أهمية المجتمع المدني و كيفية تطويره

المجتمع المدني

المجتمع المدني هو إطار شعبي .. إجتماعي .. مدني , يمتلك أفراده بكامل حريتهم وقناعاتهم مبادرات وأهدافا وأماني ومشاريع وطموحات متنوّعة , على كل صعيد وموقع .
يسعون لتحقيقها على أرض الواقع , ويجتهدون لتنفيذ هذه المشاريع والفعّاليات والهوايات بالجهد والعمل اليومي الفردي , أو الجماعي , في إطار تنظيمي سلمي ..

فالمجتمع المدني يعد القوى الفاعلة على الأرض و هو يحل مكان واجبات الدولة أحيانا ، فدوره هو صلة الوصل بين المواطن و الدولة. فهذا الدور مهم و كبير جدا.
وأحيانا أو بالأحرى كثير من هذه الخطوات تبدأ بشكل عفوي وتلقائي غير مباشر نتيجة لوضع أوموقف أو حادث أوظرف معيّن , أو نتيجة أسباب وواقع موضوعي مختمر , بعد دراسة وتفكير وتنظيم عميق قبل البدء به , تهدف في النهاية لإفادة الاّخرين والمجتمع ككل , أي خدمة للمصلحة العامة , وبالتالي تنعكس على المجتمع المدني  عبارة عن ( حكومة ظل ) , أو حكومة شعبية , بعد أن تتطوّر إلى مؤسسات إجتماعية دستورية ديمقراطية أضحى بمثابة حكومة ظل موسعة تستطيع أن تحاسب الحكّام في البلاد , وبعد أن يتطوّر عملها ويزدهر ويترجم بمؤسّسات قانونية علنية أو معلنة , وليست سريّة أي بالخفاء هذه المؤسّسات ..

النتيجة الأفضل

فهذه المشاريع التي تتقدّم بها المجتمعات المدنية سواء كانت صغيرة أم كبيرة , اّنية أو استراتيجية فهي بلا شك سترفد المؤسّسات الحكومية الرسمية الديمقراطية وبالتالي تخدم شرائح كبيرة من الحي والمجتمع والأسرة الوطنية بصورة خاصة والإنسان المواطن الفرد , لأنه سينعم بهذا الجو الهادئ المتفاعل والغطاء الذي أمنه النسيج الإجتماعي المتعاون والمتكاتف .. وأخيرا وليس اّخرا ستنشط وتتطور المجالات كافة الصناعية والزراعية والثقافية والعلمية والسياسية  على المصلحة الخاصة بنهاية المطاف – إيجابا وربما سلبا – بشكل تلقائي وغير مباشر …!؟

و لكن للأسف اليوم هناك نسبة كبيرة من الجمعيات التي تعمل على أرض الوطن كشركات مساهمة و همها الوحيد هو جني الأموال لتصرف قسما منها و القسم الآخر تتصرف فيه لمصلحة ذاتية. و هنا لم نعد نتكلم عن عمل إجتماعي و خدماتي فهنا أصبحنا في خانة الهدر و الفساد و أصبحت الجمعيات شركات فاسدة و ليس لخدمة و تطوير المجتمع.

فالمجتمع المدني اليوم دوره مهم خصوصا في ظل غياب الدولة عن واجباتها، و لكن هذا القطاع بحاجة إلى تنظيم و تطوير و تدريب لكي نصل إلى النتيجة المرجوة منه.

فهنا طبعا أتحدث عن الشفافية داخل المنظمات المحلية فبذلك يأخذون ثقة الممولين و في الوقت عينه يتمكنون من خدمة المجتمع بطريقة أفضل و أكبر و عندها يكسبون ثقة الناس التي تلعب دورا مهما لدى المنظمات المحلية و ذلك من خلال دعمها ممكن من خلال الكوادر البشرية و في الأفكار، فالتواصل و التكامل فيما بين المجتمع مهم جدا و ذلك للوصول إلى النتيجة المبتغاة.

التواصل و التكامل

أما النقطة الأبرز و هي التواصل و التكامل فيما بين الجمعيات و ذلك من خلال التشبيك فيما بينهم البعض. لأنه للأسف أصبحت الأفكار تنبع من خلال أفكار جمعيات و منظمات أهلية أخرى، فهذا مؤذي لأنه يقضي على الإبتكار و يقضي على خدمة المجتمع من دراسة الحاجات و يؤدي إلى إهمال مواضيع أخرى ممكن أن تؤثر في المجتمع بطريقة أفضل.

فنحن بحاجة إلى التنسيق فيما بين المنظمات المحلية و إلى التكامل فيما بيننا البعض و ليس التنافس و ذلك لأجل الوصول إلى رفاهية الإنسان في الوطن.

و شكرا

2 ردود
  1. Hassan Saad
    Hassan Saad says:

    أستاذ شادي .. أحييك على جهودك
    أنا معك فيما تفضلت به، لذا أنا أعمل مدنياً في تجمع وحدتنا خلاصنا الذي هو تجمع من 22 جمعية وأعضاء منفردين .. مهمتنا الأساسية هي حفظ وتحصين الاسلم الأهلي على المستويات كافة
    وهناك مشكلة أساسية تواجه المجتمع المدني وهي أنه لا يملك قاعدة شعبية تؤمن بفاعليته لكي تسانده .. لأن مصالح الشعب (المقسم طائفياً) ممسوكة من زعماء الطوائف الذين يحصنون أنفسهم بولاء أتباعهم لهم بأنهم أقصر الطرق للحصول على خدمات فورية وقصيرة الأمد .. ثم أن هناك العديد من الجمعيات هي جمعيات تابعة سياسياً وطائفياً وهذه مصيبة المصائب .. إذ أنها لا تتحرك ولا تطالب إلا بما تؤمر به .. ثم ان الطبقة السياسية تتحكم بوسائل الإعلام التي تحولت إلى خصم غير مباشر للمجتمع المدني مع أنه ومن المفروض أنها جزء أساسي وعضد فاعل لهيئات المجتمع المدني غير المسيس .. ولكن .. وبالرغم من كل هذا .. لم نفقد الأمل بإمكانية حدوث تطور في مفهوم القبول والتعاطي مع المجتمع المدني بجدية أكبر تفتح له مجال التأثير في مسار الحياة المدنية العامة

  2. شادي نشابة
    شادي نشابة says:

    أولا سيد حسان شكرا جزيلا على تعليقك و على دعمك
    ثانيا ، إنني أوافقك تماما بما تفضلت به… لذا إنني أطالب بتأهيل و تطوير المجتمع المدني الذي يجب أن يلعب اليوم أدوارا كبيرة . و لكن للأسف نسبة كبيرة منهم تبعية لأحزاب و تيارات معينة… فعندما أتحدث عن التكامل و التواصل فهو أن يجرى التشبيك فيما بين المؤسسات الأهلية و التواصل مع الأحزاب و لكن من ناحية الحوار فقط و ليس التبعية فممكن أن نصل إلى مصلحة مشتركة مع بعض التيارات و لكن أولا يجب تفعيل دور المجتمع المدني و بناء قدراته ليدخل من منطلق قوة و ليس ضعف في الحقل العام… عندها التيارات السياسية سوف تحسب له حساب ، و سوف تناقشه و توضع هذه التيارات تحت أمر الواقع…. فلنوحد صوتنا و نفعل دورنا و لنوعي الناس لكي نصل إلى النتيجة التي نبغاها…
    فشكرا على دورك الناشط و الفاعل لتحقيق غد أفضل و إنشاءااله سوف يأتي يوما و نحقق وطن شفاف ، فاعل و محاسبة من هم في الحكم منذ سنوات و يهدرون أموال الشعب….
    فلا يصح إلا الصحيح

التعليقات مغلقة