مقالات

شدد نشابة خلال النشاط :على “دور الجمعيات المحلية في إيجاد بيئة حاضنة للاجئين السوريين وخالية من النزاع”، متطرقا إلى “التحديات التي تواجه العمل في هذا الملف وأبرزها الواقع الاقتصادي الاجتماعي المتردي للبنانيين في هذه المناطق وحاجتهم إلى المساعدة كاللاجئين السوريين”

نظمت “جمعية يوتوبيا”، برنامجاً للخدمة المجتمعية في منطقة باب التبانة في طرابلس، ضم متطوعين لبنانيين وسوريين، بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين والمجلس الدانماركي للاجئين.

وامتدت أعمال البرنامج أسبوعاً كاملاً، قام خلاله متطوعو الجمعية بنشاطات مختلفة، تضمنت ورشة أعمال صيانة الصحية، دهان للأبنية، بناء حوض للزراعة وتجميل المنطقة ورسم على الحائط.
ويهدف البرنامج إلى “التخفيف من وطأة النزاع اللبناني – السوري وإيجاد مساحات مشتركة بين الطرفين، كما يسعى إلى تحفيز الشباب في مناطق النزاع، على المساهمة في الإعمار وليس الدمار.


وفي ختام أعمال البرنامج، شدد رئيس الجمعية شادي نشابة على “دور الجمعيات المحلية في إيجاد بيئة حاضنة للاجئين السوريين وخالية من النزاع”، متطرقا إلى “التحديات التي تواجه العمل في هذا الملف وأبرزها الواقع الاقتصادي الاجتماعي المتردي للبنانيين في هذه المناطق وحاجتهم إلى المساعدة كاللاجئين السوريين”.


وشدد على “ضرورة مراعاة المعايير الدولية في إدارة عمليات اللجوء، حيث يتم الأخذ في الاعتبار حاجات المجتمعات المحلية المستضيفة للاجئين، سعياً إلى تقليص النزاعات التي يمكن أن تنتج”، شاكراً المفوضية العليا للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين على مبادرتهم، وداعياً إلى “المزيد من التعاون في المستقبل”.

الصرف الصحي: من يتحمل المسؤولية

تشير الإحصاءات أن سبعة و ستون في المئة فقط من مساكن لبنان  متصلة بالمجاري الصحية العامة . و هذه الأزمة يجب أن تؤخذ بمحمل الجد لأنها ترتبط بعدة أمور: صحية ، إقتصادية ، إجتماعية و بيئية.

فعلى الصعيد الصحي تؤثر على نوعية المياه التي نشربها و هي تؤثر على صحة أجيالنا و للأسف المياه التي نشربها لا تتمتع برقابة جيدة ومعظمها ملوث. أليس صحة المواطن اللبناني قبل كل شيء؟ هل يجوز أن مواطنينا يتوعكون صحيا بسبب المياه و التي هي تعد مورد أساسي في الوطن الجميل لبنان.

تقدّر الأمم المتحدة أن 42 ألف شخص يموتون كل أسبوع نتيجة لأمراض مرتبطة بسوء نوعية المياه وانعدام الصرف الصحي السليم. ومع أن أكثر من 1,2 بليون شخص في العالم أصبحوا يحصلون على صرف صحي محسّن خلال الفترة ما بين عامي 1990 و2004، فإنّ 2,6 بليون شخص تقريباً، من بينهم 980 مليون طفل، ما زالوا محرومين من هذه المرافق، فيما تبرز قضية الصرف الصحي ضمن الهدف الإنمائي للألفية المتعلقة بخفض نسبة الأشخاص الذين لا يحصلون على صرف صحي أساسي، مثل المراحيض البسيطة، إلى النصف بحلول سنة 2015… وفي لبنان تشير فيضانات الطرقات التي أصبحت ظاهرة روتينية سنوية مع كل مرة تهطل فيها الأمطار، إلى أن مشكلة الصرف الصحي أصبحت محورية، وخصوصاً أن هذا القطاع الذي تجري معالجته بطريقة مجتزأة، يطاول في تشعباته نحو 286 ألفاً و420 مسكناً من أصل 879 ألفاً و853 مسكناً في لبنان التي تعاني وفق الإحصاءات الرسمية من عدم اتصالها بالشبكات العامة للصرف الصحي!

أهمية السدود

فالصرف الصحي يلعب دورا إقتصاديا كبيرا ، أولا كلما تمطر تتمتع طرقاتنا بالينابيع و التي تؤدي إلى أزمات سير خانقة مما يؤدي إلى تخفيف العجلة الإقتصادية و أيضا على صعيد آخر تؤدي إلى توتر نفسي مما يلعب دورا في الإنتاجية.

و على صعيد آخر  ممكن الإستفادة من مياهنا لبيعها و الإستفادة منها على الصعيد الزراعي ، فالثروة المائية يحصل حروب من أجلها ، يجب أن نعطيها قدرا من الأهمية لكي نستفيد منها مستقبليا. فهي سوف تكون البترول المستقبلي.

أما على الصعيد البيئي، فهناك كارثة بيئية في الشواطىء اللبنانية و ذلك بسبب مشكلة الصرف الصحي و النفايات الصلبة،

فأظهرت فحوص مخبرية حديثة أن بؤر التلوث الخطيرة ما زالت تهدّد مواقع كثيرة من الشاطئ، فيما بقيت مواقع أخرى صالحة للسباحة. وجمع فريق الخط الساخن، الذي تديره المجلة عينات من مواقع مسابح خاصة وشعبية متعددة، خلال شهر أيار 2006، فحصت في مختبرات الجامعة الأميركية في بيروت. وكانت النتيجة مضخة لسحب المياه المبتذلة (أرشيف) مرة أخرى ارتفاع مستويات التلوث في معظم المسابح المجانية وكثير من المنتجعات الخاصة. وقد سجّل مسبح شعبي في البيسرية (النبطية) أحد أسوأ معدلات التلوث البكتيري. وتجاوزت النسب الحد المسموح به تسع مرات (900 مستعمرة بكتيريا قولونية في كل 100 ميلليليتر، مقارنة بالحد المسموح به وهو 100 مستعمرة في كل 100 ميلليليتر).
وبيّنت نتائج الفحوص أن ثلثي المسابح الشعبية التي افتتحت صيف 2005 ما زالت ملوثة، وقد وصل التلوث البكتيري في شاطئ الرملة البيضاء إلى ستة أضعاف الحد المسموح به، مع تسجيل انخفاض في هذا التلوث عن العام الماضي، عزاه الأمين العام لمجلس الإنماء والإعمار غازي حداد إلى أن بلديات عدة حوّلت مسار صرفها الصحي عن محطة التكرير في الغدير، وهي محطة تمهيدية تفصل النفايات الصلبة عن الصرف الصحي لكنها لا تعالجه، وتصبّ في الرملة البيضاء. مما يعني أن نسبة التلوث البكتيري زادت في مواقع أخرى… وتضاف إلى بؤر التلوث البكتيري بؤر تلوث كيميائي، أهمها على شاطئي شكا ـــــ سلعاتا والدورة.

فلبنان يعاني من هذه الأزمة منذ أيام الحرب الأهلية و حتى اليوم لا يوجد أي خطة إستراتيجية فعلية لكي نتمكن من تفادي خطورة هذه الأزمة و هنا أتهم بالتقصير الحكومة المركزية أي مجلس الوزراء و الحكومات المحلية أي المجالس البلدية ، فعلينا أن نعي أن هذه الأزمة هي خطيرة جدا و يجب أخذ الخطوات اللازمة لكي نبدأ بحل لها.

و لكن للأسف حتى اليوم لا توجد إلا إستراتيجيات لكيفية هدر الأموال لدى أغلبية العاملين في الشأن العام ، و لكن التاريخ لن يرحم و سوف يأتي يوما و نتمكن من إصلاح هذا البلد . فليعي المسؤولين لكي نحمي المواطن من هذه الأزمة المتفاقمة.

و شكرا