أميركا و الصين و الحروب المحتملة بين الطرفين

العلاقات الثنائية بين الحكومتين الأميركية و الصينية تمتد منذ القرن الثامن عشر. كانت العلاقات بين البلدين معقدة، وتأرجحت بين الإيجابية والسلبية. توطدت العلاقات الاقتصادية بشكل سريع بعد عام 1980. اتخذت العلاقة شكل التعاون الاقتصادي، التنافسي، والشك المتبادل حول نوايا بعضهما البعض. لذلك، تبنّت كل دولة موقفاً حذراً تجاه الأخرى كخصم محتمل. ولكن باتت تُعتبر هذه العلاقة الأقوى في القرن الحادي والعشرين.

التدهور السريع للعلاقات

تراجعت العلاقات بشكل كبير في عهد الرئيس دونالد ترامب، وخاصة منذ بدء الحرب التجارية الأميركية الصينية، بدأ المراقبون السياسيون في التحذير من إندلاع حربٍ باردة جديدة. بحلول أيار مايو 2020، شهدت العلاقات تراجعاً جديداً، حيث كان لكِلي الجانبين حلفاء لمهاجمة الآخر، في ما يتعلق بمسؤولية نشر جائحة كورونا العالمية.

كما ذكر جون ريد كليف مدير المخابرات الوطنية في صحيفة وول ستريت جورنال، وهو أهم كاتب استخباراتي في اميركا، ان الصين تشكل الخطر رقم واحد على اميركا، وإنها تحاول السيطرة على الارض عسكرياً واقتصادياً و تقنياً.

الخلاف الجيو- سياسي الآسيوي

قضية هونغ كونغ

ألغت وزارة الخارجية الأميركية الوضع التجاري الخاص الذي كانت تتمتع به هونغ كونغ كمركز مالي عالمي، لأنها لم تعد مستقلة بما فيه الكفاية عن الصين. وكانت وراء الإجراء خطة أقرها مجلس الشعب الصيني في ايار 2020 لفرض قانون للأمن الوطني على المدينة.

قضية الأويغور

وّجّهَت إدارة ترامب انتقادات مباشرة للصين، واتهمتها باعتقال أعدادٍ كبيرة من مسلمي الأويغور والأقليات الأخرى في مقاطعة شينجيانغ الصينية. كما فَرَضَ الكونغرس الاميركي عقوبات على المسؤولين الصينيين بسبب عمليات الاعتقال الجماعي.

وضع تايوان

تعتبر الصين أن تايوان الديموقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي، جزءاً من أراضيها التي ستستعيدها يوماً من الايام بالقوة إذا لزم الأمر. لكن واشنطن هي الحليف الرئيسي للجزيرة وتزودها بالأسلحة، من دون أن تعترف بها دبلوماسياً، وبكين تستنكر أي مبيعات أسلحة أو إتصالات رفيعة المستوى بين اميركا وتايوان.

المواجهة في بحر الصين الجنوبي

تواجهت الولايات المتحدة والصين أيضاً حول بحر الصين الجنوبي، وهو ممر مائي غني بالموارد، ومصدر للنزاع في المنطقة. وتؤكد الصين أحقيتها على معظم البحر الذي بنت فيه جزراً اصطناعية لتعزيز قوتها في المنطقة. وتقوم السفن الحربية الأميركية بتمارين تحت مسمى “حرية الملاحة” في البحر، وتُبْحِرُ بالقرب من المعالم التي تؤكد الصين أحقيتها بها، فتؤجج غضب بكين.

اضافة الى تلك الخلافات، نضيف موضوعين مهمين ايضاً، التمايز في ملف كوريا الشمالية، حيث إتّهَمت واشنطن الصين بخرق عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية. والأمر الآخر قضية إقليم التِبِتْ ودفاع الولايات المتحدة عن الدالاي لاما، القائد الروحي لمنطقة التبت، الذي يعيش في المنفى في الهند. والتبت هي مملكة الهيمالايا السابقة في أقصى غرب الصين.

الصراع التكنولوجي وهواوي الواجهة

إتَّهمت الإدارات الأميركية المتعاقبة الصينَ بسرقة التقنيات الأمريكية، و صَعّدَ البيت الابيض بإدارة ترامب الإتهامات من خلال سعيه إدراج شركة هواوي على القائمة السوداء الدولية، بذريعة انها تخترق البنية التحتية للإتصالات في بعض الدول لمصالح استراتيجية، وإنها انتهكت العقوبات الاميركية على ايران، و انها قادرة على التجسس على عملائها.

في المقابل تقول هواوي إن واشنطن تريد إحباط نموّها، لأنه لا توجد شركة أميركية تُقدّم نفس التكنولوجيا بسعر منافس. هذا ناهيك عن الإتهامات الاميركية عبر مدير المخابرات الوطنية جون ريد عن تجنيد الصين لعلماء في اميركا للتعامل مع الاقتصاد الصيني، و ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل تتهمها بسرقة تكنولوجيات عسكرية.

مستقبل العلاقة بين اميركا والصين

عندما يحدث تحوّل أو إشتباك سياسي بين قطبين عالميين، نذهب إلى واحد من سيناريوهين: الأول يتجة الى إشتباك عسكري مباشر او غير مباشر. والثاني يحصل بانتقال سَلِسْ مثلما حصل بين بريطانيا العظمى واميركا.

مما لا شك فيه إننا نعيش صراعاً بين البلدين ولكنه لم يتحوّل الى مواجهة عسكرية حتى الان، إلاّ أن المواجهات تحصل بوسائل اخرى تجارية، عسكرية وتكنولوجية.

ان ازدهار الاقتصاد الصيني وهو القوة الاقتصادية الثانية في العالم، ويُنافس الولايات المتحدة الأميركية على الريادة الاقتصادية العالمية، يفسح أمام الصين المجال في تطوير قدراتها العسكرية، حيث تخطّت ميزانية الصين العسكرية 170 مليار دولار عام 2018، مقابل 77 ملياراً فقط عام 2007. وارتبطت بالزيادة العسكرية زيادة أعداد الجنود لتتخطى المليونين. وإن استمر الوضع كما هو عليه ستصبح الصين القوة الاقتصادية الاولى في العالم.

ومن هنا بعض الساسة في اميركا يُصرّحون بإنه إما يبدأوا بالحد من نفوذ الصين الآن، وإما يكون قد فات الاوان، وهذا الخطاب لا يختلف بين الحزبين الديموقراطي و الجمهوري. ولكن فقط التكتيك يختلف. فترامب واجَهَ تحت شعار اميركا اولاً، و بايدن سيواجه من خلال تعزيز علاقته مع الحلفاء الاستراتيجيين لمواجهة المد الصيني.

في المستقبل القريب من الصعب ان نتحدث عن مواجهة مباشرة عسكرية، ولكن ممكن ان نشهد في مناطق التوتر و خاصة في المنطقة الجغرافية القريبة للصين، بعض المواجهات او توتراً امنياً لأن الصين ستحاول تثبيت سيطرتها في تلك المنطقة، ومحاولة نزع أوراق القوة من يد أميركا، كما فعل الاميركيون في سيطرتهم على الاميركيتين. وسياسة شَدّ الخناق على الصين ستستمر من قِبَل اميركا في المحاور التي تحدثنا حولها سابقاً. وهذا الصراع قد يساهم في تغيير النظام العالمي الجديد، على الصعيد التحالفات السياسية والاقتصادية و المالية.

بين تركيا و السعودية…و توقيت المصالح المشتركة

بدأت العلاقات الحديثة بين الجمهورية التركية والمملكة العربية السعودية بتاريخ 3 آب 1929، إذ اعترفت تركيا  بالمملكة العربية السعودية، وبنفس التاريخ تم توقيع اتفاقية سلام وصداقة مشتركة بين الطرفين، ولكن على الرغم من هذه الاتفاقية المُشتركة وعلى الرغم من انضمامهم المشترك للقطب الغربي، إبان الحرب العالمية الأولى، لم تكن العلاقة تتسم بالحميمة بين الطرفين طوال الوقت تنمو مع المصالح المشتركة و تنحدر مع اضطراب القواسم.

مسار العلاقات بين البلدين

اتسمت العلاقة بالبرودة حتى الثمانينات من القرن الماضي، حيث كان هناك حرب بين العراق وإيران، وواجهت الدول المُصدرة والمستوردة للنفط مشاكل عديدة في قضية تمديد أنانبيب توصيل نفط جديدة كبديلة لتلك الأنانبيب الممتدة من العراق، ولأن المملكة العربية السعودية، أكبر الدول المُصدرة للنفط، والجمهورية التركية، الدولة المستوردة للنفط من السعودية عبر العراق، كانتا أكثر الدول المتضررة من تلك الأزمة، فاضطرتا إلى الالتقاء المباشر على مستوى رفيع.

انتعشت العلاقات السعودية التركية بعد هذه الزيارات و بعد احتلال العراق للكويت في بداية التسعينيات حيث دعم الرئيس التركي “تورجوت أوزال” الموقف السعودي المعارض لذلك. فتم إبرام اتفاقيات تعاون سياسي واقتصادي وثقافي، بعد هذه الاتفاقيات انتقلت الكثير من شركات البناء التركية إلى السوق السعودية، الأمر الذي عاد بالعملة الصعبة الوفيرة على تركيا ومواطنيه وبدأت حالة ازدهار اقتصادي ملحوظة، في تركيا، على الصعيدين الحكومي والفردي.

التغير المستمر للحكومات التركية وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي جعلا السياسة التركية غامضة وغير قادرة على الاستمرار، بشكل مستقر، ليس مع المملكة العربية السعودية بل مع جميع الدول حول العالم، واستمرت حالة الجمود إلى عام 2003.

مع احتلال العراق عام 2003 وماخلفه من تغيرات دفعت المملكة العربية السعودية ان تبادر بإعادة قطار العلاقات السعودية التركية إلى طريقه الصحيح والفعال من جديد، وتُرجمت رغبة المملكة العربية السعودية في إعادة النشاط والحيوية للعلاقات المشتركة بينها وبين الجمهورية التركية، مما ادى الى ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين الى نحو ثمانية مليارات دولارات سنويا.

نقاط الاختلاف الحديثة

في 5 يونيو/ حزيران 2017، أعلنت بعض الدول العربية ومنها السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، مبررين ذلك بتدخلها في شؤونهم الداخلية ودعم الإرهاب. في تلك الأثناء التزمت تركيا الحياد لفترة، لكنها لم تلبث حتى أعربت عن وقوفها إلى جانب قطر. وصرح رجب طيب أردوغان في 9 حزيران 2017 بأن تركيا ستستمر بدعم أشقائها القطريين، ولن تتركهم وحدهم.

رغم ان هذا العام كانت سنة استثمار سعودي كبير في تركيا. إلا أن هذا لم يمنع البلدين من شن حرب إعلامية على بعضهما. في حين انهارت “الهدنة” التي تبناها الإعلام التركي لزمن، وشن هو الآخر هجوماً إعلامياً على السعودية، على خلفية الأزمة مع قطر وصراع الرياض مع الإخوان المسلمين و الملف الكردي.

ادى ذلك الى انفتاح تركي نحو دول الجوار و خاصة ايران و روسيا ما نتج الى مزيد من التوتر بين البلدين و الى مزيد من الحروب الغير المباشرة في مناطق مختلفة في سوريا، العراق، اليمن و ليبيا.

نقاط الالتقاء الحديثة

عززت الثورة السورية سابقا التقارب بين الرياض وأنقرة، لكن هذا التقارب لم يستمر طويلاً. فقد افترقت الدروب وانشغلت السعودية بحرب اليمن، فيما سيطر على تركيا هاجس قيام دولة كردية في شمال سوريا. إضافة الى التنسيق العسكري و السياسي في العراق و دعم تركيا بداية لعاصفة الحزم و لكن مصالح البلدين عادت لتفترق من جديد.

لكن مع فوز بايدن في الانتخابات ثمة تحول في هذا الخلاف بين الطرفين و خصوصا في ظل الهاجز السعودي بظل تصريحات الرئيس المنتخب تجاه حرب اليمن و غيرها من الامور مما ادى الى بداية الالتقاء ثانية بسبب تراكم المصالح المشتركة ثانية. مما ادى الى تجدد قنوات تواصل بين الطرفين منها تعزية السعودية تركيا بضحايا زلزال ازمير، ارسال مساعدات سعودية الى تركيا تحت عنوان مساعدات للاشقاء في تركيا، اتصال الرئيس التركي بملك البحرين و تحدثا عن مسار تطوير العلاقات،الملك سلمان اتصل باردوغان للتنسيق بشأن قمة العشرين ومناقشة العلاقات الثناية، تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في 22 نوفمبر 2020، إن المملكة “لديها علاقات طيبة ورائعة” مع تركيا .

من الناحية السعودية تريد حليف اقليمي قوي يخفف من وطأة الضغوط عليها و خاصة في اليمن، اضافة الى تعزيز التنسيق العسكري و تخفيف من هاجس الاخوان المسلمين حيث تركيا الداعم الاكبر لهم، هدف استباقي قبل تسلم بايدن الحكم و ممارسة سياسة التضييق عليها، تذليل قضية الخاشقجي و ممارسة الضغط على الحكم في المملكة، اضافة الى تخفيف من وطأة الحرب الاعلامية التي تؤثر على الطرفين.

اما من الناحية التركية، العمل على تخفيف من الحرب الاقتصادية و انهيار الليرة التركية، فحسب صحيفة “جمهوريت” التركية بلغ الرقم السنوي للمشاريع الجديدة التي نفذها المقاولون الأتراك في المملكة العربية السعودية في عامي 2017 و2018، 2.1 مليار دولار وتراجعت تلك الأرقام إلى 559 مليون دولار في عام 2019، وخلال التسعة أشهر الأولى من هذا العام انخفض إلى 21 مليون دولار.

في المقابل يعمل اردوغان على تحصين نفسه بالملف الكردي حيث تعد اولوية له بالمرحلة المقبلة و خاصة بايدن يعد داعم لانشاء دولة كردية مستقلة بالعراق، فمن خلال تعزيز التواصل مع المملكة ممكن تخفيف الدعم لهذه القضية و رفع الغطاء العربي عن تلك الملف.

ففي السياسة ليس هناك عدو دائم او صديق دائم هناك مصالح دائمة “ونستون تشرشل”

ما بين الترسيم و العرقلة.. هل سنشهد حربا

يمر لبنان منذ العام 2006 بشبه هدنة غير مباشرة مع إسرائيل حيث تتخللها من حين إلى آخر أجواء توحي بالحرب أو خروقات متكررة من قبل الأخيرة. تلك الهدنة أتت نتيجة قرار 1701 الذي صدر عن الأمم المتحدة ونتيجة للتحولات السياسية في المنطقة من العراق وصولاً إلى سوريا واليمن وأخيرا لبنان. حيث تبدلت قواعد اللعبة ما بين الإيراني والإسرائيلي.

نشأة حزب الله

في العام 1982 اجتاحت إسرائيل لبنان وصولاً إلى بيروت ونتيجة لذلك استشهد حوالي 14000 مدني من اللبنانيين والفلسطينيين على إثرها بدأ تأسيس حزب الله اللبناني، إلا أن جذوره الفكرية تعود إلى ما يعرف “بالصحوة الإسلامية الشيعية” في لبنان في الستينيات والسبعينيات التي شهدت ظهور نشاط علمي شيعي ومرجعيات دينية في جنوب لبنان كمرجعية السيد محمد حسين فضل الله وكان قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة آية الله الخميني دافعاً قوياً لنمو حزب الله، وذلك للارتباط المذهبي والسياسي والعقائدي بين الطرفين.

تاريخ الحروب بين حزب الله وإسرائيل

خلال انطلاقة حزب الله لم يكن اللاعب الوحيد في الصراع اللبناني-الإسرائيلي بل كانت هناك قوى أخرى مثل المقاومة الفلسطينية والوطنية ومع مرور الوقت واكتمال المصالح السورية-الإيرانية تم القضاء على القوى المختلفة وأبقي اللاعب الأوحد في هذا الملف؛ حزب الله.

وأحد أبرز الحروب بين الطرفين هو عدوان نيسان عام 1996 “عناقيد الغضب” حيث سقط حوالي 200 شهيد وآلاف الجرحى. أما العدوان الأخير كان في تموز 2006 حيث استشهد حوالي 1200 شخص وسقط آلاف الجرحى.

احتمال حدوث حرب جديدة

خلال الفترة الماضية تصاعدت وتيرة الضربات الإسرائيلية لمواقع حزب الله في سوريا تارة يعلن عنها وتارة يخيم الصمت. وحسب المعلومات، فإن تلك الضربات تكون على شكل إرسال رسائل وتارة لضرب منظومة الصواريخ الذكية تعود لحزب الله لعدم التمكن من إيصالها إلى لبنان.

مفاوضات الترسيم

صادقت الحكومة الإسرائيلية في حزيران 2020 على التنقيب عن الغاز في المنطقة البحرية المتنازع عليها مع لبنان المسماة “ألون دي” التي تقع بمحاذاة البلوك رقم 9 اللبناني، وقد بدأ الضغط الأميركي على لبنان قبل هذا الإعلان على موضوع ضرورة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بكافة الوسائل، حتى بدأت ورقة العقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. وقد ساهمت في تسريع الإعلان عن تلك المفاوضات. لكن خلال الفترة الماضية ظهرت عقبات في هذا المسار، تلك المفاوضات حيث كان يوجد تشدد من الفريق اللبناني بخصوص المسار الجغرافي الذي يفصل بين البلدين، وبالتالي إبقاء هذا الملف من دون حلول يؤدي إلى خسائر مادية لإسرائيل بسبب عدم ثقة الشركات النفطية بمناطق غير مستقرة أمنياً وقيمة التأمين سيكون ضخماً جداً. إضافة إلى ذلك أصبحت إسرائيل جزءاً من منتدى شرق المتوسط وهي تلعب دوراً أساسياً في ملعب النفط والغاز في تلك البقعة الجغرافية، فهي بحاجة إلى حلحلة كافة العقد التي تقف بوجه موقعها الريادي. إضافة إلى ذلك إن حصل الترسيم قد يخفف من حاجة وجود سلاح حزب الله لأن بعد الترسيم البحري قد يبدأ الترسيم البري وبالتالي يصبح لبنان بحالة هدنة غير مباشرة مع إسرائيل.

الصواريخ الدقيقة

في مناسبات مختلفة تحدث الطرف الإسرائيلي عن هذا الموضوع، فحسب تقاريرهم أنه تم نقل جزء من هذه الصواريخ بين عامي 2013 و2015، وفي المفاوضات السرية التي تجري من تحت الطاولة بطريقة غير مباشرة، فهذا البند أي التخلص من الصواريخ الذكية يعد أساسياً لهم، حيث يتم إدراج التخلص من تلك المنظومة كأساس لأي تسوية سياسية في المنطقة وأي هدنة بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي. ولكن حتى اليوم لم تحصل تلك التسوية. ومع خروج ترامب من البيت الأبيض يزداد الهاجس الإسرائيلي جراء هذا الموضوع ويطمع الإسرائيلي بنزع هذه الورقة من يد إيران قبل بدء التفاوض بينها وبين الإدارة الأميركية الجديدة.

خسارة ترامب

بعد هزيمة ترامب في الانتخابات الأميركية هناك تخوف من أخذه قرارات متهورة إن كان على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وخصوصا أن ترامب يعد من المتشددين في السياسة الخارجية ويريد أن يبني على انجازات في السياسة الخارجية قد تساعده داخلياً وخارجياً في المرحلة الحالية والمستقبلية، فقد حاول ترامب جر الطرف الإيراني إلى المعركة سابقاً ولكن الأخيرة كان لها سياسة الصبر.

في المقابل نرى نتانياهو في مأزق داخلي بعد هزيمة حليفه ترامب، كما سيستغل خصومه أكثر ملفات الفساد حيث كان ترامب الداعم الأكبر له وأهداه إنجازات مختلفة، فكانت مصالح مشتركة بين الطرفين. ولكن نتانياهو بعد هزيمة ترامب قد يجد نفسه وحيدا في الساحة وبالتالي عليه أن يعمل على ضربات استباقية كأسلافه، مثل عمليات نوعية ضد حزب الله قد تعطيه أوكسجيناً داخلياً وتفرض على الإدارة الأميركية الجديدة مستقبلاً يحدد بمعايير محددة بالملف الإيراني.

إضافة إلى كل تلك المواضيع، هناك سياسة واضحة من قبل الولايات المتحدة الأميركية بعد اغتيال قاسم سليماني وهي تقويض أجنحة إيران في المنطقة وبالأخص العراق، لبنان، سوريا واليمن. وبالتالي هي بحاجة إلى ضربة قوية للجناح الأقوى أي حزب الله، حيث يخفف من نفوذ إيران في الخارج ويخفف الأجواء الضاغطة والرافضة لاتفاقات السلام في المنطقة.

 

كاراباخ الأزمات المؤجلة

 

تصاعدت الاشتباكات على طول الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، في أحدث جولة من صراع طويل الأمد بين البلدين اللذين خرجا من رحم الاتحاد السوفيتي السابق. في العنوان العام، هو نزاع تاريخي بين أرمينيا واذربيجان على إقليم “ناغورنو كاراباخ”، ولكن في الأبعاد الاستراتيجية والجغرافيا السياسية والاقتصادية، هو صراع يحضر فيه لاعبون كثر، من روسيا إلى تركيا إلى أميركا إلى إيران و إسرائيل.

ناغورني- كاراباخ

توجد منطقة ناغورني-قره باغ في محور العلاقات المتوترة بين يريفان وباكو. وقد ألحقت السلطات السوفياتية هذا الجيب الذي تسكنه أغلبية أرمينية بأذربيجان عام 1921، لكنه أعلن استقلاله عام 1991 بدعم من أرمينيا.

تلى ذلك حرب أدت إلى مقتل 30 ألف شخص ونزوح مئات الآلاف. ورغم توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار عام 1994 وقيام وساطة روسية أميركية فرنسية تحت اسم “مجموعة مينسك”، لا تزال الاشتباكات المسلحة متواترة وجرت آخر المعارك الجديرة بالذكر في نيسان/ابريل 2016، وقد أدت إلى مقتل 110 أشخاص.

روسيا – تركيا و ايران

جعلت تركيا التي لها طموحات جيواستراتيجية في القوقاز وآسيا الوسطى، من أذربيجان الثرية بالمحروقات والتي يتحدث شعبها لغة متفرعة من التركية، حليفها الأساسي في المنطقة، وهي صداقة يعززها العداء المشترك لأرمينيا. وتدعم أنقرة باكو في رغبتها في استعادة ناغورني-قره باغ.

و يدخل ذلك من ضمن صراعها الشرق المتوسطي مع فرنسا و بعض دول الاقليمية و العربية، و التصعيد اليوم هي ورقة يستعملها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كإحدى اوراق الضغط و خصوصا ان اذربيجيان بلد نفطي و تسعى أن تكون بديل للنفط الروسي و بالتالي تصبح اوروبا بحاجة الى تركيا.

أما روسيا أكبر قوة إقليمية، وهي تقيم مع أرمينيا علاقات أوثق من علاقاتها مع أذربيجان، لكنها تبيع الأسلحة للطرفين انضمت يريفان إلى أحلاف سياسية واقتصادية وعسكرية تهيمن عليها موسكو، أبرزها منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

و لكن ترتبط موسكو بعلاقة صعبة مع الزعيم الأرميني الجديد الذي تولى منصبه في عام 2018، نيكول باشينيان، لذا من المرجح أن تفضل يريفان أن تتعامل مع هذا التصعيد بالاعتماد على نفسها لأكبر قدر ممكن. فستحاول روسيا اكبر قدر ممكن التزام الحياد ان لم يحصل تدخل تركي و ظل الصراع في منطقة محددة، لأن روسيا تعتبر هذه المنطقة حيوية لها و تؤثر على مصالحها الاستراتيجية بالمباشر.

أما بخصوص إيران تشعر بالقلق لأن القتال قريب من حدودها، وقد أدى أيضا إلى احتجاجات من قبل الأقلية الأذرية في إيران. وإضافة إلى ذلك فإن إيران أقرب إلى أرمينيا، لكنها تريد التجارة والسلام مع جيرانها في هذه المنطقة، بحسب تصريحات طهران.

ويعيش في إيران ملايين الأذريين الذين يشتركون في القومية مع سكان جارتهم أذربيجان، والذين يتعاطفون مع المطالب الأذربيجانية في إقليم ناغورنو قره باغ، ويناصبون أرمينيا العداء بسبب صراعها مع أذربيجان. لذا تحاول ايران طرح ميادرات دبلوماسية لعدم توسع رقعة القتال و بالتالي يتهدد امنها القومي.

لذا نشهد محاولات دبلوماسية مختلفة تارة عبر تحالف مينسك الذي يضم روسيا و الولايات المتحدة و فرنسا و تارة اخرى تصريحات ايرانية بانها على تواصل مع الطرفين و في اخر خطوة مباحثات ثنائية برعاية روسية و لكن هناك اشبه باصرار من قبل الطرفين بالتصلب بمواقفه مما يستدعي مزيدا من جولات القتال حتى يتحقق خرق ميداني و عسكري يدير الدفة الى احد الطرفين للبدء بجولات دبلوماسية لاجراء اتفاق هدنة او سلام بين الطرفين و على الارجع سيكون اتفاق هدنة و ليس سلام في المستقبل القريب..

مقاربة عسكرية للطرفين المتنازعتين

بحسب موقع “سي اي اي فاكت بوك” يبلغ تعداد سكان ارمينيا 3021324 نسمة، و قد أنفقت في عام 2019 ما يقارب 4.9 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش، والذي كان في 2017 عند حدود 28.34 مليار دولار.

وتتألف القوات المسلحة الأرمنية من 45 ألف جندي عاملين بشكل دائم، 42 ألف منهم يتبعون للقوة البرية، في حين يخدم 3 آلاف منهم في القوة الجوية. وتمتلك أرمينيا التي يحتل جيشها المرتبة 111 عالميا ترسانة أسلحة معظمها روسية أو تعود للحقبة السوفيتية، علما بأن معظم الأسلحة التي قامت باستيرادها منذ عام 2010 روسية الصنع.

أما أذربيجان التي يبلغ تعدادها السكاني 10205810 نسمة، فقد أنفقت السنة الماضية ما يقارب الـ4 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش، والذي كان في 2017 عند حدود 172.2 مليار دولار.

ويعمل في الجيش الأذري 126 ألف جندي دائم، هذا إلى جانب 300 ألف جندي احتياطي، ويحتل الجيش في أذربيجان المرتبة 64 عالميا بمؤشر أقوى الجيوش في العالم.

وفيما يتعلق بميزانية الدفاع للبلدين، تشير أرقام “غلوبال فاير باور” إلى أنها تبلغ مليارين و805 ملايين دولار بالنسبة لأذربيجان، ومليار و385 ملايين دولار تخصصها أرمينيا لهذا الغرض.

بين الانتداب الفرنسي و السلطنة العثمانية طموحات متجددة

وافق البرلمان الفرنسي في نهاية شهر كانون الأول 2011 على مشروع قانون يتضمن تجريم إنكار “وقوع عمليات إبادة”بحق الأرمن من قِبل العثمانيين في عام 1915.

لطالما اعتمدت العلاقات التركية-الفرنسية على عنصر ثالث خارج إطار المعادلة الثنائية في التقارب أو التباعد، التفاهم أو التخاصم بين البلدين، فالتحالف الذي تم بين العثمانيين في عهد سليمان القانوني والفرنسيين في عهد فرانسوا الأول كان سببه عداء الأخير لملك إسبانيا شارل الخامس، وقد استمرت العلاقات الجيدة هذه لأكثر من قرنين، وقد تخاصما فيما بعدُ بسبب احتلال نابليون لمصر.

وإن كان التقلب هو السمة العامة التي صبغت العلاقات الثنائية فيما بعد، فإنّ اختراقات مهمة لهذا النمط كانت تحصل بين الفترة والأخرى، فبعد انهيار الدولة العثمانية استولت فرنسا على أجزاء واسعة منها، ولم يحُل هذا دون تأثر النخب العلمانية التركية – التي أنشأت الدولة التركية الحديثة على أنقاض السلطنة العثمانية- بالفرنسيين، ويمكن إدراك هذا المعطَى اليوم من خلال العديد من المفردات الفرنسية في اللغة التركية الحديثة والتي حلَّت غالبًا محل نظيرتها العربية.

الاشتباك المتجدد

اعترفت فرنسا عام 2001 بوقوع عمليات “ابادة للارمن كحقيقة تاريخية. و يعتبر ذلك بداية الانشقاق الثنائي في التاريخ الحديث، حيث ترافق مع وصول حزب العدالة و التنمية الى السلطة عام 2002 و من حينها تبدلت المعطيات لدى تركيا في علاقاتها مع دول الاقليم و الدولية.

ففي عهد اردوغان رئيسا للجكومة في الفترة من 2003 وحتى 2014، تحولت تركيا إلى دولة صناعية ومصدرة كما أبقت وزارته معدلات التضخم تحت السيطرة بعدما شهدت ارتفاعاً أعلى 100% خلال فترة التسعينيات.

ونما حجم الناتج المحلي الإجمالي لتركيا من 311.823 مليار دولار في عام 2003 ليصل إلى 851.102 مليار دولار في عام 2017 في البلد التي يقدر عدد سكانها بنحو 80.745 مليون نسمة ، وفقاً لإحصاءات البنك الدولي.

من خلال ذلك تسارع صعود النفوذ التركي الاقليمي و الدولي و السياسي و الاقتصادي مما ادى الى تضارب المصالح بين البلدين. مما ادى الى الاشتباك في محاور مختلفة حول العالم.

 

 

المحور الاوروبي

تُعد فرنسا فيه قائدة التيار المتشدد المعارض لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، و رفض رؤسائها المتعاقبين بشدة الدخول التركي الى الاتحاد تحت اسباب او ذرائع مختلفة منها دينية و منها اتنية و منها حقوق انسان و منها اقتصادية و غيرهاز

المحور الإفريقي

شهد النفوذ التركي تصاعدًا هائلاً في إفريقيا منذ العام 2005 وتحديدًا خلال السنوات القليلة الماضية، إذ ارتفع عدد السفارات على سبيل المثال من 12 سفارة بداية عام 2009 إلى 35 حاليًا، علمًا بأن عدد السفارات التركية في إفريقيا عام 2002 بلغ بضعة سفارات فقط لا غير. أما التبادل التجاري مع دول القارة فقد ارتفع من حوالي 5 مليارات عام 2003 إلى حوالي 186 مليار عام 2019، وقد أثار ذلك حفيظة الفرنسيين الذي يملكون نفوذًا واسعًا في إفريقيا لاسيما في مستعمراتهم السابقة.

المحور العربي

وفيه يبرز نوع من الصراع على الدور والتأثير يختلط فيه التاريخ (السلطنة العثمانية وفرنسا المستعمرة) مع الحاضر (الجمهورية التركية والجمهورية الفرنسية) في منطقة كانت في وقت من الأوقات مكونًا أساسيًا للإمبراطورية العثمانية، وتعرضت أجزاء واسعة منها بعد انهيارها للاستعمار الفرنسي.

ومع الصعود الذي رافق العلاقات التركية-العربية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا خلال هذه الفترة وتحديدًا 2007-2010، شعر الفرنسيون بشيء من المزاحمة مترافقًا مع تراجع دورهم وتأثيرهم.

الثورات العربية: حصل تطور جديد بداية العام 2011 تمثّل باندلاع الثورات العربية، الأمر الذي زاد من التعقيد في العلاقات التركية-الفرنسية وأضفى عليها مزيدًا من التشنج. وكان لافتًا تقدّم الموقف الفرنسي كثيرًا على العديد من الدول الأوروبية وحتى على واشنطن في دعم الثورات العربية، وأحد المعطيات المفسِّرة لذلك هو حرص فرنسا على حجز موقع جيد لها على الصعيد الدولي والإقليمي في التحولات الجيو-سياسية الجارية، وذلك لإعادة تقديم الدور الفرنسي الإقليمي والدولي بشكل جديد، وكذلك محاولة التأثير على الأنظمة الوليدة وعلى توجهاتها وسياساتها في المنطقة.

و في المقابل حاول التركي دخول الخط العربي من خلال نقاط مختلفة منها القضية الفلسطينية و غياب دور العربي جراء نكسات مختلفة، و النمو الاقتصادي لتركيا و حاجة الشعوب العربية و خاصة السنية منها الى القيادة.

و اخرها التوتر بين الطرفين بخصوص الملف الليبي حيث كان على وشك ان يحدث توتر عسكري مباشر، عندما ذهبت الفرقاطة الفرنسية كوربيه لتفتيش سفينة شحن تركية ترفع علم تنزانيا للتحقق مما إذا كانت تقوم بتهريب أسلحة إلى ليبيا.

و هذا الصراع في ليبيا قد يصل شظاياه الى المنطقة المغاربية حيث كل دولة تسعى الى تنامي نفوذها في الدول المجاورة لليبيا.

فاليوم الصراع بين الطرفين على القيادة و الثروات في مدن بحر المتوسط منها ليبيا و لبنان و العراق و سوريا، و بالتالي فرنسا نسجت تحالفات مع دول عربية لمواجهة التمدد التركي مثل مصر و الامارات و في المقابل تستثمر في نقاط الضعف لدى تركيا و منها الملف الكردي حيث تجري اتفقات مع العراق، اضافة الى تشابك مصالح مع الدولة السورية بخصوص الخصم المشترك تركيا.

و في المقابل تستثمر تركيا بزعامة السلطنة العثمانية و خصوصا في جل وجود خيبات لدى الشعوب العربي و الفراغ الذي انتجته السلطة السياسية العربية اضافة الى الاستثمار بالفوضى الموجودة في المنطقة، اضافة الى ملف الهجرة الغير الشرعية.

اضف الى ذلك هناك خيبات لدى الدولتين على سبيل المثال فرنسا لم تحصل على دعم الاتحاد الاوروبي في مواجهتها مع تركيا و خصوصا في المواجهة الليبية و تركيا ينحسر دورها الاقتصادي بفعل تأثرها بجائحة كورونا مما يؤدي الى ضغوط داخلية على الساسة الاتراك.

المرحلة المقبلة ستكون حساسة على الطرفين و الجميع يحاول ان يكسب في الوقت الضائع الى حين حدوث تسوية اميركية-ايرانية التي قد تحدث خرقا بهذا التوتر بين الطرفين و خاصة ان لا رغبة بالمواجهة المباشرة مما سيؤدي الى حروب باردة طويلة الامد و يتأثر بها دول عديدة في المنطقة.

التدقيق المالي الجنائي في لبنان من “كرول” الى “ألفاريز” فمن هي ؟

اذا كان تدقيق الاحتيال هو الكشف عن أسباب حصول أخطاء جوهرية، فإن وظيفة المحاسبة الجنائية أبعد من ذلك. فهي تقوم على تقييم الخسائر وتوثيق الأدلّة وليس عملها مرتبطاً بوجود الشكّ أو الشكوى أو غيرها، بل عليها أن تقدّم خدمات الدعم القضائي والتحقيق المحاسب للدوائر والشركات والوحدات الحكومية لمساعدتها على إصدار أحكامها، ومنع واكتشاف الجرائم الاقتصادية ذات الأبعاد المحاسبية من خلال منظومة من المعارف والخبرات في مجال المحاسبة والتدقيق والقانون والكمبيوتر مدعومة بقدرات ومهارات شخصية في مجالَي التواصل والتحقيق.

والمحاسبة الجنائية من أقدم المهن التي مارسها المصريون. فقد كان للفرعون شخص يعمل كمحاسب جنائي، ويراقب مخزونات الحبوب والذهب وغيرهما من الأصول. ويتم انتقاء هذا الشخص لكونه جديراً بالثقة ومسؤولاً وقادراً على التعامل مع مواقع النفوذ.

غالباً، يتم استدعاء المحاسبين الجنائيين مباشرة بعد ظهور أدلّة أو شكّ في وجود احتيال من خلال ادّعاء أو شكوى أو اكتشاف. يسهم المحاسبون الجنائيون في ترجمة المعاملات المالية المعقدة والبيانات الكمية إلى مصطلحات يمكن أن يفهمها الأشخاص غير المتخصصين. ويعتمد المحاسب الجنائي على موارد مختلفة للحصول على أدلّة مالية ذات صلة وتفسيرها وتقديمها بطريقة مفيدة. إن إشراك المحاسب الجنائي يكون دائماً تفاعلياً، وهذا يميّزه عن مدقّقي الاحتيال، إذ يميل إلى المشاركة بنشاط في الوقاية والكشف في بيئة مؤسّسية أو تنظيمية.

على سبيل المثال، في حالة عدم التزام أحد المصارف بمتطلبات معيار الأدوات المالية (IFRS9)، يتوجّب على المدقّق المالي الإشارة في تقريره إلى هذا الخطأ بصفته من «الأخطاء الجوهرية» التي تؤثّر على قرارات مستخدمي البيانات المالية. بينما يتولى مدقّق الاحتيال والمحاسب الجنائي البحث عن الأسباب الذي أدّت إلى حدوث الخطأ وإذا كانت تنطوي على عمليات احتيال، بالإضافة إلى احتساب كلفة الخسائر الناتجة من هذا الخطأ.

مجالات خبرة المحاسبين الجنائيين تتعدّى المحاسبة والتدقيق إلى مهارات التحقيق الجنائي والمقابلات وكتابة التقارير والشهادة كشهود خبراء. يدرَّب المحاسبون الجنائيون على الرّد على الشكاوى الناشئة في المسائل الجنائية، وبيانات المطالبات الناشئة في الدعاوى المدنية، والشائعات والاستفسارات الناشئة في تحقيقات الشركات. تُعطى موضوعية واستقلالية مدققي الاحتيال والمحاسبين الجنائيين أهمية قصوى.

وقد بدأ التدقيق المالي الجنائي بالمؤسسات مع أول احتيال كبير للشركات هو الاحتيال المعروف باسم فقاعة بحر الجنوب). حيث تأسّست شركة بحر الجنوب (SSC) في بريطانيا عام 1711، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وأعطيت لاحقاً الحقّ الحصري بالمتاجرة في بحار قارة أميركا الجنوبية. في عام 1719 اقترحت الشركة مخططاً يقضي بتحملها الدين العام في بريطانيا، والمقدر بأكثر من 30 مليون جنيه إسترليني، عن طريق دعوة المستثمرين بالاكتتاب في أسهم الشركة مقابل السندات الحكومية التي يحملونها. ورغم أن بنك إنكلترا عرض تحمّل الدين، إلّا أن البرلمان وافق على تولّي الشركة هذا الدين. قادت شركة بحر الجنوب ارتفاع سعر السهم من خلال وسائل اصطناعية، موهمة المستثمرين بعوائد على الأسهم تفوق بكثير تلك المحققة من السندات الحكومية، ما أدّى إلى تهافت المستثمرين على الاكتتاب في أسهم الشركة. وفي جنون المضاربة هذا، ارتفعت قيمة سهم الشركة من 128 جنيهاً إسترلينياً إلى 1000 جنيه إسترليني خلال الفترة بين كانون الثاني وآب من عام 1720. وبعدما شاع خبر أن الأسعار المتداولة تفوق بكثير القيمة الحقيقية لأسهم الشركة، بدأت عمليات بيع الأسهم بالتسارع من قِبل مديري المحافظ بداية، ثم المستثمرين للاستفادة من أرباح الأسهم الضخمة. وبحلول نهاية شهر أيلول من السنة نفسها، انخفض سعر السهم إلى 150 جنيهاً إسترلينياً.

ألفاريز آند مارسال

تأسست شركة ألفاريز آند مارسال عام 1983 بجهود مشتركة بين طوني الفاريز و براين مارسال لمساعدة القطاعين العام و الخاص على تطوير انفسهم و لمساعدتهم في التدقيق الحسابي و التدقيق المالي الجنائي و مقرها الرئيسي في نيو يورك.

وهي أحد الشركات الرائدة على المستوى العالمي والتي تختص في تقديم الخدمات الاستشارية لتحسين أداء الأعمال ومراحل إدارة التحول.

وتمتلك ألفاريز آند مارسال أكثر من 4500 مختص من نخبة كبار الاستشاريين ذوي الخبرات العالمية موزعين على أربع قارات حول العالم، وتقدم ألفاريز آند مارسال خدمات استشارية مميزة للشركات، ومجالس الإدارة، وشركات الأسهم الخاصة، وشركات المحاماة والجهات الحكومية التي تواجه تحديات معقدة وتسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة. إضافة إلى مجموعة من الخبراء في هذا القطاع الذين يكرسون خبراتهم لمساعدة قادة الأعمال على تحويل التغيير إلى أحد الأصول التجارية، وإدارة المخاطر وتحقيق قيمة أفضل في جميع المراحل، مستفيدين من إرث الشركة وسجلها في تحقيق النجاحات.

الشركة لديها مكاتب في حوالي ثلاثون دولة ، وقد عملت في ملفات مختلفة حول العالم و في منطقة شرق الاوسط تعمل في ملفات مختلفة في الخليج العربي و ابرزها في المملكة العربية السعودية حيث تم تعيين أول سيدة سعودية دينا ابو عنق في منصب رئيس تنفيذية للشركة عام 2018 في الممكلة حيث دليل على مدى نية الشركة التوسع في المنطقة  ، و بالتوازي لديها وجود أساسي في الامارات العربية المتحدة حيث يوجد لديها مكتب أساسي هناك.

و من أبرز أنشطة الشركة في المنطقة العربية كان التدقيق المالي في مصارف المملكة العربية السعودية و الامارات العربية المتحدة و آخرها كان تقييم لادام مصارف الامارات في الربع الاول لسنة 2020.

لبنان و ألقاريز آند مارسال

لنبدأ اولا بموضوع ماذا أدى إلى الاطاحة بشركة كرول؟ هل فعلا علاقتها بإسرائيل؟ او لديها خبراء يهود؟ رغم انها كانت تتعاون مع مصرف لبنان سابقا؟ و هل هناك من يصدق ان ليس جميع تلك الشركات العالمية لديها موظفون اسرائيليون؟ و لماذا بعد عدة أشهر اتى تقرير امني بذلك؟

من هنا ممكن ان نقول ان الموضوع اكبر ن ذلك و لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو الاتفاق مع هذه الشركة و كيف سيكون و ما هي المعوقات التي كانت مع كرول و ليست مع ألفاريز !!

عسى ان ياخذ التدقيق المالي الجنائي مجراه و يعمل بالتوازي على إنشاء محكمة خاصة بالجرائم المالية لكي يتم محاسبة فعلا المسؤولين و هذا التدقيق الجنائي يجب ان يمتد غلى مؤسسات مختلفة ساهمت في هدر المال العام مثل الكهرباء و مجلس الانماء و الاعمار و مجلس الجنوب و غيرها.

و لكن لكي نكون ايجابيين ان خطوة تلزيم الشركة بالتدقيق المالي الجنائي تعد خطوة متقدمة في ظل الانحطاط السياسي و المالي و المحاسبي في وطن إسمه لبنان.

هل سننعم بالحريرالصيني أم بفخ الديون؟

بدأت العلاقـات اللبنانية – الصينية فـي العام 1955 حيث تـم توقيع أول اتفاقية تجارية بين لبنان والصين، وقد شـهدت العلاقات التجارية بين لبنـان والصين تطوراً كبيراً، فأصبحت الصين أكبر شـريك تجـاري للبنان، إذ بلغـت قيمة الصادرات الصينيـة إلى لبنان عام 2018 بمليارين و48 مليون دولار وهي تعد أكبر مصدر، وبالمقابل صدّر لبنان بـ22 مليوناً و194 ألف دولار.

وتأسست العلاقة الديبلوماسية بين الصين ولبنان في 9 تشرين الثاني 1971، وبعد ذلك شهدت العلاقات الثنائية تنمية مستقرة في شتى المجالات بما فيها الاقتصادية والتجارية والمالية والثقافية وغيرها.

إتخذت الجامعة اللبنانية قراراً عام 2015 بتأسيس قسم خاص لتعليم اللغة الصينية كجزء من منهج مركز اللغات والترجمة، فضلاً عن اتخاذها قراراً عام 2018 بإنشاء ماستر الدراسات الصينية.

ومع دخولنا الألفية الثالثة، تتطور التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية والمعلوماتية الاجتماعية والتنوع الثقافي على نحو معمق، وتتسارع وتيرة التغير لمنظومة الحوكمة العالمية والنظام الدولي ويترابط مصير شعوب العالم بشكل أوثق من أي وقت مضى.

وفي الوقت نفسه، نواجه تحديات غير مسبوقة، إذ ما زالت الهيمنة وسياسة القوة موجودة. في هذا السياق طرح رئيس الصين شي جين بينغ مبادرة “الحزام والطريق” أي “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين” العام 2013، ولقد لبى لبنان هذه المبادرة بشكل إيجابي، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك للحزام والطريق بين الحكومتين الصينية واللبنانية في أيلول 2017 وذلك بعد إقرار قانون 48 الذي ينظم العلاقة بين القطاعين العام والخاص في مجلس النواب اللبناني.

خلال الأعوام التي تلت هذه الاتفاقية، جاءت إلى لبنان وفود صينية مختلفة ترغب في الاستثمار. وقد أعدت دراسات ميدانية ووضعت أولوياتها في الاستثمارات، وحيث قد تصل نسبة استثماراتها إلى 12.5 مليار دولار.

ومن ضمن هذا المبلغ تنفيذ 9 مشاريع كبيرة، أبرزها سكك الحديد وقطاع الكهرباء. ولا يلتزم الصينيون بسكّة حديد واحدة تمتّد على الخط الساحلي، بل بشبكة متكاملة تجعل لبنان مترابطاً من أقصاه إلى أقصاه، عبر سكّة الخط الساحلي وربط المرافئ وسكّة طريق الشام، بما فيها نفق حمانا.

ويهتمّ الصينيون كذلك بإنشاء معامل لإنتاج الكهرباء، وكذلك منشآت إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، التي وُضعت دراسات لتوليدها فوق مجاري نهر الليطاني وسدوده، إضافة إلى مساحات أخرى. ولا يغيب نهر الليطاني عن الاهتمام الصيني، حيث يعرض الصينيون تنظيف مجرى النهر ومعالجة الملوّثات التي جعلت مياه النهر ومجراه مكاناً غير قابل للحياة، بدل أن تكون مصدراً للإنماء وتطوير الانتاج الزراعي، إضافة إلى ذلك هناك اهتمام صيني بالصناعات الغذائية كالبطاطا والتفاح الأحمر.

أما بخصوص التحديات التي قد نواجهها في مجال التعاون اللبناني-الصيني، فهي مختلفة وتنقسم بين سياسية واقتصادية وإدارية.

على الصعيد السياسي هل شق طريق استثمار الصين في لبنان سيكون سهلاً؟ في ظل الأجواء المتوترة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية وخاصة أننا نعيش في شبه حرب باردة بين الطرفين. رغم أن الصين تحتل صدارة الشركاء التجاريين مع الولايات المتحدة والمصدرين إليها. وجاء نحو 22 في المائة من إجمالي الواردات السلعية الأميركية من الصين في 2017، بينما أتت الصين في المركز الثالث للصادرات الأميركية بعد كندا والمكسيك، حيث صدرت الولايات المتحدة إليها نحو 8.5 في المائة من إجمالي صادراتها.

ماذا سيكون رد المجتمع الغربي؟ وما هي الأوراق التي قد تستعملها وحيث هناك أوراق متعددة من ضمنها سلل العقوبات وتوقيف الهبات التي تقدم، تفعيل الحروب الباردة على أرضنا وغيرها من السيناريوات.

أما على الصعيد الاقتصادي، فما هو المقابل؟ هل الطروحات الصينية في طريقة الاستثمار والأرباح ستأخذ بالاعتبار المصالح اللبنانية؟ أم لأننا في أمس الحاجة الى هكذا دعم واستثمار حالياً فتضع الصين شروطها بطريقة لا تناسب مصالح اللبنانيين. وخاصة أن الطبقة السياسية على مدى عقود كانت تهتم بمصالحها الشخصية قبل العامة.

أما على الصعيد الإداري، فكيف سيكون شكل العقود، هل ستكون بشكل استثمار أم قروض؟ كيف ستكون نسب اليد العاملة هل ستفرض الصين شروطها؟ حصل ذلك النقاش سابقاً في المنطقة الاقتصادية الحرة في طرابلس حيث كانت الصين تضغط للحصول على نسبة 70% من العمال الأجانب مقابل 30% لبنانيون ولكن ختاماً وصل الفريقان إلى حل مشترك 50%.

ولكن ذلك كان في فترة سياسية واقتصادية مختلفة، فالاستثمار الصيني مهم ولكن على لبنان أن يكون واعياً تماماً والتفاوض يجب أن يكون بناءً وشفافاً ويحفظ حقوق اللبنانيين حتى لا نصل إلى مرحلة كما حصل في سريلانكا والإكوادور ودول أوروبية مختلفة حيث وقعت هذه البلاد في فخ الديون الصينية.

على سبيل المثال اضطرت حكومة سريلانكا إلى تسليم ميناء “هامبانتوتا” الجنوبي لنظيرتها الصينية بموجب عقد إيجار مدته 99 عامًا، بعد فشلها في سداد أقساط الديون التي حصلت عليها لتمويل بناء المشروع الذي فشل أيضًا في تحقيق العائدات المرجوة.

لبنان يعد في مرحلة حساسة جداً اقتصادياً ومالياً وسياسياً وأي خطوة خاطئة قد تدمرنا إلى عقود مستقبلاً، ومن هنا تأتي أهمية الإصلاحات الإدارية حتى قبل بناء علاقات وتلقي دعم من أي جهة كانت لكي تأخذ الإجراءات الإدارية والشفافية الطريق الصحيح.

شادي نشابة مشاركا في جلسات الأمم المتحدة.


في نيو يورك بدعوة من مكتب مكافحة التطرف في الامم المتحدة شارك رئيس مجلس شباب طرابلس و عضو المجلس البلدي شادي نشابة في جلسات الأمم المتحدة لمناقشة واقع الشباب في الدولة الأكثر حاجة، و كانت له مداخلة خلال الجلسات حول واقع الشباب في لبنان حيث تركزت حول أهمية العمل للحد من البطالة، وأضاف أن التطرف ليس عقائدياً بل هو نتيجة لأسباب سياسية و اقتصادية و اجتماعية، و علينا العمل على تعزيز و تفعيل دور الشباب في المشاركة بالحياة السياسية، الإقتصادية و الإجتماعية كي نتمكن من حد هذه الظاهرة.
و قد التقى نشابة عدد من الوفود الدبلوماسية الالمانية، السعودية، الاماراتية، البيرو و الهولندية.

زيارة مدير كلية العلوم السياسية في جامعة العلوم سياسية في باريس

11947527_10153043674377811_5787954227177912135_nقام شادي نشابة بزيارة  خبير ملف الشرق الاوسط في جامعة العلوم السياسية في باريس حيث تم التباحث في امور الشرق الاوسط و الوضع في المنطقة كما تم التطرق حول وضع الشباب اللبناني و حاجاتهم، إضافة تم التباحث إلى وضع المؤسسات الرسمية و كيفية تبادل الخبرات في سبيل تحسين وضع المؤسسات الحكومية و تبادل القدرات في مواضيع مشاريع القوانين التي تساهم في تقدم الخدمة العامة. 

نشابة محاضرا في برنامج قادة الشباب في العالم العربي

1924994_411230355688100_161702148_nضمن برنامج القادة الشباب في العالم العربي الذي ينفذه المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية في المغرب، قام شادي نشابة بتدريب 25 شاب من ثمانية أحزاب مغربية حول المهارات السياسية، التنظيم، التواصل وتفعيل العمل الشبابي داخل الأحزاب .

1507789_482919771820088_317821802_nاستمرت ورشة العمل ثلاثة أيام قام خلالها نشابة بمشاركة الشباب خبرته في العمل السياسي والمدني وقدّم لهم المشورة والدعم لصياغة خطط عمل تهدف إلى تطوير دورهم داخل مجتمعاتهم وأحزابهم.