مقالات

نشابة ضمن “برنامج بعد الأخبار” : يجب تفعيل المؤسسات الرقابية و تطبيق مبدأ فصل السلطات لمحاربة الفقر و الحرمان و الفساد في لبنان

أوجز الناشط الإجتماعي و السياسي شادي نشابة الوضع الحالي الذي يمر به لبنان في مقاربة موضوعية على شاشة تلفزيون الـ MTV ضمن برنامج “بعد الأخبار” مع الإعلامي أنطوان سعد، حيث شدد نشابة على أهمية الحوار بين جميع الأفرقاء خاصة في هذه الفترة التي يشهد فيها العالم العربي  ثورات على ضد  الفساد و الظلم بكل أنواعه، وضد الحكام.

و أكد على ضرورة إيلاء الشأن الإقتصادي المزيد من العناية والاهتمام، مشدداً على ضرورة  الإنفتاح على المناطق النائية و المحرومة  في لبنان كالشمال و البقاع. و حذر من ثورة الفقراء الذين يبلغ  عددهم أكثر من ثلث الشعب اللبناني، و من التمادي في التهميش للمناطق و المحرومة. كما  ركز على أهمية دور الأجهزة الرقابية و تفعيلها.

وتطرق نشابة إلى موضوع اللامركزية الإدارية و ضرورة انجاز  قانون إنتخابات عصري يراعي النسبة و الأحجام و الأفراد في المجتمع، الامر الذي يساعد  على المزيد من المشاركة في القرارات، لاسيما الإنمائي منها، فالإنماء يولد الإنتماء،

وختم نشابة مشيراً الى أهمية إعطاء دور أكبر للمثقفين و المتعلمين و الأكادميين، و تحفيزهم على رفد البلاد بالطاقات الخلاقة والمبدعة ،و إيجاد مساحة للطبقة الوسطى و السعي إلى عدم إضمحلالها لأنها  ركيزة  أساية في بناء أي وطن.

http://www.youtube.com/watch?v=cJe7cjy6aPg لمشاهدة مقتطفات عن الحلقة

http://mtv.com.lb/Baed_Al_Akhbar/Chady%20Nachabe?type=1&filter=0  لمشاهدة الحلقة كاملة

المؤسسات المانحة بين الفساد في داخلها و تمويل المجتمع المدني

إن العمل الإجتماعي هو عبارة عن جمع الطاقات العاملة الفردية و الجماعية و الذي يجب أن يعتمد على النظرة الوظيفية   المهنية في المؤسسة أو المؤسسات أي أن يكون الجميع قيادات و هيئات في خدمة الفكرة أو المشروع و ليس في خدمة الشخص أو الفرد، إلا أن مجتمعاتنا لم تتعود حتى الآن العمل بروح فريق، و لا تزال العقلية العشائرية و الإعتماد على الفرد هي السمة الغالبة في بلاد العالم الثالث و من ضمنها لبنان. و لقد إزدهرت هذه العقلية خلال فترة الإقتتال الأهلي و لم تبقى فقط في الأرياف بل غزت المدينة حيث ترسخت علاقات الإنتماء و الولاء على حساب البنى المؤسسية الوظيفية.

و هذا المنهج بدل من أن تصلحه المؤسسات المانحة فدخلته و عززته و أصبح الفساد ينخرها أيضا. فبعض المنظمات الدولية و المؤسسات المانحة التي تنفذ برامجها مباشرة ، لا يروق لها وجود شبكات قوية للهيئات الأهلية تراقب و تحاسب. لذلك نرى البعض منها يعمل مثل عدد من المسؤولين في الحكومة في إشاعة أجواء التشكيك حول دور الهيئات الأهلية و عن غياب التنسيق بينها و بالتالي إضعاف دورها.

  • إستمرار العديد من الهيئات المانحة في التعاطي بذهنية “المشروع و المساعدة”  الموروثة عن الإستعمار بدل التعاطي بروح المشاركة أي أن نتشارك فيما بيننا كل حسب إمكاناته و توجهاته من أجل توفير التنمية و السلام و العدالة الإجتماعية.
  • إتخاذ القرارت السريعة في البلاد المانحة بالتوجه في مساعدة الشبكات و ليس الجمعيات ، مما يدفع الهيئات الأهلية المحلية الإسراع في إنشاء الشبكات غير المبنية على قواعد صلبة من أجل الحصول على المساعدات ، و هذا يؤكد مرة جديدة إستمرار التبعية و الإلتحاق الجنوب بالشمال.
  • تخصيص الجزء الأكبر من المساعدات على إنجاز الدراسات و إقامة المؤتمرات و برامج التدريب و التأهيل و ليس العمل على تقوية القدرات الذاتية لكل جمعية و للشبكات القائمة في سبيل بناء مجتمع مدني ديمقراطي و تعزيز برامج التنمية الذاتية.

و للأسف إن أغلبية المؤسسات المانحة في لبنان دخلت هذه اللعبة و نخرها الفساد و أصبح عمل هذه المؤسسات ، لكسب ربح فردي أو دخول بيت المحسوبيات. فعلى سبيل المثال إحدى المؤسسات المانحة أعطت مبلغا من المال لإحدى المؤسسات التابعة لفريق سياسي و ذلك بسبب الضغط السياسي الذي مارسه هذا الفريق عليها و ليس بسبب كفاءته، و على صعيد آخر مؤسسة مانحة أخرى تمول بعض الجمعيات الفاسدة و ذلك لتقسيم الأموال بين رؤساء الجمعية و موظفي المؤسسة.

أنا بصراحة كنت أنتظر أن تأتي هكذا مؤسسات لنشر ثقافة الشفافية و تعزيز الإنتماء للوطن و محاربة الفساد و لكن للأسف ما نشاهده العكس ، لأن هذه المؤسسات نخرها الفساد الداخلي و أصبحت تبني منحها على هوى الفاسدين.

ما نطلبه من هذه المؤسسات أن تعمل على إصلاح الجمعيات و وضع برامج ممنهجة، لأننا أولا نحن بحاجة إلى إعادة ترميم وضع الجمعيات في الداخل، و من بعدها تبني مشاريعها على أساس الحاجة و أن يأتي التمويل للجهات الكفوءة و ليس للجهات المدعومة و محاسبة و مراقبة موظفيها لكي لا يدخل العام بالخاص.

أخيرا ، بالطبع نشكر كل من يريد أن يساعد لبنان و أن ينميه و يعمل على خلق فرص العمل و لكن ما نبتغيه أن يحصل ذلك بطريقة صحيحة و فعالة و ذلك لغيرتنا على وطننا و على الأموال المهدورة فيه.

فالمؤسسات المانحة في لبنان  يوما بعد يوم تزيد من ميزانيتها و تدخل بيوت الناس و أحياءهم و خاصة المجتمعات الفقيرة. ونحن فعلا بحاجة إلى هذه المساعدات و إلى تنمية مناطقنا المهمشة و إلى تنمية قدرات شاباتنا و شباننا ، و تحديث و تفعيل صناعاتنا .

و لكن هذا الدعم نتمناه أن يحدث بشكل شفاف و مميز ، لأننا في الوقت عينه نريد تنمية قدرات جميع الفئات و لا نريد المحسوبيات و الضغوط سياسية في خانة الإنماء و الدعم.

تسريع عملية التنقيب على النفط واجب وطني

نسمع اليوم كثيرا عن موضوع التنقيب عن النفط. و ذلك الموضوع يهمنا جميعا، لأننا اليوم بأشد الحاجة لهذه الثروة الطبيعية التي ممكن أن تلعب دورا في خفض العجز اللبناني الذي يصل إلى حوالي ستون مليار دولار.

فتؤكد شركة «بي. جي. اس.»، التي تولت عملية التنقيب عن النفط في لبنان، وجود ملايين الإشارات «النفطية» في المياه الإقليمية، ما يرفع نسبة احتمال وجود الكميات التجارية إلى 50 في المئة، وربما كان لبنان يمتلك مخزونات تصل إلى 8 مليارات برميل.




عدا مسألة النفط التي لو حُلّت منذ اليوم الأوّل لكانت وفرت على اللبنانييّن عناﺀ “” استعطاﺀ النفط من هنا وهنا والغشّ والتهريب، فتشير بعض المعلومات الخاصّة الـــى “وجــــود كــمــيّــات كــبــيــرة من الغاز الطبيعي في البحر اللبناني، قد تناهز قيمته 5 مليارات دولار سنوياً. وتكفي هذه الكميّة لـ 20 سنة، بمعنى أنها توفر نحو 100 مليار دولار على مدى 20 سنة قبل أن تنضب”.

مجموعة أدلّة حسيّة تتراصف في هذا الإطــار: فالواقع الجغرافي يشير الى أنه على الحدود البحرية بين لبنان وسورية، وعلى بعد يتراوح 800 متر لجهة البحر السوري، هناك بقعة غاز كبيرة تمتدّ على مسافاتٍ، وهــو الأمــر الــذي يعني حكمً ا من الناحية الجيولوجية والطبوغرافية أنّ هناك غــازً ا في لبنان. ناهيك عن وجود بقعة غاز أخرى على بعد 1700 متر عند الــحــدود اللبنانية الــفــلــســطــيــنــيــة لــجــهــة الـــداخـــل.

فهذا الرقم مشجع جدا و هذا واجب  وطني علينا أن نسرع في عملية التنقيب عن النفط و إستخراجه … فلماذا اليوم يبطؤون و يهملون هذه الثروة النفطية ؟

حسب وجهة نظري لأنهم لم يتقاسموا بعد مغانم هذه الثروة و هذا من أشد أوجه الفساد الذي نعاني منه …. فيا شباب لبنان و يا مجتمع المدني و يا جميع المواطنين هذه الثروة ثروة الوطن  و ليست ثروتهم هذه الثروة ثروتنا حميعا و عندما ينهار إقتصادنا و نقع في المأزق الكبير سوف نعلم ماذا يحدث علينا أن نقف جميعا بوجه هذه المؤامرة و نطلب من جميع الذين يؤخرون التنقيب لأجل المحاصصة و نقول لهم أن زمن المحاصصة و السرقة يجب أن ينتهي لأنه لم يعد الشعب اللبناني يتحمل فسادكم .



أخيرا، يجب على جميع الموجودين اليوم في السلطة أن يسرعوا في عملية التنقيب عن النفط لأن هذا واجب وطني ، فالعدو الإسرائيلي بدأ بالتنقيب و ممكن أن يبدأ بسرقة ثروتنا ، فعلينا الإسراع و البدء بالتنقيب و ذلك للحفاظ على ثروتنا و لإحداث إزدهار إقتصادي في وطننا الحبيب لبنان و بالتالي محاربة الفقر و الحرمان.

المسؤول عن إرتفاع أسعار النفط في لبنان

إن النفط في لبنان يعتبر ركيزة أساسية في حياة المواطن، و إرتفاع سعر النفط يلعب دورا جزريا في رفع مختلف أسعار المواد الأولية مما يولد الأذى و الضرر و الحرمان على الطبقتي الوسطى و الفقيرة، فلتفكر الدولة أولا بهاتين الطبقتين اللذان هما عصب الإقتصاد في لبنان و ينتمي أغلبية المواطنين إلى هاتين الطبقتين، الدولة واجبها تأمين و إهتمام مصالح هاتين الطبقتين، و عدم إعلان عليهم الحرب من خلال إستفاقة للمواطن اللبناني اليوم ليجد صفيحة البنزين تسجل أعلى مستوياتها منذ سنتين تقريباً، لا بل يقترب سعرها من تحطيم رقمه القياسي المسجل في 17 تموز 2008، عند 33200 ليرة لصفيحة الـ95 أوكتاناً

600 ليرة يتوقع أن تضاف إلى سعر صفيحة البنزين على جدول تركيب الأسعار الذي يصدره وزير الطاقة والمياه جبران باسيل صباح اليوم، لتصبح صفيحة الـ98 أوكتاناً بـ33700 ليرة وصفيحة الـ95 أوكتاناً بـ33100 ليرة. أما صفيحة المازوت فسترتفع 400 ليرة ليصبح سعرها بـ20800 ليرة.

إرتفاعا شهدنا له من قبل

لم يعد الحديث مجدياً عن أسباب ارتفاع أسعار البنزين فوق المستويات التي وصلت إليها قبل الأزمة المالية، على الرغم من أن برميل النفط ما زال سعره في الأسواق العالمية أقل بنسبة 44 في المئة عما كان عليه في منتصف تموز 2008، قرب 147 دولاراً. فقد قررت الحكومة في كانون الثاني 2009 تثبيت الرسوم على صفيحة البنزين عند 9500 ليرة، يضاف إليها الضريبة على القيمة المضافة، بحجة ارتفاع النفقات في الموازنة أيام وزير المال محمد شطح، لا سيما أن مجلس النواب اقر سابقاً تصحيح رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص بسبب غلاء المعيشة. ووصل حجم هذه الرسوم نهاية 2009، إلى ألف مليار ليرة دون احتساب الضريبة على القيمة المضافة

واستناداً إلى أوساط مطلعة في السوق النفطية، لم تعد مسألة استيراد بنزين دون الـ95 أوكتاناً واردة، على الرغم من أن أصحاب السيارات القديمة قد يستفيدون من فارق في الأسعار يصل إلى 2000 أو 3000 ليرة، مع احتساب التناقص في الضريبة على القيمة المضافة.

ألا يعنيكم الفقراء و مأساتهم

اليوم، تعود وزارة المال إلى النغمة ذاتها حول زيادة النفقات في مشروع الموازنة، حيث تبارز وزراء حكومة الوحدة الوطنية في عرض مطالبهم والشغور في ملاك وزاراتهم. بالتالي، تفكّر وزيرة المال ريا الحسن بزيادة الضرائب لتغطية هذه النفقات المستجدة في مشروع موازنتها الذي لم يبصر النور حتى الآن، علماً أن البلد دخل عامه الخامس دون موازنة عامة.

فلا يجوز رفع الضرائب على مواد كالنفط لرفع خزينة الدولة فلنبدع بضرائب على من هم يملكون رؤوس أموال كبيرة و ذلك عبر بعض الضرائب على الموارد التي تعد تكميلية و ليست أساسية.

وجوده الشكلي للبرلمان في لبنان

لقد اعتاد المواطنون على سماع اعتراضات النواب على السياسات المالية خلال مناقشة الموازنة العامة في مجلس النواب. ولكنهم يعرفون أيضاً أنه في حال إقرار الحكومة لمشروع الموازنة، سيكون تصديقه في البرلمان مجرد شكليات، خصوصاً أن جميع الكتل النيابية الرئيسية متمثلة في مجلس الوزراء.

واجب الدولة تأمين مصلحة المواطن أولا

و هذه هي علة الديمقراطية التوافقية الموجودة في لبنان ، لا نريد توافقية على حساب مصلحة المواطن بل نريد توافق على بناء دولة المؤسسات و بناء دولة شفافة و عادلة و تؤمن مصلحة المواطن و الدولة أولا.

مأساة الخصخصة في لبنان

إستهداف المواطن في الخصخصة

تستحوذ عبارة الخصخصة أو التخصيص أو الخوصصة على اهتمام معظم دول العالم سواء كانت متقدمة أو نامية وهي جميعها تسميات لمصطلح اقتصادي بالغة الإنكليزية أو الفرنسية لكلمة privatisation.

لا يوجد مفهوم دولي متفق عليه لكلمة الخصخصة، حيث يتفاوت مفهوم هذه الكلمة من مكان إلى اخر ومن دولة إلى أخرى.ولكن لو اردنا تعريف هذه الظاهرة التي أصبحت موضوعا رئيسيا يتم استخدامه في معظم الدول، فانها فلسفة اقتصادية حديثة ذات استراتيجية، لتحويل عدد كبير من القطاعات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية التي لا ترتبط بالسياسة العليا للدولة، من القاع العام إلى القطاع الخاص. فالدولة، في المفهوم الاقتصادي الحديث، يجب ان تهتم بالامور الكبيرة كالامور السياسية والادارية والأمنية والاجتماعية التي ترتبط بسياستها العليا, اما سائر الامور الأخرى فيمكن تامينها من قبل القطاع الخاص وذلك في اطار القوانين والأنظمة الت تضعها الدولة وتنظم من خلالها عمل هذا القطاع.

كان حجم القطاع العام  في لبنان ، عشية اندلاع الحرب في لبنان محدوداً ، اذْ لم تتجاوز حصته من الناتج المحلي الاجمالي الـ 15 في المئة ، ولم تشكل الاستثمارات العامة ، كمتوسط سنوي ، خلال الفترة الممتدة من العام 1964 لغاية 1970 اكثر من 18 في المئة من مجموع الاستمثارات.

تكوّنت بنية القطاع العام بصورة اجمالية من مرافق خدمية آلت ادارتها الى الدولة لاسباب عدة اهمها انتهاء عقود الامتياز التي كان امر ادارتها وتشغيلها في عهدة شركات خاصة اجنبية .

تضررت مرافق القطاع العام في أثناء الحرب وتدهور بالتالي اداؤها الامر الذي استوجب ، بعد دخول البلاد مرحلة السلم الاهلي ، اعادة تأهيلها كي تستانف تقديم خدماتها.

في هذا الاطار تم طرح مسألة الخصخصة ، اي في سياق البحث في سبل اعادة بناء هذه المرافق وهيكلتها من ناحية التمويل ، بعدما خاب الامل المعقود على تدفق مساعدات خارجية ، ومن ناحية الاصلاح الاداري حيث الخيبات مزمنة بسبب الاعتبارات الطائفية والفساد السياسي المتجذر .

لعل اول طرح رسمي لمسألة الخصخصة كان في قــرار مجلس الوزراء ( حكومة الرئيس عمر كرامي ) بتاريخ 11/3/1992 القاضي بتكليف لجنة خبراء وضع ” تصور عام لخطة عمل اقتصادية مالية لمعالجة الضغوطات التي يتعرض لها الاقتصاد الوطني وتقديم مقترحات لتحقيق الاستقرار التدريجي وتدعيم النهوض الاقتصادي ” . وقد دعا تقرير اللجنة الى ” ضرورة تخصيص ( خصخصة ) بعض الأنشطة العائدة لقطاع الدولة مثل خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية وجمع النفايات وغيرها من الانشطة العامة “. وقد بررت اللجنة اللجؤ الى الخصخصة بعدم توفر الشروط المؤاتية لاجراء اصلاح اداري  حقيقي من جهة ، ومن جهة اخرى لتشجيع اجتذاب مدخرات اللبنانيين في الداخل والخارج ، الامر الذي يشكّل اداة تسريع لقيام سوق مالية نشطة .

في العام 1992 اوصى خبراء البنك الدولي ” حيال اهتراء الوضع الاداري العام للحكومة وفي المؤسسات العامة “ومحدودية قدرة القطاع العام على التمويل ، ان يتولى القطاع الخاص تشغيل بعض المشاريع التي يتم تأهيلها وصيانتها ، وان يلعب دوراً رئيساً في تطوير البنى التحتية في المرحلة الاولى من خطة اعادة الاعمار . كما اوصى الخبراء ، لاسباب تتعلق بالفعالية والتمويل ، بتخلي الدولة عن عدد من المصالح في القطاع العام ، بينها قطاع الاتصالات وقطاع الطاقة ، وايلاء امر تطويرها بصورة كاملة للقطاع الخاص .

وفي تقرير لاحق لخبراء من البنك الدولي جرى وضعه في العام 1995 أضيف ، في معرض تبرير اللجوء الى الخصخصة ، الى مسّوغَي التمويل وتعذر الاصلاح الاداري ، مسوّغات اخرى : زيادة الفعالية المرتجاة من اداء المرافق العامة ، وتفرّغ الحكومة لقضايا وأنشطة لا يستطيع القطاع الخاص القيام بها ، وتوسيع فرص الاستثمار لموارد القطاع الخاص .

ان للخصخصة شروطا يقتضي توفرها لضمان نجاحها . أبرز  هذه الشروط السوق التنافسية الحرة ، والسوق المالية والمتطورة ، المؤهلات الادارية العالية . اذا كانت هذه الشروط غير متوفرة فانه يقتضي توفيرها من خلال خطة الاصلاح المالي وما تنطوي عليه من برامج تصحيحات هيكلية في المدى القصير تهدف الى اعادة التوازن الى ميزان المدفوعات ، وخفض الانفاق العام ، وتهدف على المدى الطويل الى تطوير العرض الداخلي للخدمات والسلع ، وتحسين اداء جهاز الانتاج ، والحد من هدر المواد المتاحة ، ودعم القدرة التنافسية للانتاج .

فالخصخصة ممكن أن تلعب دورا إيجابيا و لكن إن أردنا أن تكون كذلك من خلال وضع المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة. و للأسف هذا غير موجود في لبنان مما يؤدي إلى هدر أموال الشعب اللبناني و إلى إحتكار القطاعات المخصخصة.

الأسعار المرتفعة للإتصالات و الجودة السيئة

إن أردنا أن ننظر اليوم إلى موارد الدولة اللبنانية التي تخصخصة مثل : لم النفايات و قطاع الإتصالات الخلوي فتعتبر غير مبنية على أساس المصلحة العامة فلبنان كلفة المخابرة فيه عالية جدا و لا يوجد فيه سوقا تنافسيا بل نحن في زمن إحتكار لهذا القطاع مما يؤشر إلى وجود محاصصة و تقاسم الأرباح فيما بين الساسة.

و إن نظل سائرون في هذا النهج أعتبر منذ اليوم أن إقتصادنا سوف يدمر أكثر و أكثر و أن مستقبليا سوف تخصخص قطاعات عدة و في نفس المنطق و التصرف أي المحاصصة و الإحتكار.

الفساد العارم داخل القطاع العام و الإتفاقات المبرمجة على أساس مصالح شخصية

ما يجب أن نفعله هو وضع هيئة ناظمة للخصخصة مهمتها إختيار المناقصة الأفضل و إبرام العقود التي تصب في مصلحة الدولة اللبنانية و من بعد ذلك متابعة تنفيذ هذه العقود، مما يؤدي إلى تنافس أكبر فيما بين الشركات و إلى تأمين خدمة أفضل بالسعر الأرخص. فهذا أمر ضروري في حال أردنا تبني الخصخصة.

و ممكن إنشاء شركات مساهمة ، يتمكن المواطن اللبناني من شراء أسهم فيها و يكون دور هذه الشركة أن تتنافس مع الشركات المسموح لها بخصخصة أي قطاع و ذلك لتمكين المواطن اللبناني أيضا الإستفادة من الأرباح التي ستجنيها الشركات . و ذلك يدفع إلى التنافس بين الشركات و القضاء على الإحتكار الحاصل و تمكين المواطن اللبناني من الإستفادة من الأرباح الناتجة عن الخصخصة، مما يحفزه في متابعة الملفات في القطاع العام و ذلك يؤدي إلى إردياد الشفافية في الدولة.

الخصخصة ممكن أن تكون مورد ناتج للدولة و للمواطن سوية إن أردنا أن يكون كذلك.

المراجع:

عصام نعمان

البنك الدولي

الهيئة العليا للخصخصة

مافيا النفط في لبنان

مافيات النفط في لبنان

إن وطننا  لبنان يعيش حالة من الفساد العارمة و حالة من المحاصصة بين بعض الطبقات السياسية الفاسدة التي تهتم فقط بمصالحها الذاتية و الآنية و لا يعنيها المواطن.

النفط في لبنان يعد ثاني أهم قطاع بعد القطاع المصرفي، و بالنسبة إلي هو أهم قطاع لأنهم يلعب دورا أساسيا في غلاء المعيشة في لبنان، هل تريدون القضاء على المواطن الفقير في لبنان، هل نحن فعلا نهتم بمعيشة المواطن؟

إنه لا يوجد لديكم أي حس من الإنسانية و أي حس بالإنتماء إلى الهوية اللبنانية ، و لكن إلى متى لن يطول هذا الواقع لأنه لن يصح إلا الصحيح في النهاية.

أرباح النفط بطريقة غير مشروعة

فالأرباح الصافية، المعلنة وغير المعلنة، المتأتّية من تجارة البنزين في لبنان، لا تقلّ عن 250 مليون دولار سنوياً…هذا الرقم الخيالي ـ وطريقة توزيعه سياسياً ـ هو الذي يجعل من شركات استيراد البنزين، «اللوبي» الأقوى، بعد المصارف، والأكثر نفوذاً داخل الطبقة السياسية وسلطاتها المختلفة.


تصعب معرفة القيمة الحقيقية الصافية للأرباح التي تجنيها شركات استيراد وتوزيع وبيع البنزين في لبنان، نظراً للتزوير الفاضح في إعلان أسعار المنشأ وتركيب أكلاف الاستيراد…إلا أن الثابت هو أن المستهلكين اللبنانيين يدفعون سنوياً أكثر من 1,4 مليار دولار لتعبئة خزانات سياراتهم بالوقود، وهذه الكلفة تعدّ «منفوخة كثيراً» مقارنةً بالدول الأخرى، وقياساً الى حجم الاستهلاك المحلي الذي بلغ في العام الماضي حوالى 1,2 مليون طن…ما يشير الى أن هامش أرباح الشركات واسع جداً.


وتشرح مصادر معنية بالسوق أن ثمن البضاعة (مع أكلافها المختلفة) المستوردة الى لبنان في العام الماضي لم يتجاوز 850 مليون دولار، وقد حققت الخزينة العامة عائدات من الرسوم المفروضة على المواد الملتهبة (بنزين وكاز وغير ذلك) بلغت حوالى 230 مليار ليرة، أي ما يعادل 153 مليون دولار، فضلاً عن عائدات الضريبة على القيمة المضافة التي بلغت حوالى 100 مليون دولار، أي إن الدولة حققت عائدات من البنزين لا تتجاوز قيمتها 253 مليون دولار، وتتقاضى المحطات عمولة على كل صفيحة بنزين قيمتها 1600 ليرة، أي إن حصة المحطات من إجمالي الفاتورة بلغت حوالى 84 مليون دولار، وبلغت حصة شركات التوزيع وأجرة النقل حوالى 26 مليون دولار.
ماذا تعني هذه الأرقام؟


أولاً ـــــ أن الحصة المباشرة والواضحة العائدة إلى شركات استيراد البنزين تبلغ حوالى 187 مليون دولار سنوياً.
ثانيا ـــــ أن شركات الاستيراد تمتلك او تدير أكثر من 80 في المئة من محطات البيع بالتجزئة وشركات التوزيع، أي إن أرباح هذين الطرفين في السوق تعود بالدرجة الأولى الى الشركات نفسها…وتقدّر المصادر حجمها بحوالى 55 مليون دولار على الأقل سنوياً.
ثالثاً ـــــ أن ثمن البضاعة المستوردة «ملغوم» بأكلاف اصطناعية وأسعار غير حقيقية، وتقدّر المصادر نسبة الأرباح غير المباشرة أو غير المصرح عنها بحوالى 8 في المئة من الثمن المعلن، أي حوالى 68 مليون دولار سنوياً.
انطلاقاً من هذه التقديرات والحسابات، تقول المصادر، إن شركات البنزين تدرّ أرباحا على أصحابها وداعميها بما لا يقل عن 250 مليون دولار سنوياً على أدنى تقدير، وبعد تنزيل كل ما يمكن أن يُوضع في إطار التوظيفات والأكلاف والضرائب المترتبة على هذه الشركات…ولذلك تعدّ تجارة البنزين في لبنان الأكثر ربحية بعد قطاع الاتصالات، وهي تأتي في المرتبة الثالثة من حيث القيمة بعد الاتصالات والمصارف.

إحتكار إستيراد النفط

ولا تكمن أهمية أرباح البنزين في قيمتها فقط، بل تتجاوز ذلك الى آلية توزيعها، والدائرة الضيقة للمنتفعين منها…فالكلام عن وجود «كارتيل نفطي» في لبنان، ليس كلاماً في الهواء، بل هو يستند الى وقائع باتت معروفة للبنانيين لكثرة الحديث عنها.
فالقطاع النفطي في لبنان يمثّل النموذج الأبرز للطبيعة الاحتكارية السائدة في السوق اللبنانية، وتكشف دراسة أُعدّت لمصلحة وزارة الاقتصاد منذ سنتين تقريباً عن أن درجة التركّز (وهو الاسم الفني للاحتكار) في السوق النفطية في لبنان تصل الى 90 في المئة، أي إن هناك ثلاث شركات فقط تسيطر على 90 في المئة من السوق.
في الواقع، يمكن توضيح هذه الطبيعة الاحتكارية من خلال آلية عمل «الكارتيل» النفطي نفسه، وهي آلية مثيرة جداً وتعتمد أساليب لا تجيزها القوانين المرعية الإجراء، لكن يتمّ التغاضي عنها من جانب السلطات والمنتفعين فيها.
يضم «الكارتيل» النفطي 11 شركة، وهي موزعة على ثلاث مجموعات عمل تتقاسم السوق وفقاً لترتيبات واتفاقات جانبية محددة:
1
ـــــ المجموعة الأولى، وهي الأقوى، وتسيطر على 50 في المئة من السوق، وتضم 7 شركات، هي: هيبكو (البساتنة)، كورال (شل وهي شركة سعودية 100 %)، ميدكو (مارون شماس)، يونيترمنلز (فيها شركاء كويتيون بنسبة 51 %)، عيسى بتروليوم (ميشال عيسى)، يونايتد (جوزف طايع وهو انفصل عن شركة عيسى بتروليوم لنزاعات تتصل بتركة القوات اللبنانية بعد وضع قائدها سمير جعجع في السجن)، وشركة يمين…هذه المجموعة تستورد بمعدل باخرتي بنزين شهرياً، وأصحاب شركاتها على علاقات سياسية وطيدة بآل الحريري والقوات اللبنانية وآل فرنجية.
2
ـــــ المجموعة الثانية، وهي تسيطر على 25 في المئة من السوق، وتضم شركتين، هما: توتال (فرنسية)، وموبيل (وهي شركة سعودية اشترت شركة وردية التي كانت مملوكة من آل الأحدب قبل أن يتملّكها وليد جنبلاط والمرحوم جميل سعيد الذي كان مقرّباً من نبيه بري وعلي غندور القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين خسروها لمصلحة بنك بيروت والرياض الذي قام ببيعها الى المستثمر السعودي عبد الله بخش)

.
3
ـــــ المجموعة الثالثة، وهي تسيطر أيضاً على 25 في المئة من السوق، وتضم شركتين، هما: ليفانت (يوسف طعمة وبهيج أبو حمزة المقربان من وليد جنبلاط) والشركة العربية (عبد الرزاق الحجة المقرب من فؤاد السنيورة والوزير محمد الصفدي).


تعمل كل مجموعة من المجموعات الثلاث وفق آلية خاصة بها، إلا أن بعضها يرتبط مع بعض بقنوات اتصال وتنسيق يشرف عليها مدير شركة كوجيكو بهيج أبو حمزة، وهي شركة كانت تدير مرفأ الجية وتساهم في تمويل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي…

تقاسم المغانم

وعلى الرغم من أنها لم تعد موجودة في الواقع إلا أن أبو حمزة تولّى باسمها التأسيس للإطار التنظيمي لـ«الكارتيل» المذكور تحت اسم جمعية «تجمّع الشركات المستوردة للنفط في لبنان» التي حازت بيان علم وخبر من وزارة الداخلية رقم 51/د بتاريخ 2 آذار 2007، وقد ضمّت في هيئتها التأسيسية ممثلين عن شركات «كوجيكو»، «مدكو»، «وردية»، «توتال»، «يمين»، «يونيترمنلز»، «هيبكو»، «كورال»، «فالكون» «يونايتد»، «الشركة العربية»، «عيسى»، «غاز الشرق»، «صيداكو» .

فمن خلال هذا التقاسم رأينا كيف مافيات النفط تعمل و غلاء النفط في لبنان يأتي لمصلحة الشركات المملوكة إما من سياسيين إما يوجد فيها أسهم لهم فيها فويل لأمة هادرة فاسدة ، ألا يعني لكم المواطن الذي لا يتمكن من تأمين ربطة الخبز بفضلكم، ألا يعنيكم الفقراء الذين يتشردون بفعل غلاء النفط و بالتالي غلاء المعيشة.

نريد إسترداد أموال المواطنين

فلا تتبوؤن بالقول أنكم تريدون تحقيق دولة المؤسسات و بأنكم تهتمون بمصلحة المواطن فابدؤوا بأنفسكم أولا و لا تحرضون الشعب اللبناني على بعضهم البعض لتلهونهم ببعضهم و أنتم تتقاسمون المغانم ، فيا أيها المواطن فكر قبل أن تتصرف و إنهض لكي تنجلي الحقيقة التي يخبؤونها عليكم .

فإنني أطالب بكشف حقيقة هذه المافيات و بإجراء تحقيق شفاف لكي نبدأ فعلا بتحقيق مصلحة المواطن و تحقيق رفاهية الإنسان في لبنان.

كفى شعارات إنكم تسرقون أموال المواطنين في لبنان