سجون لبنان إرهابية

عندما نلفظ كلمة السجن في لبنان، تلقائيا يخطر في بالنا وضع مأساوي و غير إنساني، و عندما نقول إرهاب ليس محصور بأفراد فإنما ممكن أن يكون من مؤسسات أو دولة، ذلك عندما لا تراعي أدنى حقوق الإنسان و يسجن مئات السجناء من دون محاكمات و منهم من يخرج بريء لأسباب مختلفة منها سياسية، منها أمنية و منها إهمال قضائي. هذا عداك عن تقاعس الدولة في تطبيق القانون الوطني لمناهضة التعذيب (قانون رقم 65) حيث يوجد مئات حالات التعذيب و الإعتراف بأمور غير صحيحة تحت ضغط التعذيب.

عدد المساجين في لبنان يفوق 180 في المئة من القدرة الإستعابية للسجون، هذا بحد ذاته إرهاب أي يجلس العشرات في غرفة واحدة، بدل من أن يكون السجن لإصلاح المرتكب فيصبح وكرا لتخريج مجرمين.

إن أردنا التحدث عن وضع المساجين الإنساني فحدث و لا حرج فلكل 3000 سجين لديهم طبيب واحد، هذا حقوق إنسان على طريقة الدولة اللبنانية، أما بخصوص حياة السجين اليومية من ماء و غذاء لا تراعي أدنى معايير حقوق الإنسان، تارة تقطع المياه كمادة لتهديد السجناء، الغذاء لا يراعي الشروط الصحية و غيرها و غيرها.

هذا عدانا عن الفساد داخل السجون أي هناك سجين بسمنة و سجين بزيت، و يستفيد مديرو السجون من منافع شخصية لقاء تقديم بعض الخدمات لبعض المساجين.

الأنظار عادة تتجه إلى سجن رومية و نتحدث عن مأساوية السجن خاصة أنه سجن مركزي و لكن هذا السجن يعد وضعه أفضل بكثير من السجون الأخرى. هناك سجون تحت الأرض حيث لا يوجد أي نور و غير ملائم لأدنى معايير حقوق الإنسان مثل سجن الريحانية، حيث يتآكل البعض من جراء حساسية جلدهم.

عندما يجري الحديث عن حالات تمرد تلقائيا يجري الحديث أن السجناء هم إرهابيون أو ما شابه، و لكن الصحيح هو أن أي شخص يعيش مكان السجناء سوف يتصرف مثلهم أو أكثر و خصوصا ليس لديهم أي شيء يخسروه في ظل هذا الوقع الأليم الذي يعيشون به.

أما في المقلب الآخر، السجن هو مركز لإعادة تأهيل السجين، و للأسف ليس هناك أدنى وسائل التنمية البشرية أو بناء قدرات أو ترفيهية للسجين في لبنان. في بلدان أخرى يتم الإستفادة من هذه الطاقات لأجل تنمية أوطانهم مثل أميركا و الصين و الكثير من الدول الأوروبية أما في لبنان السجن هو معتقل لأجل تدمير السجين على كافة الصعد المعنوية و المالية.

السجون في لبنان هي أحد موارد تحطيم المجتمع اللبناني و إنه يعد قنبلة موقوتة في وجه الوطن بأجمعه، إنها مادة لتعزيز الحقد و التطرف، لذلك إنها دولة تنشأ و تمارس الإرهاب بحق شعبها.

لذا على الدولة إقرار قانون العفو العام و البدأ بورشة إصلاحية شاملة للسجون تراعي شروط حقوق الإنسان، للإنتقال من دولة الإرهاب في السجون إلى دولة الإصلاح و حقوق الإنسان في السجون.

 

 

 

بنك “الطاقة” في لبنان

الكهرباء في لبنان تعد من أكبر المأساة التي مرت و تمر على الشعب اللبناني، إنها عقدة لم يفكها معظم القوى السياسية إستلمت حقيبة وزارة الطاقة منذ إنتهاء الحرب الأهلية حتى اليوم، إنها مورد رزق للمئات و مورد إخضاع و تجويع لمعظم الشعب اللبناني.

لنبدأ بنظرة عامة حول واقع الكهرباء اليوم، فإنتاج لبنان للكهرباء يقدر حوالي 1800 ميغاوات و المشترات من سوريا و تركيا حوالي 500 ميغاوات و حاجة لبنان حاليا حوالي 3500 ميغاوات أي نحن ينقصنا 1700 ميغاوات.

يوجد نوعين من الهدر للطاقة فني حيث يبلغ حوالي 17 بالمئة ذلك بسبب عدم كفاية الطاقة الإنتاجية،استمرار تشغيل المعامل الغازية على الديزل عوضاً عن الغاز الطبيعي و التقادم و قلة الصيانة و غير الفني 18 بالمئة أي بسبب السرقات و التعدي على شبكة الكهرباء.

إن كلفة إنتاج الكيلووات الواحد وفق تقرير لوزارة الطاقة، يبلغ 255 ليرة (63% فيول و37% التوليد)، بينما يكلّف توليد الكهرباء في المعامل الحراريّة كمتوسّط عالمي 62 ليرة.

هكذا، يكلّف الكيلووات اللبناني 4.1 مرّات من نظيره العالمي، بفعل الهدر المستشري في المؤسسة. أمّا تقرير الوزارة، فيعترف مسبقاً بـ40% كنسبة خسائر تقنيّة وغير تقنيّة وفواتير غير محصّلة.

 

التكلفة السنوية للكهرباء في لبنان حوالي ملياري دولار خسارة، و حسب صندوق النقد الدولي إن التكلفة المتراكمة لدعم شركة كهرباء لبنان تعادل نحو 40 بالمئة من إجمالي ديون لبنان أي حوالي 40 مليار دولار، و البنك الدولي يعتبر نقص الكهرباء يأتي في المرتبة الثانية بعد عدم الإستقرار السياسي في عرقلة النشاط التجاري و الإقتصادي و هذا ناهيك عن الأضرار البيئية و الصحية الناتجة عن جراء طريقة إنتاج الطاقة في لبنان.

 

و لكن كل ذلك الأرقام و المصائب التي يدفع ثمنها الشعب اللبناني، تعد نعمة على بعض المستفيدون من تلك الأزمة لأنها ” بنك الطاقة ” لهم.أول مستفيد من تلك الأزمة كارتيل النفط في لبنان الذي يتشارك معه بعض القوى السياسية و النافذة، حيث إستيراد مادة الفيول حوالي ملياري دولار سنويا، فحسب وزارة الطاقة أن 63% من كلفة الإنتاج هي الفيول أي كلفة الإنتاج العالية يعود ربحها لهذا الكارتيل، هذا من ناحية و من ناحية أخرى مافيا المولدات الخاصة حيث يسيطر على معظمها أغلبية القوى السياسية و تجني أرباحا هائلة، تستهلك الفيول أيضا فهنا نتحدث أن هذه الأزمة تفتح الباب أمام هذا الكارتيل أن يستفيد من الدولة و من مافيا المولدات الكهربائية!!

فواقع الكهرباء اليوم هو الأمثل لهذا الكارتيل بحيث يستفيد من هذا الوضع و يفيد معه بعض المتحاصصين و الشركاء و النافذين في الوطن. و هذا عداك عن التلاعب بكمية الفيول التي يتم إستهلاكها و تتقاسم أرباح بين أفراد بنك “الطاقة”.

 

حتى البواخر التي إستوردناها لإنتاج الطاقة  يدفع عليها مبلغ 700 مليون دولار سنويا و من مهام الدولة العمال و الصيانة و “الفيول”، حيث هذا المبلغ فقط لإستئجارها.

أما في المقلب الآخر، جزء من الهدر الغير الفني السرقات التي تغطيها بعض القوى السياسية حيث تعتبر جزء من الخدمات السياسية لمواطنيهم لإعادة إنتخابهم مستقبلا حيث يخدموهم من جيوبهم.

إن حاجة لبنان للطاقة سوف تزداد عام بعد عام و بالتالي نسبة الهدر و خسارة الدولة إلى إزدياد إن بقى الوضع على حاله، و الحلول موجودة لكنها بحاجة إلى إرادة سياسية.

الحل يجب أن يكون على الصعيد الثلاثي: الإنتاج،النقل و التوزيع.على صعيد الإنتاج أهم الحلول بالتوازي مع إنشاء معامل جديدة حيث تكلفة إنشاء معمل جديد حوالي 450 مليون دولار و نحن نستأجر بواخر لإنتاج حوالي 385 ميغاوات فقط، بمبلغ 700 مليون دولار سنويا.  إستبدال مادة الفيول بالغازالطبيعي حيث تكلفته أقل بكثير، يخفض تكلفة الإنتاج التي تعد أكثر بأربع مرات من التسعير العالمية.

الإنتاج أيضا يجب أن لا ينحصر بالمعامل التقليدية، إنما نحن بحاجة أن نبدأ بالإنتقال إلى الطاقة البديلة التي فاتورتها أقل على الصعد المختلفة ماديا و صحيا و بيئيا، تكلفة الميغاوات الواحد من خلال الطاقة الشمسية 8 سنت و الطاقة الهوائية حوالي 12 سنت و نحن ندفع اليوم حوالي 63 سنتا. فلبنان لا يستفيد إلا بخمسة بالمئة من إنتاجه من الطاقة المائية فقط و 53% من إجمالي الغازات الدفينة في لبنان عام 2012 كانت بسبب قطاع الطاقة في لبنان.

أما من ناحية النقل على الدولة إكمال الشبكات و إنشاء جهاز التحكم الوطني للتمكن من تخفيض الهدر الذي صدر قرار بإنشاءه عام 1993 أبان إنشاء و تأهيل قطاع الكهرباء.

و من ناحية التوزيع نحن بحاجة إلى زيادة حلقات المرونة لضبط الهدر الفني و إيقاف الوصلات الغير شرعية المغطاة سياسيا.

الكهرباء في لبنان قابلة أن تربح أو على الأقل لا تخسر و لكن ذلك بحاجة إلى قرار و إرادة.

 

 

 

.

.

 

إنتفاضة لبنان عرض مدني و تحية عسكرية

 

 

مناسبة الإستقلال 76 هذا العام كانت بنفحة مميزة أبهرت الشعب اللبناني و العربي، في كل عام كان ينتظر الشعب اللبناني ليرى إحتفال عيد الإستقلال الرسمي بطريقة تقليدية و يشهد خطابا من هنا و خطابا من هناك، و كلاما من هنا و كلاما من هناك، و موكبا من هنا و موكبا من هناك.

في كافة إحتفالات الإستقلال كان الشعب من ينظر إلى الساسة و لكن في هذا العام الساسة من نظر إلى الشعب، جرى الإحتفال الرسمي هذا العام بحفل صغير في وزارة الدفاع في اليرزة حيث كان يطغى عليه أجواء الحزن و الشعب اللبناني إحتفل في كل لبنان و بأجواء فرح لا توصف، و الوحيد من كان موجود في الإحتفاليين هم القوى الأمنية و العسكرية و هذا دليل على مدى إحترامهم من قبل الشعب و الدور الإيجابي الذي يشكرونهم دائما عليه في حماية الإنتفاضة و الشعب اللبناني و في كل المناسبات التي مرت، و إحياءا لشهداء القوى الأمنية و العسكرية جميعا الذين دفعوا دم لأجل بقاء الوطن.

يجب قراءة هذا العرض المدني مليا لأنه رسالة يجب أن يفهمها جميع من هم أصحاب قرار، أنه الشعب اللبناني سئم من الآداء التقليدي للساسة و الآداء التقليدي للدولة و لم يعد له ثقة، هذا هو شعار المنتفضون و على من في الدولة أن يتعاطوا مع الموضوع ضمن هذا الإطار و ليس كما كان يتم التعاطي بالقرن السابق، الشعب إفتتح قرن جديد قبل أوانه و بدأ يكتب التاريخ من خلال الجمهورية الثالثة التي يريدها بعيدة عن الآداء السابق من فساد إداري و مالي و سياسي و الإستهتار به.

أما الرسالة الثانية و الواضحة أنه لا يحاول أحد بضرب الشعب مع القوى الأمنية و العسكرية لأنهم واحد منهم، إنهم في القلب و العين و لن يتمكن أحد بلعب هذه اللعبة، لأن هذا الزمن قد ولى، و تاريخيا إنهم دائما فوق كل إعتبار رغم وجود بعض الأخطاء أو الإرتكابات و لكنها ليست بقرار مؤسساتي بل فردي، فلا يلعب أحد بهذه الورقة لأنهم من لحمنا و دمنا.

أما الرسالة الثالثة أن الشعب لن يمل و باق حتى تحقيق أدنى مطالبه و أن لا يراهن أحد على ملل الناس و إنها سوف تكون بمثابة كرة ثلج تكبر و تكبر في حال لم يتم الإستجابة إلى مطالب الناس و على الأقل البدء بتنفيذ المطالب المرتبطة بتشكيل الحكومة و العمل على تشريعات مرتبطة بالإصلاح القضائي.

فهل ستصل الرسالة إلى أصحاب القرار؟ أظن أنها لن تصلهم الآن و سوف يسعون إلى إستعمال وسائل أخرى بعيدة عن الرهان على الوقت و بعض الأساليب التي إستعملت سابقا، و لكن من إستعمال وسائل أكثر دموية أو على الأقل لعبة الشارع مقابل شارع حيث ينتج عنها تلقائيا العنف و التوتر و أخشى من الطابور الخامس في تلك الحالة و هذا عداك عن الإنهيار الإقتصادي الذي نشهده. فليجري عملية إستئصال لهذه الأزمة و ليبدأ العمل على حل فعلي و ليس وهمي، لأنه من بقى في الشوارع لمدة أربعين يوما ممكن أن يجلس مثلها لمدة سنوات لأن الشعب يعتبرها أنها الفرصة الأخيرة لتحقيق ما يصبوا إليه منذ سنوات طويلة.

 

 

 

 

660 ألف قنبلة موقوتة أشعلت إنتفاضة لبنان

 

منذ بداية الإنتفاضة في لبنان و هناك الكثير من يسأل نفسه لماذا الآن، ماذا حصل، ماذا تغير. و البعض الأخر كان يسأل العكس لماذا لم تحصل حتى الآن و أي مخدر يتعاطاه الشعب حتى لا ينتفض، على الأقل القنابل الموقوتة شباب لبنان العاطلون عن العمل الذين على الأقل تأمين أدنى هدف لهم  في الحياة أي بناء عائلة كريمة لم يعد يتمكنوا منه بسبب البطالة، و من لديه وظيفة تم توقيف قروض الإسكان لهم منذ حوالي عام و أحد أسباب إيقافها كانت قروض ميسرة لأصحاب الثروات و الرأسماليين و هذا يزيد غضب “الشباب”.

 

الشباب اللبناني العاطل عن العمل ليس بمعدل بسيط حسب أرقام ​البنك الدولي​، يدخل 30 ألف فرد سوق العمل اللبناني سنوياً، ولاستيعابهم يحتاج الإقتصاد إلى خلق أكثر من 6 أضعاف عدد الوظائف الموجودة أساساً، علماً أن متوسط صافي فرص العمل التي كانت المتاحة بين 2004 – 2007 يبلغ 3400 وظيفة فقط.

 

قبل ظهور الأزمة السوريّة، كان هناك 11% من القوى العاملة عاطلة عن العمل في لبنان، أما اليوم فهي 36% هي النسبة التي توصلت إليها الدراسة حول البطالة في لبنان. تبين أن هناك حوالي 660 ألف شخص عاطل عن العمل و النسب متفاوتة بين المناطق المختلفة و اليوم الأرقام إلى إرتفاع.

 

طبعا الجميع مسؤول عن ما وصلنا إليه اليوم من حالة إجتماعية و إقتصادية صعبة جدا، و طبعا أولها ثقافة الفساد في لبنان و سوء الإدارة و التخطيط.، لقد وصل شبابنا إلى حد قنابل موقوتة تواجه القنابل المسيلة للدموع نتيجة سوء إدارة الدولة، إما أن تجد فرصة عمل و إما أن تهاجر و إما أن تلتجىء إلى العنف و المخدرات أو تنتحر.

 

لبنان شهد حوالي 200 حالة إنتحار خلال عام 2018 و نبشركم أن عام 2019 سوف تزداد النسب و كانت أول حالة قتل شاب لأطفاله و من ثم الإنتحار لأسباب إقتصادية أو إجتماعية.إن مواضيع سوق العمل و​البطالة​ في كل دول العالم تهز عروش وتسقط حكومات وكم من الثورات انطلقت من هذا الباب ، و إنتفاضة لبنان روحها البطالة و الوضع الإقتصادي و الإجتماعي.

 

المثل الفرنسي يقول ” البطالة أم الرذائل”.

 

الشباب في لبنان أطلق ثورته و صرخته و إنتفض على المخدر الذي كان متأثر به، لأن لبنان مجرم بحق كل شب ، كل صبية ، كل أم، كل طفل و كل أب، و لا ننسى اللبنانيين المغتربين المغيبين قصرا عن وطنهم بسبب سوء إدارة الدولة. و لكن الشباب اللبناني يثبت مرة أخرى كم هو متمسك بلبنانه و متمسك بأرضه و ترابه و مستعد أن يدفع بمزيد من الثمن لكي يحقق الوطن الذي يحلم به.

كم نحن في مرحلة نتمنى عودة لبناننا الذي نحب و الذي نطمح الموت فيه و لأجله و أن لا يكون شبابنا فيه قنابل موقوتة بسببه.

الليرة اللبنانية بين الحاضر و الماضي

إن لبنان من الليرة العثمانية الى الليرة اللبنانية، تاريخ نقدي طويل. فلبنان مرت عليه عملات نقدية مختلفة عبر التاريخ حتى بدء الإستقلال اللبناني يوم 22 تشرين الثاني 1946 و ظهور الليرة البنانية.

أسس مصرف لبنان بقانون النقد والتسليف الصادر في اول آب 1963 بموجب المرسوم رقم 13513، لكنه بدأ العمل رسميا في اول نيسان 1964. وقد تحرك حرك سعر صرف الليرة اللبنانية منذ العام 1964 وحتى العام 1981 بين  بين 3.22 ليرات و 3.92 ليرات للدولار الأميركي الواحد، حتى وصل في شهر آذار من العام 1981 الى ما يقارب 4 ليرات للدولار الواحد، وإستمر هذا التراجع حتى حزيران من العام 1982 مع الاجتياح الاسرائيلي يوم وصل الدولار الواحد الى 5 ليرات لبنانية. بعد أشهر قليلة عوض الليرة بعض خسائرها لترتفع نهاية العام 1982 الى ما دون 5 ليرة للدولار الواحد.

 

تاريخ صرف الليرة مقابل الدولار

 

عام 1987 سعر صرف الليرة في عهد الرئيس أمين الجميّل  ما يقارب 550 ليرة للدولار

380 عام 1988 ليرة للدولار

880 عام 1989 ليرة للدولار

آب 1992: 2880 ليرة لكل دولار ولم يجري التداول به (نتيجة الرتب والرواتب والاجراءات الضريبية الجديدة)

آخر 1992: حوالي 1900 ليرة (قبل وصول الرئيس رفيق الحريري)

تشرين الاول 1992: الحكومة الاولى للرئيس الشهيد رفيق الحريري

أيار 1993: تعيين رياض سلامة حاكما لمصرف لبنان

) آب 1993: إستلام سلامة لمنصبه (الدولار 1950 ليرة

حزيران 1999: قرار ضبط سعر الصرف عند 1507.5 ليرات للدولار

حيث بدأت مرحلة جديدة ومثيرة في تاريخ مؤسسة مصرف لبنان

فرض على المصرف مسؤولية معالجة كل السلبيات التي لحقت بالقطاع جراء الحرب

عصر جديد في مسيرة وتاريخ مؤسسة مصرف لبنان

ولادة مرحلة ساهمت في اعادة بناء القطاع المصرفي اللبناني وفي استقرار النقد

مرحلة دعم الاقتصاد والمالية في احلك الظروف.

ارتفعت الاحتياطات بالعملات الاجنبية من 1.4 مليار دولار عام 1992 الى اكثر من 42 مليار دولار اليوم.

إرتفاع الموجودات المصرفية الى ما يقارب 240 مليار دولار.

ارتفاع الودائع المصرفية من 6.6 مليارات دولار 1992 الى نحو 187 مليار دولار.

يحتل القطاع المصرفي اللبناني المرتبة الخامسة بين القطاعات المصرفية العربية من حيث حجم الأصول، والمرتبة الثانية بين القطاعات المصرفية للدول العربية غير النفطية، حيث يستحوذ على نحو 7% من إجمالي موجودات القطاع المصرفي العربي، و8% من ودائعه..

سياسات وهندسات مالية لدعم الاستقرار النقدي وتعزيز الاحتياطات.

إحتياطات من الذهب تقارب قيمتها 12 مليار دولار.

إقتراحات خارجية

في تموز الماضي، كرّرت بعثة صندوق النقد الدولي (مشاورات المادة الرابعة)، التي زارت لبنان ، نصائحها بتخفيض سعر صرف الليرة الاسمي، كواحد من الخيارات التي طرحتها أمام المسؤولين لمعالجة أزمة ميزان المدفوعات المتمادية والحدّ من النزف المتواصل للدولارات وتأمين الحماية للدائنين ودعم النظام المصرفي.

في شباط 2018، كذلك فعلت بعثة صندوق النقد والبنك الدوليين المشتركة في إطار برنامج تقييم القطاع المالي، التي وافقت الحكومة على نشر تقريرها في عام 2017، بشرط حذف فقرات عدّة منه، إحداها تشير إلى أن الاحتياطي الأجنبي الصافي لدى مصرف لبنان كان عاجزاً بقيمة 4.7 مليارات دولار في كانون الأول عام 2015، وأخرى تحذّر من استمرار مراكمة الخسائر التي يتحمّلها مصرف لبنان لدعم ربحية المصارف ورساميلها وجذب التدفّقات الخارجية وزيادة الودائع، كأدوات رئيسة في سياسة التثبيت النقدي، وتحذّر أيضاً من مخاطر شحّ رساميل المصارف اللبنانية بسبب انكشافها الواسع على ديون الدولة والعقارات، وهما الأكثر هشاشة حاليا.

و طبعا من أهم الإقتراحات و التوصيات الدائمة، هي تطبيق سياسة الإصلاح و تخفيف من الهدر المالي، لزيادة إيرادات الدولة و تخفيض مصاريفها.

مخاطر حالية

إضافة إلى ذلك إننا مقبلون في الأعوام الثلاثة المقبلة على دفع مستحقات ديون مالية، و البنك المركزي ممكن تمرير جزء من هذه المستحقات و لكن إن لم نجد حلول للمستحقات الباقية فنحن مقبلون إلى إنهيار مالي و إقتصادي.

بالإضافة إلى ذلك هناك مرحلة عدم ثقة بالإقتصاد اللبناني و إنعدام الثقة يؤدي إلى مزيد من إنخفاض في الإستثمار و بالتالي إنخفاض مقدور العملة الصعبة في لبنان و بالتالي مزيد من الإنهيار الإقتصادي.

و أحد أهم المخاطر أن الدولة اللبنانية لم يعد بمقدورها تغطية هذه المخاطر المالية و خصوصا أن دينها يزيد و مدخولها يقل و مصروفها تقريبا كما هو، لذلك هناك حماسة على الإصلاح و هناك دفع من المجتمع الإقليمي و الدولي لوضع لبنان تحت أمر الواقع بما يختص الإخلاصات و هناك مهل تعطى للبنان لأجل إنجاز هذه الإصلاحات، لتخفيف من الصرف و زيادة الإيرادات لمواجهة تلك الصعوبات.

 

الحلول:

تقدم الوزير باسيل بورقة إقتصادية لدعم الإقتصاد اللبناني و المحافظة على الليرة، حيث تعد مزيج بين خطة ماكينزي و سيدر و بعض النقاط المحلية، حيث فعلا هذه الخطة تعد أحد الحلول المقنعة و المشتركة بين الجميع.

أهم بنود هذه الورقة:

إنها تتوزّع على محاور عدة حيث أول،ا تخلي جميع الأفرقاء عن مكامن الهدر  في الدولة: أوجيرو ،  مرفأ بيروت، مجلس الجنوب، ميدل إيست، إنترا، المهجرين، التهرب الجمركي الشرعي و الغير شرعي و غيرها.

المنظومة التشريعية: هيئة الفساد، رفع الحصانة ، وقف التوظيف و التطويع مع إستثناء، إعادة توزيع الموظفين، وقف عجز الموازنة بتقديم القطاع المصرفي بتخفيض الفوائد على قروض الدولة مشروطة بالإصلاحات حيث مع كل إستحقاق على الدولة تحقيق إصلاحات محددة.

تعزيز قدرة لبنان الإنتاجية عبر تطبيق خطة سياسة التجاري حيث يجب إعتماد ماكنزي للقطاعات المنتجة و تحول لبنان من الريع إلى الإنتاج، بحيث نتمكن من تخفيض دفع العملات الصعبة إلى الخارج و تأمين صرفها في الداخل.

العمل على إعادة النازحين السوريين، عودة آمنة و كريمة و ذلك لمن يود ذلك إلى المناطق الآمنة.

بالإضافة إلى وضع إستراتيجية مستقبلية للعب لبنان دور إقتصادي على صعيد أورو متوسطي من خلال الموارد الموجودة في لبنان إن كان على صعيد النفط و الغاز أو المياه، و طبعا ذلك بحاجة إلى العمل على إبرام إتفاقات إقتصادية و مالية مع سوريا و العراق.

الواقع الراهن

اليوم، فقد أدّى هذا الخطر المتزايد إلى تضييق مساحة حركة الأموال، وهي خطوة تُغيّير طابع النظام المالي في لبنان. وليست المشكلة نقديّة بالمقام الأوّل، وإنّما هي بفعل ماليّة الدّولة، فالأخيرة مقبلة لا محالة إلى حائط مسدود تعجز بعده عن دفع ديونها لزيادة نفقاتها عن وارداتها والعجز السنوي المُتراكم بفعل ذلك.

فالشعارات الإعلامية هي أن الوضع جيد و لا يوجد أي خطر و لكن لنكون موضوعيين كلا ليس الوضع كذلك و لا يوجد حتى اليوم حل جذري للمشكلة و لم يعتمد حتى اليوم خطة واقعية و لا يوجد أي قرار سياسي فعلي لتحدي هذه المخاطر سوى أننا نضع الموازنة في وقتها و ذلك لا يكفي سوى خطوة صغيرة مقابل المخاطر التي مواجهها.

لبنان بحاجة ليس فقط إلى إصلاحات و وقف الهدر، بل نحن بحاجة إلى سياسة الهجوم و ليس فقط الدفاع، أي بحاجة إلى إتفاق مع القطاع المصرفي و تخفيض ديون الدولة و يكون جزء من الحل، أن نعزز قدرتنا الإنتاجية و أن تستعيد الدولة ثقتها بالمستثمرين، فالحل لن يكون جزئي بل هو حل متكامل.

أما على صعيد المواطن اللبناني إن شعر أن الحل متكامل و يشمل جيوب الحاكمين عندها لن نرى هذه التحركات و إن لمس أنها تريد مس فقط جيوب العائلات المستورة فلن يمر أي إصلاح بالقوة لأنه بالتالي هو حل جزئي.

و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل بعض الساسة الذين هم شركاء للقطاع المصرفي و لبعض قطاعات الهدر في لبنان كالمعابر الغير شرعية سوف يأخذون هكذا قرار شجاع؟

إن أخذوه عندها سوف نبدأ بممر الأمان و وضع لبنان على رجليه إقتصاديا و إجتماعيا و ماليا و إن كان لا سوف ندخل النفق الأسود و عندها ينهمك المواطن اللبناني البسيط و يذهب الساسة بأموالهم إلى الخارج و لكن يخسروا مورد رزق أساسي لهم.

 

 

التوريث السياسي أحد الأمراض الخبيثة في لبنان

الشعب اللبناني دائماً يتحدث عن واقعه الأليم والمزري، ولكن هل سأل نفسه لماذا واقعه كذلك؟ لماذا لم يحدث أي تغيير؟ لماذا حاله يتحول من سيئ إلى أسوأ؟

طبعا أحد أسباب ذلك هو التوريث السياسي. وفي عملية حسابية بسيطة دائماً الموروث أسوأ من الوارث وبالتالي وضعنا السياسي والاقتصادي من سيئ إلى أسوأ. لماذا سميته بالمرض الخبيث، لأنه سبب عيش المواطن بالذل وسبب ظلم المواطن اللبناني وسبب تدهور صحة المواطن وسبب انهيار الاقتصاد اللبناني، أليس كل ذلك بأقل تقدير يمكن تسميته مرضاً خبيثاً؟

نتائج الوراثة السياسية

أحد أهم مقومات الوراثة السياسية أن يكون نظامنا السياسي غير سليم، لأن مع نظام سياسي سليم بالتالي سوف يكون هناك إصلاح سياسي وبالتالي غياب التوريث السياسي والإنتخاب على أساس كفاءة وعلى أساس مساواة بين كافة المرشحين.هل لبنان يتمتع بالعدالة في الإنتخابات؟

بالطبع كلا، لأن المورث السياسي يريد البقاء على زعامته عبر ستعمال وسائل مختلفة وعندما يقترب موته يريد أن يحضر أرضيته لنجله أو موروثه.

ماذا جنى لبنان من الوراثة السياسية؟

لبنان جنى من هذه الطبقة السياسية كوادر سياسية أسوأ وجنى مزيداً من العبء المالي والإقتصادي بسبب الوراثة السياسية وبالتالي مزيدا من الفساد ومزيدا من الدكتاتورية بسبب هذه الطبقة السياسية.

هناك من يسأل نفسه عند قراءة هذه المقالة: “ديكتاتورية”!!

نعم، نحن نعيش بنظام ديكتاتوري وليس ديموقراطياً. إنها ديكتاتورية التوريث السياسي وديكتاتورية الطائفية، يعمل كل زعيم على بناء زعامته على حساب المواطن اللبناني وتالياً تمكنه من التوريث السياسي لضمانة حكم العائلة من خلال استعمال موارد الدولة السياسية والمالية والأمنية لمصلحته في الإنتخابات.

هل ما زلنا في هذه الذهنية؟

طبعا، وإنتخابات 2018 كانت أهم دليل على ذلك. والبعض تمكن من زيادة كتلته النيابية بسبب التوريث السياسي حيث اعتمدت إستراتيجية إنتخابية لبناء كتلة سياسية أكبر؟ وهذا دليل على أن أحوالنا السياسية ونظامنا السياسي أسوأ من قبل، ودليل على أن الواقع السياسي والإقتصادي في أعوامنا الأربعة أسوأ من قبل وبدأت هذه النتائج تظهر خلال أول عام بعد إنتخابهم.

على سبيل المثال، في شمال لبنان أكثر من تسعين في المئة إما توريث سياسي أو ما يسمى إعادة إنتخاب وهذا دليل على أن الواقع السياسي في الشمال سيئ جدا.

ما هو الحل من التوريث السياسي؟

عام 2022 عدم إنتخاب نواب لمرة ثانية إن كانت نتائجهم غير منتجة؟ وعدم إنتخاب أي نائب للمرة الثالثة ومقاطعة أي وريث سياسي وإلا سوف تكون مرحلتنا بين 2022 و 2026 أسوأ من مرحلتنا السيئة هذه.

في الختام، نحن بحاجة إلى دم جديد مبني على ذهنية سياسية جديدة على أساس أن النائب من الشعب وإلى الشعب وليس على أساس أن الشعب ملك النائب.

الحل بيد الشعب اللبناني وليس غيره، ليخرج لبنان من آفته عليه أن يستعمل مصدر قوته الناخبية وإلا نحن متجهون إلى إفلاس سياسي وإقتصادي لأن الوراثة السياسية سوف تقضي على ما يسمى بالجمهورية اللبنانية وسوف نصبح جمهورية التوريث السياسي أي جمهورية الموز.

وهمُ الإصلاح

قريباً هناك إقرار لخطة إقتصادية ومالية للدولة اللبنانية، ورغم أنّ هناك حالات هرج ومرج وكأنها انتصار للدولة في وضع هذه الخطة، لا نتفاءل كثيراً، لأنها باللبناني “إبرة مورفين” فقط ليس أكثر.

لبنان لم يمرّ فعلياً بمرحلة اقتصادية ممتازة، ولكن كان وضعه الاقتصادي أفضل في مرحلة من المراحل، لأن سياسته وقدرته المالية والدعم الدولي والإقليمي كان موجوداً بشكل وأوسع وخصوصاً في مرحلة التسعينيات حيث كانت هناك مؤتمرات دعم مختلفة، وكان هناك توافق إقليمي دولي على الاقتصاد اللبناني وبنائه بعد الفترة العصيبة التي مرّ بها خلال الحرب الأهلية.

بدأت التغيرات السياسية بعد عام 2000 حيث تراجعَ الدعم خطوة، كدعم الدولة حتى انهارت التسوية بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ولكن لبنان كان قائما ًعلى هذا الدعم وليس على خطواته الاقتصادية المثالية. الفساد في لبنان لم يكن يوماً غير موجود بل إنه قوت الفئة المسيطرة على البلد، لا بل أكثر من ذلك، إنه ثقافة عند الطبقة السياسية والمواطن اللبناني على السواء.

لم يتغير شيء عن قبل، ولكن من تغير هو الدعم المالي الذي كان موجود سابقاً. لم تتغير السياسة المالية، ولكن إيرادات الدولة وديونها ازدادت، والظروف السياسية المختلفة في المنطقة أثرت سلباً، وسوف ينهار الاقتصاد على المستفيد وغير المستفيد من السياسة المالية للدولة إن بقيت كما هي.

اللاجئين في لبنان مسؤولية مشتركة

صدرت اتفاقية اللاجئين العالمية في العام 1951، وأعقبها بروتوكول العام 1967 التابع لها؛ والجدير بالذكر أن لبنان لم يوقّع على هاتين الوثيقتين المتعلّقتين باللاجئين وحقوقهم في بلد اللجوء، وبالتالي فإنه متحرّر من أي التزامات تجاههم كلاجئين، إلا أنّ ذلك لا يحرّره من التزامه القانون الدولي والإنساني، وعدم مخالفة التشريعات والأعراف الدولية التي تحمي الإنسان وتفرض تأمين الحد الأدنى من المستوى الحياتي له من قبل أي سلطة قائمة.
تقدّم الدولة اللبنانية للسوريين المدنيين الموجودين على أراضيها جميع المساعدات والتسهيلات وفق ما تسمح به الإمكانات، وهي تتعاون في هذا المجال مع المنظّمات والهيئات الدولية.

تاريخ اللجوء إلى لبنان

استقبل لبنان في مراحل تاريخه الحديث عددًا كبيرًا من اللاجئين، ليس لكونه يقع جغرافيًا في جوار البلدان التي أصابتها أزمات وحروب، بل أيضًا لوجود نقاط جذب أخرى ترتبط بخصائص موقعه، ونظامه السياسي والحرية الفردية فيه، إضافة إلى تركيبته الديموغرافية المتنوّعة، وقد بدأت دفعات اللاجئين بالدخول إلى لبنان منذ الحرب العالمية الأولى وعلى الشكل الآتي:

_ الأرمن، من العام 1915 حتى العام 1940: اندمجوا في المجتمع اللبناني وأصبحوا لاحقًا مواطنين لبنانيين. حاليًا يقدّر عددهم بحوالى 234 ألف شخص تتمركز كتلتهم البشرية الأكبر في منطقة برج حمود.

_ الفلسطينيون، من العام 1948 حتى العام 1970: دخلت أول موجة لاجئين بعد أحداث 1948 وقدّر عددهم بـ100 ألف شخص، والثانية بعد حرب العام 1967، وآخر موجة جاءت من مخيم اليرموك في سوريا بعد الأحداث الأخيرة التي حصلت هناك. وقد أصبح عدد اللاجئين حاليًا وفق مصادر الأونروا 450 ألف فلسطيني، وهناك تقديرات أخرى تفيد بأن عددهم يفوق الـ500 ألف شخص.

_ العراقيون، من العام 2003 حتى العام 2008: دخلوا الى لبنان بعد الحرب في العراق، وقد وصل عددهم الى 50 ألفًا ثم تدنى تدريجيًا ليصبح حاليًا حوالى 10 آلاف شخص.

_ السوريون، من العام 2011 حتى العام 2014: بتاريخ 3 نيسان 2014، تمّ تسجيل النازح السوري الرقم مليون، ووفق إحصائيات الأمم المتحدة، يبلغ عددهم حاليًا 1.170.000 (مليونًا ومئة وسبعين الفًا)، وقد صدر قرار عن الحكومة اللبنانية بعدم تسجيل أي سوري بعد تاريخ 1/1/2015.

تعتبر الحكومة اللبنانية السوريين المدنيين الموجودين على الأراضي اللبنانية نازحين وليسوا لاجئين، وذلك لعدة أسباب:

– إن الأحداث الأليمة في سوريا تجري على أجزاء وليس على كل الأراضي السورية، وبالتالي هناك الكثير من الأماكن الآمنة الصالحة لاستقبالهم داخل حدود دولتهم.

– إن هذه الأحداث هي أحداث مرحلية ومن المفترض أن يعود الوضع إلى طبيعته بعد حين، بعكس ما حصل في فلسطين المحتلة.

فقد وصل عدد اللاجئون السوريون إلى مليون و نصف حسب منظمة الأمم المتحد لشؤون اللاجئين، خسر لبنان مليارات الدولارات و في الوقت عينه إستفاد من وجودهم بسبب الهبات و المشاريع التنموية في المناطق الآوية لللاجئين.

فاليوم أكثر من ثلث سكان لبنان من اللاجئين ، و هذا له تداعيات مختلفة إجتماعية و إقتصادية. فاليوم حسب التقارير الدولية لبنان الأول عالميا بإحتضان اللاجئين و ذلك قياسا بمساحته الجغرافية.

بالإضافة إلى ذلك هناك تداعيات مختلفة كالتالي:

هناك أكثر من 170 ألف لبناني تأثّروا اقتصاديًا وأصبحوا تحت خط الفقر، و200 ألف فقدوا فرص عملهم أو أصبحوا عديمي الإنتاجية بسبب البطالة ومنافسة اليد العاملة السورية لهم.
• ارتفاع نسبة التلوّث بشكل كبير في الأرض والمياه الجوفية والأنهار والسواقي، خصوصًا في المناطق القريبة من تجمّعات اللاجئين السوريين.
• استهلاك كبير للموارد (كهرباء ومياه) من دون أي مقابــل مــادي للدولــة.
• ازدياد نسبة الجريمة (سرقات، قتل، دعارة)

بالإضافة إلى ذلك التوتر الحاصل و الذي يؤدي إلى تأثير بالعلاقات الإجتماعية بين المجموعات الحاضنة و اللاجئين مما يؤدي إلى ثقافة الكره بين المجموعتين و هذا طبعا يعد من العوامل السلبية التي تؤدي إلى أعمال جرمية و غيرها.

فاليوم لبنان في حيرة بين موضوعين و الإثنين مهمين حقوق الإنسان التي يجب لبنان مراعاة هذا الموضوع و في الوقت عينه وضع مصلحة لبنان القومية و الإجتماعية و الإقتصادية من ضمن أولوياته.

و ذلك يتطلب إستراتيجية واضحة من قبل الدولة اللبنانية و هذه الخطة بعد إعدادها يتم مناقشتها مع المجتمعين الدولي و الإقليمي و خصوصا أننا اليوم في ظل ظروف دقيقة على الصعيدين المالي و الإقتصادي.

هذه الخطة كان يجب أن تعد منذ بداية الأزمة و لكن أن تأتي متأخرة أفضل من أن لا تأتي و ينهار البلد على الجميع، على لبنان أن يستفيد أكثر من هذا الواقع و أن يضع أولوياته بطريقة مساوية للوضع الإنساني و الإقتصادي و الإجتماعي.

على المجتمعين الإقليمي و الدولي أن يتحمل مسؤولياته بشكل أكبر على الصعد كافة و على لبنان يعد خطته و يتفق عليها جميع المكونات السياسية و أن يضع المجتمع الدولي و الإقليمي تحت أمر الواقع.

 

محاربة الفساد في لبنان بالشكل و ليس بالمضمون

إن مرتبة لبنان عالميا حسب مؤشر مدركات الفساد 143 من أصل 180 عالميا، و هذا الرقم هو بحد ذاته إنذار من العيار الثقيل و يوصف حالة لبنان على صعيدين الفساد و على الصعيد الإقتصادي طبعا.

الفساد مستشري منذ سنوات طويلة و يزداد نهج الفساد عام بعد عام، و كل فريق سياسي يعتبر أن بقاء نفوذه يأتي للأسف عبر تعزيز إمكانياته المالية، و من جهة أخرى تعزيز حياة الرفاهية إلى ولد الولد، و المواطن يدفع ثمن ذلك عبر إزدياد الديون و إنقطاع الخدمات و الموت على أبواب المستشفيات.

بدأت تظهر موضة محاربة الفساد منذ عام 2005، و لكن بالشكل و ليس بالمضمون من يريد أن يحارب الفساد يعمل على مشاريع قوانين في مجلس النواب مثل قانون حماية كاشفي الفساد، مثل رفع السرية المصرفية عن كل موظف أو نائب أو وزير، يعمل على فصل السلطات القضائية عن السلطات السياسية و تطبيق قانون حق الوصول إلى المعلومات.

للأسف في الموضة الجديدة هي العمل بالمفرق مش بالجملة من في السلطة محمي و من خارج السلطة غير محمي، محاربة الفساد لا تكون بالنكايات بل محاربة الفساد تحتاج إلى إستراتيجية واضحة من ضمنها مشاريع قوانين في مجلس النواب كما ذكرنا سابقا و تكون من ضمن إطار مؤسساتي لكي نصل إلى نتيجة.

لكي نكون واضحين، أحد عوامل إزدياد الفساد في لبنان هو شح المال السياسي في الأعوام الأخيرة ما أدى إلى لجوء الطبقة السياسية إلى نهب موارد الدولة لكي تستمر، و لكن الفساد موجود في لبنان منذ تأسيسه و للأسف أصبحت ثقافة و لكي نحارب الفساد علينا محاربة ثقافة الفساد، و إسترجاع هيبة الدولة و الثقة بها التي شبه مفقودة.

ختاما، للأسف معظم من يتحدث عن محاربة الفساد في لبنان من الطبقة السياسية هم أركان الفساد في لبنان و يعملون على ذر الرماد في العيون، و حسب ما نراه اليوم أنه لا يوجد نية فعلية في محاربة الفساد في لبنان إنها فقط حركات إعلامية أو ضغوطات سياسية، ممكن أن نرى بعض الإصلاحات الشكلية بسبب الضغوطات الدولية، ممكن أن نرى بعض الإصلاحات لأن الدولة متجهة نحو الإفلاس إن لم تخفف منه فبالتالي يخسر الجميع، و أخيرا في جميع تلك الخطوات المواطن هو الخاسر الأكبر.

 

حكومة وراثة الرئاسة الأولى

في العلن عرقلة تشكيل هذه الحكومة هو الحصص، و لكن إحدى العراقيل أنها جسر الوصول إلى الرئاسة الأولى. حيث هذه الحكومة من المتوقع أن تستمر للإنتخابات المقبلة عام 2022، و المجلس المقبل سوف ينتخب رئيس الجمهورية المقبل عام 2023.

و الخلاف المسيحي طبعا ليس بسبب عدم دعم العهد من قبل القوات أو إستمرار التوتر بين الوزير فرنجية و باسيل، بل بسبب الوزير باسيل يريد تحجيم منافسيه القوات اللبنانية و تيار المرده، حيث هم المنافسين الأول لمقعد الرئاسة المقبلة، و ليس بصدفة التواصل القواتي-المرده لمواجهة خطة باسيل.

مع المتغيرات السياسية في المنطقة حيث تيار ما يسمى 8 آذار يعد الأكثر نفوذا لأسباب إقليمية ومنها  الإنتصار في سوريا عسكريا و سياسيا و محلية فوز هذا التيار في الإنتخابات الماضية. طبعا يعد باكرا التحدث عن دعم الدكتور جعجع للوزير فرنجية لمنصب الرئاسة المقبلة بسبب التغيرات السياسية في المنطقة و لكنه يعد إحدى السناريوهات.

كما إعتبر الدكتور جعجع أن وصول الرئيس عون أقل خسارة من وصول وزير فرنجية إلى سدة الرئاسة، فممكن أن يعتبر وصول فرنجية أقل خسارة من وصول باسيل إلى سدة الرئاسة حيث يتهم بالتفرد بالقرار على كافة الصعد و ذلك من خلال الإستفادة من وجود العماد عون في الحكم، أو دعم فرنجية لجعجع إن كانت الظروف تناسب جعجع و لكن تعد نسبة ذلك ضئيلة.

لذلك من هنا يأتي هاجس باسيل و يريد أن يواجه الفريقين من خلال أخذ الوزارات الأكثر نفوذا و تحقيق إنتصارا في الإنتخابات النيابية المقبلة و تثبيت تمثيله أغلبية المسيحييون و بالتالي محاولة قطع الطريق على التقارب أو التحالف مستقبلا بين القوات و المرده.

فمن سوف ينتصر في هذه المعركة؟ و هل جعجع يفعلها؟ ماذا سوف تكون خطة باسيل لمواجهة التنسيق القواتي-المرده؟ و ماذا سوف يكون موقف حزب الله في هذه المعركة؟