كفى

هذا بفضل سياستكم الخاطئة

السياسة في لبنان أزمة كبرى و هي مضحكة جدا، و لكن ذلك ليس بسبب السياسة فيها  بل بسبب سياسييها. و لكن هنا أريد أن ألوم المواطن اللبناني لأنه شريك في ذلك، فالمواطن لا يلعب دوره بشكل فعال، مما يجعل السياسي الإستمرار بعمله في نفس الطريقة أي سياسة الكذب على المواطن و تبنيه سياسة الهدر و الفساد و التبعية للخارج.

إستعمال المواطن كسلعة

فالسياسي يستعمل المواطن اللبناني كسلعة يستعملها لفترة موجزة و عندما يصل إلى ما يبتغيه يرميه في سلة المهملات و يعود من جديد و يستعملها للأسف. و ذلك بوسائل عدة إما إستعمال لغة الطوائف و التطرف، إما شرائه بالمال و يكون ذلك خلال فترة الإنتخابات، و المواطن للأسف يعلم ما يحصل و لكنه يتبنى ما يفعله الساسة.

فهنا السياسي يكون فرح جدا، لأن ذلك يعد أفضل سيناريو ممكن له، ألا يعلم الشعب اللبناني أن الأموال التي تدفع له هي من أمواله، لأن الساسة يحسبونها بطريقة تجارية فما يصرفه يعوضه من خلال وجوده في السلطة فكفى كذب و كفى نفاق.

يا أيها الساسة أنتم مجرد موظفون لدى الشعب اللبناني، فواجبكم خدمة المواطن و التشريع لمصلحته و تحقيق العدالة و المساواة و ليس العمل لمصالحكم الشخصية الآنية و الذاتية….

و أريد أن أقول لكم أن المواطن اللبناني أصبح واعي أكثر بكثير من قبل و العدل و التغيير آت لا محال….

فمنذ إتفاق الطائف حتى اليوم العمل العام يرتكز على المحاصصة و تنفيذ ما يلبي مصالحكم و ليس مصلحة الوطن و المواطن. فتارة نسمع بالترويكا أي بتقسيم مغانم الدولة على الرؤساء الثلاثة و توابعهم و تارة أخرى نسمع بطاولة الحوار فهنا تكبر المغانم و عندما تكبر المحاصصة يحصل خلاف أكبر بينهم البعض.

هنا ما يجعلني أحزن هو ان المواطن اللبناني ما يزال يتبع  ” الزعيم ” و يناضل من أجله رغم أنه يعلم أن هذا الزعيم أو ذاك أو هذا الحزب أو ذاك يعمل لصالح مصالحه الذاتية . ففي جميع التعيينات الإدارية يريد الزعيم أن يدخل الأشخاص المقربون منه و ذلك لو لم يكونوا ذوي كفاءات ففي أغلب الأحيان ذوي الكفاءات لدى الزعيم أو الأحزاب يدمرون.

سرقة أموال الناس

أغلبيتهم يريدون إستعمال نفوذهم في السلطة لأخذ مغانم الدولة و الشعب و ذلك عبر سياسة الهدر و الفساد ، ممكن أن يكون عبر الخصخصة أو العقود إلخ…

تطبيق العدالة هو الحل

يستعملون السلطة بشكل مدروس و ذلك ليغطوا عن بعضهم البعض السرقات، فيضعفون السلطة القضائية لإعدام سلطة الرقابة عليهم، فيعينون القضاة حسب إنتماءهم و ليس حسب الكفاءة و يفعلون ذلك لعدم تطبيق مبدأ فصل السلطات الذي يؤثر عليهم و يكشف أوراقهم.

الفقر في طرابلس لبنان

فسياستهم تجويع المواطن ليظلوا حاكميه بالوسيلة الأرخص، فعندما يلتهي المواطن بلقمة عيشه لا يلتف إلى ما يحصل في الإدارات العامة، فكفى هدر، كفى فساد، كفى إستعمال المواطن كسلعة تجارية، كفى إتباع سياسة المحاور و الرضوخ إلى مصلحة الدول و ليس مصلحة الدولة اللبنانية و المواطن اللبناني، كفى السيطرة على القضاء، كفى الهروب من تطبيق دولة المؤسسات و الهروب من تطبيق مبدأ فصل السلطات.

و هنا أريد أن أذكر أن ليس كل الساسة فاسدون و لكن الأغلبية، فإنني أدعم كل من يجرؤ مثلي بالتكلم عن تلك المأساة، فواجب كل شخص يعمل في الحقل العام و هو ضد ما يحصل في الوطن أن يعبر و يحارب ما يحصل من فساد في السلطة.

أخيرا، إنني أشكر من تكلم في مجلس النواب من طالب بتطبيق دولة المؤسسات و ملىء الفراغات في الإدارات العامة و المطالبة بتحييد سياستنا الخارجية فالإعتدال هو الحل. فإنني أهنئه و أطلب أن تكون ذلك نقطة إنطلاق للوصول إلى هدف خدمة المواطن و تحقيق رفاهيته.

6 ردود
  1. Hassan Saad
    Hassan Saad says:

    منذ نهاية الحرب الأهلية وهذا البلد معروض في المزاد السري المفضوح، ليس للبيع كوطن إنما للمزايدين الذين ارتضوا أن يسخروه لبيع مواقف سياسية (تحالفاً أو ارتهاناً) ليست من أولويات الشعب، أو يعملوا على تقويض اقتصاده (تزلفاً)، أو يهشموا صورة القضاء فيه حماية لأنفسهم ولأزلامهم، أو ينشروا ثقافة العداء للقوانين والحاجة إليهم لتجاوزها، أو يجعلوا من الدستور والقانون مطية لتمرير مصالحهم، أو يتخذوا أنصاراً يتسابقون للموت فداءً لهم فيقدمونهم قرباناً ليعيشوا هم ومن أتى بهم رغداً، فضلاً عن التهجير القسري لأهل البلد من وإلى الداخل وإلى الخارج علهم يفرغون البلد من أصحاب الكفاءات والعقول الراجحة كي لا يبقى لهم منافس.

    المطلوب المزيد من التوعية المباشر .. مع الشكر والتقدير لجهودك في هذا المجال

  2. شادي نشابة
    شادي نشابة says:

    شكرا سيد حسان على تعليقك الممتاز… فمن هنا علينا لعب دورنا بشكل جيد لأنه إن لم نتحرك فلن يتحرك أحد، فلنبدأ بالمسيرة و بكافة وسائل الضغط و إنني أعلم أن المسيرة سوف تكون طويلة و سوف نحارب بكافة الوسائل لكن النضال من أجل الوطن واجبنا فمن هو على حق لا يخاف أحد و لو أن ذلك ممكن أن يؤدي إلى الإستشهاد فهذا نعتبره نصرا للوطن… فالمسيرة بدأت و فانوس الإصلاح لن ينطفىء.
    شكرا جزيلا

  3. wassim
    wassim says:

    الاستشهاد هو نشان نعلقه على صدورنا و لكن في مواجهة الظروف الراهنة في لبنان فإن الاستشهاد الحقيقي هو في توعية الشباب اللبناني على اهمية صموده امام كل التحديات الراهنة لكن للاسف الشديد معظم الشباب اللبناني متحزبين و معلنين انتماآتهم الى حزب معين او تيار معين و بهذا فقد الشاب لذّة انتماءه الى الوطن .

    إني كمواطن لبناني بعيدا عن موطني آمل دائما الى العودة الى الوطن و العيش فيه و مدّ يد العون و المساعدة بكل ما تحمل الكلمة من معنى لكي نبني وطناً لأولادنا و أحفادنا يستطيعون العيش فيه بكرامة و حرية بدون الخضوع الى الضغط السياسي الموجود في مناخ لبنان.

    أخي شادي إني أشكرك على هذا المنبر الذي من خلاله تتيح الفرصة للشباب اللبناني التعبير عن رأيه بكل موضوعية و ندعو الله ان تكون جهودك في المكان الصحيح .

  4. شادي نشابة
    شادي نشابة says:

    طبعا سيد وسيم أن الإستشهاد هو سيكون نيشان على صدورنا و خصوصا الإستشهاد لأجل قضية محقة ، و إن لم يكن عندنا حس الجرأة و حس الإنتماء و الإخلاص للوطن لن نصل إلى التغيير الحقيقي الجذري البناء القادر على الإصلاح فالذين رفعوا هذا الشعار كثر و لكن هل فعلا لديهم نية التغيير أم يريدون تقاسم الجبنة فيما بينهم فيرفعون هذا الشعار للضغط….

    إنني فعلا أشكرك على تعليقك النابع بالأحاسيس و بالإنتماء إلى جذورك و إنشاءالله بجهودنا جميعا نتمكن من تحقيق إزدهار لأقتصادنا و تحقيق الإستقرار فيه لكي يرجع أهله إلى الوطن الذين يحبون.

    شكرا جزيلا

  5. Bilal Mehieddine
    Bilal Mehieddine says:

    مساء الخير

    أمثالك قلة في لبنان وهنا لا بد أن أشكرك ويشكرك الجميع طالما أنك تمارس وتتطبق من الداخل ما تؤمن به وما نؤمن به وأسأل الله يا عزيزي أن يمدك بالارادة والقوة لأن ما ذكرته في مقالك يلامس الواقع وأي واقع, واقع طغت فيه الغريزة على العقل حتى أصبح الكثير من شعب لبنان يتباهى ويجاهر ويقدم الارض والعرض والمال والدم في سبيل الانتماء لشخص أو حزب أو أي جهة الا الوطن.

    شكرا جزيلا

  6. شادي نشابة
    شادي نشابة says:

    مساء الخير

    تحية طيبة لك و إلى كل من يؤمن بتحقيق تغيير جذري في الوطن و ليس فقط رفع الشعارات ، و أشكرك على دعمك الذي يعطيني دفعا إلى الأمام لتحقيق ما نيتغيه من وطننا الحبيب لبنان… فما أقول دوما و دائما أن التغيير آت و لكن نحتاج للصبر و الإندفاع و الجرأة و الدعم و القوة… فنحن صراحة أمام خيارين للأسف إن لم يحصل تغيير عبرنا و عير كل من يؤمن بالتغيير و ذلك عبر تحقيق دولة المؤسسات لبنان متجه إلى حرب أهلية ليس اليوم و لكن حسب وجهة نظري في المستقبل …

    أءمل أن نحمي وطننا و أن نحقق فيه دولة المؤسسات لكي نحمي و لكي نسترجع الأدمغة في الخارج للشعب العظيم في لبنان و في كل بلدان الإغتراب.

    لك جزيل الشكر

التعليقات مغلقة