وهمُ الإصلاح

قريباً هناك إقرار لخطة إقتصادية ومالية للدولة اللبنانية، ورغم أنّ هناك حالات هرج ومرج وكأنها انتصار للدولة في وضع هذه الخطة، لا نتفاءل كثيراً، لأنها باللبناني “إبرة مورفين” فقط ليس أكثر.

لبنان لم يمرّ فعلياً بمرحلة اقتصادية ممتازة، ولكن كان وضعه الاقتصادي أفضل في مرحلة من المراحل، لأن سياسته وقدرته المالية والدعم الدولي والإقليمي كان موجوداً بشكل وأوسع وخصوصاً في مرحلة التسعينيات حيث كانت هناك مؤتمرات دعم مختلفة، وكان هناك توافق إقليمي دولي على الاقتصاد اللبناني وبنائه بعد الفترة العصيبة التي مرّ بها خلال الحرب الأهلية.

بدأت التغيرات السياسية بعد عام 2000 حيث تراجعَ الدعم خطوة، كدعم الدولة حتى انهارت التسوية بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ولكن لبنان كان قائما ًعلى هذا الدعم وليس على خطواته الاقتصادية المثالية. الفساد في لبنان لم يكن يوماً غير موجود بل إنه قوت الفئة المسيطرة على البلد، لا بل أكثر من ذلك، إنه ثقافة عند الطبقة السياسية والمواطن اللبناني على السواء.

لم يتغير شيء عن قبل، ولكن من تغير هو الدعم المالي الذي كان موجود سابقاً. لم تتغير السياسة المالية، ولكن إيرادات الدولة وديونها ازدادت، والظروف السياسية المختلفة في المنطقة أثرت سلباً، وسوف ينهار الاقتصاد على المستفيد وغير المستفيد من السياسة المالية للدولة إن بقيت كما هي.