتحويلها الى مدينة سياحية ذات اختصاصات محددة لها روادها.

لا يختلف اثنان على أن طرابلس هي المدينة اللبنانية الأغنى بالآثار المملوكية والعثمانية، فهي تختزن 136 معلما أثريا مصنفا في مديرية الآثار، ومئات المعالم المهملة وغير المصنفة التي تحتاج الى إعادة اكتشاف وتأهيل، فهي مدينة الأبراج السبعة الممتدة على ساحلها، والجزر السبع القائمة على شاطئها. ويخترق نهر ابو علي الذي ينبع من مغارة قاديشا في بشري المدينة الأثرية ليقسمها إلى قسمين، وهناك مدينة المأكولات الشرقية والحلويات العربية الشهيرة وصناعة الصابون التي تنتشر جميعها في كل أصقاع العالم حاملة معها اسم طرابلس، وهي مدينة الاسواق المتخصصة والخانات والحمامات، ومدينة المساجد والمآذن والكنائس والتكايا والزوايا والمدارس ومزارات الأولياء، ومدينة المعرض الدولي وصناعة المفروشات والنحاسيات والدباغة والمقاهي الشعبية، فضلا عن كونها المدينة المضيافة بامتياز بتقاليد وعادات أهلها.. وطرابلس هي «أم الفقير» التي تتميز بأسعار منخفضة عن كل المناطق اللبنانية الأخرى، تطال السلع والمنتوجات والبضائع على اختلاف أنواعها.

كما تتميز الفيحاء بأحياء داخلية فريدة عن احياء المدن اللبنانية والعربية الأخرى، بما تحويه من كنوز أثرية للعمارة من عصر المماليك والعصر العثماني، كما لا تخلو من بعض مخلفات الصليبيين.

ويشير عدد من المؤرخين الى ان طرابلس إذا ما حافظت على آثارها وعرفت كيفية الاستفادة منها فانها ستصبح من كبريات المدن السياحية في العالم العربي وقبلة أنظار الاجانب والعرب.

تستعد طرابلس بقوة للسياحة الرمضانية حيث تشكل المقاهي الشعبية التراثية في أحيائها الداخلية وخصوصا في منطقة الحدادين، وانتشار افران الكعك ومصانع الحلويات عامل جذب كبيرا للزوار الذين يقصدونها من كل حدب وصوب.

ولا يمكن لزائر طرابلس أن يسهو عن المقومات السياحية الأثرية في المدينة.

قلعة طرابلس

تتميز طرابلس بقلعتها الأثرية التي بناها قائد الحملة الصليبية ريموند سان جيل في العام 1100م ، وكانت في البداية حصنا صغيرا، ثم أكمل بناءه القائد الصليبي وليم جوردان، وبعد سلسلة مواجهات عسكرية تهدم قسم كبير من هذا الحصن الى ان قدمت جيوش المماليك بقيادة السلطان قلاوون في العام 1289م وعمل على توسيع الحصن وتحويله الى قلعة تشرف على كل أرجاء المدينة، وتضم 25 برجا وعقود حجرية وقاعات وسراديب ونواويس وكثير من المنشآت الحربية.

جامع طينال

المساجد والمدارس

  • الجامع المنصوري الكبير: يعد من أعظم المساجد الجامعة في طرابلس. وهو أوّل معلم معماري يقام في طرابلس المملوكيّة.
  • جامع العطار: من أكبر جوامع طرابلس وثالثها من حيث الأهمية. أسسه “بدر الدين بن العطار” أحد عطاري طرابلس الأثرياء عام 751 هـ. على نفقته الخاصة فنسب إليه.
  • جامع البرطاسي: يعرف بجامع ومدرسة البرطاسي أو البرطاسية، وقد سمي نسبة إلى مؤسسة “عيسى بن عمر البرطاسي”.
  • جامع الأويسي: حمل اسم مشيّده “محي الدين الأويسي” الذي بناه عام 865 هـ. هناك ضريح لمحمود بك السنجق، صاحب المسجد المعروف باسمه في التبّانة.
  • جامع التوبة: يقع على الضفة اليسرى لنهر أبي علي حيث الجسر الجديد في محلّة الدباغة بالقرب من خان العسكر. عرّضه موقعه لأضرار بالغة أثناء فيضانات نهر أبي علي التي حدثت في طرابلس مرات عديدة، جُدّد إبّان العهد العثماني على يد الأمير ”حسين بن يوسف سيفا“ .

جامع طينال: شيده نائب السلطنة الأمير “سيف الدين طينال الحاجب” سنة 736 هـ. يأتي ثانيا ً بعد الجامع الكبير.       يتمتع بطراز هندسي إسلامي مميز يلفت الانتباه بقبابه الأربع المختلفة الأشكال والأحجام، وبمئذنته المربعة

الكنائس

يقول عدد من المؤرخين ان طرابلس كان يطلق عليها اسم وادي الكنائس لا سيما خلال عهد الصليبيين، لكن هذه الكنائس ما لبثت أن تهدمت خلال الحروب التاريخية، ما يجعل كنائس طرابلس حديثة العهد يعود عمر أقدمها الى نحو مئتي عام، وتعود لمختلف الطوائف وهي:

مارونيا: السيدة القبة (بنيت عام 1889)، سيدة النجاة الميناء (1889)، ومار مخايل القبة (1926) مار مخايل طرابلس (1930) مار مارون (1955).

أرثوذكسيا: مار نقولا طرابلس (1816) مار جاورجيوس الميناء (1835) مار الياس الميناء (1861) مار جاورجيوس طرابلس (1862)، مار يعقوب الميناء (1871)، السريان الأرثوذكس الميناء (1910) الانجيلية المعمدانية (1940)

الكاثوليك: مار جاورجيوس (1835) السريان الكاثوليك (1890)

التكية المولوية

هي اشهر امكنة التصوف للدراويش المولويين في العهد العثماني، وتقوم على سفح محلة أبي سمراء على ضفة نهر أبو علي، ويعود بناؤها الى اكثر من ستمئة عام، وقد استمرت حتى منتصف القرن العشرين حيث كان يرتادها نحو عشرين درويشا بإشراف الشيخ شفيق المولوي وكانوا يقيمون فيها حفلات الفتلة وكان آخرها تلك التي أقيمت بناء لطلب رئيس الحكومة الراحل رياض الصلح عام 1948، ويشرف على التكية حاليا رياض مولوي وهي تخضع لمشروع إعادة تاهيل على نفقة الحكومة التركية.

ساعة التل

ساعة طرابلس

بناها العثمانيون في ساحة التل في طرابلس عام 1902 بأمر من السلطان عبد الحميد الثاني لمناسبة مرور 25 عاما على توليه الخلافة العثمانية، وهي مؤلفة من خمسة طوابق يعلوها برج بداخله ساعة من أربعة وجوه، وقد رممت مؤخرا على نفقة قنصل تركيا الفخري صبحي عكاري.

الحمامات

يقول عدد من المؤرخين انه لم تكن بيوت السكن في طرابلس على درجة عالية من الرفاهية، وكان معظمها خاليا من الحمامات، لذلك كان الناس يقصدون حمامات السوق وهي كانت تبنى بالقرب من الخانات التي تستقبل النزلاء من المسافرين والاغراب ليسهل عليهم ارتيادها، ومن الحمامات المعروفة والتي لا تزال قائمة لكنها لا تعمل حمام عز الدين، حمام النوري، الحمام الجديد، إضافة الى حمام العبد الكائن في سوق البازركان وما زال يعمل ويستقبل المواطنين والسياح.

خان الصابون

الخانات

هي فنادق أيام زمان بعضها أنشئ في عهد المماليك وبعضها الآخر في عهد العثمانيين وجميعها مؤلفة من طابقين وتتوسط كلا منها باحة واسعة لوضع دواب وعربات المسافرين، ومن أشهر الخانات في طرابلس: خان الصابون الذي نال شهرة عالمية واسعة بفعل صناعة الصابون التي تشرف عليها مؤسسة بدر حسون الذي نجح خلال فترة قياسية من تعميم منتوجات طرابلس من صابون زيت الزيتون والبلدي المعطر والمعزز بالأعشاب الطبيعية الى اكثر من خمسين نقطة بيع في الدول العربية والعالم.

إضافة الى خان الخياطين وهو يدل على عراقة طرابلس في صناعة النسيج وقد جرى ترميمه مرتين، الاولى على نفقة الحكومة الألمانية والثانية على نفقة الحكومة الاسبانية وهو لا يزال محافظا على مهنة الخياطة ويضم سلسلة محال لبيع الألبسة التراثية.

وخان العسكر ويدخل ضمن مشروع الحفاظ على الارث الثقافي، وخان المصريين ويستخدم لبيع الصابون والاواني التراثية، وخان التماثيل في الميناء الذي وضعت دراسات لاستملاكه وإخلائه على نفقة سعد الحريري، وتحويله الى مقصد سياحي، وخان المنزل وخان البرنس، والخانقاه وهي مكان لاقامة الأرامل والفقراء وتشرف عليه مديرية الاوقاف الاسلامية.

جزيرة الرامكين

السياحة البحرية

يتميز ميناء طرابلس بسبع جزر موزعة قبالة شاطئها، وفي مقدمتها ثلاث جزر هي: الأرانب، سنني والرامكين، وتشكل مجتمعة «محمية جزر النخل» وتفتح خلال شهريّ تموز وآب من كل عام، وتعتبر محطة راحة بالنسبة للطيور المهاجرة النادرة، وتلك المعرضة لخطر الانقراض، ويعتبر شاطئها الرملي من المواقع القليلة المتبقية على

الشاطئ اللبناني لتفريخ السلاحف البحرية. كما تختزن نباتات طبية وتنفرد بأنواع خاصة، كما تعتبر أرضها المغمورة بالمياه او المعشبة او الرملية مكانا فريدا من نوعه لتفريخ الاسماك وتكاثر الأسفنج.

ويجري العمل على تفعيل السياحة في محمية جزر النخل من خلال سلسلة مشاريع سياحية استثمارية لا تزال حبرا على ورق بانتظار إيجاد التمويل اللازم في وقت تتقدم فيه فكرة إنشاء جزيرة اصطناعية قبالة شاطئ بيروت وإقامة المشاريع عليها، دون الاستفادة من المحمية الطبيعية، أو من الجزر الأربع المحيطة بها والمفتوحة على مدار السنة امام رواد السباحة والصيد وهي جزر: عبد الوهاب، والبلان، والرميلة، والعشاق.

و لكن أهميتها لا تلغي واقعها المأساوي و الإهمال الموجود فيها فالمدينة بحاجة إلى الكثير من الإنماء.

و لا شك أن الحرب الأهلية في لبنان قد زادت واقع الانعزال الطائفي المناطقي الذي ما زلنا نعيش مفاعيله في كافة المجالات الحياتية في طرابلس، كما وفي كافة التوجهات السياسية الكبرى في البلاد.

إن الفرز الطائفي قد خسر طرابلس الكثير من ارتباطاتها التقليدية بمحيطها باعتبارها عاصمة الشمال. ولقد زاد هذا الوضع في عزلتها وفي طغيان اللون السكاني الواحد فيها.

لقد تحولت طرابلس إلى عاصمة لا تستطيع استقطاب محيطها كله، خصوصاً وأن الحرب والفرز الطائفي قد أديا إلى تنامي التمدين في بعض المناطق الريفية في محيط طرابلس.

لقد جعلت الحرب أيضاً طرابلس مدينة غير مسيطرة إجتماعياً ومجالياً على التجمعات السكانية فيها خصوصاً بعد أن زادت بينهم هوة التمايز الاجتماعي الطبقي والتمايز الثقافي المعيشي، أمر انتج فرزاً مجالياً وصل اليوم حتى مستوى التشظي المجالي بين:  أقسام المدينة، بين نمط العيش فيها، بين نوع الخدمات المؤمنه لها، بين مستوى الحماية الاجتماعية لسكانها، وبين مستوى التعليم لأبنائها…

لقد بينا أن مدن الفيحاء قد عانت منذ بدايات الحرب الأهلية في لبنان، كما غيرها من مناطق هذا البلد، الكثير من المشاكل، خصوصاً على صعد التهجير وصعيد تراجع دورها كعاصمة فعلية لكافة مناطق الشمال. هذا التراجع ما زلنا حتى اليوم نعاني من ارتدادات مفاعيله السلبية، حتى بعد انتهاء الحرب بقرابة الثلاثة عقود. لكن وبالرغم من كثرة سلبيات الحرب على مدن الفيحاء، كان هناك حالة ظاهرة لا بد من رصدها عرضاً. فلقد عاشت  طرابلس ومرافقها (المرفأ، المطار) حالة اقتصادية لافته في ذلك الزمان، زمان الحرب، نتيجة تفلتها من واقع تبعيتها لبيروت، خلقت فيها نمواً اقتصادياً مرحلياً، عاد ليتقلص مع عودتها لتبعيتها للعاصمة.

و لكن الشيء المهم الذي يجب أن نعلمه هو حالة الديموغرافيا في المدينة لأن الديموغرافيا بالنسبة إلى المساحة تدل على معلم كثيرة و منها مدى النمو الموجود في المدينة.

المنطقة العقارية

المساحة بالهكتار

عدد الوحدات السكنية

عدد السكان  2001

عدد السكان  2006

عدد السكان  2008  ْ

الكثافة السكانية 2008

الرمانة

3.8

276

1.490

1.614

1.660

437

الحديد

5.3

267

1.442

1.561

1.605

303

النوري

8.4

620

3.348

3.624

3.726

444

المهاترة

5.9

351

1.895

2.051

2.109

357

الحدادين

35.9

2.988

16.135

17.467

17.959

500

زيتون طرابلس

11145.8

15.876

85.730

92.813

95.430

83

التل

51.6

3.088

16.675

18.052

18.561

360

الزاهرية

13.2

8.5

4.347

4.707

4.840

367

السويقة

13.9

1.164

6.286

6.805

6.997

503

التبانة

21.2

1.436

7.754

8.394

8.631

407

القبة

38.8

1.796

9.698

10.499

10.795

278

بساتين طرابلس

695.6

11.196

60.458

65.453

67.299

97

مجموع طرابلس

2039.4

39.863

215.26

233.040

239.611

117

الميناء 1

23.3

1.821

9.833

10.645

10.945

470

الميناء 2

41.5

2.605

14.067

15.229

15.658

377

الميناء 3

38.6

1.690

9.126

9.880

10.159

263

بساتين الميناء

270.3

3.278

17.701

19.163

19.703

73

مجموع الميناء

373.7

9.394

50.728

54.917

56.465

151

البداوي

553.3

6.389

34.501

37.351

38.404

69

اتحاد بلديات الفيحاء

2966.4

55.646

300.488

325.308

334.48

113

و لكن المدينة اليوم بحالة سيئة جدا و وصفت في السنين الماضية للأسف بأنها منظقة الإرهاب و لكن حسب وجهة نظري و هذا غير واقعي لأنه يوجد بعض الإرهابيين للأسف و لكن ليس المدينة بأكملها. و لكن هنا السؤال لماذا أتى الإرهاب ؟

– قدر معدل عدد السكان في الوحدة السكنية بـ 5.4 واستناداً لذلك احتسب عدد السكان وفق المعادلة التالية: عدد السكان= عدد الوحدات السكنية x 5.4

–  تقدير عدد السكان في الفيحاء حسب نمو سكاني 1.6% وهي النسبة المقدرة من 2001 وحتى 2006 حسب معادلة: عدد السكان 2006= عدد السكان 2001x (1+ 0.016) ْ

–  حسب إحصاءات وزارة الشؤون الإجتماعية قدرت نسبة النمو السكاني للسنوات الخمس القادمة 2006 ولغاية 2011 بـ 1.4 %

–   عدد سكان 2008= عدد سكان 2006x  (1+ 0.014)2

فالخصوبة في مجتمعات الفقر عموماً وفي مدن الفيحاء على وجه الخصوص

غالباً ما نفسر واقع الخصوبة في المجتمع أو في جماعة اجتماعية بعوامل الدين، الثقافة، الاقتصاد، العزوة (السياسة)، وكلها من العوامل التي ما زال لتأثيرها دور كبير في تفسير قوة الخصوبة ضمن الفئات الاجتماعية الفقيرة في مدن  الفيحاء. لكن لا بد من أن نضيف لهذه العوامل عاملاًًن جوهريان فاعلاًن هما عاملا الحماية والرعاية الاجتماعية، اللذان لا أحد يستطيع التغاضي عن تأثيرهما عند “هذه الجماعة” الموصفه حياتها بصفة عدم الاستقرار مقارنة بغيرها من الفئات الاجتماعية المدينية في مدن الفيحاء.

لو قرأنا واقع الفقر في مدن الفيحاء بكل ما فيه من تعقيدات على مستوى: الصحة، التعليم، العمل، عمالة أطفال، المسكن، الغذاء،… (مواضيع سأعرضها لاحقاً)، لوجدنا أن ارتباط الأسرة بمنطق الهبة القائمة على مبدأ التبادل في المساندة الاجتماعية بين الأهل والأولاد هو السائد، إذ أن رعاية وحماية الأولاد (وفق القدرات ووفق واقع الحياة الاجتماعية في مجتمعات الفقر) في الطفولة بإنتظار “رد” هذه الهبة وقت الحاجة إليها، وفق منطق التعاضد والتساند الاسري الاجتماعي، هو المنطق المتجذر في التكوين الاجتماعي وفي الثقافة الدينية، خصوصاً عند هذه الفئات الاجتماعية.

إن تطبيق منطق الهبة[1] في العلاقات الاسرية نجده في كافة الأسر، وهو أمر جلي في ثقافتنا العربية، لكن تطبيقه عند الفئات الفقيرة يخلق عادة بعضاً من التوازن خصوصاً وأنها تعاني من عدم استقرار حياتي في معيشها اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً.

إن هذا الفهم لواقع الهبة، برأينا، هو الذي يفسر بشكل كبير مسألة الخصوبة الزائدة في أسر مجتمعات الفقر المحتاجة، لضيق امكانياتها، إلى التكاتف الاجتماعي فيما بينها لتأمين أسس العيش.

فمدن الفيحاء متفاوته في نسب الخصوبة الأسرية وفق تقسيماتها السوسيو اقتصادية

لو نظرنا لواقع الخصوبة في الأسرة وفق المناطق في مدن الفيحاء نتبين  احصائياً تفاوت نسب الخصوبة بين منطقة واخرى.

وإن كنا قد صنفنا مدن الفيحاء بالمجتمعات الفتية، فالأدق توصيفاً هو أن مناطق الفقر والمناطق الشعبية هي التي تمثل واقعياً المناطق الفتية في المدينة، في حين أن المناطق التي يطغى فيها أسلوب العيش المتوسط والراقي، هي مناطق، قئاتها الاجتماعية هي الأكثر شيخوخة في التركيبة السكانية.

الأسرة في مدن الفيحاء

إن مدن الفيحاء هي شديدة التنوع في التركيبة الاجتماعية خصوصاً على مستوى التمايز الطبقي الاجتماعي والتمايز الثقافي التعليمي، وحتى على مستوى المتمايزات “الثقافية” التي طبعت تاريخياً وما زالت “ثقافاتها” المناطقية المعيشية، لا يمكننا أن نقارب موضوع الأسرة: سن الزواج، عدد الأولاد … إلا من خلال وعينا إلى أن هذه التركيبة المجتمعية المتنوعة قد تسببت في إنتاج أنماط متنوعة وأحياناً متناقضة من أشكال الأسر في مجتمعنا الحالي.

‌أ.        سن الزواج

لقد ارتفع معدل سن الزواج في مدن الفيحاء بشكل عام. ولقد وصل بمعدله لسن ال 29 إناث و33.6 ذكور[2]. أما العوامل التي تسببت بهذا الارتفاع فمتعددة منها: تعليم

المرأة، خروجها للعمل، احتكاك النوعين في الخارج وما سببه من عملية اختلاط نوعي، وبالتالي من عملية معرفه الآخر والتعود عليه  التي بدأت تعوض الكثير من معطيات العلاقة الجنسية التي لم تكن متوفرة، في السابق، إلا من خلال مؤسسة الزواج[3].

لقد ساهم، في هذه التحولات، مسألة التطور التكنولوجي، الواقع الاقتصادي ومشكلة تأسيس أسرة في مجتمع الاستهلاكي بات يخلق أدوات وابتكارات ما تلبث أن تتحول وبسرعة إلى احتياجات ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها. هذا عدا أن مشروع الزواج بحد ذاته بمستلزماته الآنية والمستقبلية، أصبح يشكل كابوساً اقتصادياً كبيراً على عاتق الشباب.

بالرغم من هذه التحولات، فلقد بينت دراسة لواقع الزواج في مناطق الفقر أن معدل سن الزواج هو 21 للذكور و17 للإناث[4] إن هذا الأمر يفسر أيضاً قوة الخصوبة في هذه الأسر. أما الاسباب فمتعددة نذكر منها:دخول الشاب سوق العمل بسن مبكر. الضبط الاخلاقي في مسكن وبيئة تعانيان الكثافة السكانية، عمر المراهقة وصعوبه ضبط متطلباته في بيئة تقليدية التكوين، سكن الشاب مع العائلة في كثير من الأحيان: أمر يخفف الأعباء الاقتصادية المباشرة للزواج.

‌أ. عدد الأولاد

إن الطب بتطوراته الحديثة في حقل الإنجاب قد أثر بشكل كبير على مسألة الخصوبة الأسرية . لكن في مجتمعات الفقر هناك العديد من الأزواج ما زال يعتبر أن التدخل في هذه الأمور هو تدخل في

مشيئة الخالق، وأن الولد يولد ويولد رزقه معه. ليس لدينا تقديراً دقيقاً لواقع استخدام وسائل منع الحمل. سنورد جدول وزارة الشؤون الاجتماعية بالنسبة لإستخدام وسائل منع الحمل في لبنان:

الاستخدام الحالي / نوع الوسيلة

محافظة الشمال

لا تستخدم حالياً

32.3

تستخدم أي وسيلة

67.7

إجمالي

100

يستخدم أي وسيلة حديثة

35.6

حبوب

13.4

لولب

14.2

واقي ذكري

3.0

واقي أنثوي

0.0

حقن

0.0

حاجز مهبلي

0.0

تعقيم أنثوي

5.0

يستخدم أي وسيلة تقليدية

24.8

فترة الأمان

4.3

العزل

20.0

الرضاعة

0.4

أخرى

0.1

غيرمحدد

7.2

جدول 2: الاستخدام الحالي لوسائل منع الحمل (وزارة الشؤون الاجتماعية)

في متابعة لقراءة حجم الأسرة وعدد الأولاد فيها يأتي الرسم البياني التالي ليبين هذا الواقع بشكل أدق.

رسم بياني 6: عدد الأولاد في الأسرة (المصدر: بنية المجتمع الطرابلسي)

4ْ. الديموغرافيا المدينية والهجرة الريفية

في الدراسة الاحصائية التي قدمت في مؤتمر المدينة العربية [5]، عند سؤال الأسر عن

أصل الوالد فيها، جاءت الاجابات كالآتي:

رسم بياني 8: يظهر أصول الأب في الأسر (المصدر: بنية المجتمع الطرابلسي)

إن قراءة النسب في الرسم البياني تبين:

أن الخزان البشري من المهاجرين في مدينة طرابلس غالبهم من أصول ريفية منتمية لمنطقتي عكار والضنية.

ما زالت التجمعات السكنية الطرفية في المدينة هي التي تستقطب النسب الأعلى من المهاجرين الريفيين (القبة وأبو سمراء)، تليها مناطق الفقر.

لا توجد منطقة في طرابلس خالية اليوم من الفئات الريفية المهاجرة إلى المدن سعياً لتحسين أوضاعها الاجتماعبة والحياتية والخدماتية.

نسبة كبيرة من أبناء الريف هي من الفئات التي يتوافق نمط عيشها مع طابع الأحياء الشعبية قي المدينة، لكن هناك مدينيون من أصول ريفية مقتدرة اقتصادياً، أو/ و ثقافياً أو/ و إجتماعياً وهم فاعلون في حياة المدينة وفي مرافقها المختلفة.

مدن الفيحاء ومجتمعها الفتي

إذا كنا نعتبر أن مجتمع مدن الفيحاء هو مجتمع فتي ونعلم أن الشبان سيتقاسمون قريباً مصادر المدينة مع غيرهم من الرجال البالغين وكبار السن، نجد أننا فعلياً أمام مشكلة وخصوصاً وأن واقع نمو طرابلس الاقتصادي ضئيل يبلغ أل 2% وفق مصادر البنك المركزي.

طرابلس

بقية لبنان

بيروت الكبرى

بيروت

2%

8%

7%

83%

جدول 4: نسب النمو

رسم بياني9: الفئات العمرية في المجتمع الطرابلسي  (مصدر: وزارة الشؤون الاجتماعية)

6ْ. المجتمع الفتي والتنمية المستدامة

عندما نتحدث عن مجتمع فتي نتطلع على المستوى المجتمعي لما يمكن تسميته بالتنمية المستدامة في كافة القطاعات: التعليمية تنمية الامكانيات والقدرات وخلق مجالات جديدة تتوافق مع كافة حاجات وطاقات الشباب.

كذلك التنمية على المستوى الصحي، السكني، البيئي، الأمني، الغذائي، الانتاجي، السياسي، الثقافي،….. بمعنى آخر نتطلع لتنمية قدرات المدينة لتتوافق والزيادة الديموغرافية الفتية فيها وواقع تطلعات مستقبلهم في ظل حراك تغييري سريع في العالم حولهم على كافة الصعد والمستويات.

لا شك أن قراءة واقع مدن الفيحاء عامة بكافة طبقاتها الاجتماعية، وبكافة قدرات شبابها، يبين عجر المدن الثلاث فيها عن تلبية طموحات الشباب على كافة الصعد. غالبية الشباب المتعلم لا يجد فرص عمل تتوافق وطموحاته فيهاجر إلى العاصمة أو إلى الخارج.

لا توجد احصاءات دقيقة في هذا المجال لكن المراقب الدقيق لهذا الواقع يستطيع تبينه لوسع انتشار هذه الظاهرة في المدينة التي كانت تطال الهجرة فيها الشباب فقط بهدف العمل وباتت تطال اليوم، وإن بنسب أقل الفتيات المتعلمات اللواتي تضيق بهن حدود مدن الفيحاء . لا ننسى واقع الثقافة وواقع النظام الأبوي الذي ما زال متشدداً في هذه المسائل بالنسبة للفتيات.

نضيف هنا أن الشباب في مجتمعنا ما زال مرتبطاً بشكل كبير بأسرته. هو لا يستقل فعلياً عنها (شاباً كان أو فتاة) إلا بهدف الهجرة للعمل أو بسبب الزواج، وذلك ضمن كافة الفئات إن كانت الامكانيات المادية أو الظروف الاجتماعية تسمح بذلك وإلا حتى بعد الزواج يظل في البيت الأسري. إن هذا الواقع يبين مدى هيمنة السلطة الأبوية في التركيبة الاجتماعية في مدن الفيحاء مهما كان واقع المستوى الاجتماعي.

المسألة الثانية التي من المهم لحظها في مجتمعنا الحالي تتمثل في تكاثر الفئات الشبابية المحدودة القدرات المعرفية نتيجة تسربها المبكر من التعليم لسوق العمل (مسألة سنبينها بالأرقام لاحقاً). إن هذه الفئة التي يزداد عددها خصوصاً في مجتمعات الفقر تمثل اليوم بذاتها حالة تحتاج للمعالجة إن على مستوى المعرفي أو على مستوى تحسين ظروف العمل، أو على مستوى البطالة فيها (ينقصنا الاحصاءات الدقيقة لواقع البطالة في مدن الفيحاء).

لا شك أن التعاضد الأسري يخفي الكثير من حالات البطالة، ولا شك أن البطالة المقنعة بعدم توفر العمل الدائم عند فئة كبيرة من فقراء المدينة هي واسعة الانتشار، لا شك أيضاً أن هذا النوع من البطالة يشمل عمل المرأة في المنزل بدون مردود مادي. إن هذه الأمور جميعها تفسر معنى حاجة هذه الفئات الاجتماعية لتعميق الروابط الاسرية وحتى العائلية. هذه الروابط التي فيها الكثير من التعاضد والمساندة، وهو أمر وإن كان له ايجابياته الكبيرة لكنه في الوقت نفسه يعمق حالة الفقر ويزيدها لتحمل العامل في الأسرة عبئاً كبيراً بمدخول مادي قليل.

الواقع المزري في طرابلس

العيش الاجتماعي / الاقتصادي

قلنا أن مجتمع مدن الفيحاء متنوع العيش الاقتصادي/ الاجتماعي. لا بد من أن نوضح أننا عندما نتحدث عن الفقر في المدينة نحاول قياس واقع الفقر بالنسبة لمتطلبات العيش من مسكن، غذاء، كساء، تعليم، صحة، خدمات عامة (مياه، كهرباء، مجارير) ترفيه، بيئة طبيعية واجتماعية.

في تطلع سريع لواقع المعيش في مدن الفيحاء،  ومن خلال عرضنا لكل بعد اجتماعي نتمكن أن نتبين مدى عدم الاستقرار précarité التي يعيشها الفقراء في كافة المجالات مقارنة بغيرهم من الفئات الاجتماعية.

1ْ. المستوى الاجتماعي الاقتصادي للأسر في مدن الفيحاء.

إن أهم مؤشر للتمايز الاجتماعي/ الاقتصادي هو مستوى الدخل.

رسم بياني رقم 10 : مستويات الدخل

1ْ. الخيارات في أولويات العيش ضمن مجتمع استهلاكي

إن الملاحظة الميدانية لمدن الفيحاء عموماً وخصوصاً لطرابلس والميناء يلاحظ مدى انتشار محلات السلع الاستهلاكية الشعبية التي تدخل حتى الفئات الفقيرة في دوامة الاستهلاك، ودوامة صعوبة تحديد أولوياتها في العيش. فالفقير لم يعد هو المستهلك السئ كما كان يصنف، لقد بات مستهلكاً مع قدرة شرائية بسيطة حتى لحاجات لم تكن يوماً في السابق من أولوياته.

إن مسألة التفاضل بأهمية الاشياء في مجتمع باتت الحدود فيه مفتوحة على مغريات كثيرة هو من الأمور التي من الصعب ضبطها. لهذا نجد في احيان كثيرة التفاضل بأشياء في الحياه تخرج عن قياس المنطق. إن هذا الواقع يزيد من احساس الفقير بفقره، ويزيد من التناظر الاجتماعي بين الطبقات، قد تترجم أحياناً بردات عنفيه مجتمعية تجاه الآخر.

الفقر

أ. قياس الفقر: مسألة نسبية

لم يعد مفهوم الفقر مرادفاً لمعنى الحرمان من وسائل العيش التي تؤمن فقط إمكانية البقاء. لقد بات يستعمل أيضاً في التعبير عن الحرمان من الوسائل التي تؤمن ما يوصف اليوم بنوعية العيش. إن هذا القياس هو الذي سيتم الارتكاز عليه لقياس واقع الفقر في مدن الفيحاء، وذلك في كافة مجالات العيش الاجتماعي الاقتصادي.

‌ب. فقراء الفيحاء والمجتمع الاستهلاكي.

لو نظرنا لواقع مناطق الفقر والمناطق المصنفة بالشعبية جغرافياً في مدن الفيحاء لوجدنا أن فيها تنامي واضح لتجارة السلع الاستهلاكية الرخيصة نسبياً، المصنعة والمستوردة من الصين، الهند، تايوان… هذا طبعاً إضافة لتنامي تجارة البيع المفرق للبضاعة “البالة” stokes الجديدة والمستعملة، ولمحلات “البالة” المنزوعة “لماركة” تصنيعها dégriffés.

إن تنامي هذا النوع من التجارة في مدننا هو مؤشر أساسي أيضاً لنوعية السكان الاجتماعية/ الاقتصادية التي تتزايد، كما بينا، بشكل لافت في طرابلس والميناء.  وهي مؤشر واضح أيضاً لدخول هذه الفئات الاجتماعية الفقيرة ومحدودة الدخل لعالم الاستهلاك الذي يميز مجتمعاتنا الحالية.

إن إشارتنا لهذه المسألة هدفها أن نبين أيضاً مجال الاغراءات السلعية التي باتت متاحة اليوم حتى للفئات الفقيرة في المجتمع. وهذا الأمر يزيد طبعاً من الحاجات ويدخل حتى هذه الفئة الاجتماعية حقل الاستهلاك بكافة ابعاده، فيزيد من حاجاتها ويزيد من عرضه لمغريات سلعية يمكنها أن تحلم بإقتنائها.

إن الاشارة لهذا الواقع هو بهدف أن نبين التالي:

تحسن واقع الفقراء المعيشي بالنسبة لعلاقتهم بالعالم المادي المنتج والمصنع، وهو أمر يمكن ملاحظته من خلال التحسن النسبي لمظهر ودلالات الفقر المادية في مدن الفيحاء

زيادة إدخالهم في حلقة الاستهلاك، وبالتالي زيادة حاجاتهم وزيادة احساسهم بمحدودية امكاناتهم.

مجالات العيش الاجتماعي/ الاقتصادي في جغرافية المدينة

إن المتتبع لتاريخ مدن الفيحاء عموماً ولتاريخ طرابلس خصوصاً يتبين كيفية الفرز المجالي لهذه المدن المركزية التكوين في أساس بنائها. هذا الفرز التدريخي الذي جاء بشكل غير مبرمج، يتجلى عبر تغير في الوجه الاقتصادي والسكني من المنطقة لمنطقة أخرى.

1ْ. البطالة والبطالة المقنعة

لا  بد، وقبل الحديث عن موضوع البطالة والبطالة المقنعة، من أن نعود قليلاًً لموضوع الاحصاء في مجتمعنا.

للأسف الشديد لا توجد، كما أشرنا، احصاءات دقيقة يمكن الارتكاز عليها فعلياً في عرض الدراسات، وهو أمر يظهر بوضوح في جدول مؤشر البطالة الصادر عن إدارة الاحصاء المركزي، وزارة الشؤون الاجتماعية، الدراسة الوطنية للأحوال المعيشية للأسر للعام 2004-  2005(أنظر اتحاد بلديات الفيحاء، مركز رصد البيئة والتنمية .- طرابلس –لبنان- شباط 2008) خصوصاً وأن مؤشر النمو في محافظة الشمال هو أقل نسبه على مستوى المحافظات اللبنانية)

المحافظة

1997

2001

2004

بيروت

7.7

14.4

10

ضواحي بيروت

8.2

12.8

8.5

جبل لبنان ما عدا الضواحي

7.1

10.7

لبنان الشمالي

10.3

9.5

5

لبنان الجنوبي

8.4

8

8.5

النبطية

8.7

11.2

9.6

البقاع

10

12.9

5.5

مجموع لبنان

8.6

11.5

7.9

جدول 5 البطالة في الشمال

لا بد من التوقف قليلاً في قراءتنا لموضوع البطالة في مجتمع مدن الفيحاء مع مسألة واقع المرأة وواقع عملها في هذا المجتمع.

في موضوع الفقر في مدن الفيحاء

إن مقاربة الفقر في مدن الفيحاء تحتاج إلى قياسات مرتكزة على المسائل التالية:

-الامكانيات

– القدرات المالية

– المعرفة

– الفرص.

ولتغيير الواقع الحالي في مدن الفيحاء من المفيد أن تتوفر شروط موضوعية يتم العمل لتحقيقها من قبل قيادات وفاعلين، وتتوفر لها حالة امنية مناسبة.

ان الفقر ليس له هوية، فهو منتشر في جميع الأماكن، غير ان الفقر هو اقل وطاة على ابن الريف منه على ابن المدينة، بسبب المتطلبات الحياتية المختلفة.

لمكافحة الفقر في مدن الفيحاء، من المفيد  اتباع خطة تنموية مناطقية تتخطى حدود تلك المدن لتطال محيطها الريفي.

من المفيد اللجوء الى وسائل للضغط على الدولة لاجبارها على القيام بمشاريع في طرابلس من أجل ايجاد فرص عمل فيها. ومهم مطالبة القطاع الخاص في المدينة القيام بتدابير للمساهمة في حل مشكلة الفقر.

هناك الكثير من المشاريع التي تقام من قبل جهات عدة. لم يتم بعد الاعداد لخطة تنمية محددة، لامركزية، من الوزارات المعنية. مما يسبب تضارباً في الخطط الحالية، ومما يسبب أيضاً هدراً بالمال.

إن غالبية أبناء طرابلس هم مستعدون للقيام بمشاريع واستثمارات خارج طرابلس، ولا يحاولون تنمية مدينتهم.

ان القطاع الخاص مهمل وغير عامل في مدينة طرابلس خاصة من ناحية المتمولين واصحاب المصانع الذين أغلقوا مصانعهم وتوجهوا الى مدن أخرى.

إن للنظام المركزي في لبنان دور في تردي مدن الأطراف.

إن مشروع الخطة الاستراتيجية تعالج اليوم آثار الفقر وليس أسبابه.

مشكلة انجاب الكثير من الأطفال ضمن الأسر الفقيرة بالرغم من معاناتهم للفقر.

إن الفقر هو فقر العقل والفكر. وللأسف هناك عجز لدى المسؤولين في اختراق هذه الحواجز

إن طرابلس قد فقدت تنافسيتها لاستقطاب مشاريع تساهم في تنميتها إقتصادياً. مؤكدا ان لدي هذه المدينة خزان كبير من عمال، كما ولديها طبقة مثقفة من كل المستويات، لكن كل هذه الطاقات لا يتم استثمارها حاليا.

هناك احتكار للاستثمار في طرابلس ضمن قطاع تنموي معين وهو البناء الذي يفوق حالياً الاستثمار فيه كافة الاستثمارات في القطاعات التنموية الاخرى في طرابلس.

هناك مشكلة أمن. والمدينة فقدت تنافسيتها. لو ان الدولة موجودة كما ينبغي لما كان هناك مشكلة امنية ولما فقدت طرابلس دورها أو مكانتها.

هناك ذوبان للطبقات الوسطى في المدينة.

هناك جمعيات حالية في المدينة تقوم بالحماية والرعاية التي يجب أن تقوم بها الدولة.

إن اهالي مدينة طرابلس هم من يعاقبونها وإن السياسيين فيها هم من يستغلون الفقر بطريقة سيئة لأنهم يستفيدون من تفقير الشعب لاخضاعه. فلقد تم زرع ثقافة الفقر من قبل بعض السياسيين في المناطق الفقيرة في المدينة. فالفقراء اليوم  يعتاشون من قبل الاعانات التي تنهال عليهم خلال  المناسبات السياسية.

هناك غياب لدور النقابات التي كانت تقود الحركات التغييرية في المناطق.

إن طرابلس غير مضيافة للاستثمار الاقتصادي بسبب الصورة الشائعة عنها. فصورة المدينة السيئة في محيطها على انها بلاد الارهاب والفئات المسلحة وعدم الانضباط، هي التي تهرب الاستثمار.

إن التنمية في مدن الفيحاء ربما لا تكون اليوم في إنشاء المصانع

إن القطاع السياحي غير مستغل كما يجب في طرابلس

إن غرفة التجارة لديها مشروع خطة أولية. وهي ممثلة للقطاع الخاص الذي لديه دور مكمل للقطاع العام وهو بحاجة لتشجيع. إن هذه الخطة  تخضع للقرار السياسي والسلطة السياسية المركزية. المعاناة تأتي في مسألة التنمية  من عدم اقرار اللامركزية التي هي الحاجة الضرورية والحيوية لتنمية طرابلس ولتنمية كافة الضواحي المحيطة بها.

في الهجرة الداخلية والخارجية

في الهجرة الريفية

–  من الملاحظ،  ومن خلال الاحصاءات، أن الهجرة الى المدينة، في مدن الفيحاء، تاتي من مناطق أكثر تهميشا وصعوبة على المستوى الاجتماعي: كالمنية والضنية وعكار. وتراكم هذه الهجرة المزيد من الصعوبات في المدينة، إذ:

  1. لا يأتي اناس يعيشون بمستوى اجتماعي مقبول بل يأتون بالمزيد من الفقر نظرا لوضعهم الاجتماعي
  2. ان ثقافة هذه الفئات مختلفة عن ثقافة اهالي طرابلس أي أنهم ينتشرون في المدينة بشكل عشوائي مشابه للنمط الذي اعتادوا عليه في قراهم كما أن قمعهم يؤدي الى مشاكل عدة.
  3. إن مشكلة الهجرة الريفية لطرابلس يمكن لها شقين، الأول متعلق بالفقر، أما الثاني فثقافي.

إن مدينة طرابلس غير قادرة على استيعاب الهجرة وتقديم البيئة الملائمة لاستقطاب الاستثمارات المنتجة. كما ان سلوك القادم للمدينة نابع من عدم امكانية المدينة تقديم سلوك راق.

هناك محدودية قدرات مهنية للكثير من الريفيين المهاجرين إلى طرابلس. هناك تجمعات سكنية ريفية في المدينة أبناؤها هم من خارج طرابلس. وهم يعملون كسائقي تاكسي وكبائعي قهوة متجولين. وهؤلاء  ليس عليهم واجبات ولا ضرائب متوجبة يدفعونها في المدينة.

إن الهجرة الداخلية نحو المدينة هي مرتبطة بصورة ذهنية معينة للمدينة. ان العديد من الأشخاص يعتبرون ان الانتقال الى المدينة سيحل مشاكلهم وسيشكل نقلة نوعية بالنسبة لمستواهم المعيشي.  فيجدون، عند الانتقال، أن الواقع مختلف وهذا ما يزيد من حدة الأزمة.

أن فكرة نزوح ابناء الريف الى المدينة هي أمر طبيعي ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب دور المدينة وغياب قدرة استيعابها للنازحين وعدم إمكان هذه الأخيرة في ايجاد فرص العمل لهؤلاء النازحين.

المسكلة الأساسية في الهجرة الريفية أنه يقابلها هجرة الكفاءات الى خارج المدينة.

تم التساؤل عن دراسة مقارنة للهجرية الريفية بين بيروت وطرابلس، سيما وأن العاصمة أيضاً قد نمت وإزدهرت بسبب هذه الحجرة وبسبب دورها التنموي فيها.

إن ما يجب مناقشته يمكن تلخيصه بالسؤال التالي: كيف يمكن الحصول على تنمية مدينية بالحد الدنى مع غياب دولة ليس لديها رؤيا تنموية بالكامل.

الواقع التربوي في مدن الفيحاء

من الطبيعي أن تتفاوت المدارس في مدن الفيحاء بمستوياتها، بأنواعها، بمواقعها، بأهميتها. لن ندخل هنا بمقاربة لواقع النظام التربوي في مدن الفيحاء إلا من خلال علاقته التفاعلية مع الواقع الاجتماعي.

1ْ. طبقية التعليم في مدن الفيحاء

عندما نتحدث عن تمايزات اقتصادية كبيرة في المجتمع المديني ضمن مدن الفيحاء، من الطبيعي أن نتحدث عن تمايزات طبقية اجتماعية في كافة النشاطات والمجالات الحياتية المعاشة.

2ْ. بين زحمة الشعارات والواقع

إن الشعارات التي رفعت عالمياً ومحلياً كـ:” التعليم للجميع”، “بالتربية نبني” “مجانية التعليم” وغيرها كثر لا يمكن تطبيقها إلا من خلال بذل جهد تعليمي مضاعف للفئات التي لا تستطع أن تعطي أولادها، بالموروث الثقافي، المثال والانموذج في حقل التعليم.

رسم بياني رقم 13 الأمية في الشمال (المصدر: تقرير المرصد 2008)

نجد، عند ملاحظة الواقع، أن الجهد في تنمية المدرسة والتعليم فيها بكافة الأساليب والوسائل ما زال يبذلت للفئات التي لديها إمكانيات تخولها الانتقاء والخيار بين الأفضل لأبنائها.

الكل يعرف دور المدرسة الرسمية في نشر التعليم خصوصاً بين الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود وبين الفئات الفقيرة. هناك أمور كثيرة لم تعيد بعد لهذه المدرسة دورها الريادي الذي وصلت إليه قبل الحرب الأهلية. لن نناقش هنا هذا الموضوع، ما يهمنا منه هو في واقع انعكاسه على الفئة التي تحتاج واقعياً لمجهود أكبر من غيرها في التعليم.

3ْ. الأمية والأمية المقنعة

لا شك أن واقع انتشار الامية في مجتمعاتنا عموماً، كما في مدن الفيحاء، هو في تراجع، لكن الذي لا شك فيه أيضاً أن هناك ما يمكن تسميته بالأمية المقنعة التي تزداد مع تزايد مشكلات التمايز الاجتماعي في المستوى التعليمي.

لا بد من الاشارة أنه حتى الآن:

لم تطبق إلزامية التعليم حتى للمرحلة الابتدائية بالرغم من إقرارها بالدستور.

إن نسب تسجيل الأولاد ترتفع أو تنخفض في كل سنة مدرسية وفق تبني أو عدم تبني احدى الجهات المحلية أو الاقليمية دفع القيمة التسجيلية لأبناء المدارس الرسمية.

إن عدم الاستقرار précarité الذي تعيشه الفئات الفقيرة في كافة مجالات حياتها، يبدأ أطفالهم يالتعود عليه ثقافياً ونفسياً وواقعياً منذ دخولهم المدرسة (التسجيل وفق إمكانيات الأهل). إن حالة عدم الاستقرار هذه هي التي تتجسد بشكل كبير في واقع مسارهم التعليمي

إن نسب التسرب وعمالة الأطفال هي الأكبر في مدن الفيحاء والشمال على مستوى لبنان  في الفئتين العمريتين: 10 ـ 12، و14 ـ 17

4ْ. الروضة وحلقات التعليم الابتدائي: أهميتها في التكوين الثقافي المعرفي للطفل

إن الرسم البياني رقم 20 يتبين أن الروضات لم تعط بعد حقها بالأهمية ولم يثمن بعد دورها التأسيسي للطفل في مجتمعاتنا بالرغم من أن التعليم فيها يجب أن يكون هو أيضاً، كما التعليم الابتدائي، إلزامياً، خصوصاً في البيئات الاجتماعية التي لا تستطيع تأمين البديل التربوي التأسيسي الثعليمي لأولادها.

لقد بينت دراسة ميدانية لرياض الأطفال في طرابلس[7] أن طلاب الصف الأول في المدارس الابتدائية، ممن اتيح لهم إتمام مرحلة الروضات، هم أكثر تكيفاً في النظام التعليمي في الصف الأول من أقرانهم الذين دخلوا مباشرة المدرسة في مرحلة هذا الصف.

5ْ. التسرب المدرسي: مراحله

في مرحلة التعليم الابتدائي: الصف الرابع هو الصف الذي يحدث فيه أكبر نسبة من التسرب المدرسي في البيئات الشعبية والفقيرة.

بالرغم من قيام العديد من الجمعيات الأهلية بدورات للمساندة المدرسية إلا أن هذه المشكلة ما زالت متفاقمة.

5ْ.      السبب الأكاديمي: تتوقف في هذه المرحلة حالة الترفيع الميسر للأولاد.

6ْ.      السبب الاجتماعي: لا يستطيع الأهل، بإمكانياتهم الثقافية، ًمساندة اطفالهم

7ْ.      السبب الاقتصادي: محدودية قدرة الأهل اقتصادياً في تحمل تكرار رسوب الطفل.

8ْ.      السبب النفسي: بداية دخول الطفل في التطلع للنماذج المثال حوله التي يتوافق حالها الثقافي مع تشجيعه “غير المباشر” على التسرب.

.      في مرحلة التعليم التكميلي: يتم التسرب في هذه المرحلة في الصف السابع أساسي بسبب عمر المراهقة وعدم قدرة الأهل تحمل تبعاته، كما وبسبب الواقع الاقتصادي خصوصاً عند السباب.

10ْ.  في مرحلة التعليم الثانوي: يتم التسرب في هذه المرحلة في الصف الأول ثانوي بسبب تفاوت قدرات التلاميذ. فيتسرب كل من لا تستطيع بيئته أو مشاكله الاجتماعية أو حتى قدراته في تكمله دراسته الثانوية. في هذه المرحلة ، قسم كبير ممن يتسرب من التعليم الاكاديمي، يدخل في المدارس والمعاهد التقنية.

11ْ. النوع والتمايز في التعليم

الولد والبنت في مرحلة تعليم الروضات والابتدائي: الأفضلية لتعليم الذكور في الأسر الشعبية والفقيرة.

الولد واسباب تسربه: غالباً ما يتسرب لعدم قدراته أو لمستواه الأكاديمي الذي لا يخوله متابعة المسار التعليمي الأكاديمي. أو بسبب حاجه الأهل لإدخاله في سوق العمل

الفتاة وأسباب تسربها: غالباً ما تتسرب لعدم قدراتها التعليمية أو للزواج.

تأنيث التعليم: إن الثقافة المحلية في المناطق الشعبية تفضل ترك الفتاة في حقل التعليم لأنه يمكن تقبل عملها إجتماعياً خصوصاً في الفئات الشعبية والفقيرة إلا في مواقع وظائف معينة غالبها يؤمن من خلال التعليم.

التعليم المهني وأهميته في مجتمع فتي

لم يأخذ التدريس المهني حقه بعد في هيكلية التعليم العام بالرغم من أهميته المفترضه بالنسبة للفئات الشعبية أو الفقيرة، أو للفئات التي لا تخولها إمكانياتها الفكرية من تكملة التعليم الأكاديمي.

ما زال هناك الكثير من الشبان الذين يتسربون من المدارس ليتعلموا الصنعة وفق النمط التقليدي للحرفة، أي مباشرة مع معلم الصنعة. بالرغم من هذا الواقع ما زلنا نشهد تنامياً كبيراً للمعاهد المهنية بمختلف مستوياتها إبتداءًا من الكفاءة المهنية، التكميلية المهنية، البكالوريا الفنية، الامتياز الفني، والمعاهد الجامعية الفنية. إن أهمية هذه المعاهد أنها تتيح بالمفترض فرص العمل المبكر للشبان والفتيات. وسيتم قريباً فتح معهدين تقنيين جديدين ومعهد ال CNAM (المركز الوطني للفنون والحرف).

المعهد

المنطقة

حرب للتجميل

الحدادين

التدريب المهني

النوري

الليسة المهنية للعلوم

النوري

معهد المنارة التقني

ش. لطيفة

معهد أركاتك

التل

المركز الحديث للتقنية والمعلوماتية

التل

المدرسة السويسرية اللبنانية

التل

معهد الشمال التقني

التل

معهد النورتون التقني

بساتين طرابلس

مركز الفيحاء العلمي

زيتون طرابلس

الرشيد النموذجية

التل

العناية الأهلية

ابو سمراء

روضة الزيتون

أبو سمراء

التأهيل المهني

زيتون طرابلس

معهد صراف

التل

معهد الجنان

ابو سمراء

معاهد الفوال التقنية

النوري

المركز اللبناني للعلوم والكمبيوتر

بساتين طرابلس

مهنية طرابلس ( رسمية )

القبة

مار الياس التقنية

الميناء

جدول 6:  المعاهد في مدن الفيحاء

أهمية طرابلس كمركز تعليمي

لقد خسرت طرابلس الكثير من مدراسها الخاصة التي انتقلت إلى الضواحي بسبب الاضطرابات الأمنية التي عاشتها المنطقة. إن هذا الواقع هو الذي تسبب بامتداد الكثير من المدارس الخاصة في المدينة التي حافظت على موقعها فيها.

بالرغم من أهمية المدارس الحالية في مدن الفيحاء وأهمية نتائجها التربوية على مستوى لبنان، إلا أن خسارة التنوع في أساليب التعليم هي خسارة توازي خسارة التنوع السكاني المناطقي الذي كانت تنعم به طرابلس ومدن الفيحاء قبل الحرب الأهلية. هذا التنوع الذي  كان يكسبها جذب الكثير من تنوع محيطها.

جبل النفايات

أما على صعيد البنية التحتية للمدينة:

–       في البناء و العمران:

–       يمتد المجال العمراني التابع لمدن الفيحاء على مساحة 30 كلم2، و يبلغ العدد الإجمالي للسكان حوالي 230 و ثلاثون ألف نسمة مع كثافة سكانية تقارب ال12 ألف نسمة في الكيلومتر المربع. يمتد النسيج المدني وفقا لمحورين: محور من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي يربط مدينة طرابلس بالميناء، و محور آخر من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي و يربط المدخل الجنوبي لمدن الفيحاء بالمدخل الشمالي.

–       يتواجد هذا النسيج المدني في معظمه في سهل طرابلس الساحلي المثلث الشكل. و يمتد فوق التلال الشرقية من جهتي نهر أبو علي ليشكل من جهة الجنوب حي أبي سمراء و من جهة الشمال حي القبة. أما نهر أبو علي فيخترق مدينة طرابلس من الجنوب إلى الشمال مرورا بالأحياء القديمة.

–       يتكون النسيج المديني من أحياء تعود إلى حقبات مختلفة لعل أهمها هي تلك تكون النواة التاريخية لمدينة طرابلس على جانبي النهر و هي تعود إلى العصور المملوكية و العثمانية و حقية الإنتداب الفرنسي.

–       أما البساتين، فقد كانت تشكل الجزأ الأكبر من مساحة المدن الفيحاء حتى نهاية القرن العشرين. و لقد بدأت تتراجع تلك المساحات الخضراء شيئا فشيئا منذ نهاية الحرب الأهلية ، بفعل الإستمداد العمراني و بسبب مشاريع الضم و الفرز و النمو السكاني. و يشكل مشروع الضم و الفرزفي الشقي الغربي المشروع الأبرز في مدن الإتحاد و الذي كان الهدف منه بناء طريق سريع يربط العاصمة بشمال لبنان مرورا بمحاذاة معرض رشيد كرامي الدولي.

–       و بسبب الحرب الأهلية تم بناء الجزء الجنوبي فقط من هذا الطريق السريع و يتم الآن إعداد دراسة ضم و فرز لمنطقة السقي الشمالي بهدف
إكمال هذا المشروع. و يشكل هذا الطريق السريع اليوم عائقا مهما داخل النسيج المديني كونه يقطع التواصل بين ضفتيه، عازلا بشكل كبير الأحياء الساحلية الجديدة عن الأحياء الداخلية.

–       و يجب الإشارة أخيرا إلى الجزر الصغيرة المنتشرة قرابة الشاطىء و التي حول البعض منها إلى محميات طبيعية.

–       الإمتداد العمراني

تاريخيا بدأ الإكتداد العمراني عند نهاية القرن التاسع عشر بين مدينتي طرابلس و الميناء. في بداية المنتصف الثاني من القرن العشرين أخذ هذا الإمتداد يتجه شمالا و جنوبا و شرقا متغذيا من هجرة العائلات الريفية إلى طرابلس أو من صعود بعض العائلات إلى تلة أبي سمراء للإصطياف و من ثم تحول هذه التلة إلى أحد الأحياء الطرابلسية.

و في نهاية القرن العشرين بدأت المدينة بالإمتداد بإتجاه منطقة السقي الغربي و زيتون أبي سمراء مستفيدة من مشاريع الضم و الفرز التي وضعت بتصرف متعهدي البناء مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للبناء دون أي خطة إسكانية و إقتصادية رسمية واضحة.

و من المنظر أن تتحول منطقة السقي الشمالي بدورها إلى أراضي صالحة للبناء في السنوات القليلة المقبلة بعد إتمام مشروع الضم و الفرز الذي يعد لها.

–       الحيز العام و المساحات الخضراء:

–       عندما يصل الزائر إلى طرابلس آتيا من بيروت ، يسجل فرقا كبيرا بين المدينتين لصالح الأولى من حيث ترتيب الشوارع و عرضها و تزيينها بالأشجار و الوسطيات الخضراء ، بالإضافة إلى الساحات المخططة و غيرها.

–       و لكن هناك من إشكالات و عوائق كثيرة يعرفها الحيز العام في المدن الفيحاء و هي بذلك لا تختلف كثيرا عن باقي المدن اللبنانية. يمكن تلخيص تلك الإشكالات و العوائق بالنقاط التالية:

–       غياب خطة سير للمشاة تمكنهم من الإنتقال بأمان و سهولة من حي إلى آخر دون عوائق. طبعا يمكن الإشارة في هذا الصدد إلى إنعدام ثقافة الحيز العام عند اللبنانيين و عدم إنتظارهم توقف السيارات عند الإشارة لعبور الطريق. إلا أن المشكلة تكمن أيضا في التخطيط فالأرصفة ليست متواصلة فيما بينها و ذلك يسبب غيابها في بعض الأحيان أمام مبنى قديم، أو ضيق عرضها. أو محتلة من قبل السيارات المتوقفة أو من قبل المحلات التجارية و البسطات. كما أن عبور الشارع للإنتقال من رصيف إلى آخر غير منظم بواسطة إشارات ضوئية أو علامات على الطريق. و المثل الأفضل الذي يمكن عرضه هو عدم قدرة الوالدة جر عربة طفلها بأمان و سهولة على الطرقات عندما تخرج من منزلها للتبضع أو التنزه.

–       إنتشار ظاهرة إشغال الحيز العام و الأملاك العامة بطريقة غير شرعية منذ عقود و إزدياد ذلك مع الوقت دون أية تدابير رادعة من قبل السلطات المعنية. و يبدو ذلك واضحا ز جليا في الأحياء القديمة، لا سيما على كورنيش نهر أبو علي.

–       غياب تنظيم جدي للحيز العام داخل الأحياء الفقيرة لا سيما في منطقة التبانة.

–       عدم وجود حملات توعية تحفز السكان على حسن إستعمال الحيز العام و المحافظة على النظافة و الأثاث المدني.

–       المساحات الخضراء:

–       حتى وقت غير بعيد ، لم تعرف طرابلس إلا حديقة المنشية في منطقة التل و التي يعود إنشاءها إلى أواخر العصر العثماني .

و اليوم تعمل البلدية على إنشاء و أنشأت حدائق عديدة و ذلك بسبب قلة الحدائق بالنسبة لمساحة المدينة و من هذه الحدائق: الوفاء، عزام شهال، الملك فهد، البيئة، المنار، طينال، شارع الأرز و غيرها. و هذا سيضاعف المساحات الخضراء في المدينة.

جمعية كشافة لبنان

المجتمع الأهلي:

–       فيما عدا العاصمة بيروت تتميز مدن الفيحاء عن غيرها من المدن و البلديات اللبنانية في كثير من الأمور. و هذا يفترض و هذا يفترض أن تعطيها دفع قوي في مجال تدعيم دورها المناطقي و تطوير و تحديث المجتمع المحلي في إطار التنمية و الديمقراطية.

–       من هذه الأمور:

–       الصحافة المحلية بوجود ما يقارب حوالي الخمس عشرة صحيفة محلية تصدر أسبوعيا من بينها أربع أو خمسة هي الأكثر قراءة. يساعد ذلك في إبقاء المواطنين بشكل منتظم في صورة الأخبار المحلية المختلفة و بتكوين رأي عام محلي. كما تشكل صفحات تلك الصحف مساحة الحوار و النقاش و السجلات المختلفة، مساحة تساهم فيها جهات عديدة ليس أقلها رؤساء و بعض أعضاء المجالس البلدية.

–       نقابات المهن الحرة بوجود فروع ثانية لنقابات المهن الحرة ( المهندسين، الأطباء، المحامين)

في طرابلس تساهم في جعل المدينة قبلة في محيطها المناطقي. كما يساهم وجود تلك النقابات بتفيل و تطوير الكثير من القطاعات المهنية و الإجتماعية و إقامة المؤتمرات العلمية.

–       الجامعات بوجود فروع لمعظم كليات الجامعة اللبنانية و لبعض الجامعات الخاصة. تلعب بعض تلك الكليات أو الجامعات دورا هاما في المجتمع المحلي. فهي تشكل أولا مرجعا علميا في الكثير من المجالات ، و تساهم في إنتاج الدراسات و الأبحاث المتعلقة بالإشكاليات الرئيسية المحلية. كما أن البعض منها، و بالتعاون مع البلديات ، يساهم بمشاريع إنمائية أو إجتماعية أو تجميلية.

–       الجمعيات الأهلية و اللجان و الهيئات و المؤسسات الخاصة العاملة في مدن الفيحاء عدة مئات. قسم قليل منها ينشط ميدانيا في الأحياء الحساسة المباشرة مع السكان أو من خلال المستوصفات أو مراكز إجتماعية ثابتة. تستفيد تلك الجمعيات الناشطة من المساعدات أو برامج إنمائية تمولها هيئات و مؤسسات دولية أو جهات سياسية محلية و غير محلية نافذة. إلا أن القليل منها يلعب دورا فاعلا في الحياة اليومية، و غالبا ما تكون تلك الجمعيات الفاعلة تابعة لجهات سياسية.

–       المراجع و المؤسسات الدينية، تحتل المراجع الدينية حيزا هاما في الحياة اليومية لمدن الفيحاء، لا سيما الإسلامية منها. و هي تنشط في الحياة العامة من خلال المؤسسات أو الجمعيات، كمديرية الأوقاف مثلا التي تملك الكثير من الأملاك المبنية و غير المبنية. كما لدار الإفتاء إحتراما واضحا لدى  المواطنين لما للمفتي من موقع و دور مرجعي و توفيقي بين أبناء الطائفة الواحدة و بين الطائفة الإسلامية و الطوائف الأخرى. من جهة أخرى تتعدد الجمعيات و الأحزاب ذات الطابع الإسلامي، بعضها فاعل في العديد من أحياء مدن الفيحاء ، دينيا أو سياسيا أو أمنيا أو حتى في المجالات الثلاثة كافة.

–       الأحزاب السياسية

تراجع دور الأحزاب كثيرا منذ قبل نهاية الحرب الأهلية لصالح عدة شخصيات سياسية طرابلسية. و الجدير ذكره هنا هو أنه و بإستثناء حزب البعث العربي الإشتراكي و حركة التوحيد الإسلامي ، لم يكن للأحزاب اللبنانية الأخرى يوما إمتدادا جماهيريا واسعا. أما اليوم فهناك تواجد حزبي مسلح تتفاوت أهميته و حجمه و ذلك في ثلاثة أحياء في طرابلس هم بعل محسن و أبي سمراء و الجميزات. كما أن هناك مجموعات مسلحة غير منتظمة في منطقة التبانة تخوض من حين إلى حين معارك عسكرية محدودة مع مسلحي الحزب المتواجد في بعل محسن. يجدر الإشارة أيضا إلى مجموعات بدوية أو مهجرة متواجدة في بعض أحياء مدينة البداوي ينتمي إليها عناصر تقوم بأعمال مخلة بالنظام العام و هذا يشكل إشكالية للسلطة المحلية. أخيرا و في البداوي دائما ، يقوم مخيم للفلسطينيين يضم ما يقارب السبعة عشر ألف لاجئا، و يضم العديد من الأحزاب و الحركات الفلسطينية. كجميع المخيمات الفلسطينية في لبنان، لا يخضع هذا المخيم للسلطة اللبنانية، كما يساهم الواقع الإجتماعي المأساوي في داخله في تردي الأوضاع الإجتماعية في محيطه العمراني.

المؤسسات الدولية

تلعب بعض المؤسسات الدولية دورا هاما في بعض القطاعات المحلية. فهي تمول مشاريع إنمائية إقترحتها هي و وافقت عليها الحكومة اللبنانية أو السلطة المحلية. و هي تشرف على إعدادها و تنفيذها وفقا لدفتر شروط يعتمد معايير دولية في أكثر الأحيان. و تقوم وفود تمثل تلك المؤسسات بزيارات ميدانية للتأكد من حسن سير الأمور و للضغط أحيانا لتسريع العمل و معالجة الإشكالات الطارئة. من أهم تلك المؤسسات : البنك الدولي، الوكالة الفرنسية للتنمية و وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة.

–       القطاع الصناعي

لا يعتبر هذا القطاع فاعلا في إتحاد بلديات الفيحاء. لا بل هو قد تراجع كثيرا مما كان عليه قبل الحرب الأهلية. و لقد توقفت المنشآت الصناعية الثقيلة عن العمل و لم يعد هناك إلا نشاطات صناعية خفيفة و متوسطة. هذا مثلا حال مصفاة النفط في البداوي التي كانت تؤمن ، مباشرة أو غير مباشرة المئات من فرص العمل، و كانت تستقبل النفط العراقي الذي كان يعد لتصديره عبر مرفأ طرابلس. و إذا ما وضعنا جانبا الأسباب الإقليمية التي أدت إلى توقف وصول النفط، فإن المنشأة نفسها أصبحت قديمة و بحاجة إلى تحديث و تجديد. نضيف إلى ذلك توقف معظم المنشآت الصناعية التي كانت تعمل في منطقة البحصاص ما ساهم في تدهور المشهد المديني في تلك المنطقة.

بالنسبة إلى النشاطات الصناعية الأخرى، فهي متعددة و مختلفة و أهمها: بيع و صيانة المركبات، صنع المفروشات و صنع المواد الغذائية. شهدت تلك النشاطات تراجعا ملحوظا في عدد منشآتها في طرابلس. فبينما كانت تبلغ 3095 منشأة عام 1996، تراجعت عام 2004 إلى 2377 أي بفارق أكثر من 700 منشأة من جهة أخرى، لحظ المخطط التوجيهي العام لمدن الفيحاء الذي أقر عام 1971، عدة مناطق صناعية و لقد إصطفت جميعها بموازاة الشاطىء البحري بين المرفأ و مدينة البداوي، بالإضافة إلى منطقة البحصاص الخارجة إداريا عن نطاق مدن الفيحاء.

القطاع التربوي

يجمع الكثير من المختصين و المعنيين على أن دور طرابلس كمركز تربوي قد سجل تراجعا ملحوظا في العقدين الماضيين. الأسباب المباشرة غير واضحة نظرا لغياب الدراسات في هذا المجال.

القطاع الصحي

وفقا للموقع الإلكتروني لنقابة أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، هناك عشر مستشفيات عاملة في طرابلس غالبيتها تؤمن الإقامة القصيرة. يضاف إلى ذلك مستشفيين حكوميين هما الأورانج ناسو و مستشفى طرابلس الحكومي.

القطاع الرياضي

يبلغ عدد المنشآت الرياضية العامة في مدن الفيحاء إثنتين هما الملعب البلدي و الملعب الأولمبي، و يقتصر الدخول إليهما على الفرق الرياضية و للجمهور الراغب بحضور المباراة الرياضية. و في موازاة ذلك، تعمل البلديات على إنشاء ملاعب رياضية صغيرة لعامة الناس بعضها ضمن الحدائق العامة. أما المدارس الرسمية فغالبيتها تفتقر إلى التجهيزات الرياضية ذات المعايير المقبولة . على صعيد القطاع الخاص ، هناك نوادي و قاعات رياضية أهمها مركز الصفدي و القاعة الرياضية التي لم تجهز بغد.

القطاع الثقافي

تفتقر مدن الفيحاء إلى النشاطات الثقافية ذات الطابع الوطني أو الدولي. و هي ضعيفة على الصعيد المحلي بعد أن كانت ناشطة أكثر في العقود الماضية بالرغم من ظهور كورال الفيحاء مؤخرا و وجود فرقة للدراويش.

أما على صعيد التجهيزات الثقافية ، تضم مدن الفيحاء مركزا ثقافيا بلديا في طرابلس و يجري العمل الآن على يناء مركزا آخر ضمن المبنى البلدي الجديد في الميناء.

أما في القطاع الخاص فهناك عدة مراكز أهمها مركز الصفدي الثقافي، مركز الرابطة الثقافية بيت الفن بالإضافة إلى المركز الثقافي الفرنسي.

القطاع السياحي

بالرغم من الأهمية الكبيرة للمواقع التراثية و الأثرية و الطبيعية العديدة في قضاء طرابلس و المناطق المحيطة، تشتكي الفعاليات الطرابلسية من إفتقار مدن الفيحاء إلى الحد الأدنى من التجهيزات السياحية . يظهر ذلك من خلال:

–       وجود فند واحد مؤهل لإستقبال السائح هو الكواليتي إن و يضم 112 غرفة و جناحا. و غالبا ما بتوجه السائح إلى الفنادق و المنجعات المتواجدة عند الضاحية الجنوبية لطرابلس عند تعذر الحجز في هذا الفندق.

–       غياب أي منتجع سياحي على شاطىء البحر.

–       الواقع المتواضع لمكتب السياحة التابع لوزارة السياحة، و عدم وجود مطبوعات سياحية ذات نوعية كدليل السائح أو الخرائط السياحية.

–       ندرة أو غياب التجهيزات الضرورية للسائح في الحيز العام كالمراحيض و نقاط الإستعلام و الإشارات التي تمكن السائح من معرفة وجهة سيره.

–       غياب سياسة سياحية فاعلة لإجتذاب السياح.

قطاع المياه

تشرب مدن الفيحاء اليوم من نبعي هاب و أبو حلقة و من 23 بئرا إرتوازيا تم حفرهم في مناطق مختلفة. إلا أن شبكة الشفة الموجودة لا تصل إلى جميع المناطق.

قطاع المياه المبتزلة و مياه الأمطار

يستعد مجلس الإنماء و الإعمار بإطلاق مشروع جديد لتأهيل شبكة المياه المبتزلة بقيمة 40 مليون دولار، و وصلها بمحطة تكرير، فالشبكة القديمة تخدم 70% من السكان فقط وفق المجلس ذاته.

بإنتظار أن يبدأ العمل بمحطة تكرير ، تصرف المياه المبتزلة اليوم عبر مجرى نهر أبو عليأو ترمى في البحر مباشرة.

قطاع الكهرباء

يعاني قطاع الكهرباء في لبنان من عجز هام في الإنتاج يقدر بأربعمئة ميغاواط. يترجم ذلك في تقنين كهرباء المشتركين، ما يدفع البعض هؤلاء للبحث عن طاقة بديلة للتعويض. يدير قطاع الكهرباء في الشمال شركة كهرباء قاديشا. و يتم تغذية هذه المنطقة بالكهرباء من محطة دير عمار لتوليد الطاقة. و يتم تغذية المشتركين بالكهرباء بواسطة شبكات هوائية منصوبة على أعمدة.

منذ عدة سنوات جهزت محطة دير عمار بتجهيزات جديدة لتعمل بواسطة الغاز بدل الفيول. إلا أنها لا تزال تعمل بالطرق القديمة بإنتظار وصول الغاز المصري بعد الإتفاق الذي أبرم بين الحكومتين المصرية و اللبنانية منذ فترة قصيرة. و لكن ذلك لن يوقف التقنين.

قطاع الهاتف

يدير قطاع الهاتف الثابت في لبنان شركة أوجيرو. عرف هذا القطاع تطورا كبيرا رافق إنتشار الهاتف الخليوي، و لقد تم تحديث معظم السنترالات و تأمين الهاتف لمعظم المناطق المأهولة. كما تم نشر غرف هاتف للعموم في شوارع الكثير من المدن و البلديات اللبنانية.  و تؤمن الشركة اليوم خدمات كثيرة منها الإتصالات الدولية المباشرة و خدمة الإنترنت.

في النهاية أود أن أقول ، أن طرابلس مدينة مهمة و لكن لا يوجد خطة جدية لإنمائها و تطويرها فكل سياسي يعمل لمصلحته الشخصية فإنني لست ضد السياسة و لكنني ضد المضي وراء السياسيين في كل ما يقولون يجب أن يكون لدينا مقدار من الإستقلالية و القول لا عند وجود أي خطأ و نعم عندما يكون العمل صحيح. عسى أن أصل يوما إلى سدة الحكم و أنتج التغيير و أقول للناس هذا هو الحكم الصالح.

و شكرا


[1] GODBOUT J.: Le don, la dette et l’identité : homo donator vs homo œconomicus.- La découverte (MAUSS) 2000

[2] معدل سن الزواج في محافظة الشمال  وفق المسح اللبناني لصحة الأسرة هو: . 29.0 إناث 33.6 ذكور.- المسح اللبناني لصحة الأسرة.- -وزارة الشؤون الاجتماعية، إدارة الاحصاء المركزي، جامعة الدول العربية.-2004

[3] مها كيال:  دراسة تحليلية لمتوسط سن الزواج في لبنان.- جمعية تنظيم الأسرة.- 2002

[4] إن هذا المعدل أخذ من عينة 1000 أسرة في مناطق التبانة والأسواق القديمة في طرابلس وهو يمكن اعتبارة مؤشراً وليس رقماً دقيقاً لأنه لم يأخذ بالاعتبار نسبة العازبين في المنطقة.

[5] يوسف كفروني: بنية الاجتماع الطرابلسي.- ورقة بحثية قدمت في مؤتمر المدينة العربية.- معهد العلوم الاجتماعية الجامعة اللبنانية.- 2009

[6] BOURDIEU: PASSERON:Les héritiers, les étudiants et la culture.- Paris.- ed. Minuits

[7] للتوسع في هذا الموضوع أنظر:

صباح القرق فنج: الروضات حلقة حضانة أم بناء معرفة في نظام التعليم الابتدائي: نموذج الروضة الرسمية في طرابلس. الحركة الاجتماعية.- و Save the children (Sweden).- 2009

عام 1994 سُيِّرت آخر رحلة قطار بين بيروت وشكا … القطارات في لبنان قِطعاً أثرية في “متحف رياق”

قطارنا أصبح قطعة آثارية

عام 1994 سُيِّرت آخر رحلة قطار بين بيروت وشكا

القطارات في لبنان.. قِطعاً أثرية في “متحف رياق”

قد يكون لبنان البلد الوحيد في العالم الذي “استغنى” عن خدمات سكك الحديد وإن كان ذلك بفعل الحرب والأحداث وما استُتبع… إلا أن عدم الاهتمام “بإنعاش” هذا المرفق الحيوي يشكّل نقطة سوداء على جبين حركة المواصلات حيث القطارات أحد ابوابها الرئيسية

في عهد الاستقلال في عام 1961 انشئت مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك لبيروت وضواحيها وعهدت اليها ادارة واستثمار الخطوط الحديدية:

1- خط عريض يمتد من الناقورة الى طرابلس فالحدود اللبنانية السورية وطوله 233 كلم تقريباً.

2- خط جبلي ضيق بين بيروت ورياق والحدود السورية وطوله 82 كلم تقريباً. 3- خط عريض من رياق الى القصير طوله 91 كلم تقريباً. ولكن أثناء الحرب الأهلية الأخيرة أصيبت منشآت سكك الحديد وتجهيزاتها ومبانيها وآلياتها ومعداتها بأضرار جسيمة كما تعرضت مسارات سكك الحديد لتعديات مختلفة فانتزعت اقسام من هذه الخطوط وقامت منشآت عامة وخاصة على أجزاء من الخط الساحلي لذلك فإن خدمات سكك الحديدة متوقفة كلياً منذ أوائل عام 1995 وفي عام 1994 سيّرت آخر رحلة قطار بين بيروت وشكا حيث كان يستخدم هذا الخط لنقل الترابة الى بيروت ولكن في الرحلة الأخيرة كان ناقلاً خبراء من شركة سوفراي الفرنسية وبعض فيني المصلحة للاطلاع ميدانياً على أوضاع الخط الساحلي واليوم تعمل مصلحة سكك الحديد على خطة اعادة وتأهيل خط سكة حديد طرابلس العبودية وخط رياق الحدود السورية الشرقية الخارجي بين لبنان من جهة وسوريا والاردن والعراق والسعودية ودول الخليج من جهة ثانية. أما خط رياق – القصير (العريض) فقد توقف هذا الخط خلال الاحداث اللبنانية الأليمة التي عرفها لبنان وانخفضت حركة النقل على هذا الخط في السنوات الأخيرة قبل توقفها الى ما لا يزيد عن عشرة آلاف طن سنوياً حتى انحصرت هذه الحركة بمرور بضائع الترانزيت الأوروبية الواردة براً الى الاردن وبنقل المواشي الواردة براً من أو عبر سوريا الى لبنان والاردن. أما خط الناقورة بيروت طرابلس – العكاري، فإنه يشكل شريان مواصلات هام وحيوي بحيث يصل اوروبا بإفريقيا عبر آسيا ويصل المشرق العربي بمغربه.

الحرب العربية - الإسرائيلية

ولكن الحرب العربية الاسرائيلية أدت الى قطع الخطوط العربية عن الاقسام المحتلة في فلسطين ابتداء من عام 1948 فاقتصر عمل هذا الخط نتيجة ذلك على النقل الداخلي وعلى النقل الخارجي عبر سوريا ويربط هذا الخط مرفأ بيروت وطرابلس وأهم مدن الشاطيء في لبنان بمدن الشمال في سوريا أو عبرها بالخطوط العراقية والتركية والايرانية والأوروبية. وقد وضعت الدولة مؤخراً بواسطة مؤسسة سوفراي الفرنسية دراسة حول أوضاع هذا الخط تقترح تطوير الخط واستعماله لنقل الركاب والبضائع وبلغ تقدير نفقات هذا التطوير حوالي 800 مليون ل.ل

فإن تنفيذ هذا التطوير يحقق الفوائد التالية:

1- تأمين النقل الخارجي بين لبنان من جهة وبين مدن الشمال في سوريا أو عبرها بين العراق وتركيا ودول أوروبا من جهة أخرى.

2- إنشاء خدمة نقل ركاب داخلية طاقتها القصوى 43200 مقعد راكب يومياً.

3- تأمين ديمومة نقل المحروقات السائلة بين مصفاتي البداوي والزهراني الى معملي توليد الكهرباء في الجية وذوق مكايل

فكما نعلم أن المواصلات اليوم في لبنان تعد أزمة كبيرة و خاصة بسبب إزدحام السير و بسبب إرتفاع سعر النفط مما يشكل عبىء على المواطن و الدولة و على الإنتاج المحلي للوطن.

و القطار أيضا يلعب دورا في تسهيل حركة التجارة داخليا و خارجيا و ذلك يلعب دورا في تنمية إقتصادنا و الذي نحن بحاجة ماسة له.

أما على الصعيد النفسي و الإجتماعي إن تسيير القطار يخفف من التوتر لدى المواطن و يخفف من النفقات على الطبقة الوسطى و ما دون.

نهاية لا يجوز أن تبقى سياستنا الداخلية مبنية على أساس مصلحة الساسة و على أساس مصلحة النافذين و على المبدأ المحاصصة و المسايرة ، يجب علينا محاربة المخالفات القانونية التي حصلت خلال و بعد الحرب الأهلية التي اليوم تنمعنا من إعادة تشغيل القطار في لبنان.

الإغتيال السياسي في لبنان

برزت الاغتيالات في الحياة السياسية اللبنانية كوسيلة تصفية حسابات فعالة بين اصحاب المواقف المتعارضة. وقد شهد لبنان الكثير منها خصوصاً في فترة الحرب الاهلية.

وحصدت هذه الاغتيالات رئيسي جمهورية ورئيسي حكومة خلال وجودهم في الحكم، كما نالت من اكثر من نائب ورئيس حزب ورجل دين. ولم توفر حتى اطفال السياسيين الذين ذهب عدد منهم ضحية استهداف الاباء. وكانت الهجمات بالرصاص مفضلة في بادىء الامر، لكن الحال تغيرت بعد العام 1980، اذ برزت العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي كانت تضمن موتاً شبه اكيد للشخصية المستهدفة مع من حولها.

وفي ما يأتي ابرز عمليات الاغتيال في تاريخ لبنان الحديث:

رياض الصلح

  • ـ 16 يوليو (تموز) 1951: اغتيال رئيس الحكومة رياض الصلح في الاردن (القاتلان فلسطيني ولبناني من الحزب السوري القومي الاجتماعي انتقاماً لاعدام مؤسس الحزب انطوان سعادة.
  • ـ 10 ابريل (نيسان) 1969: اغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين في بيروت ( في عملية نفذها كوماندوز اسرائيلي).
  • ـ 16 مارس (آذار) 1977: اغتيال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط (مكمن استهدف موكبه في بلدة دير دوريت الشوفية، إتهم النظام السوري بإغتياله).
  • ـ 13 يونيو (حزيران) 1978: اغتيال النائب طوني فرنجية وافراد من عائلته في هجوم نفذته مجموعة من حزب «الكتائب اللبنانية» على منزله (قائد القوات اللبنانية المحظورة سمير جعجع متهم بقيادة المجموعة).
  • ـ 23 فبراير (شباط) 1980: اغتيال ابنة قائد القوات اللبنانية بشير الجميل، مايا (سنة ونصف سنة) بتفجير سيارة مفخخة.
  • ـ 20 يوليو (تموز) 1980: اغتيال نقيب الصحافة اللبنانية رياض طه برصاص مسلحين مجهولين.
  • ـ 14 سبتمبر (ايلول) 1982: اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل بانفجار استهدف اجتماعاً لحزب الكتائب في محلة الاشرفية ( وقد إتهم حزب القومي السوري الإجتماعي).
  • ـ 4 مارس (آذار) 1985: اسرائيل تغتال اثنين من قادة حركة «امل» والمقاومة ضد الاحتلال، هما محمد سعد وخليل جرادي، بتفجير عبوة ناسفة في حسينية بلدة معركة الجنوبية.
  • ـ اول يونيو (حزيران) 1987: اغتيال رئيس الحكومة رشيد كرامي بتفجير قنبلة وراء مقعده في طائرة الهليكوبتر التي كانت تقله من طرابلس الى بيروت (ادين قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع بتدبير الحادث).
  • ـ 16 مايو (ايار) 1989: اغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد بتفجير عبوة ناسفة لدى مرور موكبه في محله عائشة بكار في بيروت ( إتهم النظام السوري بإغتياله ).
  • ـ 22 أيلول (آب) 1988: اغتيال ثلاثة قادة من حركة «امل» (داود داود ومحمود فقيه وحسن سبيتي) بإطلاق رصاص.
  • ـ 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989: اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب رينيه معوض بتفجير عبوة ناسفة استهدفت موكبه في محلة رمل الظريف ببيروت اثناء عودته من احتفال اقيم في ذكرى الاستقلال ( إتهم النظام السوري بإغتياله ).
  • ـ 21 اكتوبر (تشرين الاول) 1990: اغتيال رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» داني شمعون مع افراد عائلته على يد مسلحين في منزله بعد ايام على سقوط حكومة العماد ميشال عون العسكرية ودخول الجيش اللبناني والقوات السورية المناطق التي كان يسيطر عليها. (ادين الدكتور سمير جعجع بتدبير عملية الاغتيال وحكم عليه بالسجن المؤبد).
  • ـ 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 1991: اغتيال عضو المكتب السياسي الكتائبي الدكتور الياس الزايك برصاص مسلحين .
  • ـ 16 ابريل ( نيسان) 1993: طائرات اسرائيلية تغتال امين عام «حزب الله» الشيخ عباس الموسوي وزوجته وطفله لدى عودتهم من احتفال للحزب في جنوب لبنان.
  • الرئيس رفيق الحريري: اغتيل يوم 14 شباط  2005 بانفجار ضخم في منطقة السان جورج في بيروت. وقتل في الانفجار 19 شخصا أخرين كانوا إما برفقة الرئيس أو في جوار الحادث كما جرح العديد منهم الوزير اللبناني باسل فليحان الذي توفي فيما بعد. التحقيق الدولي ما زال جاريا لكشف حقائق هذا الاغتيال.
  • باسل فليحان: استُهدف الوزير بنفس انفجار الشهيد الحريري وتوفي متأثرا بجروحه البليغة في مستشفى بيرسي العسكري بباريس بعد صراع 64 يوماً مع الحروق التي طالت 65% من جسمه.
  • سمير قصير: اغتيل في 2 يونيو/حزيران 2005 تم اغتياله عن طريق قنبلة وضعت في سيارته.
  • جورج حاوي: اغتيل بتفجير عبوة ناسفة بسيارته في منطقة وطى المصيطبة في بيروت بتاريخ 21 يونيو/حزيران 2005
  • جبران تويني: اغتيل يوم الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2005 في اعتداء بسيارة مفخخة في ضاحية المكلس شرق بيروت.
  • بيار الجميل: اغتيل في 21 نوفمبر 2006 بعد أن أطلق ثلاثة مجهولون النار على سيارته في منطقة الجديدة في ضاحية بيروت الشمالية.
  • وليد عيدو: اغتيل بتاريخ 13 يونيو/حزيران 2007 بتفجير سيارته في بيروت أودى به ومعه نجله الأكبر خالد واربعة مواطنين أخرين.

مجزرة قانا

فلبنان معروف بعطاء شعبه له و بوجود روح الشهادة عنده، فالشهادة حسب وجهة نظري واجب لدى أي مواطن إن كانت تصب في مصلحة الوطن من جميع النواحي. و للأسف منذ إستقلال لبنان حتى اليوم و الإغتيال السياسي يغط على أرض وطننا الحبيب، و للأسف أيضا لم يحاكم و لم نعرف من يغتال فيأتي الإغتيال و من ثم بعد مرور فترة من الزمن ينسى الشعب شهداءه.

و ما يحزنني أنه في بعض الأحيان الفرقاء السياسيين لا يعترفون بشهداء بعضهم البعض فرسالتي لكم أن كل شهداء لبنان من جميع الأطياف و المذاهب يروون أرض الوطن بدماءهم لكي يبقى الوطن فتعددية الرأي هي أصل الديمقراطية و لكن واجب علينا الإعتراف بجميع شهداء لبنان.

دانيال بلمار

إنني أدعم المحكمة الدولية و لكن أتمنى عدم تسييسها لكي نصل إلى الحقيقة الصحيحة، و من بعدها يكون لدينا مقدار من الردع. و للأسف لبنان مخروق من قبل مخابرات كثيرة و في بعض الأحيان يتفق البعض منهم لإجراء إغتيالات و زعزعة الأمن و الإستقرار في البلد لمصالحهم إن كانت إقليمية أو دولية و لذلك يجب أن يكون لدينا مقدار من الوعي تجاهه.

فبعض الإغتيالات تكون لمصالح إستراتيجية هدفه بعيد المدى و الآخر يكون توقيته آني و الآخر في إطار حروب باردة تكون بين المقاومة و العدو.

و لكنني أخاف من أن يكون بعض الإغتيالات في لبنان أن تكون ذات طابع داخلي ما يهدد الوطن بأكمله لأن ذلك سوف يؤدي إلى نهاية ما يسمى وطن موحد مما سوف يؤدي إلى بركان لن ينطفىء إلا بعد فترة طويلة من الزمن.

لن أطول عليكم إنني أتمنى أن تكشف حقيقة جميع الإغتيالات السياسية في لبنان و أن تبين الحقيقة على الجميع و يا ليت لو نتحد لأجل شهداءنا و أن نعترف بكل شهداء الوطن لأن لولاهم لم يكن موجود وطن إسمه لبنان، رحم الله جميع الشهداء و إنشاءالله لن تخيب أمالكم بنا .

مافيا النفط في لبنان

مافيات النفط في لبنان

إن وطننا  لبنان يعيش حالة من الفساد العارمة و حالة من المحاصصة بين بعض الطبقات السياسية الفاسدة التي تهتم فقط بمصالحها الذاتية و الآنية و لا يعنيها المواطن.

النفط في لبنان يعد ثاني أهم قطاع بعد القطاع المصرفي، و بالنسبة إلي هو أهم قطاع لأنهم يلعب دورا أساسيا في غلاء المعيشة في لبنان، هل تريدون القضاء على المواطن الفقير في لبنان، هل نحن فعلا نهتم بمعيشة المواطن؟

إنه لا يوجد لديكم أي حس من الإنسانية و أي حس بالإنتماء إلى الهوية اللبنانية ، و لكن إلى متى لن يطول هذا الواقع لأنه لن يصح إلا الصحيح في النهاية.

أرباح النفط بطريقة غير مشروعة

فالأرباح الصافية، المعلنة وغير المعلنة، المتأتّية من تجارة البنزين في لبنان، لا تقلّ عن 250 مليون دولار سنوياً…هذا الرقم الخيالي ـ وطريقة توزيعه سياسياً ـ هو الذي يجعل من شركات استيراد البنزين، «اللوبي» الأقوى، بعد المصارف، والأكثر نفوذاً داخل الطبقة السياسية وسلطاتها المختلفة.


تصعب معرفة القيمة الحقيقية الصافية للأرباح التي تجنيها شركات استيراد وتوزيع وبيع البنزين في لبنان، نظراً للتزوير الفاضح في إعلان أسعار المنشأ وتركيب أكلاف الاستيراد…إلا أن الثابت هو أن المستهلكين اللبنانيين يدفعون سنوياً أكثر من 1,4 مليار دولار لتعبئة خزانات سياراتهم بالوقود، وهذه الكلفة تعدّ «منفوخة كثيراً» مقارنةً بالدول الأخرى، وقياساً الى حجم الاستهلاك المحلي الذي بلغ في العام الماضي حوالى 1,2 مليون طن…ما يشير الى أن هامش أرباح الشركات واسع جداً.


وتشرح مصادر معنية بالسوق أن ثمن البضاعة (مع أكلافها المختلفة) المستوردة الى لبنان في العام الماضي لم يتجاوز 850 مليون دولار، وقد حققت الخزينة العامة عائدات من الرسوم المفروضة على المواد الملتهبة (بنزين وكاز وغير ذلك) بلغت حوالى 230 مليار ليرة، أي ما يعادل 153 مليون دولار، فضلاً عن عائدات الضريبة على القيمة المضافة التي بلغت حوالى 100 مليون دولار، أي إن الدولة حققت عائدات من البنزين لا تتجاوز قيمتها 253 مليون دولار، وتتقاضى المحطات عمولة على كل صفيحة بنزين قيمتها 1600 ليرة، أي إن حصة المحطات من إجمالي الفاتورة بلغت حوالى 84 مليون دولار، وبلغت حصة شركات التوزيع وأجرة النقل حوالى 26 مليون دولار.
ماذا تعني هذه الأرقام؟


أولاً ـــــ أن الحصة المباشرة والواضحة العائدة إلى شركات استيراد البنزين تبلغ حوالى 187 مليون دولار سنوياً.
ثانيا ـــــ أن شركات الاستيراد تمتلك او تدير أكثر من 80 في المئة من محطات البيع بالتجزئة وشركات التوزيع، أي إن أرباح هذين الطرفين في السوق تعود بالدرجة الأولى الى الشركات نفسها…وتقدّر المصادر حجمها بحوالى 55 مليون دولار على الأقل سنوياً.
ثالثاً ـــــ أن ثمن البضاعة المستوردة «ملغوم» بأكلاف اصطناعية وأسعار غير حقيقية، وتقدّر المصادر نسبة الأرباح غير المباشرة أو غير المصرح عنها بحوالى 8 في المئة من الثمن المعلن، أي حوالى 68 مليون دولار سنوياً.
انطلاقاً من هذه التقديرات والحسابات، تقول المصادر، إن شركات البنزين تدرّ أرباحا على أصحابها وداعميها بما لا يقل عن 250 مليون دولار سنوياً على أدنى تقدير، وبعد تنزيل كل ما يمكن أن يُوضع في إطار التوظيفات والأكلاف والضرائب المترتبة على هذه الشركات…ولذلك تعدّ تجارة البنزين في لبنان الأكثر ربحية بعد قطاع الاتصالات، وهي تأتي في المرتبة الثالثة من حيث القيمة بعد الاتصالات والمصارف.

إحتكار إستيراد النفط

ولا تكمن أهمية أرباح البنزين في قيمتها فقط، بل تتجاوز ذلك الى آلية توزيعها، والدائرة الضيقة للمنتفعين منها…فالكلام عن وجود «كارتيل نفطي» في لبنان، ليس كلاماً في الهواء، بل هو يستند الى وقائع باتت معروفة للبنانيين لكثرة الحديث عنها.
فالقطاع النفطي في لبنان يمثّل النموذج الأبرز للطبيعة الاحتكارية السائدة في السوق اللبنانية، وتكشف دراسة أُعدّت لمصلحة وزارة الاقتصاد منذ سنتين تقريباً عن أن درجة التركّز (وهو الاسم الفني للاحتكار) في السوق النفطية في لبنان تصل الى 90 في المئة، أي إن هناك ثلاث شركات فقط تسيطر على 90 في المئة من السوق.
في الواقع، يمكن توضيح هذه الطبيعة الاحتكارية من خلال آلية عمل «الكارتيل» النفطي نفسه، وهي آلية مثيرة جداً وتعتمد أساليب لا تجيزها القوانين المرعية الإجراء، لكن يتمّ التغاضي عنها من جانب السلطات والمنتفعين فيها.
يضم «الكارتيل» النفطي 11 شركة، وهي موزعة على ثلاث مجموعات عمل تتقاسم السوق وفقاً لترتيبات واتفاقات جانبية محددة:
1
ـــــ المجموعة الأولى، وهي الأقوى، وتسيطر على 50 في المئة من السوق، وتضم 7 شركات، هي: هيبكو (البساتنة)، كورال (شل وهي شركة سعودية 100 %)، ميدكو (مارون شماس)، يونيترمنلز (فيها شركاء كويتيون بنسبة 51 %)، عيسى بتروليوم (ميشال عيسى)، يونايتد (جوزف طايع وهو انفصل عن شركة عيسى بتروليوم لنزاعات تتصل بتركة القوات اللبنانية بعد وضع قائدها سمير جعجع في السجن)، وشركة يمين…هذه المجموعة تستورد بمعدل باخرتي بنزين شهرياً، وأصحاب شركاتها على علاقات سياسية وطيدة بآل الحريري والقوات اللبنانية وآل فرنجية.
2
ـــــ المجموعة الثانية، وهي تسيطر على 25 في المئة من السوق، وتضم شركتين، هما: توتال (فرنسية)، وموبيل (وهي شركة سعودية اشترت شركة وردية التي كانت مملوكة من آل الأحدب قبل أن يتملّكها وليد جنبلاط والمرحوم جميل سعيد الذي كان مقرّباً من نبيه بري وعلي غندور القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين خسروها لمصلحة بنك بيروت والرياض الذي قام ببيعها الى المستثمر السعودي عبد الله بخش)

.
3
ـــــ المجموعة الثالثة، وهي تسيطر أيضاً على 25 في المئة من السوق، وتضم شركتين، هما: ليفانت (يوسف طعمة وبهيج أبو حمزة المقربان من وليد جنبلاط) والشركة العربية (عبد الرزاق الحجة المقرب من فؤاد السنيورة والوزير محمد الصفدي).


تعمل كل مجموعة من المجموعات الثلاث وفق آلية خاصة بها، إلا أن بعضها يرتبط مع بعض بقنوات اتصال وتنسيق يشرف عليها مدير شركة كوجيكو بهيج أبو حمزة، وهي شركة كانت تدير مرفأ الجية وتساهم في تمويل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي…

تقاسم المغانم

وعلى الرغم من أنها لم تعد موجودة في الواقع إلا أن أبو حمزة تولّى باسمها التأسيس للإطار التنظيمي لـ«الكارتيل» المذكور تحت اسم جمعية «تجمّع الشركات المستوردة للنفط في لبنان» التي حازت بيان علم وخبر من وزارة الداخلية رقم 51/د بتاريخ 2 آذار 2007، وقد ضمّت في هيئتها التأسيسية ممثلين عن شركات «كوجيكو»، «مدكو»، «وردية»، «توتال»، «يمين»، «يونيترمنلز»، «هيبكو»، «كورال»، «فالكون» «يونايتد»، «الشركة العربية»، «عيسى»، «غاز الشرق»، «صيداكو» .

فمن خلال هذا التقاسم رأينا كيف مافيات النفط تعمل و غلاء النفط في لبنان يأتي لمصلحة الشركات المملوكة إما من سياسيين إما يوجد فيها أسهم لهم فيها فويل لأمة هادرة فاسدة ، ألا يعني لكم المواطن الذي لا يتمكن من تأمين ربطة الخبز بفضلكم، ألا يعنيكم الفقراء الذين يتشردون بفعل غلاء النفط و بالتالي غلاء المعيشة.

نريد إسترداد أموال المواطنين

فلا تتبوؤن بالقول أنكم تريدون تحقيق دولة المؤسسات و بأنكم تهتمون بمصلحة المواطن فابدؤوا بأنفسكم أولا و لا تحرضون الشعب اللبناني على بعضهم البعض لتلهونهم ببعضهم و أنتم تتقاسمون المغانم ، فيا أيها المواطن فكر قبل أن تتصرف و إنهض لكي تنجلي الحقيقة التي يخبؤونها عليكم .

فإنني أطالب بكشف حقيقة هذه المافيات و بإجراء تحقيق شفاف لكي نبدأ فعلا بتحقيق مصلحة المواطن و تحقيق رفاهية الإنسان في لبنان.

كفى شعارات إنكم تسرقون أموال المواطنين في لبنان

الإنماء يولد الإنتماء

شعار

لايمكن بناء وطن قوي وفعال يمتلك قوة تأثير في المحيط والعالم بدون وضع سياسة تنموية مُتقدمة يتم تطبيقهاعلى مختلف الصعد.

وقد لمسنا من خلال الواقع اللبناني المُعاش، أن المواطن في لبنان يعي تماماً أن البلد بحاجة الى تنمية حقيقية في مختلف الميادين تتخطى الكلام الانشائي، الى الارادة والفعل.

فالتنمية حقٌ للمواطن على الدولة التي لازالت مُقصّرة بعشرات الدرجات في هذا المجال بشكل خاص، لذلك نجدأن لإنتماءإلى الوطن وإلى الدولة  منقوصاً. وسيبقى الامر كذلك ما لم تتغير الذهنية الحاكمة التي لم تستطع أن تكون على مستوى تطلعات المواطنين.

أن الدورالذي ينبغي أن نأخذه جميعاً على عاتقنا  اليوم، هوالعمل والمشاركة الايجابية الفعّالة من أجل تعزيز حضور وطن قادرعلى التأثيرفي المحيط والعالم، ورفع شعارالتنمية- المقرون بالعمل- التي ينبغي أن تؤدي إلى رفاهية حقيقية يستحقها المواطن اللبناني الذي لا زال يعاني حتى اللحظة من الاهمال المُتكرّر.

وسوف يواجه وطننا لبنان محن اضافية عديدة إذابقي الوضع على ما هو عليه من هدر وفساد وطائفية بغيضة، وممارسات سياسية خاطئة!!

ان احتضان هذاالوطن لسبع عشرة طائفة..يشكل غنى ثقافياً ، وهو الاقدر على أن يكون مسرحاً لحوار الحضارات والثقافات اذا توفرت له الظروف المناسبة. وبهذاالتناغم  بين الطوائف والعيش المشترك، رغم كل العقبات، يتميزلبنان عن سائرالبلدان ..لبنان كا ن  جوهرة العرب وصلة الوصل بين الشرق والغرب.. وعلينا أن نعيد له حضوره ودوره الطبيعي، كمنارة للفكر وينبوع الابداع والمبدعين.

فلأجل وطننا..ولكي لانصحو يوما نجد اننا قدخسرناه…ها نحن نرفع شعار “التنمية المستدامة” لكل الوطن.

ان الوطن بحاجةالى أشخاص يملكون القدرة على التأثير في من حولهم، والى اصحاب الرأي واصحاب الفكر الذين ليس لهم مصلحة وهدف سوى رفعة شأنه واستقراره. لبنان بحاجة الى قادة يسكنونه قلوبهم ويحملون همومه وهمومه شعبه، ويسعون ليكون وطنا لجميع ابنائه فعلاً لا قولاً.

وقبل الدخول بالخطة الاصلاحية الشاملة والواسعة لإصلاح حالة الهدروالفساد وتقنين الطائفية والحد من الممارسات السياسيةالخاطئة، نلقي  الضوء قليلا على الواقع الراهن والحلول التي نراها قد تكون منقذة للوطن….

الكهرباء

تنمية البنى التحتية:

وضع الكهرباء في لبنان مأساة حقيقية! فمنذ اتفاق الطائف وحتى يومنا هذا، يعاني المواطن من التقنين المجحف ..و يُحمّل هذاالقطاع الدولة وميزانيتها أعباء كبيرة. ولا بد لنا من  أن نبحث عن حل جذري ليرتاح المواطن والدولة من هذاالعبء الذي يؤثرعلى مختلف القطاعات.

أما المياه التي تعد بترول العالم مستقبليا والتي تتناحرالشعوب للسيطرةعليها، نراها تذهب هدرا بينما يمكننا الاستفادة منها في مجالات مختلفة ومنها على سبيل الذكر لا الحصر: توليد الطاقة الكهرمائية التي تخفف كثيرا من الأعباء على المواطن والدولة.

ويعاني المواطن اللبناني   أيضا من الطرقات الوعرة، ومن الحفريات والمطبات، وأزمة الصرف الصحي، والحل يكون  بوضع دراسة جدية  تسعى الى تنفيذ اصلاح جذري…فعلى كل الوزارات المعنية أن تعد برنامجا واقعياً، صالح للتنفيذ بأقصى سرعة ممكنة ،ينهي هذه الأزمات ولانريد “إستراتجية” الترقيع..

التنمية البشرية

التنمية البشرية:

يعتبرالشباب ثروة هامة وهائلة من ثروات المجتمع، وهذه الثروة تحتاج إلى من يوجهها الى الوجهة الصحيحة، لتعود على نفسها وعلى الوطن بالفائدة..

من هنا نجد حاجة ماسة لتنمية الامكانيات والقدرات، وخلق مجالات جديدة تتوافق مع كافة حاجات وطاقات الشباب الذين يشكلون عماد الوطن.

ولكي نبدأ بطريقة مدروسة وصحيحة، يجب البدء بمحوالأمية في لبنان بكافة  أبعادها، لأن نسبة الأمية فيه مرتفعة جدا  قياساً الى الدول المتقدمة! ومن  واجبينا أن نعمل على أن يكون التعليم مجاني للجميع، حتى سن معينة، لكي يستعيد لبنان موقع المتقدم في المجال الثقافي والحضاري

وواجبنا جميعاً العمل على تننمية شخصيات الشباب المبدع ومساعدته على البقاء في لبنان، وذلك بإشراكهم في عمليةصنع القرار. فمن حق المواطن  أن يُشرك في صنع القرار… ولا بد من خلق فرص عمل عديدة تحد من الهجرة وبذلك نقوي التنميةالإقتصادية عبر تزويد القطاعات كافة بطاقات شابة قادرة على ضخ أفكار متقدمة تساهم في عملية التنمية.. وعندها يبدأ الشاب بتأسيس ذاته وينخرط بالمجتمع أكثر فأكثر، وتفتح المجالات أمامه ليستثمرطاقاته في وطنه ومجتمعه.

الهجرة

التنمية الاقتصادية:

التنمية الاقتصادية بنظري مرتبطة بالبيئة والانسان وبمشاريع التنمية الإقتصادية إذا أهملت البيئة والإنسان تؤدي إلى كارثة يصعب معالجتها فهناك أموال كثيرة تدفع في الوطن ولكن ليس في مكانها فلبنان يحتاج لتقوية صناعته وزراعته وذلك يخلق فرص عمل ونهوض إقتصادي جيد ويكون ذلك عبر تقديم قروض ميسرة للصناعيين والزراعيين .وأود أن أؤكد أن الطبقة الأهم في لبنان هي الطبقة الوسطى التي تنعزل عن سوق العمل وتتدهور وتنهار بإنهيار الإقتصاد اللبناني بأجمعه. و علينا إنشاء مركز دراسات لدراسة حاجات السوق المحلي وتنظيم سوق العمل وتوجيه طلابنا إلى إختصاصات مهنية وحرفية، الوطن بحاجة إليها فمثلاً لبنان بحاجة اليوم إلى ٦٠٠٠ ممرض وممرضة..ونكون بذلك وصفنا حلاً لمشكلات البطالة والهجرة معاً، فالهجرة مأساة للشعب اللبناني ،انّها هجرة الأدمغة واليد العاملة،وبالتالي تنعكس سلبا على الإقتصاد والثقافة اللبنانية..وللأسف،لم يقدم الخبراء الاقتصاديون وسائل فعالة للخروج من هذه المشاكل..

الإنتخاب بطريقة صحيحة

التنمية السياسية:

أولا يجب تطبيق مبدأ فصل السلطات لكي نتمكن من المساءلة و المحاسبة و لكي نكون في دولة ديمقراطية فعلا إن أردنا ذلك…وللأسف،لا تلعب السلطات اليوم الدور المطلوب منها…

ثانيا،تخفيف الهدر الموجود في مختلف قطاعات الدولة من موظف الفئة خامسة الى موظف الفئة الأولى وما يفيد هو تطبيق سياسة مراقبة فعالة وإحداث المكننة في دوائر الدولة ورفع الغطاء السياسي عن الجميع وتطبيق اللامركزية الإدارية و تفعيل ديوان المحاسبة و التفتيش المركزي لمراقبة ومحاسبة السارقين بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى…

و يجب إختيار الشخص المناسب في المكان المناسب عبر الفحوصات التي تجري في مجلس الخدمة المدنية و ذلك لكي نحصل على إنتاجية أكير.

و لبنان يجب أن يكون دولة محايدة في السياسة الخارجية لأنه لا يمكن أن يكون دولة تابعة أو منعزلة. فذلك يولد الإستقرار والإستقرار يولد الإزدهار الإقتصادي وهذا ما نحتاج إليه.

و لكي نبدأ بحياة سياسية بناءة و قادرة على التغيير يجب تطبيق قانون إنتخاب المحافظة مع النسبية فهو الأمثل لأنه يساعد على إزالة الأرستقراطية السياسية جزئيا ويمثل المواطن تمثيلا أفضل ويساعد على تخفيف التشنج الطائفي ويؤدي الى نوع من اللحمة بين اللبنانيين، ويتيح دخول وجوه جديدة ومثقفة الي البرلمان اللبناني.

و أيضاً للشباب دور في ترشيح النظم والقيم الملائمة لحماية الوطن. يظهر إلتزام الشباب بقضايا الوطن من خلال مشاركات الشباب في الحياة السياسية عبرالمشاركة بالإنتخابات و ذلك يعزز الديمقراطية….

واخيرا إنني مع العدالة دائما ومحاكمة من يرتكب جرما في هذا الوطن لمنع اي جرم مستقبلي ان يحصل. .

إهدن لبنان

التنمية البيئية :

أ- إن المياه مستقبلا سوف تكون بترول العالم..ويحق لبلد كلبنان غني بالمياه أن توضع له سياسة تنموية مائية… كإتباع سياسة بناء السدود و تصريف المياه بشكل موضوعي لكي يتمكن المواطن من الإستفادة منها .

ج- البيئه رأس مال السياحه المستدام فوطننا لبنان يتميز بخضرته و جباله و بحره و بالمحافظه على هذه المميزات الربانيه للبنان نزيد الدخل الوطني للسياحة …

و علينا عدم إتباع سياسة التصحر فدول الصحراء تتبع إستراتجية التشجير فالمطلوب أن نحافظ على هذه الطبيعه للحد من الجرائم البيئيه بعدم إعطاء تراخيص للكسارات و الإهتمام بهذه الثروة الطبيعية.

و لا نريد إضافة ميزة جديدة ولكنها سيئه على طبيعتنا وهي جبال النفايات بل علينا التخلص من هذه الكارثة، بأن تتبع الدولة خطة لإعادة تأهيل النفايات بتدوير الورق والمعادن و الزجاج و معالجته بالطمر الصحي او الحريق الشديد لتوليد الطاقة.

على شاطئ البحر المتوسط وطن لنا يستحق أن يكون من خيرة الأوطان، و لبنائه نحتاج الى تضافر قدرات جميع أبنائه، و حيث يشكل الشباب الطاقة البشرية الإنسانية لتحقيق تنمية بشرية مستدامة، فالتنمية هي العملية التي تحقق النموّ أو الزيادة في أحد القطاعات الإقتصادية.

و أخيرا ، إنني أرى أن المواطن اللبناني من خلال إنماء مناطقه و وطنه يتنامى داخله حس الإنتماء إلى الوطن أولا  و ليس إلى طائفة أو مذهب أو حزب أو تيار..

من هنا أرى أن نرفع شعار “الانماء يولد النتماء” ليبقى  لبنان وطنا لكل ابنائه…

عشتم ودمتم وعاش ودام لبنان